وفقا لما أفادته وكالة أهل البيت (ع) للأنباء ــ ابنا ــ إن ذكرى تهديم المقابر السماوية والمقدسة لأهل بيت النبوة وانتهاك حرمة مراقد الأئمة المعصومين في البقيع، لهي عاشوراء ثانية، وعلى مسلمي العالم ولا سيما الشيعة، ان يسمعوا العالم بأسره صوت استنكارهم وتنديدهم ممن يقفون وراء هذه الجريمة.
قبل قرن من الزمن، وفي مثل هذا اليوم شن جيش الجهل والضلالة، وبمجارف العداء والكره ومعاولها، هجوماً على الحرم الشريف للائمة الأربعة، وأتباع الرسالة في البقيع، ودمروها تدميراً.
وبهذا أعادوا ما قام به المتوكل العباسي من فعل قبيح شنيع، في تهديم القبة والمقبرة الحسينية وحرث الأرض. ” يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ”
يدعو القرآن الكريم مسلمي العالم إلى رفع البيوت التي تمثل مركزاً للحمد والتسبيح الإلهي وتبجيلها، وجاء في الذكر الحكيم: فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ
كما يقول جلال الدين السيوطي في كتاب الدر المنثور: قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية في بيوت أذن الله ان ترفع فقام إليه رجل فقال أي بيوت هذه يا رسول الله قال بيوت الأنبياء فقام إليه أبو بكر فقال يا رسول الله هذا البيت منها لبيت على وفاطمة قال نعم من أفاضلها.
ان مرقد العسكريين عليهما السلام، الذي تهدم على يد أتباع هؤلاء، كان بيوتاً، يعبدون الأئمة ووالدتهم الشريفة الله فيها، ويحمدونه، ويبجلونه، وبكل أسف فانه تهدم بدلاً من ترفعه وإعادة بناءه.
فان عادة عقلاء العالم، وحتى عادة أتباع الديانات السابقة، جرت على تكريم قبور كبار القوم والأنبياء، وأداء الاحترام لها من خلال إنشاء نصب على قبورهم، والشاهد على قولنا هو قبر خليل الرحمن في فلسطين المحتلة، وقبور الأنبياء الآخرين وأوصيائهم في الأردن وسوريا ومصر والعراق، في يوم الناس هذا.
مع الأسف، كان عرب نجد بعيدون عن الثقافة الإسلامية وبدلاً من العمل بالآية الشريفة: قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَىٰ، تبنوا العداء، وتهديم آثارهم وآثار العشرات من أتباع الرسالة وكبار الشخصيات الدينية الأخرى.
لا يمر يوماً إلا ويدمرون جانباً من الآثار الإسلامية في الحرمين الشريفين بذريعة توسعة الحرمين، وقريباً ستتحول كل من مكة المكرمة والمدينة المنورة إلى مدينتين غربيتين بكل ما تحمله الكلمة من معنى.
يا مسلمي العالم، طالبوا حكام نجد والحجاز بإعادة الحرية للحرمين الشريفين، وان يسمحوا لمحبي أهل البيت عليهم السلام، وبالهدوء والانتظام، إعادة بناء قبورهم وترك الحرية لكل المذاهب الإسلامية في القيام بواجباتهم الدينية في فترة الحج والعمرة، كي يصبح الحرم الإلهي الآمن آمناً للجميع.
قم-جعفر سبحاني
........
انتهى/ 278