وكالة أهل البيت (ع) للأنباء

المصدر : العتبة الحسينية المقدسة
الأحد

٤ يوليو ٢٠٢١

٢:٤١:٣٦ ص
1156515

محمد نصّار نبذة عن حياته وشعره

نشأ نصار في أجواء العلم والأدب فنهل من معينها الصافي وبرع في الشعر باللهجتين الفصحى والعامية وقلما ينعقد مجلس عزاء للإمام الحسين عليه ‌السلام دون أن يقرأ من شعره في واقعة كربلاء.

وفقا لما أفادته وكالة أهل البيت (ع) للأنباء ــ ابنا ــ قال من قصيدة في رثاء الإمام الحسين (عليه السلام):

قُمْ فالحسينُ بـ (كربلا      ء) طـريدةٌ لبني الإما

قد أمَّه جــيــشٌ بـــــهِ      رحـبُ البسيطةِ أظلما

مــقــتــادةً شعثَ النوا      صي كلَّ أجردَ أدهما

الشاعر

محمد بن علي بن إبراهيم آل نصار الشيباني اللملومي النجفي المعروف بـ (الشيخ محمد بن نصار، وفاة 1292 هـ / 1875 م) ، عالم وأديب وشاعر ولد في النجف الأشرف وأصله من (لملوم) وهي قرية على شاطئ الفرات، اندرست حوالي سنة (١٢٢٠ هـ) لنضوب الماء فيها بانتقال مجرى الفرات، فتفرق أهلها في المدن وسكن أكثرهم مدينة الشنافية، ومن ضمنهم والد الشيخ محمد نصار الشيخ علي الذي سكن الشنافية وتوفي فيها.

يقول السيد جواد شبر: (واطلعني السيد ضاحي آل سيد هادي السيد موسى على مخطوطة بخطه ومن تأليفه المسمى (لملوم قديماً وحديثاً) أن الشيخ علي والد الشيخ محمد نصّار قد أقام في ناحية الشنافية منذ هجرته إليها من (لملوم) وكان عالماً فاضلاً، عاش حوالي ثمانين عاماً إلى أن توفي سنة 1300 هـ).

وقد انتقلت أسرة نصّار إلى النجف الأشرف لطلب العلم وكان أغلب رجالها من طلبة العلوم لكن أغلبهم مات في الطاعون الذي عم العراق، يقول عنها شبر: (أسرة أدب وعلم، أصلهم من لملوم سكنوا النجف لطلب العلم وتوفي منهم في طاعون سنة ١٢٤٧ ما يقرب من أربعين رجلاً طالباً للعلم وهم غير أسرة آل نصار المعروفين في النجف الذين منهم الشيخ راضي رحمه ‌الله يسكنون محلة العمارة).

نشأ نصار في أجواء العلم والأدب فنهل من معينها الصافي وبرع في الشعر باللهجتين الفصحى والعامية وقلما ينعقد مجلس عزاء للإمام الحسين عليه ‌السلام دون أن يقرأ من شعره في واقعة كربلاء، وقد اشتهر نصار بديوان (النصاريات) وهو باللغة العامية وخصه بمراثي الإمام الحسين (عليه السلام) وله أيضاً شرح الكلمات القصار لأمير المؤمنين (عليه السلام)

كان الشيخ نصار إلى جانب علميته وشاعريته ذا صفات حميدة وأخلاق كريمة إلى جانب دين وورع وتقوى وقد أحبه كل من عاشره وهذه بعض أقوال الأعلام فيه:

قال عنه السيد حسن الصدر: (عاشرته ورافقته مدة فحمدت صفاته خفيف الروح رقيق الحاشية، كثير الدعابة إلى تقى وديانة وتمسّك بالشرعِ جداً).

