وكالة أهل البيت (ع) للأنباء

المصدر : ارنا
الخميس

٢٤ يونيو ٢٠٢١

٩:٤٤:١٢ ص
1153400

ذكرى تحرير خرمشهر الباسلة

تحقيق ملحمة تاريخية ومفخرة كبرى على يد القوات الشعبية والحرس الثوري والجيش

ميناء خرمشهر المطل على السواحل الشمالية للخليج الفارسي كان هدفا مهما لقوات نظام الطاغية صدام لدى دخولها الاراضي الايرانية بهدف اسقاط الثورة الاسلامية الناشئة الا ان مقاومة القوات الشعبية والحرس الثوري بمساعدة الجيش جعل هذه المدينة رمزا خالدا في حرب السنوات الثمانية.

وفقا لما أفادته وكالة أهل البيت (ع) للأنباء ـ ابنا ـ يصادف يوم 24 مایو 2021 ذكرى تحرير مدينة خرمشهر الواقعة في محافظة خوزستان جنوب غرب إيران في عام 1982 من براثن النظام البعثي في العراق ویعرف في ایران باليوم الوطني للمقاومة والتضحية والانتصار.

ميناء خرمشهر المطل على السواحل الشمالية للخليج الفارسي كان هدفا مهما لقوات نظام الطاغية صدام لدى دخولها الاراضي الايرانية بهدف اسقاط الثورة الاسلامية الناشئة الا ان مقاومة القوات الشعبية والحرس الثوري بمساعدة الجيش جعل هذه المدينة رمزا خالدا في حرب السنوات الثمانية.

في شهر ايلول / سبتمبر انطلقت صفارات الإنذار في طهران بعد انتهاك المقاتلات العراقية للاجواء الايرانية وقصفها عددا من المطارات في العمق الايراني لتعلن بدء حرب طاحنة استمرت 8 سنوات.

وتصور الطاغية صدام في بداية الحرب، بحسب معلومات استخبارية قدمها الغربيون، أنه سيتمكن خلال أيام من اعلان بيان انتصار جيشه.

وفي المراحل الاولى للحرب اكتسبت مدينة خرمشهر قيمة استراتيجية لدى الجيش العراقي لأنها كانت تعد بوابة الدخول إلى محافظة خوزستان الايرانية الغنية بالنفط.

بدأت القوات العراقية بإطلاق القذائف بكثافة وبصورة عشوائية على المدينة الحدودية الصغيرة ما اسفر عن استشهاد حوالي 480 مدنيا من الاهالي خلال الايام الثلاثة الاولى للحرب فقط، ورغم فداحة الخسائر وضعف التنظيم والتسليح وهول المفاجأة الا ان عشرات الشبان انخرطوا في عمليات مقاومة، ورغم عدم انتظامها واستخدامها اسلحة خفيفة استطاعت وقف تقدم عجلة الماكنة الحربية العراقية خلف اسوار المدينة لمدة 40 يوما قبل احتلالها باستخدام مئات الدبابات والمصفحات والقصف المدفعي والغارات العنيفة، واستمر هذا الحال حتى الاشهر الاولى من عام 1981.

وشكل عام 1981بداية للعمليات العسكرية الناضجة التي امتزجت فيها الخبرة العسكرية مع الحماسة الدينية والسياسية المفعمة بالأمل.

وسبقت عمليات تحرير خرمشهر القيام بعدة عمليات قامت بها القوات الايرانية كانت ابرزها عمليات ثامن الائمة التي نجحت في كسر الحصار عن مدينة آبادان المجاورة قبل اشهر من تحرير خرمشهر ماشجع القيادة العسكرية الايرانية على التفكير والتخطيط في القيام بعمليات عسكرية كبرى ترمي لطرد القوات العراقية من آلاف الكيلومترات على طول المناطق الحدودية.

بدأت عمليات بيت المقدس في 22/ 5/ 1982 بالتزامن مع ذكرى بعثة الرسول صلى الله عليه وآله سلم في 27 شهر رجب، واستهدفت استعادة هذه المدينة الإستراتيجية الهامة بالنسبة لايران باعتبارها تشكل منفذا حيويا للبلاد الى مياه الخليج الفارسي.

ونجحت العمليات بالفعل في تحرير خرمشهر على عدة مراحل. وقد ساهم في نجاح هذه العمليات عمليات سبقتها في منطقة دزفول بشمال محافظة خوزستان باسم “والفجر واحد”.

بدء العمليات في غرب كارون (المرحلة الأولى 4/30/ 1982 )

لم يكن الجيش العراقي يظن أن القوات الايرانية ستنجح في نفس الوقت من اجتياز نهر كارون الذي يمتد في خوزستان ويقطع خرمشهر والوصول إلى طريق أهواز ـ خرمشهر بعملية واحدة حيث أن خسارته لهذا الطريق واستعادة أقسام منه كان سيكلفه غالياً.

استمرت المقاومة بصورة عنيفة خلال 48 ساعة وأخيراً تحقق وعد الله بالتثبيت والنصر. وسنحت الفرصة للقوات الايرانية العاملة لكي تتمكن من استكمال التحامها والعثور كل منها على مواضعها اللازمة للمرابطة والتغلب على نقاط الضعف، وسد المنافذ.

وفي جبهة كرخة نور، ورغم وجود الخطوط الدفاعية القوية للجيش العراقي الا ان بعض الجنود الايرانيين تمكنوا من احتلال الساتر الترابي الثاني للعدو بعد اجتياز نهر كارون.

