وكالة أهل البيت (ع) للأنباء

المصدر : العتبة الحسينية المقدسة
الاثنين

٢١ يونيو ٢٠٢١

١١:٥٦:١٢ ص
1152461

عبد المجيد الموسوي نبذة عن حياته وشعره

ولد عبد المجيد بن علي بن هاشم الموسوي في قرية الفضول بالسعودية، وهو عضو في: نادي الأحساء الأدبي، منتدى الينابيع الهجرية الأدبي، خيمة المتنبي بالأحساء، وعضو إداري في ملتقى ابن المقرب الأدبي بالدمام.

وفقا لما أفادته وكالة أهل البيت (ع) للأنباء ــ ابنا ــ قال من قصيدة في الإمام الحسين (عليه السلام):

أستلهمُ الألمَ المرسومَ في مُقلي      عن (كربلاءَ) التي شاختْ بأوعيتي

بـنـيـتُ كـلَّ خيالي فوقَ تربتِها      لـكـنّـهـا سـكـتـتْ عـن هــدمِ أبـنـيتي

وخلتُها سـتـروِّي القلبَ باردَها      لـكـنّـهـا عـمـدتْ فـي قـطـعِ أوردتي

وقال من قصيدة في الإمام الباقر (عليه السلام):

مُذ كنتَ أنتَ بـ (كربلاء) بجانبِ الـ      ـنهرِ الفراتِ تراقبُ المضمارا

هل كـنـتَ ترتقبُ السقا من عمِّكَ الـ      ـعبـاسِ وهـوَ يروِّضُ الأنهارا

هلْ كنتَ تـركـضُ كـالـذينَ تفارروا      نحوَ الضياعِ يصارعونَ النارا

وقال من أخرى:

كم بينَ زينبَ والخباءِ وليلةٍ من (كربلاء)

حسكٌ وأشواكٌ ورجعٌ من أنينِ سكينةٍ وتفجُّعٍ من قلبِ ليلى والرباب

ليلٌ رماديٌّ يطلُّ برعبِهِ، ينسلُّ مُندسَّاً كذئبٍ لابساً ثوبينِ من غدرٍ ونار

ومنها

طفلانِ مُتَّكئانِ كانا ينظران

وقربةُ العباسِ شجَّجَ بينها سهمانِ من لؤمِ الوداع

عيناكَ تلتقطُ الفضاءَ تحومُ في البيداءِ تبحثُ عن مكانٍ آمنٍ ووسادةٍ من (كربلاء)

الشاعر

عبد المجيد بن علي بن هاشم الموسوي، (ولادة:1391 هـ / 1972 م) ولد في قرية الفضول بالسعودية، حاصل على شهادة البكالوريوس في الأدب الإنكليزي، وشهادة تيسول الدولية  في اللغة الإنكليزية من جامعة لندن وهو عضو في: نادي الأحساء الأدبي، منتدى الينابيع الهجرية الأدبي، خيمة المتنبي بالأحساء، وعضو إداري في ملتقى ابن المقرب الأدبي بالدمام.

نشر قصائده في الصحف، وشارك في الاحتفالات والمهرجانات داخل السعودية وخارجها مثل تونس والأردن والكويت والبحرين وعُمان والإمارات والعراق ومصر، وأدار العديد من الأماسي، وله ديوان شعري  قيد الإعداد بعنوان (شرودٌ مؤجل).

حصل الموسوي خلال مسيرته الأدبية على العديد من الجوائز منها:

المركز الأول في الشعر العمودي في مسابقة جائزة راشد بن حميد للثقافة والعلوم بالإمارات 2014م.

المركز الثاني في الشعر العمودي في مسابقة جائزة راشد بن حميد للثقافة والعلوم بالإمارات 2019م.

المركز الخامس في مسابقة شاعر الحسين الدولية في البحرين عام 2017م والتي شارك فيها أكثر من 130 شاعراً من عشر دول.

