وفقا لما أفادته وكالة أهل البيت (ع) للأنباء ـ ابنا ـ استشهد فتى فلسطيني وأصيب آخرون برصاص قوات الاحتلال في قرية بيتا جنوب نابلس، خلال مظاهرة احتجاجية على إقامة بؤرة استيطانية على جبل صبيح، في وقت تستمر الأجواء المتوترة بمدينة القدس بعد موافقة شرطة الاحتلال تحت ضغط المتطرفين على تنظيم ما تسمى "مسيرة الأعلام" انطلاقاً من باب العامود بعد تعديل مسارها.
وفي الوقت الذي خرجت فيه مظاهرات داعمة لسكان حي الشيخ جراح بالقدس المحتلة، اعتقلت شرطة الاحتلال عددا من الفلسطينيين في المدينة بينهم أطفال.
واستشهد فتى فلسطيني وأصيب 8 آخرون بالرصاص الحي، اليوم الجمعة، جراء قمع قوات الاحتلال مسيرة مناهضة للاستيطان في بلدة بيتا، جنوب نابلس بالضفة الغربية.
وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية أن قوات الاحتلال أطلقت الرصاص الحي والمعدني المغلف بالمطاط، وقنابل الغاز المسيل للدموع صوب المشاركين في مسيرة خرجت ضد بناء بؤرة استيطانية فوق جبل صبيح في البلدة، مما أدى لاستشهاد فتى يبلغ من العمر 15 عاما وإصابة 8 آخرين بالرصاص الحي، نقلوا إثرها إلى مستشفيات مدينة نابلس، وأصيب العشرات بحالات اختناق.
حي الشيخ جراح
وبالتزامن مع المظاهرة في بيتا، تظاهر عشرات الفلسطينيين في حي الشيخ جراح بالقدس المحتلة، رفضا لترحيل سكان الحي وتضامنا معهم، وشارك في المظاهرة بعض النواب العرب (الفلسطينيين) في الكنيست.
وجرت المظاهرة وسط إجراءات أمنية مشددة، حيث دفع جيش الاحتلال مزيدا من قواته إلى الحي. وتوقعت مصادر قضائية أن تعود المحكمة العليا الإسرائيلية للنظر في قضية طرد 4 عائلات من منازلهم بحي الشيخ جراح أواخر يوليو/تموز المقبل. وكان المستشار القضائي للحكومة الإسرائيلية قد طلب من المحكمة العليا إعفاءه من أن يكون طرفا في القضية.
وفي سياق متصل، اعتقلت قوات الاحتلال عددا من الأطفال في القدس، وأظهرت صور ومقاطع فيديو عناصر من شرطة الاحتلال وهم يعتقلون الأطفال ويقتادونهم في شوارع البلدة القديمة.
كما وثق مقطع فيديو لحظة اعتقال قوات الاحتلال الأسير المحرر نعمان وزوز من منزله عند باب حطة بالقدس المحتلة، والاعتداء على الموجودين في المكان بالضرب ورش الغاز على سكان المنزل.
وكانت منطقة باب حطة قد شهدت مواجهات خلال محاولة قوات الاحتلال قمع الموجودين في المكان بعد أداء صلاة الجمعة بالمسجد الأقصى.
مظاهرة في عكا
في سياق متصل، نظم العشرات من سكان مدينة عكا، داخل الخط الأخضر، مسيرة جماهيرية جابت شوارع وأزقة البلدة القديمة، تضامنا مع المعتقلين الفلسطيينين من أبناء المدينة.
وردد المشاركون في المسيرة هتافات تدعم صمود أهل القدس، وتحيي تضحيات الشهداء والأسرى.
يذكر أن الشرطة الإسرائيلية شنت حملات اعتقال ضد شبان فلسطينيين شاركوا في احتجاجات الهبة الأخيرة التي اندلعت داخل الخط الأخضر، دفاعا عن المسجد الأقصى والقدس وتنديدا بالعدوان على غزة. واعتقلت شرطة الاحتلال أكثر من ألفي فلسطيني منذ التاسع من مايو/أيار الماضي، وأصدرت لوائح اتهام بحق 184 منهم.
