وفقا لما أفادته وكالة أهل البيت (ع) للأنباء ــ ابنا ــ قال من أرجوزته في رثاء السيدة أم البنين (عليها السلام):
تـسـأُلُـه كـأنّـهـا لـم تَسمعِ نـعـيَ شـهيدِ (كربلا) ولـم تعِ
تقولُ أخبرنيَ عن إِمامي والطّرفُ منها بالدّموعِ هامي
أخبرها آهٍ بـفقدِ الأربـعـة أبـنـائـهـا وهـو يُـهـلُّ أُدمُـعــه
ومنها:
آجـرَكِ اللهُ قـضـى بـ (كـربلا) ظمآنَ مذبوحاً بـهـاتـيك الفلا
ولا تسل عن حالِها مُذ سـمعتْ ذلـك بـالـحـرقةِ نادت وبكتْ
يا أسفا عليك يا بن المصطفى بعدكَ مولاي على الدّنيا العفا
الشاعر
الميرزا محسن الفضلي الإحسائي الطائي،(1310 ــ 1409 هـ / 1892 ــ 1989 م) عالم وفقيه وأديب وشاعر، ولد في قرية الحوطة بمدينة العمران بالمنطقة الشرقية بالسعودية من أسرة علمية عريقة تعرف بـ (آل علي) حيث كان والده الشيخ سلطان الفضلي من علماء الإحساء البارزين في وقته ويعود نسب الأسرة إلى ربيعة جد عشيرة الفضول التي ترجع إلى طي فهو الشيخ:
محسن بن سلطان بن محمد بن عبد الله بن عبّاد بن حسين بن حسن بن أحمد بن علي بن أحمد بن حسن بن ريشان بن علي بن عبد العزيز بن أحمد بن عمران بن فضل بن علي بن حديثة بن عقبة بن فضل بن ربيعة آل عباد العلي الفضلي الإحسائي. وهو والد الدكتور عبد الهادي الفضلي، أما والدته فهي السيدة العلوية فاطمة بنت مهدي بن أحمد آل عُطيفة الكاظمي، من سادة مدينة الكاظمية المقدسة.
درس الفضلي مقدمات العلوم الدينية في الإحساء على يد الشيخ عمران السليم، ثم انتقل إلى المبرز ودرس هناك على يد الشيخ ناصر بن هاشم الموسوي الإحسائي لمدة سنة، قبل أن يهاجر إلى النجف الأشرف لمواصلة تعليمه فبقي مواصلا دراسته لمدة أربع وعشرين سنة درس خلالها على يد أعلام النجف أمثال: الشيخ علي بن حسين الخاقاني، ومحمد كاظم اليزدي، وعلي بن باقر الجواهري ومحمد مهدي المازندراني، وجعفر بن عبد الحسن آل الشيخ راضي، وأبو تراب الخونساري، ومحمد حسين النائيني، وأبو الحسن الموسوي الأصفهاني، ومحمد رضا آل ياسين، ومحمد حسين كاشف الغطاء، وغيرهم.
وبعد قرابة ربع قرن قضاها في حلقات الدروس العلمية بين الدراسة والتدريس حصل على درجة الاجتهاد ورجع إلى بلاده الإحساء عالماً فقيهاً وتصدر لتدريس العلوم العربية والفقه والفلسفة الإسلامية وعلم الكلام.
وقد تخرج على يديه كثير من طلاب العلم الذين أصبح لهم شأناً كبيراً بفضله وبقي في الإحساء لمدة ست سنين ثم غادرها إلى البصرة، وفيها مارس مهامه الدينية والاجتماعية والاصلاحية وكيلا عن المرجع الكبير السيد أبو الحسن الأصفهاني، وبعد وفاة الأصفهاني أمضى وكالته المرجعان الكبيران الشيخ محمد رضا آل ياسين، والسيد محسن الحكيم، كما كان الفضلي يعقد هفي البصرة حلقة العلم ومن تلامذته فيها: مير محمد بن محمد مهدي القزويني، وصالح بن عبد الله آل السيد خليفة الموسوي، وعبد الحميد بن إبراهيم الهلالي.