وبقيت القوات الايرانية لمدة 48 ساعة وهي تصد هجمات القوات العراقية المضادة وبسبب عدم تمكن وحدات ايرانية أخرى من القيام بهجمات مشابهة، صدر إليها أمر بالانسحاب مؤقتاً وعدم البقاء بجناحين مفتوحين. فبقيت القوات الايرانية في مواضعها الأولى تنتظر الأوامر لكي تقوم بالعمل على جهتين بالتزامن مع تهديد القوات العراقية من خلف الحدود بعد أن ضعفت من اجل الشطر على قسمين.

المرحلة الثانية من العمليات (6/5/ 1982) (في غرب كارون)

بدأ هجوم القوات الايرانية المتمركزة على طريق أهواز ـ خرمشهر باتجاه الحدود ونجحت في التموضع على بعد 17 كم عن الشريط الحدودي ، واستبسلت في المقاومة أمام الهجمات  الجنونية المضادة مامكنها من البقاء في مواضعها الجديدة لغاية اليوم التالي.

واثر الخوف من تغلغل القوات الايرانية الى خلف جبهة القوات العراقية جعل قادتها يصدرون الأوامر بالانسحاب فوراً رغم أنها كانت قد أقامت منشآت وطرق مواصلات بهدف البقاء الدائم في منطقة جفير بالشمال.

ولم تجد هذه القوات حلاً غير اانسحاب لإنقاذ الفرقة السادسة والقوات الأخرى المرابطة في تلك النواحي بل أن بقاءها في تلك المنطقة سينتهي إلى ارغامها على الاشتباك مع قوة ايرانية تجتاز نهر كرخة من الخلف على الشريط الحدودي.

من جهة أخرى، تصورت قيادة الجيش العراقي أن الانسحاب عن المنطقة مرغمة ستمكنها من تحشيد المزيد من القوات والمعدات في محور البصرة ـ خرمشهر للحيلولة دون سقوط خرمشهر ودفع التهديد المحتمل عن البصرة، فالاحتفاظ بخرمشهر كان هدفا مهما للعراق للتغطية على آثار الهزائم السابقة والاحتفاظ بورقة سياسية رابحة.

وفي الساعة الثالثة من فجر يوم (1982/5/8) شهدت ارض المعركة أسرع فرار للجيش العراقي من منطقة جفير وعقبته القوات الايرانية لتنتهي العلميات الى تطهير المنطقة منها بشكل كامل كما نجحت في الساعة العاشرة صباحاً من تطهير طريق أهواز ـ خرمشهر تطهيراً كاملاً لكل المناطق التي سقطت في المرحلة الأولى وبذلك اتصلت جميع القوات في الشمال مع الجنوب وهنا أصبح الارتباط التمويني يأتي عبر الطريق المعبد ما عزز وضع التموين بصورة ملحوظة.

لكن الجيش العراقي استطاع إنقاذ حشد كبير من قواته من الدمار، وموضعها على محور شلمجة ـ خرمشهر والطريق المعبد بينهما، وبدأ بتنفيذ هجمات مضادة عنيفة مع قصف مدفعي مستمر وغارات من قبل طائراته.

وبعد التمهيدات السابقة بدأت القوات الايرانية بالمرحلة الاخيرة من العمليات في الساعة التاسعة والنصف من 1982/5/22 لتحرير خرمشهر نهائياً. ونجحت القوات الايرانية في صباح اليوم الثاني في العبور من الجسر الجديد والوصول إلى ضفاف نهر اروند(شط العرب) داخل اراضيها.

كانت خطة القوات العراقیة الرامية لرفع الحصار عن قواتها شن عمليات من غرب شلمجة الحدودية وشرق خرمشهر ولو قدر نجاحها كانت ستفضي إلى تدمير القوات الايرانية في منطقة عرايض وإقامة ارتباط بين القوات العراقية المحاصرة في خرمشهر وباقي القوات.

وأصدرت القوات العراقية التي كانت ترابط على شكل مثلث ابتداء من نهر كارون إلى خرمشهر الاوامر بالانسحاب، والاستعداد للمشاركة في العمليات. وخلال انسحابها دمرت  كميات كبيرة من عتاده ومن جملة ذلك دمرت مستودعاً للواء 48 المشاة ماكشف ضعف معنوياتها في الاحتفاظ بخرمشهر.

واختلف العسكريون العراقيون المحاصرون حيث رأى فريق منهم عدم جدوى المقاومة ومالوا الى الاستسلام فيما رأى الفريق الثاني المقاومة، وكان العامل المؤثر في دعم وجهة النظر هذه، هو قائد القوات العراقية في خرمشهر العقيد أحمد زيدان آنذاك، إذ أنه كان يجري اتصالات مستمرة بواسطة لا سلكي بعيد المدى مع قائد الفرقة الحادية عشرة.

على كل حال واجه هجوم العدو من غرب (شلمجة) الفشل رغم إصرار القيادة العراقية عليه إصراراً كبيراً، وفي النهاية أجبر العدو على الفرار والانسحاب وقد مشى العقيد زيدان على ساحة ألغام وقتل ماجعل المقاومة شبه مستحيلة.

المرحلة الاخيرة من عمليات بيت المقدس

في 1982/5/24 سلم عدد من الضباط والجنود العراقيين أنفسهم ومن ثم تبعتها أعداد أخرى بلغت الالاف، وأصبح طابور الذين سلموا أنفسهم 12400.

وفي الساعة الحادية عشرة من ذات اليوم عادت خرمشهر إلى أحضان ايران الإسلامية بعد عمليات استغرقت أقل من 48 ساعة أي منذ تحرك القوات الايرانية لمحاصرتها وتحقق الأمر الذي كان يبدو مستحيلاً في بداية الحرب.

..................

انتهى / 232