وفقا لما أفادته وكالة أهل البيت (ع) للأنباء ــ ابنا ــ وقال سماحته في كلمته الأسبوعية المتلفزة: ” لقد عاشت البشرية ازمات متلاحقة منذ إنحسار التفافها حول الرسالات الإلهية، واليوم باتت لا تثق بالحضارة المادية المتزلزلة، بسبب فشلها في إدراة ازمة فيروس كورونا، وأظكة المناخ، والفساد العريض الذي ظهر في الأرض بسبب انفساخ الحضارة المادية عن القيم، وانتشار الطبقية التي اصبحت سمةً عامةً للبشرية، وكل هذه الأسباب جعلت العالم يبحث عن حضارةٍ أسمى، والتي تتمثل في الحضارة الإسلامية، ولا يعني كونها إسلامية أنها خاصة بالمسلمين، وإنما هي حضارةٌ إلهية تمثّل روح الرسالات السماوية كلها، وتنفع البشرية جميعاً.
وبيّن المرجع المدرسي، أن الحضارة الإسلامية تنطلق من قاعدةٍ رصينة من الإيمان والتقوى، ولكنّها في الوقت ذاته، تعمّر الأرض وتحييها، فالإنطلاق في عمارة الأرض وخدمة البشرية لا يكون من منطلقٍ ماديٍ فحسب، بل من منطلقٍ دينيٍ أيضاً، وهذا ما يحصّن الحضارة من الإنحراف عن خطها؛ مبيّناً أن الروح الكبرى في الحضارة الإسلامية، تستوعب الجانبين المادي والعنوي للإنسان، حيث يربط الإسلام العبادات المعنوية بجوانب الحياة المادية، إذ يجعل الدين روح الصلاة والصيام والحج في خدمة قرب الإنسان الى الله من جهة، وإلى قربه مما ينفع الإنسانية من جهةٍ اخرى، ممثلاً بعيد الفطر، الذي هو عيدٌ معنوي، ولكنّ المسلمين يخرجون فيه زكاة أموالهم للفقراء والمحتاجين.
وفي صعيدٍ متصّل، أكد سماحته على ضرورة عدم نسيان المنطلقات الدينية، في خضمّ الأجواء السياسية، إذ المفروض إخضاع السياسة للدين وقيمه وليس العكس، داعياً الساسة في العراق أن يعيدوا خططهم بحسب معيارية القيم التي آمنوا بها.
كما دعا سماحته إلى وجود عزمةٍ وطنيةٍ شاملةٍ لمواجهة التحديات الكبرى في العراق، وابرزها التحدي المتمثل في ضرورة اللحاق بركب الحضارة وردم الفجوات الحاصلة في العراق بسبب الظروف السابقة، مبيناً أن ذلك لا يكون بعمل بعض الجهات أو الأحزاب فقط، بل لابد أن يكون بعزمٍ وطنيٍ شامل يشارك فيه الجميع، داعياً إلى أن تكون الإنتخابات المقبلة سبباً لتوحيد الجهود لمواجهة التحديات، لا لتفرقة الأحزاب والناس عن بعضهم البعض.
وختم سماحته بتهنئة المسلمين بعيد الفطر المبارك، سائلاً الله سبحانه أن يمنّ على المسلمين بحياةٍ ملؤها التقدم والراحة والسلام ببركة هذا العيد المبارك.
......
انتهى/ 278