مؤلف كتاب (رحلتي من الوهابية إلى الاثني عشرية) الذي تحول من داعية وهابي إلى داعية شيعي، وكان تلميذاً لمفتي الديار السعودية ابن باز ومن أساتذته السلفيين القاضي أحمد سلامة في اليمن والعلامة محمد بن إسماعيل العمراني والدكتور عبد الوهاب الديلمي ودرس علم الحديث بجامعة الإمام محمد بن سعود في الرياض
مقدمة مؤسسة الكوثر للمعارف الإسلامية (قم المقدسة):
فقد عرف المذهب السني والشيعي شخصية عنيت بجانب الدراسات الإسلامية، وقدمت من عمرها نصيباً وافراً في الاشتغال بالعلوم الدينية، وهو- المؤلف حفظه الله تعالى- ينطلق في كل ذلك من آفاق تجربته النفسية في عالم اكتشاف الحقيقة..
فهو ذلك السني المتشدد (الوهابي) الذي استطاع أن يتحرر من كهف الوهابية -بكل ما يحمله (الكهف) من معاني الظلمة والحجرية، ليحلق إلى رحاب أهل البيت (عليهم السلام) ، ويرتبط بالطيبين الطاهرين فكراً وعقيدةً، بعد أن كان مرتبطاً بهم في انتمائه النسبي الشريف، ماراً في ذلك كله بتجربة علمية ناضجة سيحدثنا عنها في طيات كتابه هذا..
وجدير بالذكر أن تجربة السيد المؤلف تتميز بتلون خاص في اطوارها ومراحلها، فقد عرفه الشارع السني إماماً لأحد مساجد مدينة صنعاء ومدرساً فيهن وهو طالب العلم الذي حضر عند كبار علماء الوهابية في بلاد اليمن، منهم (القاضي احمد سلامة)، و (العلامة محمد بن اسماعيل العمراني) و (الدكتور عبد الوهاب الديلمي)، ثم هو من طلاب قسم الحديث بجامعة الإمام محمد بن سعود في الرياض،وقد كتب له أيضاً أن ينال نصيباً من الحضور عند مفتي المملكة (الشيخ ابن باز).وينتهي الأمر بصاحبنا إلى تبني خط فكري متشدد،وإلى اتخاذ موقف متطرف بالنسبة إلى مذهب الشيعة الإمامية على وجه الخصوص!.
إلا أن ( الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور).
وألا أن ( الله يفعل ما يريد).
ويذوب قلب ذلك الوهابي المتشدد، وينصهر هذا الرجل المحب لله تعالى في بوتقة الحقيقة التي تبدت له خيوطها النورانية، ويكتشف أول خلل في المنهج السني في التعامل مع علم الجرح والتعديل، ويتحسس شواهد خروج القوم عن منهج الوسطية الذي يؤمن به، ليكون ذلك أول بصيصٍ من النور.. وبدايات الاستبصار.
وإن كنا لا نتحدث عن ذلك إلا على سبيل الإشارة، فلأن المؤلف - حفظه الله- قد بين أكثر ذلك في كتابه، وحكى لقارئه طرفاً من قصة مشواره العظيم في أكثر من موضع فيه. ولا ينبغي لنا أن نغفل في حديثنا المقتضب أمراً آخر لا يقل أهمية عن جميع ما ذكر، هو هذا الهدف السامي الذي يتحرك السيد المؤلف -حفظه الله- وهو نصب عينيه، لا تحيدان عنه قيد أنملة، نعني السعي إلى توحيد الصف الإسلامي، أو ما نعبر عنه بـ(الوحدة الإسلامية)،وهو ما يبدو جلياً لكل من تصفح هذا الكتاب، بل هو أمر معروف عن السيد العماد في كل ما يطرحه ويتبناه، ويبدو ذلك واضحاً لمن امتحن السيد في محاضراته ومناظراته، خصوصاً على برامج الشبكة العلمية (الانترنت).
مقدمة الدكتور عصام العماد:
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات اعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
(يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وانتم مسلمون).
(يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيراً ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام أن الله كان عليكم رقيبا).
(يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديداً يصلح لكم اعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزاً عظيماً )
أما بعد:
إنني اعتقد أن التقريب بين المسلمين لا يمكن أن يتم إلا بالحوار الصحيح الذي يستخدم منهجاً سليماً.
إننا إذا لم نجدد في أساليب الحوار بين المسلمين، ونتفنن في صياغتنها وإخراجها من حالتها القديمة إلى حالة جديدة أكثرعلمية، فسوف لن يثمر الحوار تقريباً بين المسلمين، بل سوف يخلق بعداً وتمزقاً اكثر من ذي قبل.
وللحوار بين المسلمين آفاق رحبة يجب أن ننفتح عليها، فهو:
أولاً: طريق للتقريب بين المذاهب الإسلامية، بين السنة والاثني عشرية من جهة، وبين الاثني عشرية والوهابية من جهة اخرى، وبين الوهابية والسنة من جهة ثالثة