ترجم له في: معجم شعراء الخليج، معجم شعراء وأدباء الاحساء التابع لنادي الأحساء الأدبي، معجم شعراء منتدى الينابيع الهجرية الأدبي، دفتر الشجي لناجي الحرز

شعره

قال في الإمام الحسين (عليه السلام):

رفَّ الـخـلــودُ عـلـى ربـى أفــيـائـهِ      فـاخـضـرَّ وجـهُ الـكونِ مـن آلائــهِ

وربتْ هضابٌ من خطاهُ وأمـطرتْ      سحبُ الجمالِ على صدى استسقائهِ

فـبـهِ اسـتـفـاقَ الـنـهـرُ مــن غفواتهِ      وتـفـتّــقَ الـنـسـريــنُ مــن إيـحــائهِ

ولـه اسـتـمالَ النخلُ يستبـقُ الخطى      كـي يـنـتـشـي شـرفـاً بـشـوقِ لـقائهِ

مـن عـنـفـوانِ الـمـاءِ يرتـشفُ الوفا      لـيـعـلّـمَ الـثـوَّارَ ســــرَّ إبــــائــــــهِ

قـسـمـاً رأيـتُ الـمـاءَ يـلــهـثُ مـرَّةً      وإذا الـحـسـيـنُ يــمـــدُّهُ بــــدلائــــهِ

كـذبـاً نـقـولُ على الحسيـنِ بأنّه اسـ      ـتـجـدى الـفـراتَ يـريـدُ بــاردَ مائهِ

وهـوَ الـذي ابـتـكـرَ الإبـــاءَ بـشأوِهِ      كـرارُ قـد صـفـعَ الـطـغــــاةَ بــلائهِ

مـا زالَ يـزأرُ كـالـهـزبـــرِ مُـردِّداً      هـيـهـاتَ يـطـلــقُــهـــا بــملءِ وفائهِ

تـأبـى الـمـروءةُ وهـوَ سرُّ وجودِها      أن يـسـتـــلـذَ وظــامــئٌ بــخــبــائهِ

ولأنَـه ارتـضــعَ الـشـهـامــةَ والإبا      مِـن حـيـدرٍ طــوراً ومِـن زهــرائهِ

يـأبـى الإبــاءُ لـه وتـأبــى نــفـــسُه      ذلَّ الــهــوانِ وذاكَ ســـرُّ بــقـــائــهِ

الـصـبرُ هذا الصبرُ لم يكُ صـابراً      حـتـى تــجــرَّعَ مــن يــقـيـنِ إنـــائهِ

كـونٌ مـن الـرحـمـاتِ يـمـلأ قـلـبَه      وطـقــوسُ عـشـقٍ مـن عـبيرِ دعائهِ

أفـهـلْ رأيـتَ مُـحـارباً يـبـكي على      قـومٍ أتـوا يـسـعــونَ نـحـوَ فــنــائـهِ

أفـهـلْ رأيـتَ مُحاصراً فقد الـقِـوى      يـدنـو بــوردتــهِ إلـــى أعـــــدائـــهِ

أفهلْ رأيتَ مُجاهداً وسط الـوغـى      ظـمـآنَ يــســقــي قـاتـلـيـــهِ بــمـائـهِ

ولذا حـسـينٌ ما استعيدَ بـخـاطري      إلّا ودمــعُ الـعـيــنِ مــن أصـــــدائهِ

حـاءٌ بـكـفِّ الـغـيـبِ تـلـثـمُ ســينَه      والـنـونُ نــرجــســةٌ تــرفُّ بــيـــائهِ

اسـمٌ تـهـجَّـاهُ الـكمــالُ وصاغه الـ      ـرحـمـنُ مــن نـورِ الــسـمـا بـسنائهِ

فـبـهِ نـزلـزلُ كــــلَّ عـرشٍ ظـالـمٍ      ونـصـكُّ سـمـعَ الـكـونِ مــن خُيلائهِ

