وفقا لما أفادته وكالة أهل البيت (ع) للأنباء ـ ابنا ـ أعلنت حركة أنصار شباب ثورة 14 فبراير عن بيان لها بمناسبة ذكرى عاشوراء 1443هـ.
و اليكم نص البيان...
بسم الله الرحمن الرحيم
قال الله سبحانه وتعالى:
(ذَٰلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ) 32 سورة الحج/صدق الله العلي العظيم.
(بسم الله الرحمن الرحيم: هذا ما أوصى به الحسين بن علي بن أبي طالب الى أخيه محمد المعروف بابن الحنفيّة، أنّ الحسين يشهد أن لا اله الاّ الله وحده لا شريك له، وأنّ محمداً عبده ورسوله، جاء بالحقّ من عنده، وأنّ الجنّة حقّ، والنار حق،والساعة آتية لا ريب فيها، وأنّ الله يبعث من في القبور. إنّي لم أخرج أشراً ولا بطراً ولا مفسداً ولا ظالماً، وانّما خرجت لطلب الاصلاح في أمّة جدّي (ص)، وأريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر،وأسير بسيرة جدّي وأبي عليّ بن أبي طالب عليه السلام، فمن قبلني بقبول الحق، فالله أولي بالحق، ومن ردّ عليّ هذا، أصبر حتّى يقضي الله بيني وبين القوم بالحق، وهو خير الحاكمين).
بعد عدة أيام يحل علينا شهر محرم الحرام 1443هجـ ، وذكرى عاشوراء الامام الحسين عليه السلام ، هذه الذكرى التي هي مدرسة رسالية ثورية لبناء المجتمع الاسلامي والجيل الرسالي الثائر من أجل الله والحق والحرية والكرامة والانسانية.
نعم إن نهضة الامام الحسين عليه السلام هي نهضة من أجل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وتقويم الإعوجاج في الأمة،ومقاومة الباطل والفساد ونهب الثروات ، والإستئثار بالسلطة وتضييع حقوق الأمة ، وقد خرج سيد الشهداء من أجل الإصلاح ، وكذلك الأئمة المعصومين من آل البيت عليهم السلام وأتباعهم على إمتداد التاريخ إنما قاموا بواجب وبفريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، والعمل بما أمر الله سبحانه وتعالى ورسوله محمد صلى الله عليه وآله وسلم في القرآن الكريم.
ولذلك فإن حركة أنصار شباب ثورة 14 فبراير،تدعو الشعب البحراني المؤمن الغيور والحسيني بأن يحيوا ذكرى محرم الحرام وعاشوراء هذا العام وبكل قوة وحماس،والمشاركة في مجالس العزاء الحسيني ورفع رآية الاصلاح والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أمام السلطان الجائر، والطاغية الخليفي المستبد ، وقبيلته الغازية والمحتلة الذين إتخذوا دین الله دخلا وعباد الله خولا ومال الله دولا ، يأمرون ويدعون الناس للمنكر وينهون عن المعروف ، وقد ملئوا سجونهم ومطاميرهم بالأحرار والحرائر والثوار وقادة الحراك الشعبي الذي تفجر في 14 فبراير 2011م.
يا جماهير شعبنا الحسيني ..
أيها الشباب البحراني الحسيني الغيور..
إن ثورة 14 فبراير المجيدة التي تفجرت وإنطلقت أيها الشباب الثائر بسواعدكم وسواعد جماهيرنا الحسينية ، كانت ثورة حسينية في المنطلقات والأهداف بإمتياز، وإن الحضور الجماهيري الغفير في الثورة في ميدان اللؤلؤة (ميدان الشهداء) وفي سائر الساحات والشوارع ، كانت صبغته حسينية ، فالشباب البحراني الرسالي الثوري قد شارك في ذلك العام في أربعينية الإمام الحسين عليه السلام في كربلاء ، ورجعوا ليفجروا ثورة الغضب في وجه الظالم الخليفي المستبد،وأسقطوا شرعيته وشرعية حكمه وبقاء قبيلته الغازية والمحتلة.
إن تقدم الجماهير والشباب والنساء والرجال والأطفال في المسيرات الثورية كان حسينيا زينبياً، وكان الكل يتسابق من أجل الشهادة في سبيل الله ،وقد لبسوا الأكفان المكتوب عليها "أنا الشهيد التالي".
إن ثورة 14 فبراير ثورة حسينية في المنطلقات والأهداف ، وقد خرجت جماهيرنا بأغلبيتها الساحقة ، تطالب بالإصلاح ورحيل الطاغية الديكتاتور وقبيلته من القراصنة واللصوص عن أرض البحرين الى الزبارة والى نجد ، وقدموا في هذه الثورة أكثر من 200 شهيد وآلاف الجرحى والمعاقين ، غير من قام الطاغية بإعدامهم ظلما وزورا وجوراً ، ولا زال العشرات من أبناء هذا الوطن الأحرار والأبرياء الذين تم الحكم عليهم بالإعدام من قبل القضاء الخليفي الصوري والمسيس ينتظرون مصادقة الطاغية حمد على حكم إعدامهم .
