وكالة أهل البيت (ع) للأنباء

المصدر : ابنا
الثلاثاء

٢٧ يوليو ٢٠٢١

٦:٢٤:١٧ ص
1163712

التعرف على مدخل إلى دراسة نص الغدير لآية الله الشيخ محمد مهدي الآصفي (ره)

تناول آية الله الشيخ محمد مهدي الآصفي رحمة الله عليه في كتابه القيم هذا (المدخل إلى دراسة نص الغدير)، مسألة الإمامة ونظریات تعيين الإمام في الفكر والمعتقد الإسلامي من خلال آراء المتكلمين والمفسرين والفقهاء من المذاهب الإسلامية السنية إلى جانب معتقد الشيعة الإمامية.

وفقا لما أفادته وكالة أهل البيت (ع) للأنباء ــ ابنا ــ تناول بالنقد والمناقشة والتمحيص والاستدلال والتحليل النظريات الثلاث التي ظهرت في الفكر الإسلامي وهي: 1- نظرية انعقاد الإمامة بالغلبة والثورة المسلحة. ۲- نظرية الاختيار (الشوری). وهاتان النظريتان هما لجمهور أهل السنة. 3- نظرية النص. وهي معتقد الشيعة الإمامية. ثم انتهى بعد جولة استدلالية تحليلية، وربط بين العقيدة ومسألة الإمامة والولاية، ومناقشة للأدلة ومستندات النظريات الثلاث إلى إبطال نظريتي الغلبة والشوری، والدفاع عن صحة وأدلة (نظرية النص).

ونقلا عن الاجتهاد، تشكل الإمامة ركناً أساساً من أركان العقيدة والكيان الفكري والاجتماعي للمسلمين. ولخطورة هذه المسألة وتأثيرها المباشر على سلامة المسيرة والشريعة الإسلامية كانت عناية الرسول “صلى الله عليه وآله وسلم” بالغة واهتمامه واسعاً ومتواصلًا في بيان هذه المسألة. وتشخيص المستحق للإمامة من بعده، بالصفات تارة، وبالشخص تارة أخرى.

ذلك لأن الإمام يخلف النبي “صلى الله عليه وآله وسلم” في حفظ الرسالة، وبيان محتواها، والعمل بها، كما يحفظ وحدة الأمة وسلامة مسارها.

ومن الثابت تأريخياً أن أول مسألة اختلف المسلمون فيها هي مسألة الإمامة. فقد حدث الخلاف بين المسلمين في سقيفة بني ساعدة في من يتولى شؤون الإمامة والخلافة، وجسد الرسول “صلى الله عليه وآله وسلم” الطاهر لمّا يزل مسجی.

واستمر الصراع حول مسألة الإمامة والخلافة كأعمق صراع، وأكثر الصراعات أثراً في حياة الأمة فكرياً وسياسياً واجتماعياً.

وهذا الصراع ما كان له أن يحدث، وما كان لتلك الفرقة التي شقَّت صف الأمة على امتداد الأجيال، وأغرقتها بالمواجهة الدموية أن تقع بهذا الشكل الذي حدث، لو أن المسلمين تمسكوا بما صدر عن النبي “صلى الله عليه وآله وسلم” من بیان وتشخیص في هذه المسألة.

نقد حرص النبي “صلى الله عليه وآله وسلم” على مستقبل الأمة، وحفظ مسيرتها منذ بدء الدعوة فلم يكن ليدعها تتخبط في الفوضى والخلاف، وهو الحكيم المؤتمن على هذه الرسالة ومصير الأمة، الذي وصفه ربّ العزة بقوله: ( لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ) التوبة : ۱۲۸.

ولقد أرخ رواة الحديث مسألة الإمامة وتشخيص الإمام علي بن أبي طالب مستحقاً لها على لسان النبي “صلى الله عليه وآله وسلم” ومُعيِّنًا له ، بدءاً من بداية الدعوة في حديث إنذار العشيرة، يوم جمع رسول الله “صلى الله عليه وآله وسلم” بني هاشم، ودعاهم إلى الإسلام، فلم يجيبوه، فنادى فيهم النبي: ” فأيكم يؤازرني على هذا الأمر على أن يكون أخي ووصيي وخليفتي فيكم، فأحجم القوم إلّا علياً، وهو أصغر القوم يومئذٍ حيث قام وقال: أنا یا رسول الله، فقال : أنت ” (1).

ويسجل التاريخ والرواة، وعلماء السير أن أبرز حدث تاريخي في حياة الأمة قد حدث بعد رجوع النبي “صلى الله عليه وآله وسلم” من حجة الوداع حيث استوقف الحجيج قرب ماء يدعى غدیر خم. وألقى فيهم خطبته الشهيرة خطبة الوداع، التي جاء فيها: «… أيها الناس إن الله مولاي ، وأنا مولى المؤمنين، وأنا أولی بهم من أنفسهم، فمن کنت مولاه فهذا على مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه ….”

وبهذا النص، وبالنص السابق، وبعشرات النصوص من الكتاب والسنة يثبت أن الإمامة والولاية مسألة تعيينية، وأن علياً قد عُيّن بهذا النص وبغيره من النصوص. في حين ذهب فريق آخر من المسلمين إلى تأول هذه النصوص، وحملها على غير ما تحمل من دلالة.

ولقد كان نص الغدير من أشهر النصوص، وأكثرها أهمية في الفكر والمعتقد والتأريخ الإسلامي.

وقد تناول الشيخ محمد مهدي الآصفي في كتابه القيم هذا (المدخل إلى دراسة نص الغدير)، مسألة الإمامة ونظریات تعيين الإمام في الفكر والمعتقد الإسلامي من خلال آراء المتكلمين والمفسرين والفقهاء من المذاهب الإسلامية السنية إلى جانب معتقد الشيعة الإمامية، تناول بالنقد والمناقشة والتمحيص والاستدلال والتحليل النظريات الثلاث التي ظهرت في الفكر الإسلامي وهي:

1- نظرية انعقاد الإمامة بالغلبة والثورة المسلحة.

۲- نظرية الاختيار (الشوری).
وهاتان النظريتان هما لجمهور أهل السنة.

٣- نظرية النص.

وهي معتقد الشيعة الإمامية.

ثم انتهى بعد جولة استدلالية تحليلية، وربط بين العقيدة ومسألة الإمامة والولاية، ومناقشة للأدلة ومستندات النظريات الثلاث إلى إبطال نظريتي الغلبة والشوری، والدفاع عن صحة وأدلة (نظرية النص).

وفي مسارات البحث والاستدلال يجد القارئ منهجاً جديداً في البحث، وبنية نظرية متكاملة في الصياغة والمقدمات والنتائج، وتوظيفاً فنياً ناضجاً لأدلة العقل والنقل، وطريقة النقد والاستخلاص.

وإن ( مركز الغدير) إذ يشكر للمؤلف هذا الجهد العلمي الموفق ويتولّى طبع ونشر هذا الكتاب القيّم ليدعو القراء إلى قراءته بروح موضوعية، وطريقة حيادية علمية لتتحقق الفائدة المرجوة.

سائلين المولى القدير التسديد وقبول العمل، إنه سميع مجيب.

مركز الغدير للداراسات الإسلامية.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
۱/ مسند أحمد: ۱۷۸/۱ ح 885، تاريخ الطبري – بتحقيق محمد أبو الفضل: ۳۱۹/۲ ۔ ۳۲۱، شواهد التنزیل – تحقيق الشيخ محمد باقر المحمودي :54۲/۱ .
......
انتهى/ 278