وكالة أهل البيت (ع) للأنباء

المصدر : وكالة مهر
الخميس

٢٩ أبريل ٢٠٢١

٦:٤٤:٢٨ ص
1135959

من کلمات القائد؛

صلح الامام الحسن (ع) المرونة البطولیة الاکثر شموخا في التاریخ

نستعرض لکم بعضا من کلمات قائد الثورة الإسلامیة حول صلح الامام الحسن علیه السلام.

وفقا لما أفادته وكالة أهل البيت (ع) للأنباء ــ ابنا ــ إنّ تحليل عهد إمامة الإمام الثاني عليه السلام الذي كان يموج بالفتن، في عصرنا الراهن هو مدعاة للاعتبار، وله أهمّية خاصّة عند أتباع مدرسة أهل البيت عليهم السلام، وإن كان لا يخلو من صعوبة.

ولقد كانت لآية الله العظمی الإمام السيّد علي الخامنئي دام ظله قبل الثورة الإسلامية دراسات واسعة وتحليلات شاملة في هذا المجال؛ وهذا ما نلمسه في ما سطّره في مقدّمة ترجمته لكتاب صلح الإمام الحسن عليه السلام للشيخ راضي آل ياسين، ذلك الصلح الذي يمثّل أعظم مرونة متّصفة بالشجاعة في التاريخ.

يقول الإمام الخامنئي دام ظله:‌ "الآن، ومن خلال تهيئة ترجمة هذا الكتاب القيّم، ووضع الاسم الذي يجمع أشمل وأدلّ كتاب حول صلح الإمام الحسن عليه السلام بين يدي الناطقين باللغة الفارسية، قد حقّقت إحدى أمنياتي القديمة، وأشكر الباري تعالى شكراً كثيراً على ألطافه وتوفيقاته أن وفّقني لترجمة هذا الكتاب، وقد كنت أفكّر لسنين طويلة في أثر خاص بتحليل موضوع صلح الإمام الحسن عليه السلام، حتى أنني جمعت بعض المواضيع اللازمة لذلك، ولكن بعد ذلك منعتني الميزات الكثيرة التي يتمتّع بها هذا الكتاب عن فكرتي الأولى، وجعلتني مضطرّاً لترجمة هذا الكتاب القيّم ليس لشيء إلا لينتفع بقراءته الناطقين باللغة الفارسية مثلي، وليوضع لأوّل مرّة مثل هذا الكتاب الكامل والشامل الذي يتضمّن هذا الموضوع فائق الأهمّية، في معرض أفكار الباحثين والمحققين. لقد كان للصلح أسبابه ودوافعه، ولا يمكن تركه أو الحياد عنه بأي شكل من الأشكال، ولم يكن الوضع يسمح بالاستشهاد آنذاك، فإنّ المرحوم الشيخ راضي آل ياسين رضوان ‌اللَّه ‌تعالى ‌عليه، يثبّت في هذا الكتاب (صلح الحسن) - الذي ترجمته قبل عشرين سنة وتمّت طباعته - أن الظروف لم تكن تسمح للاستشهاد أبداً، ومن المعلوم أنّ كلّ قتلة لا تعدّ شهادة، بل إنّ القتل بشروط معيّنة يعتبر شهادة، وهذه الشروط لم تكن متوفّرة آنذاك، ولو فرضنا أنّ الإمام الحسن عليه السلام قتل في تلك الظروف فسوف لا يحتسب شهيداً، فلم يكن بالإمكان آنذاك أن يؤدّي شخص - في مثل تلك الظروف - حركة من الحركات المناسبة ثم يقتل ويطلق عليه شهيداً. كلا، بل يطلق عليه منتحراً".

بعض أسباب صلح الإمام الحسن عليه السلام

 ألف: الحرب الإعلامية للعدوّ:

لقد ذكرت في أبحاثي حول حوادث تاريخ الإسلام أنّ الذي أدّى إلى هزيمة الإمام الحسن المجتبى عليه السلام، وكذا ظهور فتنة الخوارج، ومظلومية أقوى رجل في التاريخ، هو عدم تمتّع الناس بالتحليل والشعور السياسي، فكان العدوّ يشيع خبراً فيقبله الناس بدون إمعان وتدبّر.

ب: عدم وعي الناس:

إنّنا اليوم في أمس الحاجة إلى وحدة الكلمة أكثر من كل شيء، إنّ عدوّنا غامض جداً وهو يسعى بشكل خفي لتقويض الثورة، وهو لا يظهر بمظهر العدوّ، إنّه يحاول ذلك من خلال النفاق، الخداع، الإعلام، بثّ روح اليأس، ومحاولة إحياء العصبيات القومية والتاريخية والفئوية، لذا ينبغی الانتباه تماماً لدى مواجهته. ولو لم يكن شعبنا على هذا المستوى من الوعي لأصابه ما أصاب المسلمين في خلافة الإمام الحسن عليه السلام أو ما أعقب ذلك من عهد.

إنّ سبب ذلك التمزّق يعود إلى اختلاف الكلمة، فحافظوا على وحدة كلمتكم، واعلموا أنّ ذلك من أهم المسائل في وقتنا الحاضر.

ج: ضعف تحليل الوقائع السياسية لدى عامة الناس:

لقد ذكرت كثيراً أنه عندما تفتقد الأمّة القدرة على التحليل، فستخدع ويكون مصيرها السقوط. إنّ أصحاب الإمام الحسن عليه السلام لم تكن لهم قدرة على التحليل، ولم يتمكّنوا من فهم تداعيات الأمور وما الذي يدور حولهم، علماً أنّ أصعب المراحل التي تمر بها أي ثورة هي المرحلة التي يلتبس فيها الحق بالباطل، ففي عهد رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم كانت الجبهات مفصولة وواضحة، ففي جهة نجد الكفار والمشركين وأهل مكة، وقد كان كل مهاجر يحمل في ذاكرته خاطرة عنهم، فشخص يقول لقد ضربني فلان في التاريخ الفلاني، والآخر يقول لقد سجنني فلان، وآخر يقول فلان نهب أموالي؛ لذا لم توجد هناك شبهة. ومن جهة أخرى نجد اليهود، الذين كان جميع أهل المدينة - من المهاجرين والأنصار - يعرفون مؤامراتهم وخدعهم. فالوضع كان واضحاً لا لبس فيه، وفي مثله تكون الحرب أمراً سهلاً، مثلما حفظ الإيمان يكون سهلاً. لقد قمت في مرحلة من مراحل حياتي بدراسة حكومة أمير المؤمنين عليه الصلاة والسلام، وما دار حولها من تداعيات دراسة مستفيضة لمدة خمسة سنوات تقريباً، وما تمكّنت من استنتاجه هو أنّ التحليل السياسي حول ذلك كان ضعيفاً، وتوجد هناك مسائل أخرى أيضاً؛ إلا أنّ هذه المسألة كانت أهمها، فمع أنّ غالبية الناس كانوا مؤمنين، لكن إيمانهم كان إيماناً قابعاً تحت هودج أمّ المؤمنين حيث قاتلوا عليّاً (عليه السلام) وكانت نتيجتهم القتل؛ لأنهم لم يكونوا قادرين على التحليل.
.......
انتهى/ 278