وفقا لما أفادته وكالة أهل البيت (ع) للأنباء ـ ابنا ـ حذرت موسكو واشنطن من نشر قواتها المنسحبة من أفغانستان في "جمهوريات آسيا الوسطى الحليفة لروسيا".
التحذير جاء على لسان نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي ريابكوف، الذي أشار إلى تواصل موسكو وواشنطن بشأن النتائج المحتملة لانسحاب الوحدات العسكرية الأميركية من أفغانستان.
وفي مقابلة مع مجلة "الحياة الدولية" قال ريابكوف أن "الوضع غامض"، معتقداً أنه "وبسبب مجموعة معقدة من الأسباب السياسية، والجيوسياسية، والمحلية، ستظل الولايات المتحدة تتحرك في اتجاه تقليص وجودها العسكري في أفغانستان، وعواقب ذلك متعددة الأوجه"، لافتاً إلى مناقشة روسيا هذا الأمر مع أميركا.
وأشار إلى أن "روسيا وأميركا أنشأتا قنوات للحوار حول هذا الموضوع على مستويات مختلفة، وأن المبعوثين الخاصين إلى أفغانستان على اتصال وثيق مع بعضهم البعض". مضيفاً أن "وزير الخارجية الروسي ووزيرة خارجية الولايات المتحدة يناقشان هذه المسألة بشكل دوري"، وأن "هذا الموضوع طرح في قمة جنيف".
وفي السياق نفسه، قال السفير: "أود أن أسلط الضوء على عدم قبولنا بنقل الوجود العسكري الأميركي الدائم إلى البلدان المجاورة لأفغانستان، وقد أخبرنا الأميركيين بهذا بشكل مباشر وصريح".
ووفقاً لريابكوف، إن "نقل القوات الأميركية إلى الدول المجاورة لأفغانستان سيغير الكثير في علاقات روسيا مع الولايات المتحدة"، مضيفاً "نحن نحذرهم من مثل هذه الخطوات".
وتشهد أفغانستان مواجهات بين القوات الحكومية ومسلحي حركة "طالبان"، الذين استولوا على مساحات كبيرة في المناطق الريفية، وشنوا هجمات على المدن الكبرى.
وسيطرت "طالبان" على نقاط التفتيش على الحدود مع إيران وتركمانستان، إضافةً إلى المعابر الحدودية، التي تم الاستيلاء عليها بالفعل مع طاجيكستان.
ويتم التصعيد تزامناً مع انسحاب القوات الأميركية وقوات حلف شمال الأطلسي (الناتو) من أفغانستان، حيث وعدت واشنطن بإكمال سحب القوات بحلول 11 أيلول/ سبتمبر المقبل.
وقد سلّم قائد القوات الأميركية والأطلسية في أفغانستان، الجنرال أوستن سكوت ميلر، مهماته، في أحدث بادرة رمزية من أجل إنهاء أطول حروب أميركا، على الرغم من أن "طالبان" تواصل توسيع نفوذها في البلاد.
وقام الجنرال ميلر، الذي يقود "قوات التحالف" في أفغانستان منذ أيلول/سبتمبر 2018، خلال حفل نُظّم اليوم الإثنين في كابول، بتسليم القيادة إلى الجنرال كينيث ماكينزي، قائد القيادة الأميركية الوسطى، والمتمركزة في فلوريدا في جنوبي شرقي الولايات المتحدة.
يُذكر أن القيادة الأميركية الوسطى مسؤولة عن العمليات العسكرية الأميركية في 20 دولة في الشرق الأوسط وفي وسط آسيا وجنوبيها، وضمنها أفغانستان.
وكان الرئيس الأميركي جو بايدن كلّف ميلر، في الآونة الأخيرة، تنظيمَ الانسحاب النهائي للقوات الأميركية من البلاد، والذي يُفترض أن يُستكمل بحلول نهاية آب/اغسطس المقبل.
...............
انتهى/185