فـعـلى صدى لبَّيكَ نـفـتـرعُ المدى      ونـعـيـدُ قــرصَ الـشـمسِ من عليائه

بكَ يا حسينُ نـصـوغُ ألـفَ حكايةٍ      لـلـنـصـرِ يـكـتـبُـهـا الـهـوى بـسمائهِ

من أحـمـدٍ نـأتـيكَ عـشـقَ حـمامةٍ      غـزلـتْ هـواهـا حـولَ غــارِ حـرائهِ

من بسملاتِ العشقِ نبتدئ الـهوى      مـن وحـي حـيـدرةٍ ونـقـطـةِ بـــائــهِ

مـن نـورِ فـاطـمـةٍ نـعـيـشـــكَ آيةً      جـبـريـلُ أنـزلَ طــهــرَهــا بـكـسائهِ

نـهـواكَ قـرآنــاً نـــذوبُ بـــــآيــهِ      الـحـبُّ مـن أســمــى عـظـيـمِ جـلائهِ

نـنـسـاكَ! لا نـنـسـى وحقّكَ فـكرةً      اللهُ عـــتَّـــقــهــا بـكـرمِ بـــهـــائـــــهِ

وقال من قصيدة في الإمام الباقر (عليه السلام):

مـهـلاً سـلـيـلَ الـطـهرِ إنَّ بخاطري      حـزنـاً يـجـولُ يـفـتِّــتُ الأحجارا

مُذ كنتَ أنتَ بـ (كربلاءَ) بجانب الـ      ـنهرِ الفراتِ تـراقـبُ الـمِضمارا

هلْ كنتَ ترتقبُ الـسقا من عمِّكَ الـ      ـعباسِ وهـوَ يـروِّضُ الأنــهــارا

هلْ كنتَ تركضُ كـالـذيـنِ تـفارروا      نـحـوَ الـضياعِ يصارعونَ النارا

هلْ كـنـتَ تـنـظـرُ لـلنساءِ وهُنَّ يسـ      ـترنَ الوجوهَ عن العيونِ حَيارى

أوكـنـتَ تـسـمـعُ مـن أبــيــكَ أنـيـنَه      مُـذ هـمَّ يـشـعـلُ للحروبِ جِمارا

فـغـدوتَ تـقـبـضُ راحـتـيـكَ تودُّ لو      تـبـتـاعُ نـفـسَـكَ لـلـسـمـاءِ مِرارا

وقال من أخرى:

وهـكـذا تــعــصــرُ الآلامُ أوردتــــــي      وهـكـذا تـحـطــــمُ الأيــامُ أمــنيتي

وهـكـذا يـعـتـريـنـي الـحــزنُ يـقـتلني      وهكذا تنمــحـي روحي وذاكــرتي

وهـكـذا يـكـتـويــنـي الــخطبُ يـنقلني      مِن فجرِ دُنـــيايَ حتى ليلِ آخرتي

حـتـى إذا اكـتـظّــتِ الآمالُ وانـدثرتْ      بـدأتُ أحـــــزمُ آلامــي وأمـتـعـتي

كـأنّــنــي فـي عـبـابِ الـموجِ أشرعةً      سـوداءَ تـنبئُ عــن شـؤمٍ ومعضلةِ

فصرتُ أرخي سدولَ الليلِ في خلدي      وصرتُ أكــتـبُ آلامـي وخاطرتي

أهـذي وأهـذي وأفـكـاري تـؤرِّقُـنــي      يـغـــتـــالني الهمُّ محموماً بهلوستي

أســجِّــلُ الـخـطـبَ آهــــاتٍ مؤرَّخةً      مِن ماءِ عينيَ لا من نزفِ محبرتي

ما زال يــومُــك يــا مولايَ يأسرُني      ويـسـتـفـيـضُ خــيــالي كلَّ فلسفتي

بين النواويــسِ قـد أرخـيتُ راحلتي      أكـفـكـفُ الــدمـعَ رقـراقاً بمدرعتي

أقلّبُ الطرفَ في أرضِ البلاءِ أسىً      أشـتـمّ طـيـنـتَـهـا فـي كـفِّ عاطفتي

اسـتـلـهـمُ الألـمَ الـمـرسومَ في مُقلي      عن (كربلاءَ) التي شاختْ بأوعيتي

بـنـيـتُ كـلَّ خـيـالـي فــوق تـربـتِها      لـكـنـهـا سـكـتـتْ عـن هـــدمِ أبنيتي