وقال عنه الأستاذ علي الخاقاني: (شاعر معروف وأديب شهير)

وقال عنه الشيخ علي كاشف الغطاء: (كان فاضلاً كاملاً، أديبا لبيباً، شاعراً ماهراً، حسن المعاشرة صافي الطوية صادق النية، وكان أكثر نظمه على طريقة نظم البادية حتى نظم واقعة الطف من أولها إلى آخرها على لغتهم يقرأها ذاكروا مصاب الحسين (عليه السلام) في مجالس العزاء وله في هذا النظم القدح المعلى، وكان رحمه ‌الله من أخصّ أحبابي حين مهاجرتي من كربلاء، أيام والدي وبقائي في النجف لتحصيل العلم، وقد كان يتلو لي أغلب ما كان ينظم القريض ..)

وقال عنه السيد محسن الأمين: (فاضل أديب شاعر)

وقال عنه الشيخ جعفر آل محبوبه: (من مشاهير الشعراء ورجال النظم، له ذكر خالد وسمعة باقية… كان فاضلاً ظريفاً، خفيف الروح، كثير الدعابة، ذا تقى وديانة ونسك وتمسك بالشرع، وكان محباً لأهل البيت (عليهم السلام) جداً)

توفي الشيخ نصّار في النجف الاشرف ودفن في الصحن الشريف عند الرأس بين قبري المرحومين: ميرزا جعفر القزويني والسيد حيدر الحلي.

ترجم له كل من: السيد حسن الصدر في تكملة أمل الآمل، والسيد محسن الأمين في أعيان الشيعة، والسيد جواد شبر في أدب الطف، والشيخ جعفر محبوبة في ماضي النجف وحاضرها، والأستاذ علي الخاقاني في شعراء الغري، والشيخ محمد حرز الدين غب معارف الرجال، والشخ أغا بزرك الطهراني في الذريعة إلى تصانيف الشيعة، وخير الدين الزركلي في الأعلام والشيخ محمد هادي الأمين في معجم رجال الفكر والأدب.

شعره

قال من قصيدة في رثاء الإمام الحسين (عليه السلام):

مَـن ذا يـقـدِّمُ لـي الجوادَ ولامتي      والصـحبُ صرعى والنصيرُ قليلُ

فـأتـتـه زيـنـبُ بـالـجـوادِ تـقــودُه      والـدمــعُ مـن ذكـرِ الـفـراقِ يسيلُ

وتـقـولُ قـد قـطّـعتَ قلبي يا أخي      حـزنـاً فــيـا لـيـتَ الـجـبـالَ تزولُ

فلمَنْ تنادي والـحـماةُ على الثرى      صـرعـى ومــنـهـم لا يـبـلُّ غليلُ

مـا فـي الـخـيـامِ وقـد تفانى أهلها      إلا نــســاءٌ وُلَّـــهـــاً وعـــلــــيــلُ

أرأيـتَ أخـتـاً قـدّمـــتْ لـشـقـيـقِها      فـرسَ الـمنـونِ ولا حـمىً وكفيلُ

فـتـبـادرتْ مـنـه الدمـوعُ وقال يا      أخـتـاهُ صبـراً فـالـمـصـابُ جليلُ

فبكتْ وقالتْ يا ابنَ أمِّي ليسَ ليْ      وعـلـيكَ ما الصبرُ الجميلُ جميلُ

يا نورَ عيني ياحشاشةَ مُـهـجـتي      مَـن لـلـنـسـاءِ الــضـائـعـاتِ دليلُ

ورنـتْ إلـى نـحـوِ الـخـيامِ بعولةٍ      عـظـمى تصبُّ الدمعَ وهيَ تقولُ

قـومـوا إلى التوديعِ إنَّ أخي دعا      بـجـوادِه إنَّ الــفـراقَ طــــويــــلُ

فـخـرجنَ ربَّاتُ الحجولِ عواثراً      وغـدا لـهـا حـولَ الـحسينِ عويلُ

اللهُ مـا حـالُ الــعـلـيـلِ وقد رأى      تـلـكَ الـمـدامــعَ لــلـوداعِ تـسـيـلُ

فـيـقـومُ طـوراً ثـم يـكـبــو تـارةً      وعـراهُ مـن ذكـرِ الــوداعِ نـحولُ

فـغـدا يـنـادي والــدمـوعُ بـوادرٌ      هـلْ لـلوصولِ إلى الحسينِ سبيلُ

هـذا أبـيُّ الـضـيـمِ يـنـعـى نفسَه      يـا لـيـتـنـي دونَ الأبــــيِّ قــتـيـلُ

