وفقا لما أفادته وكالة أهل البيت (ع) للأنباء ــ ابنا ــ وقال من قصيدة في مدح السيد محمد ابن الإمام علي الهادي (عليه السلام) الملقب بـ (سبع الدجيل) أثناء زيارته لمرقده الشريف:
وفدتْ عليكَ سـريَّـةٌ من (كربلا) لا مـسـتـقرَّ لها بغيرِ مَزارِ
ودمـوعـهـمْ مـسفوكةٌ في أرضِها ونفوسُـهـمْ فـيها بغيرِ قرارِ
ما زالَ فيهمْ ذاكَ حتى تخفض الـ ـراياتُ منهم عندَ أخذِ الثارِ
الشاعر:
محمد تقي بن محمد حسن بن علي الطبري المازندراني الحائري، (1289 ــ 1366 هـ / 1872 ــ 1947 م) أديب وشاعر، ولد في كربلاء ونشأ بها نشأة دينية حيث تعلم القراءة والكتابة والقرآن الكريم ودرس الفقه والأصول عند العالم الجليل الشيخ غلام حسين المرندي.
اتجه المازندراني نحو الأدب فكان دائم الحضور في الأندية والمجالس الأدبية الكربلائية التي تسمى الدواوين كديوان السيد أحمد الوهاب وديوان عبد الحسين الطباطبائي وديوان العلامة مجيد خام التي ساجل فيها الشعراء وشاركهم في حلبتهم وناقشهم في المواضيع الأدبية.
قال عنه السيد جواد شبر: (له ديوان شعر ضخم رأيت نسخة منه في مكتبة الأديب الشاعر السيد سلمان السيد هادي الطعمة يحتوي على ألوان من الشعر وفيه الكثير في أهل البيت (عليهم السلام) وفي الإمام الحسين (عليه السلام) خاصة) (1)
وهذا الديوان الذي أشار إليه شبر جمعه السيد سلمان ورتبه كما قال في ترجمة الشاعر: (نظم المازندراني شعرا كثيرا في المناسبات الدينية التي كان يعقدها أهل الفضل آنذاك، وكان من نتاج تجارب حياته الطويلة هذا الديوان الذي قمت بجمعه وترتيبه واستنساخه واحتفظت به كأي أثر أدبي) (2) وتوجد نسخة من الديوان أيضاً في مكتبة المتحف العراقي ببغداد (دار المخطوطات)
توفي المازندراني في كربلاء ودفن بها.
شعره
قال من قصيدة في رثاء الإمام الحسين (عليه السلام):
فــأوردهــمْ وِردَ الــمـنـيـةِ والــــردى ولم يبقَ إلّا من على الموتِ أشرفا
فـضـجَّـتْ لـه الأعـداءُ من حدِّ صارمٍ أبــادَ جــمــوعَ الــظــالــمينَ وأتلفا
إلى أن هـوى مـن فـوقِ سـرجِ جوادِه صـريــعـاً عـلى وجهِ الثرى مُتلهِّفا
تـزلـزلـتِ الأمــلاكُ حــيــنَ هـــويِّـــهِ وكــادتْ لــه الأفــلاكُ أن تــتـوقّفا
فـظـلّـتْ سـيـوفُ الـهـنـدِ تـأكـلُ لـحمَه وتـسحقُ جردُ الخيلِ صدراً مُشرَّفا
سُـلـبـنَ بـنـاتُ الـوحـي بـعـدَ هـــويِّــهِ غـداةَ فـــقــدنَ الـحـامـيَ الـمُتعطفا
أمـثـلَ حـسـيـنٍ تـسـحـقُ الخيلُ صدرَه ويـذبـحُـه بـالـســيفِ شمرٌ من القفا
فلا صبرَ يا خيرَ الورى غيرَ أن نرى عـلـيـكَ لـواءَ الـنصرِ يعلو مُرفرِفا
وقال في مدح السيد محمد ابن الإمام علي الهادي (عليه السلام):
يا ابنَ النبيِّ محمدٍ خــيــرِ الـورى وابنَ الوصيِّ المرتضى الكرّارِ
يـا ابــنَ الإمــامِ أخـا الإمامِ وعمَّه لازالَ قـبـرُكَ مـلـجـأ الأحـــرارِ
مـا زلـتَ لـلـوفَّـادِ خــيــرَ مـرحِّبٍ ومـشـرِّدٍ عـنـهـمْ قُــوى الأشرارِ
إن غـادرتــكَ إمــامـةٌ مــوروثـــةٌ لأخــيـكَ مــن آبــائِــكَ الأطـهارِ
فقد انـتـهتْ بكَ حــكــمـةٌ مـحـبـوَّةٌ ومــهــابــةٌ وجــلالــةُ الآثــــــارِ
أو أقـبـرتـكَ يـدُ الــقــضـاءِ لما بدا للهِ فــيــكَ فــعـزَّ شــأنُ الــباري
ولأنتَ أرضى بالقضاءِ وما جرى أجــرتــه حكــمــةُ ربِّـكَ الـجبارِ
وفــدتْ عـلـيكَ سريَّةٌ من (كربلا) لا مـسـتـقـرَّ لـهـا بـغـيـرِ مـــزارِ
ودموعهمْ مـسـفـوكــةٌ في أرضِها ونــفــوسُــهــم فـيـهـا بـغيرِ قرارِ
ما زالَ فيهم ذاكَ حـتى تخفضُ الـ ـرايــاتُ مـنـهـم عـنـد أخـذِ الثارِ
يـسـتـشـفـعـونَ بكم إلى ربِّ العُلى فـي قـربِ أخــذِ الـثـارِ للأنصارِ
ولهمْ حوائــجُ لا يُـرى لـقـضـائِـها إلّا الــخـبـيـرُ وعـالــمُ الأســرارِ
ولأنـتَ أولــى بـالـشـفـاعــةِ لـلذي وافــاكَ يـومـئـذٍ بــدمــعٍ جـــــارِ
صـلـى عـلـيكَ ملائكُ السبعِ العُلى فــي كـلِّ غــاديــةٍ ولــيــلٍ ســارِ
محمد طاهر الصفار
ـــــــــــــــــــــ
1 ــ أدب الطف ج 9 ص 309
2 ــ شعراء كربلاء ج 4 ص 218
.........
انتهى/ 278