وفقا لما أفادته وكالة أهل البيت (ع) للأنباء ــ ابنا ــ والكتاب لمؤلفه آية الله الشيخ محمد حسن المظفر “ره” وسينزل للأسواق في معرض الكتاب في كربلاء والنجف.
مقدمة الكتاب: من الكتب المهمّة في الفقه الإمامي الشاملة لجميع أبواب الفقه من الطهارة إلى الديات كتاب قواعد الأحكام للعلامة الحلي المتوفى سنة ۷۲6 هجرية، الذي كان محور التدريس والشرح والتعليق وقد أُحصي له قريب من ثلاثين شرحاً.
ومن جملة من شرحه وجعله محوراً لتدريسه شيخنا العلامة محمد حسن المظفر المتوفّى سنة 1375 هجرية، فقد شرحه شرحاً مزجياً استدلالياً بلسان عربي مبين، فخرج منه الطهارة والصلاة والصوم والاعتكاف والحج والزكاة والخمس تحت عنوان الدرر الفرائد في شرح القواعد.
وقد مدح الكتاب جماعة من العلماء مثل الشيخ محمد طاهر آل راضي، حيث قال في مقدمة كتاب دلائل الصدق: كتابه الكبير شرح القواعد الذي تولّى فيه شرح كتاب قواعد الأحكام للعلامة الحلي المتوفي سنة ۷۲6 هجرية بخمس مجلدات كبار اشتملت على قسم العبادات كلها، طبع منها حتى الآن الجزء الأخير المخصّص في مباحث الحج،
وقد حظيت – مضافة إلى هذا الجزء المطبوع – بقراءة بعض أجزائه المخطوطة، ووجدته فيها شيخ المحقّقين وعلماً من أعلام التدقيق، وبعد الغور مع سلاسة في الأسلوب يجيء بالأمر الجديد على جاري طبيعته، هي تكاد تظنّ أنه لم يفت غيره، وبعد الفحص ترى أنه ممّا انفرد به ولم يشر إليه أحد قبله، وكنت أُلاحظ عليه اختصاره فيه ولكن بعد التأمل والتروّي تحكم عليه أنّه لم يفته المهم ممّا ينبغي أن يبحث ويقال.
وقال الأستاذ علي الخاقاني: قد تمّ منه ما يزيد على الأربعة آلاف صفحة من القطع المتوسط، وقد أستوفى فيها جميع العبادات و قسماً من المعاملات.
وقال الشيخ محمد هادي الأميني في معجم المطبوعات النجفية: كتاب الحج من شرح كتاب القواعد للشيخ محمّد حسن المظفّر نشرته مطبعة النعمان سنة ۱۳۷۸ هجرية الموافق لسنة ۱۹۵۹ میلادية المجلد السابع في ۵۲۰ صفحة، تقديم وتصحيح الشيخ محمد رضا المظفّر.
وما رأيناه بعد تدقیقنا النظر في هذا الكتاب أن العلامة الشيخ المظفر ينقل بعض أقوال العلماء الأجلاء كالشيخ الطوسي وابن إدريس وغيرهما من دون تصريح بأسمائهم، إما أن ينسبه إلى بعضهم، أو إلى بعضٍ، أو إلى قيل، أو ما شابه تلك العبارات، ثم يشرع بمناقشة ذلك القول ويردّه، والظاهر أن عدم تصريحه قد يكون لأجل الاحترام والإجلال و..
وقد قام الدكتور المرحوم محمود البستاني بدراسة عن الكتاب كشف فيها البعد العلمي والأخلاقي للمؤلف المظفر في تعامله مع النصوص الشرعية ومع أقوال الفقهاء المنقولة عباراتهم وعبارات البستاني في المدح والإطراء للكتاب ومؤلفه مذكورة في أول الدراسة التي جئنا بها في المدخل.
وعلى أي حال فكتاب الدرر الفرائد في شرح القواعد يغني أُستاذ بحث الخارج عن كثير من الكتب الفقهية لدقته وأسلوبه السهل البين و لما فيه من عرض الأقوال الفقهية وأدلّتها الشرعية والموازنة فيما بینها.
نسخة الكتاب
اعتمدنا في تحقيق هذا الكتاب على نسخة فريدة يتيمة بخطّ المصنف الشيخ محمد حسن المظفّر حصل عليها الأستاذ مشتاق صالح المظفر؛ مدير مجمع الإمام الحسين العلمي، من مكتبة الإمام الشيخ محمد حسين آل كاشف الغطاء العامة في النجف الأشرف، وهي في أغلب مباحث العبادات من طهارة وصلاة وزكاة وفطرة وخمس وأنفال وصوم وحج.
والنسخة بحمد لله واضحة الخط سهلة القراءة إلا في بعض الموارد كبقية المخطوطات .