أبـتـاهُ إنِّـــي بــعـد فـقـدِكَ هـالكٌ      حـزنــاً وإنّــي بـعـدكـــمْ لــذلـيــلُ

وقال من أخرى في رثائه (عليه السلام) أيضاً:

يـا مُـدلـجـاُ فـي حـندسِ الـ      ـظـلـمـاءِ بـكـراً مقحما

إن شـمـتَ لـمـعـةَ قــبّةِ الـ      ـمـولـى فـعــرِّجْ عندما

واخـضـعْ فـثـمَّــةَ بـقـعـــةٍ      خـضعتْ لأدناها السما

واحثِ الترابَ على الخدو      دِ وقُلْ أيا حامي الحمى

يا مـخـمـداً يــومَ الــوغـى      لهبَ الوطيسِ إذا حَمى

ومُـفـلّــقــاً هـــامَ الــعِــدى      إن سَـلَّ أبـيـضَ مخذما

ومـنـظّـمـاً صِـيـــدَ الورى      إن هــزَّ أســمـرَ لهذما

قُـمْ فـالـحـسـيـنُ بـ (كربلا      ء) طـريــدةٌ لبني الإما

قد أمَّــه جـــــــيــشٌ بـــــهِ      رحــبُ البسيطةِ أظلما

مــقــتــادةً شــعــثَ الــنوا      صــي كلَّ أجردَ أدهما

فـتـقـاسـمـتـهـا الـسـمهريّـ      ـةٌ والـمـواضـي مـغنما

وغدا ابـنُ أحـمـدَ لا يرى      إلا الــقــنــا والــمـخذما

فـهـنـالــكـــمْ أمَّ الـــعــدى      بـطـلُ الـبـسـالـةِ مـعلما

وقال في العقيلة زينب الكبرى (عليها السلام):

هاج وجـدي لـزيـنـبٍ إذ عـــراها      فـادحٌ فـي الـطـفـوفِ هــــدّ قــواها

يـومَ أضحتْ رجالها غرضـاً للنبـ      ـلِ والـسـمـرُ فـيـه هـــاجَ وغـــاها

ونـعـتْ بـــيــن نــسـوةٍ ثـــاكلاتٍ      تـصـدعُ الـهـضبَ في حـنينٍ بُكاها

آهِ والـهـفـتـاهُ مـــاذا تـــقـــاســـي      من خطوبٍ تربو علـى ما ســـواها

ولـمَـنْ تـسـكـبُ الـمدامعَ من عيـ      ـن جـفـا جـفـنُــهـــا لــــذيــذَ كراها

ألـنـهـبِ الـخـيـامِ أمْ لــعــلـــيــــلٍ      نـاحـلِ الـجـسـمِ أمْ عـــلـى قـتـلاها

أم لأجـسـامِـهـمْ عـلـى كثبِ الغبـ      ـراءِ مـخـضـوبـةً بــفـيـــضِ دِماها

أمْ لرفعِ الرؤوسِ فوقَ عوالي الـ      ـسمرِ أمْ رضِّ صدرِ حامي حماها

أمْ لأطــفـالِــهـا تـقـاسي سياقَ الـ      ـمـوتِ أمْ عــظـمِ ســيرِها وسراها

أمْ لـسـيـرِ الــنـساءِ بين الأعادي      ثـاكــلاتٍ يــنــدبـــنَ يــــا آلَ طاها

وهـيَ مـا بـيـنـهــنَّ تندبُ من قد      نـدبـتـه الأمــلاكُ فــوقَ ســمـــــاها

وله ملحمة كبيرة في الإمام الحسين (عليه السلام) مطلعها:

شيعةُ المختارِ نُوحوا      واندبوا فخرَ الفخارْ

بـدمــوعٍ جــاريــاتٍ      مـن مـآقِـيـها غزارْ

محمد طاهر الصفار
......
انتهى/ 278