وبقي الفضلي في البصرة حتى مجيء نظام البعث المشؤوم إلى الحكم فطلب منه مغادرة العراق لانتقاده سياسته الاستبدادية فغادره إلى الكويت ومنها إلى مسقط رأسه وحتى استقراره في سيهات مرجعاً كبيراً ومرشداً روحياً، وأخيراً انتهت رحلة حياته بمستشفى الظهران ودفن بالبقيع وأقيمت له مجالس العزاء في العديد من المدن والبلدان.
وقد حجّ الفضلي أكثر من ثلاثين مرة ومثلها في العمرة المفردة وزار المشاهد المقدسة في العراق وإيران وسوريا والمسجد الأقصى، أما مؤلفاته فقد أتلف أغلبها من قبل نظام البعث الصدامي البائد بعد مغادرته البصرة ومنها:
بحوث متفرقة في الفقه الاستدلالي وأصول الفقه والحكمة الإلهية
رسالة في كيفية وأعمال حج التمتع
رسالة في أنساب آل عبّاد
عصمة القرآن من الزيادة والنقصان
شعره
قال في أرجوزته:
أمّ الــبــنـيـن زوجُ مـــولانا علي ناهيكمو عن ذلك الفضل الجلي
والـدةُ الـعـــبّاسِ ذيّـــاكَ الأغـــرْ شـمـسُ الـكـراماتِ ونجلُها قمرْ
بـهـا إلـى اللهِ تــوسّـل كي تــنــلْ كلَّ الذي ترجو وتحظى بالأملْ
تلك الـتي مـثّـلَـــــــــــتِ الـمـودّة في آل طه في الـرَّخـاء والـشدّة
لله صـبـرُهـا بـيـــــوم أقــــــــبَـلْ ناعـي الـحسينِ والدّموعَ أسـبلْ
تـسـأُلُــه كـأنّـــــهـا لـم تَــســمــعِ نـعـيَ شـهـيـدِ كـربـلا ولـم تــعِ
تـقــولُ أخـــبـــرنيَ عـن إِمـامي والـطّـرفُ منها بالدّموعِ هامي
أخبرهـا آهٍ بـفـقـــدِ الأربـــعـــــة أبـنـائـهـا وهـو يُـهـلُّ أُدمُــــعــه
قــالــت هُـمُ الـفـداءُ لـلـحـســيـنِ روحِ نـبـيّـنـا ونـــورِ عــيـنـــي
لا تُـخــفِ بــاللهِ عـلـيــكَ عـنّـي حـقـيـقـةَ الأمــرِ أهـجـتَ حُزني
هلّ الــحـسـيـنُ عــائــدٌ فـأنـتظرْ فـعـنـدهــا قــالَ بــدَمــعٍ منهمرْ
آجــرَكِ اللهُ قــضـــى بــكــربلا ظـمـآنَ مـذبــوحـاً بـهـاتيك الفلا
ولا تسل عن حالِــها مُذ سمعت ذلك بـالـحـرقـــةِ نــادت وبـكت
يا أسفا عليك يا بــن المصطفى بـعـدكَ مولاي عـلى الدّنيا العفا
هـيـهاتَ أن أهـنــى بعيشٍ حتى أكـونَ عــاجــلاً عـــدادَ الموتى
فعلاً قضت أيّامـها حتى قضت حُـزنـاً ومن كثرةِ ما فـيـها بكت
والتحقت لهفي لــهـا بـالــزّهرا بـمـهـجـةٍ مـــن الــمُـصابِ حَرّا
وفـاتُـهـا يـقـالُ فـي ثالثِ عشر جـمـاديَ الآخــرة وذلـك اشـتـهَر
أسمى التعازي للإمامِ المنتظرْ وكـلِّ مـن والاهُ غــابَ أو حضرْ
محمد طاهر الصفار
.........
انتهى/ 278