نبذة عن المؤلف آية الله الشيخ محمد حسن المظفر “قدس سره”
وُلد الشيخ محمد حسن المظفّر في النجف الأشرف عام 1301هـ ونشأ فيها، وترعرع في محافلها العلميّة والأدبية. درس على والده وغيره: النحو والصرف وعلوم البلاغة والمنطق والحساب والفلك وعلم الكلام والحديث والفقه والأصول، وعلوم الدين والأدب، ونال منها حظّاً وافراً.
كان من أساتذته: الشيخ محمد كاظم الخراساني، والسيّد محمد كاظم اليزدي، وشيخ الشريعة الاصفهاني، والشيخ علي الجواهري.. وقد أجازه معظم المراجع الكبار إجازة الاجتهاد. ثمّ استقلّ في مواصلة أبحاثه الخارجية، فأتمّ عشرات الدورات الفقهية والأصولية، حضرها رعيل من أهل العلم والفضل، وتخرّج على يديه جملة من العلماء، وأصبح مورد تقليد. بعدها آثر الانصراف إلى التأليف والعبادة.
حتّى إذا تُوفّي المرجع السيّد أبو الحسن الاصفهاني سنة 1365هـ، ظهر الشيخ المظفّر مرجعاً رغم مشاغله العلمية في التأليف.
من تلامذته
أخواه الشيخ محمّد حسين والشيخ محمّد رضا، الشيخ محمّد رضا الظالمي، الشيخ قاسم محيي الدين، الشيخ عبد الحسين القرملي، السيّد باقر الشخص، الشيخ محمّد طه الحويزي، الشيخ عبد الكاظم الغبّان، الشيخ محمّد طاهر آل راضي، السيّد محمّد صادق بحر العلوم.
سجاياه
عُرِف الشيخ محمد حسن المظفّر بالعلم والاجتهاد، والورع والصلاح، وكان للناس فيه أتمّ وثوق، صلّى خلفه كثير من أهل الفهم والمعرفة، ورجع إليه في التقليد جماعة كثيرة، وكان يغلب عليه الهدوء والسكون، وصفه الشيخ جعفر آل محبوبة ثمّ قال: رأيته رجلاً صالحاً نقيَّ الضمير، طاهر النفس، متعفّفاً، صادقاً في القول.
ووصفه آخر فكتب: وجدته إنساناً فذّاً، قد حصل على الصفات الطيّبة والخلال الحميدة، يتواضع للصغير والكبير بصورة لم تُفقده قوّة الشخصيّة، وكان جواداً بذولاً.
شعره
بالإضافة إلى تفوّق الشيخ المظفر في الفقه والأصول، فقد نال حظوةً كبرى في الأدب والنظم، وله مع الشيخ جواد الشبيبيّ مساجلاتٌ أدبية.
إخوته
أمّا إخوة الشيخ محمد حسن المظفّر فثلاثة:
ـ الشيخ عبدالنبيّ: وهو الذي رعى الشيخ المترجَم له بعد وفاة والده.
ـ الشيخ محمد حسين: باحث عالم بالأدب والتاريخ، ومن تآليفه: ( الإمام الصادق عليه السّلام، الإسلام نشوؤه وارتقاؤه، تاريخ الشيعة، ميثم التمّار، مؤمن الطاق، علم الإمام ).
ـ الشيخ محمّد رضا المظفّر: عميد كلية الفقه في النجف الأشرف، صاحب المصنّفات المعروفة: أصول الفقه، المنطق، عقائد الإماميّة، السقيفة.. كان عالماً فقيهاً وأديباً مُجيداً.
تآليفه
أتحف الشيخ محمّد حسن المظفّر بمؤلّفاته المكتبة الإسلاميّة، إذ كانت في علومٍ شتّى وأساليب رصينة، كان منها:
ـ دلائل الصدق لنهج الحق: وهو من أنفس الكتب في بابه، طُبع في النجف الأشرف عدّة مرّات، وفي طهران والقاهرة، وحُقّق من قبل مؤسّسة آل البيت عليهم السّلام لإحياء التراث في ستّة مجلّدات.
ـ شرح القواعد: شرح كبير على ( قواعد الأحكام ) للعلاّمة الحلّي.
ـ الإفصاح عن أحوال رجال الصحاح: قيد التحقيق، ولعلّه الوحيد في بابه.
ـ حاشية على ( العروة الوثقى ) للسيّد كاظم اليزدي.
ـ شرح ( كفاية الأصول ) للآخوند الخراساني.
ـ وجيزة المسائل: رسالة عملية هي خلاصة آرائه وفتاواه في المسائل الفقهية. وغير ذلك من الرسائل والحواشي، إضافةً إلى مجموعة شعره.
وفاته
تُوفّي الشيخ محمد حسن المظفر في 23 ربيع الأول سنة 1375هـ في بغداد بإحدى مستشفياتها بعد مرضٍ عُضال، فاهتزّت الأوساط الشعبية لنبأ رحيله، ونُقل جثمانه إلى النجف الأشرف بموكبٍ مهيب ضخم، ليرقد في جوار أمير المؤمنين عليه السّلام.
.......
انتهى/ 278