وكالة أهل البيت (ع) للأنباء

المصدر : مهر
الجمعة

١١ يونيو ٢٠٢١

٩:١٦:٢٤ ص
1149467

غريب آبادي: من السخريات التاريخية المريرة غفلة الوكالة الدولية عن البرنامج النووي للكيان الصهيوني

أكد مندوب ايران الدائم لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية، بأن من السخريات التاريخية المريرة، غفلة الوكالة الدولية عن برنامج الكيان الصهيوني للاسلحة النووية في منطقة الشرق الاوسط المتوترة، قائلا: ان على الوكالة الدولية ان تنأى بنفسها عن أي جدول اعمال مسيس.

وفقا لما أفادته وكالة أهل البيت (ع) للأنباء ـ ابنا ـ أكد مندوب ايران الدائم لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية، بأن من السخريات التاريخية المريرة، غفلة الوكالة الدولية عن برنامج الكيان الصهيوني للاسلحة النووية في منطقة الشرق الاوسط المتوترة، قائلا: ان على الوكالة الدولية ان تنأى بنفسها عن أي جدول اعمال مسيس.

وأفادت وكالة مهر للأنباء، أنه لدى شرحه مواقف الجمهورية الاسلامية الاسلامية تجاه تقرير المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن بعض موضوعات الضمان خلال كلمته امام مجلس الحكام، قال كاظم غريب آبادي: ان التقرير الحالي للمدير العام يؤيد أن النشاطات النووية الجاية في ايران لا تحتوي على أي موضوع يرتبط باتفاقات الضمان.

واضاف: انه من المرفوض ان يُطرح الموضوع النووي الايراني هنا في الوكالة الدولية بين الحين والآخر خلال العقد الاخير، بناء على ادعاءات واهية، في حين انه لا توجد حتى وثيقة واحدة بشأن انحراف المواد النووية نحو الاغراض غير السلمية، لافتا الى ان هكذا ادعاءات مفبركة تهدف لتسييس الاجواء وإيجاد حالة من الاستقطاب في الوكالة، وتهدد تماسكها ومهامها التقنية التي ينبغي تنفيذها وفق النظام الداخلي.

وتابع: بناء عليه، وقبل ان يفوت الأوان كثيرا، يجب منع هذه اللعبة غير المبررة وغير المفيدة في الوكالة الدولية.

وأكمل: بالرغم من التعاون العملاني والبناء الذي جسدته ايران طوال تعاملها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وحسن النية الذي ابدته في مجال الرد على استفسارات الوكالة حول بعض الامور المزعومة والبسيطة وغير الطارئة، فإنه من المؤسف ان تتخذ امانة الوكالة الدولية هكذا موقف غير بناء والذي يكلفها الإخلال بمصداقية ومهنية هذه المنظمة الدولية.

وذكر أن تقرير الوكالة الدولية الاخير هو تكرار لتقريرها السابق دون ان يتطرق الى آخر التطورات والانجازات المحققة بين الجانبين، لاسيما خلال الشهرين الماضيين؛ وقال: ان هكذا تكرار لم يكن ضروريا ولا بناء، الا ان يكون بهدف خلق جدول اعمال غير ضروري للوكالة. وهذا التقرير يثبت تحيز الامانة في التعامل مع ايران، ويتجاهل مستوى التعاون. وهذا التحيز من شأنه ان يتحول في المستقبل الى عقبة امام التعاون القائم على النوايا الحسنة بين الجانبين.

وبيّن أن هذا التقرير يتعارض وسجل التعاون الايراني مع الوكالة الدولية والانجازات المحققة في هذا الخصوص، لكونه اُعدّ بناء على مصادر غير موثوقة وعليه فهو لا يتسم بالمصداقية، ولا يشتمل على كل العناصر وجوانب التعاون والتقدم الحاصل بشكل شامل، لذلك فإنه ليس مقنعا أيضا.

وواصل غريب آبادي كلمته قائلا: فضلا عن التعاون السابق، ورغم المحادثات المكثفة حول الاتفاق النووي في فيينا، فخلال الشهرين الماضيين فقط، اجرى الطرفان ثلاث جولات من الحوارات المتخصصة، في فيينا وطهران فضلا عن المراسلات التي تبادلها الجانبان.

وألمح الى أنه في ضوء الرسالة التي بعثها مساعد الرئيس الايراني، رئيس المنظمة الايرانية للطاقة الذرية، علي اكبر صالحي في 24 أيار/مايو الماضي الى المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، فلقد بذلت ايران قصارى جهدها في مجال التعاون مع الوكالة الدولية وقدمت الايضاحات اللازمة حول استفسارات الوكالة الدولية. حيث اعرب صالحي استعداد ايران لمواصلة التعاون البناء مع الوكالة بهدف إغلاق المواضيع المتبقية بشأن اتفاق الضمانات.