وخـلـتـهـا سـتـروِّي الـقـلبَ بـاردَها      لـكـنـهـا عـمـدتْ فــي قطعِ أوردتي

فـي كـلِّ حـبَّــةِ رمــلٍ فـوقَ طينتِها      يـعـيـشُ لـغـزٌ عـلـى أعـتابِ أسئلتي

في كـلِّ رعـشـةِ عـشقٍ من قداستِها      يـشـيـخُ مـوجٌ عـلـى شـطآنِ أخيلتي

فـي كـلِّ دمـعـةِ يُـتـمٍ من محاجرِها      يـعـيـشُ طـفـلٌ يـنـاديـنـي: أيـا أبـتي

وقال من قصيدة (عندما ينطق الجرح)

أعـرنــي جراحَكَ كــي أفهما      فـمـا زلـتُ من طهرِها مُفعما

وما زلـتُ أسبرُ كــنهَ السؤالْ      لأرشـفَ مـن غـورِه زمـزما

فما كلُّ جرحٍ أضــاءَ الوجود      ومـا كـلُّ جــرحٍ غـدا مَـعـلما

فكيفَ اشـتهتكَ لـيــوثُ الفداء      وكنتَ لها في الكـروبِ الحِما

وكانتْ جراحـاتُــكَ الـدامياتْ      تـقـطّـرُ مـن طـهـرِها بـلـسما

وكنتَ بـنـزفِـكَ بـين الجموع      تـخـلـقُ مـن ســرِّهـا مرهـمـا

فهشّمتَ أضـلـعَـكَ المرهفاتْ      وصـيَّــرتَــهــا لـلـسـمـا سـلّما

وبضَّعتَ جسمَكَ فوقَ الثرى      فـأحـيـتْ عـلـيـكَ الـسما مأتما

وقال من أخرى

كم بينَ روحِكَ والسماءُ وأنتما نهرانِ من عشقٍ وموجٍ مِن وفاء

كمْ بينَ صدرِكَ والمثلثِ والسنابكِ من عناق

كم بينَ طفلِكَ وارتعاشِ النحرِ في كفَّيكَ حينَ ملأتها بالغيبِ من وحي الدماء

كم بينَ زينبَ والخباءِ وليلةٍ من (كربلاء)

حسكٌ وأشواكٌ ورجعٌ من أنينِ سكينةٍ وتفجُّعٍ من قلبِ ليلى والرباب

ليلٌ رماديٌّ يطلُّ برعبِهِ، ينسلُّ مُندسَّاً كذئبٍ لابساً ثوبينِ من غدرٍ ونار

ليلٌ كأنَّ رداءه قوسٌ من الطعناتِ يفترسُ المدى ويجولُ متّشحاً بمعطفِه الملوَّثِ بالشقاء

وعلى يسارِ الغدرِ يزأرُ صارخاً نهرٌ من الآهاتِ يطلبُ قربةَ للماءِ                                

والعباسُ منسكبٌ على شفةِ الفجيعةِ والدماءُ هيَ الدماء

كمْ كان ذاكَ النهرُ يأملُ أن يجفَّ مقدّماً قربانَ دفءٍ لليتامى، للشفاهِ الذابلات

كمْ كانَ يأملُ أن يًبلّلَ ثغرَ طفلٍ لو بشيءٍ من حنان

طفلانِ مُتَّكئانِ كانا ينظران

وقربةُ العباسِ شجَّجَ بينها سهمانِ من لؤمِ الوداع

عيناكَ تلتقطُ الفضاءَ تحومُ في البيداءِ تبحثُ عن مكانٍ آمنٍ ووسادةٍ من (كربلاء)

 محمد طاهر الصفار
........
انتهى/ 278