وفقا لما أفادته وكالة أهل البيت (ع) للأنباء ــ ابنا ــ قال الخاموش من قصيدة له:
واليومَ أصبحَ كلُّ مَن في (كربلا) في نعمةٍ عظمى وعيشٍ أرغدِ
ولـقـد سـمـتْ فيكمْ إلى أن طاولتْ هـامَ الـثـريَّــا رفـعـةً والـفـرقدِ
حسدتْ علاها المدنُ لمَّا أن سمتْ قـدراً وأيُّ عـلـيـةٍ لــمْ تُـحـسـدِ
وقال من أخرى:
ثم وافـى مسرعاً يسعى لوادي (كربلا)
راجياً يُسقى من الحوضِ رحيقاً سلسلا
قـسـمـاً عـنـهـا يـمـيـنـاً صادقاً لو رحلا
مـلأ الـعـالـمَ عـلـمـاً ومـعـانـي ونـجــار
وقال من أخرى:
إنّـي أتـيـتُـكَ قـاصـداً مــن (كربلا) الـحـمدُ ذكري والهناءُ ثنائي
من خيرِ من لبَّى وطافَ ومَن سعى ومَن ارتدى بالشكرِ والآلاءِ
سـعـدتْ بـه الـتـقـوى سروراً مثلما سـعـدتْ منىً منه بخيرِ مَناءِ
الشاعر
مهدي بن عبود الحائري (1260 ــ 1332هـ / 1844 ــ 1914 م) المعروف بـ (الخاموش)، شاعر وخطيب، ولد بكربلاء، وخاموش هو لقبه شخصياً وليس لقب أسرته، وهي كلمة فارسية تعني الصوت الخفي، ويُقال أنه جاءه من بحّة في صوته فصار إذا تحدث للناس لا يُسمع صوته كاملاً، فكان بعض الإيرانيين يقول عنه: خاموش شد ـ أي خفي صوته ـ
ونقلا عن العتبة الحسينية، درس الخاموش في كربلاء وتدرّج في مجالس العلم وأندية الأدب حتى صار خطيباً بارعاً وشاعراً مفلقاً وأصبح لمنبره طابعاً مميزاً وتخرّج على يده علم من أعلام الخطابة وهو الخطيب الكبير السيد جواد الهندي، توفي الخاموش في كربلاء ودفن الصحن الحسيني الشريف.
قال عنه السيد جواد شبر: (برع في الخطابة بحسن التعبير وجميل الأسلوب ونظم في كثير من المناسبات من مدح ورثاء وتهان وأعظم حسنة له أن تخرّج على يده السيد جواد الهندي خطيب كربلاء، وعمّر الخاموش حتى تجاوز السبعين من العمر، وأكثر شعره في أهل البيت (عليهم السلام). (1)
ولكن للأسف لم يذكر السيد شبر من شعره الذي قال عنه أن أغلبه في أهل البيت سوى بيتين في رثاء الإمام الحسين (عليه السلام) وفيهما يصف ندبة عيال الحسين على مصارع القتلى وهما:
تناديهِ مُذ ألفته في الطفِّ عارياً بأهلي مرضوضَ القِرى والجوانبِ
فـمَـنْ لـلـيتامى يا ابنَ أمِّ وللنسا إذا طـوّحـتْ فـيـهـا حـداةُ الـركـائبِ
وقال عنه السيد سلمان هادي آل طعمة: (شبَّ خطيباً ذاكراً للإمام الحسين عليه السلام امتاز عن غيره بفصاحة التعبير وحسن الأسلوب وقرض الشعر فألمَّ به إلماماً واسعاً وكان يشهد مناظرات الأدباء وما يتخلل مجالسهم من الأخبار والسير والأشعار) (2)
ثم يقول آل طعمة: (واقتصر شعره على رثاء أهل البيت ومديح بعض سراة كربلاء ورجال العلم والإصلاح)، ولكن آل طعمة لم يذكر أيضاً شيئاً من شعره في أهل البيت (عليهم السلام) واكتفى بنقل بعض قصائده في رثاء بعض الأعلام والتهاني.
وقد اخترنا من قصائده التي ذكرها آل طعمة بعض الأبيات فيما يخص أهل البيت (عليهم السلام):
يقول من قصيدة:
يا ابـنَ الـذينَ سما لويٍّ رفعةٌ فيهمْ بسابقِ مفخرٍ لا يسبقُ
قومٌ إذا ركبوا الجيادَ حسبتهمْ أسْـداً بـألـحاظِ المنيَّةِ ترمقُ
حلفا ندى لـلـسـائلينَ عطاؤهمْ لا ينتهي عـدداً ولا يـتفوَّقُ
وقال من أخرى:
هـلـلَ الـديـنُ وكـــبَّرْ حـيـنَ وجــهُ الـحـقِّ أســفـرْ
بــنـجـــومِ الأرضِ آ لِ المصطفى والطـهرِ حيدرْ
سـادةٌ فـيـهـمْ مدى الـ أيـامِ أضـحـى الـفـخــرُ يفخرْ
سـادةٌ لـيـسَ يـجاري مـجـدَهـم كـسـرى وقـيـصـرْ
سـادةٌ فـيهمْ قضى الـ ـرحـمـنُ مـا شـــاءَ وقــــدَّرْ
كوِّنوا من قبلِ تكويـ ـنِ الـورى فــي عـالــمِ الـذرْ
محمد طاهر الصفار
............
1 ــ أدب الطف ج 8 ص 261
2 ــ شعراء كربلاء ج 6 ص 91 ــ 108
......
انتهى/ 278
المصدر : ابنا
السبت
٢٤ يوليو ٢٠٢١
١١:٣١:٤٤ ص
1162825
ولد الخاموش في كربلاء ودرس فيها وتدرّج في مجالس العلم وأندية الأدب حتى صار خطيباً بارعاً وشاعراً مفلقاً وأصبح لمنبره طابعاً مميزاً.