وكالة أهل البيت(ع) للأنباء ـ ابنا / قسم الصفحات الثقافیة:
وجَّهت جائحة فيروس كورونا (كوفيد-19) ضربة موجعة إلى الاقتصاد، دولياً کان أو محلیاً. ومع أن النطاق الكامل للآثار البشرية والاقتصادية للجائحة لن يتضح قبل مرور بعض الوقت، فإن الخسائر في هذين المجالين ستكون كبيرة. کما نتوقع أن تكون التداعيات الاقتصادية لجائحة كورونا طويلة الأمد.
الدکتور «راشد الراشد» الخبیر الإستراتیجي البحریني یوضح لنا بعض هذه التداعیات والنتائج الکارثیة، و کذلك مسؤولیاتنا الأخلاقیة والشرعیة والاجتماعیة تجاهها:
** ما بعد کورونا .. والمسؤوليات الأخلاقية والشرعية والاجتماعیة في مجابهة نتائجها الكارثية **
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بقلم: د. راشد الراشد
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ما بعد كورونا تبدأ المسؤولية الاجتماعية الكبرى في مجابهة التداعيات وتتضاعف المسؤولية خاصة في غياب وانعدام الدور الوطني الخلاق للسلطة.
في الدول المتقدمة - ونقصد تحديداً المتقدمة في نظامها السياسي من حيث الشرعية والمسائلة - ستكون جائحة كورونا أعظم فرصة تاريخية للتصحيح وإعادة صياغة النظام الاجتماعي والوطني وتعزيزه بكل ما يقويه ويحصنه ويحميه سياسياً واقتصادياً واجتماعياً.
أما في الأنظمة البوليسية والمغتصبة للشرعية فإن جوقة المطبلين سوف تستمر في العزف على الانجازات الوهمية الخارقة لأصحاب الجلالة والسمو في ظل فشل وخسائر فادحة طال كل شيء جراء الفشل الذريع في مجابهة الجائحة.
ربما حالياً ومع الانشغال بالحرب على كورونا لا يلتفت الانسان الى التبعات الهائلة التي سيبدء إحصائها مباشرةً بعد زوال الغمه ولن تكون نتائجها أقل من نتائج حرب محدودة سواءً في الضحايا البشرية او التبعات المالية فكم عائلة فقدت الأب المعيل أو الإبن العضيد أو الأم أو الأخت المعيلة وكلنا يعرف بعمق بأن بعض العائلات تركت أيتام صغار لا حول لهم ولا قوة لتهز إنسانيتنا الصامتة وتسألها عن التحديات القادمة وطبيعة المسؤولية التي يجب علينا جميعا تحملها.
كم عائلة فقدت مصدر رزقها؟ الحقيقة إن البعض منا قد فقد كل ما يملك وما من قلب ينبض او جفن يرف..
وهذه صورة من صور تداعيات الجائحة مطروحة على ضمائرنا بلا رتوش وبلا أيّة مساحيق التجميل والتطبيل.
نحن أمام وضع إستثنائي يحتاج إلى إرادة استثنائية خاصة في ظل سلطة اثبتت وللمرة المليون إن الإنسان والمجتمع هو آخر اهتماماتها.
وهذا الوضع الكارثي يحتاج استجابه بحجم التحدي الذي تعيشه شريحة واسعة من المجتمع ممن اجتاح الوباء سكونهم وهدوء الحياة معهم ومزقها شر ممزق.
إننا نقف أمام وظيفة اخلاقية ومدنية وشرعية لنحرك السكون في كل اتجاه بعد فضائح عجز السلطة (في البحرين) وفشلها بل وتجنيها في تحمل المسؤولية … ولا مجال للهروب من مواجهة الظرف والموقف.
من الأبعاد التي فضحتها أزمة كورونا هي أزمة السكن الحقيقية التي يعاني منها هذا البلد المنكوب بنظامه العنصري غير الشرعي وهي أزمة سكن شديدة وحقيقية باتجاهين الأول عدم وجود منازل كفاية للمواطنين والثاني احجام هذه البيوت غير الصالحة وهنا كانت مأساة هذا المرض حيث لا يمكن تباعد ولا هم يحزنون حيث يعيش في تلك البيوت الضيقة ثلاثة اجيال متلاحقة دون أن تكون لها إمكانية التوسع او الانتشار مساكن لائقة بسبب سياسات الاضطهاد القائمة مما سهل لهذا المرض الفتك بالعوائل بالجملة في مشاهد كارثية عايشنا لحظاتها المأساوية لحظة إثر أخرى.
لقد زادت مشاريع الإسكان الحديثة الطين بله حيث ان هذه البيوت حدودها لا يتجاوز ال ٢٠٠ متر فقط مما يعظم المشكلة ويفاقمها.
ولم تقدم السلطة أية حلول قياسية بالحد الأدنى المطلوب مدنياً وصحياً .. ويتحمل الوطن عبء قرارات كارثية في التجنيس السياسي والمبني على خلفيات سياسية فاضحة ومجنونة.
والذي تأتي بعض أخطر تداعياته الرهيبة على الخدمات ومن بين أهمها التوظيف والإسكان.. وضمن مناطق لا يوجد بينها متنزهات ولا حدائق ولا بيئة سياسية ولا مدنية نظيفة.
لا أمل في أن تعيد السلطة غير الشرعية صياغة رؤيتها الوطنية وتقوم بما يجب أن تقوم به على ضوء التداعيات الخطيرة للوباء.
والتحديات القادمة لابد من مجابهتها اجتماعياً… والمسؤولية تقرع أبوابنا جميعاً ضمن سلطة غير شرعية ومغتصبة للحكم أثبتت كل ممارساتها حتى في احلك الظروف انسانية إنها حاقدة وانها لا تحمل مشروعا وطنيا يمكن التعويل عليها لمجابهة تحديات المرحلة القادمة حيث تتكشف تداعيات الوباء.
.....................................
انتهى / 232-101