مسيرة الأعلام
وشهدت القدس توترا اليوم الجمعة بعد موافقة الشرطة الإسرائيلية على إقامة ما تعرف بـ "مسيرة الأعلام" الثلاثاء المقبل انطلاقا من باب العامود، في حين حذرت فصائل المقاومة الفلسطينية من المساس بالأقصى.
وتوصلت شرطة الاحتلال في القدس إلى اتفاق مع منظمي "مسيرة الأعلام" المزمع تنظيمها الثلاثاء على إقامة "رقصة للأعلام" في منطقة باب العامود، على أن تمر المسيرة من هناك باتجاه باب الخليل حيث ينقسم المشاركون لقسمين في طريقهم إلى حائط البراق.
وتشهد القدس المحتلة توترا منذ أسابيع بسبب تعديات الاحتلال على سكان حي الشيخ جراح، وإصرار جماعات إسرائيلية متشددة على تنظيم تلك المسيرة.
وساد التوتر في القدس المحتلة، أمس الخميس، جراء سلسلة من الاستفزازات من جانب المستوطنين تضمنت زيارة عضو الكنيست من اليمين المتطرف إيتمار بن غفير لباب العامود.
وجاء بن غفير إلى باب العامود احتجاجا على قرار الشرطة الإسرائيلية منعه من تنظيم مسيرة الأعلام -التي تمثل احتفالا استفزازيا بذكرى احتلال القدس الشرقية- لكنه غادر بعد أن تصدى له فلسطينيون.
واعتقلت شرطة الاحتلال عددا من الفلسطينيين الذين حاولوا التصدي له، ووثقت مقاطع فيديو الاعتداء على عدد من الشبان والتنكيل بهم أثناء اعتقالهم.
وكانت الشرطة قد أصدرت قرارا بمنع بن غفير من اقتحام الأقصى والقيام بمسيرة الأعلام بدعوى أن ذلك من شأنه أن يؤدي إلى إخلال بالنظام العام والمساس بأمن الدولة. واتهم بن غفير القائد العام للشرطة بالمساس بحصانته البرلمانية بعد منعه من المسيرة.
حماس والجهاد تحذران
في السياق ذاته، حذر مسؤولان في حركتي المقاومة الإسلامية (حماس) والجهاد الإسلامي من تداعيات ممارسات إسرائيل في القدس، واحتمال انهيار اتفاق وقف إطلاق النار في غزة.
وقال خليل الحية، نائب رئيس حركة حماس في القطاع، للصحفيين في غزة، إنه "ما لم يكبح الاحتلال الإسرائيلي تطرف المستوطنين في القدس والأقصى، فهذه الصواعق ستنفجر في وجهه".
وهدد الحية بأنه في حال استمرار الدعوات لتنظيم مسيرات للجماعات اليهودية المتطرفة في البلدة القديمة "سيظل وقف إطلاق النار هشا" مؤكدا "لكي يستمر وقف إطلاق النار، لابد من وقف مشروع التهجير لضواحي القدس".
كما طالب بالعودة لكل التزامات وتفاهمات كسر الحصار، والمسارعة في ملف إعادة إعمار قطاع غزة، متوعدا "لن ننتظر طويلا، لإعادة فتح المعابر، وإدخال المنحة المالية القطرية" إلى غزة.
من جانبها، قالت كتائب الشهيد عز الدين القسام (الجناح العسكري لحماس) -في بيان- إنها وقيادة المقاومة "تتابع عن كثب ما يجري في القدس والمسجد الأقصى من محاولات استفزازية وعدوانية من المغتصبين وزعمائهم" وحذرت من مغبة المساس بالأقصى.
ووجهت الكتائب تحية إلى "المرابطين الأحرار في القدس على تصديهم ومقاومتهم لتدنيس الأقصى والعدوان عليه".
من جانبه اعتبر عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد، خالد البطش، في بيان، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المنتهية ولايته "يحاول تصدير أزماته لتحل على حساب الشعب الفلسطيني في القدس".
ودعا البطش كافة الأطراف إلى "وقف نتنياهو وحكومته عن سياسة الأرض المحروقة التي يتبعها ضد الشعب الفلسطيني لضمان تجنبه للمحاكم وخسارة مستقبله السياسي".
..................
انتهى / 232