كما أن أكثر من 20 ألف من أبناء شعبنا الأحرار الشرفاء منذ تفجر الثورة الشعبية ، دخلوا السجون والمعتقلات وتعرضوا لأبشع أنواع التعذيب الهمجي والحاط من الكرامة ، ولا زال أكثر من 5000 سجين سياسي وسجين رأي،وفي طليعتهم القادة والرموز والعلماء المجاهدين الربانيين والحقوقيين يقبعون في سجون الطاغية يزيد العصر حمد بن عيسى آل خليفة ، ويواجهون الموت البطيء في ظل جائحة كرونا ، ويسعى الطاغية وولي عهده سلمان بحر الى إبقائهم في السجون لمدد أكثر من أجل إبتزاز القادة والمعارضة السياسية في أي حوار خوار مزعوم قادم.
إن ثورة 14 فبراير قد أسقطت شرعية الطاغية الأموي السفياني المرواني حمد بن عيسى آل خليفة، وفضحت قبيلته وجلاوزته وبلطجيته أمام العالم ، فالجماهير طالبت بأجمعها بإسقاط النظام ورحيل الطاغية الفاسد والمفسد في الأرض ورحيله مع قبيلته ، وطالبت بحقها في تقرير المصير وإقامة نظام سياسي ديمقراطي تعددي جديد نابع من الإرادة الشعبية يكون الشعب فيه مصدر السلطات جميعاً.
ولذلك فإن حركة أنصار شباب ثورة 14 فبراير تدعو جماهير الشعب البحراني الحسيني التمسك بثورة ونهضة عاشوراء وكربلاء،وإتخاذ الإمام الحسين عليه السلام وشهداء الطف رضوان الله تعالى عليهم قدوات ورموز يقتدون بهم في نضالهم وجهادهم ومقارعتهم للطاغوت، والعمل من أجل تكريس ثقافة عاشوراء، وأهداف ومنطلقات نهضة الامام الحسين عليه السلام الرسالية المناقبية الإلهية ، فشعبنا لم يقم من أجل الفساد والإفساد في الأرض ، وإنما قام ونهض وثار وبذل الغالي والنفيس والدماء الزكية وقدم الشهداء الأبرار من أجل إعلاء كلمة الله في الأرض وتجسيد مفاهيم وقيم الثورة الحسينية الرسالية التي هي إمتداد لحركة الأنبياء والرسل،وإمتداد لرسالة الرسول الأكرم محمد صلى الله عليه وآله وسلم.
إن إستمرار ثورة 14 فبراير وبقائها في ذورتها ، وإستمرارها في مقارعة الظلم والإستبداد والديكتاتورية ، إنما جاء لأنها ثورة ونهضة شعبية رسالية إلهية من أجل الحق والعزة والكرامة ، ومقاومة الظلم والإضطهاد والفساد والتمييز العنصري لآل خليفة الغزاة المحتلين.
فيا جماهيرنا الحسينية،ومن أجل إستمرار وهج الثورة الشعبية التي إنطلقت في 14 فبراير،علينا أن نحيي نهضة وثورة عاشوراء بالحضور في المجالس والمواكب والهيئات الحسينية ، وتجسيد قيم نهضة وثورة عاشوراء وفضائلها وأخلاقياتها في مجتمعنا ، وأن تكون هذه الثورة مدرسة رسالية لنا ولأجيالنا القادمة من أجل التغيير والإصلاح والصلاح والفلاح ، فإن كل ما عندنا هو من الامام الحسين وعاشوراء وكربلاء ، وأن نعلن تضامننا مع المعتقلين وعوائلهم وأن نطلق الشعارات ونرفع الصوت عالياً من أجل إطلاق سراحهم،ووقف حملات التعذيب والإنتهاكات الصارخة لحقوق الإنسان ، كما وأن نتضامن مع الحملات الاعلامية التي تطالب بوقف تنفيذ حكم الإعدام بأبناءنا الأبرياء.
وعلينا كذلك ونحي نحيي ذكرى عاشوراء وكربلاء الطف أن نهييء ونمهد الأرضية لظهور وقيام صاحب العصر والزمان الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه وأرواحنا لتراب مقدمه الفداء، لكي نجاهد ونقاتل في معسكره وجيشه ، في مقابل معسكر الكفر والنفاق العالمي ، وجيش ومعسكر الكفر والشرك الأموي السفياني المرواني ، لإقامة دولة الحق التي قال الله عز وجل عنها في القرآن (ونريد أن نمن على الذين أستضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين) ، هذه الدولة التي تحدث عنها ووعدنا بها رسولنا الأعظم محمد صلى الله عليه وآله وسلم والأئمة المعصومين من آل البيت عليهم السلام ، ونسأل الله قاصم الجبارين ومبير الظالمين وصريخ المستصرخين بأن يمن علينا بالتعجيل في فرج إمامنا الحجة المنتظر المهدي (عجل الله تعالى فرجه) ليملأ الأرض قسطاً وعدلا كما ملئت ظلما وجوراً إنه ولي التوفيق وإنه سميع مجيب.
حركة أنصار شباب ثورة 14 فبراير
المنامة – البحرين الكبرى المحتلة
2 أغسطس 2021م
.....................
انتهى/185