وجدد غريب آبادي التذكير بأن التعامل البناء يتطلب اجواء ايجابية وتوخي الاحكام المسبقة او اثارة القلائق وتحديد آجال مفبركة او تضخيم غير مبرر لبعض القضايا الواهية، مبينا ان ايران ملتزمة بتعهداتها في اطار اتفاق الضمانات وتواصل العمل في سياق توفير البيانات المطلوبة والشفافة على اساس هذا الاتفاق.

وفي جانب آخر من حديثه، تطرق الدبلوماسي الايراني الى الاعتداء الارهابي الذي استهدف احدى المنشآت النووية الايرانية بتاريخ 11 نيسان/ابريل 2021، والذي كاد أن يؤدي الى كارثة انسانية وبيئية خطيرة للغاية، مشددا على ضرورة محاسبة المسؤولين عن هذا الاعتداء سواء بشكل مباشر او غير مباشر.. ولقد ألمحت وسائل الاعلام "الاسرائيلية" والغربية الى تورط الكيان الصهيوني في هذا الاجراء الجبان والارهابي؛ اذن يتعين على الوكالة الدولية للطاقة الذرية متابعة الامر على وجه السرعة.

وصرح: ان الجمهورية الاسلامية الايرانية وحسب القوانين الدولية، وضمن ردها القوي، فإنها تتخذ كل الاجراءات اللازمة للحفاظ والدفاع عن مواطنيها ومصالحا ومنشآتها في مواجهة الممارسات الارهابية او التخريبية.

وشدد على أن الجمهورية الاسلامية الايرانية تحذر بشدة من اي تهور يقوم به الكيان الصهيوني؛ وأن تكرار هكذا ممارسات اجرامية واغتيال العلماء النوويين، ليس فقط سيلقى ردا صارما من جانب ايران ، بل إنه من المؤكد لن يبقي اي خيار سوى اعادة النظر في اجراءاتها الشفافة وسياسة تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

وأفصح: نظرا لبعض الادعاءات التي طرحت في هذا الاجتماع، اريد ان اكرر مرة اخرى انه لمن السخرية التاريخية المريرة ان تكون الوكالة الدولية للطاقة الذرية غافلة عن برنامج الكيان الصهيوني للسلاح النووي في منطقة الشرق الاوسط المتوترة، ومن المؤسف ان هذا الكيان يتجاهل المجتمع الدولي من خلال استصغاره أهمية هذه المعاهدة، والامتناع عن الانضمام اليها والامتناع عن وضع جميع منشآته ونشاطاته النووية تحت النظام الشامل لاتفاق ضمانات الوكالة الدولية، ومن سخريات القدر، ان الكيان الصهيوني يحظى بمزايا اكثر مقارنة مع الدول المالكة للسلاح النووي، لأن هذه الدول اعضاء في معاهدة حظر الانتشار النووي، ولديها التزامات عديدة تحت المادتين الاولى والسادسة للمعاهدة، في حين ان الكيان الصهيوني وببقائه خارج المعاهدة، في حل من أي التزام، كما انه يحظى بجميع مزايا النظام الداخلي للوكالة الدولية للطاقة الذرية والمرتبطة بالمعاهدة.

ورأى غريب آبادي ان هكذا وضع، يزيد من صلافة هذا الكيان ليسخر من صلاحيات ومهام الوكالة الدولية في منع انحراف المواد النووية والنشاطات النووية عن الاغراض السلمية، والأدهى من ذلك، هو ان الكيان الصهيوني وبكلف صلافة يحرف الوقائع وينتقد بعض اعضاء المعاهدة.. وهذا قصور جاد للغاية في أداء الوكالة، ولابد من متابعته بشكل مناسب.

وطرح الدبلوماسي الايراني عدة تساؤلات شكك فيها بحيادية الوكالة الدولية، متسائلا: الا تحمل سياسة الصمت وتجاهل البرنامج النووي للكيان الصهيوني وسياسة عدم اتخاذ موقف منه، رسالة سلبية الى اعضاء معاهدة حظر الانتشار النووي، بأن "العضوية في المعاهدة تتساوى مع تقبل أقوى عمليات الاشراف والرقابة والتحقق، في حين ان البقاء خارج المعاهدة بمعنى التحرر من أي التزام وانتقاد بل وحتى الحصول على الجائزة"؟، داعيا الوكالة الدولية للطاقة الذرية الى تجنب تسييس الموضوعات وأن تتخذ موقفا شفافا تجاه بقاء "اسرائيل" خارج معاهدة حظر الانتشار النووي وتمردها الدائم عن اخضاع كل منشآتها ونشاطاتها النووية للنظام الشامل لاتفاق الضمانات.

وأردف: ان صمت الوكالة في هذا المجال، الى جانب صمتها المريب بخصوص اغتيل العلماء النوويين والممارسات الارهابية والتخريبية في المنشآت النووية الايرانية، يشكك بمصداقية الوكالة وحياديتها، ويثير شبهة بأنها مجرد منظمة مسيسة اكثر من كونها منظمة متخصصة، معربا عن امله باتخاذ الاجراءات اللازمة لاصلاح هذا المسار.

..................

انتهى / 232