وكالة أهل البيت (ع) للأنباء

المصدر : www.alhikmeh.com
الاثنين

١٥ يونيو ٢٠٠٩

٧:٣٠:٠٠ م
113534

تحديد الايمان و الكفر

 تحديد الاِيمان والكفر

الاِيمان عبارة عن الاِذعان باللّه سبحانه واليوم الآخر ورسالة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فهذه الاَُمور الثلاثة تشكِّل دعامات الاِيمان وأركانه، وما سواها ترجع بشكل إليها.

نعم لما كان ما خلَّف النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) من تراث في مجال المعارف والاَحكام ضخماً لا يمكن استحضاره في الضمير ثمّ التصديق به، اضطرّ العلماء إلى تقسيم ما جاء به النبيإلى قسمين: قسم معلوم بالتفصيل كتوحيده سبحانه والحشر يوم المعاد في مجال العقائد، ووجوب الصلاة والزكاة ونحوهما في مجال الاَحكام، وقسم منه معلوم بالاِجمال نعلم وروده في الكتاب والسنّة، فلا محيص للموَمن أن يوَمن بالاَوّل على وجه التفصيل، وبالثاني على وجه الاِجمال.

قال عضد الدين الايجي: الاِيمان: التصديق للرسول فيما علم مجيئه به ضرورة وتفصيلاً فيما علم تفصيلاً، وإجمالاً فيها علم إجمالاً.(1)

____________

1 ـ الايجي، المواقف، ص 384.

===============

وبعبارة أوضح: أنّ ما جاء به الرسولص إمّا أن يعلم به بالضرورة كوجوب الصلاة والزكاة والجهاد والحج، وإمّا أن لا يعلم به كذلك.

فالموَمن هو الذي يعتقد بصحّة كلّ ما بعث به الرسول «صلى الله عليه وآله وسلم» إلى أُمّته، غير انّ المعلوم بالضرورة، يوَمن به تفصيلاً و ما لم يعلم، يوَمن به على وجه الاِجمال.

ويظهر ممّا تقدم انّ الاِيمان يتجلّى في أُصول ثلاثة:

الاَصل الاَوّل: الاِيمان باللّه سبحانه وتوحيده.

الاَصل الثاني: الاِيمان بالآخرة وحشر الناس في اليوم الموعود.

الاَصل الثالث: الاِيمان برسالة الرسولص وما جاء بها.

والاعتقاد بهذه الاَُصول الثلاثة يورث الاِيمان ويدخل الاِنسان في حظيرته ويتفَّيَ في ظلاله وظلال الاِسلام.

هذا ما عليه علماء الاِسلام دون فرق بين طائفة وأُخرى، وقد آثروا في ذلك ما روي عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في غير و احد من المواقف.

1. روى الاِمام علي بن موسى الرضا (عليهما السلام)، عن آبائه، عن علي (عليهم السلام)، قال: «قال النبي ص: أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلاّ اللّه، فإذا قالوا حرمت عليَّ دماوَهم وأموالهم».(1)

____________

1 ـ البحار: 68|242.

===============

2.أخرج الشيخان، عن عمر بن الخطاب، انّعليّاً صرخ: يا رسول اللّه على ماذا، أقاتل؟ قال (صلى الله عليه وآله وسلم): «قاتلهم حتى يشهدوا أن لا إله إلاّ اللّه وانّ محمّداً رسول اللّه، فإذا فعلوا ذلك فقد منعوا منك دماءهم وأموالهم إلاّ بحقها وحسابهم على اللّه».(1)

3. روى أبو هريرة انّ رسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم) قال:

«لا أزال أُقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلاّاللّه، فإذا قالوها فقد عصموا مني دماءهم وأموالهم الا بحقها وحسابهم على اللّه».(2) إلى غير ذلك من النصوص الدالة على أنّ محور الاِسلام والكفر كلمة «لاإله إلاّاللّه ومحمد رسول اللّه» و لو اقتصر في بعض على أصل واحد ولم يذكر المعاد وحشر الناس أو لم يذكر رسالته فلوضوحهما.

نعم، ليس الاِيمان بالاَُصول الثلاثة فقط مورثاً للسعادة، ومنقذاً عن العذاب والعقاب، بل لابدّ من انضمام العمل إليه واقترانه بامتثال أوامره ونواهيه في الكتاب والسنّة، وذلك من الوضوح بمكان، وقد وردت في هذا الصدد روايات عديدة نقتصر على قليل منها:

1. روى عبد اللّه بن عمر قال: قال رسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم) :

«بني الاِسلام على خمس: شهادة أن لاإله إلاّ اللّه وانّمحمّداً

____________

1 ـ صحيح البخاري: 1|10، كتاب الاِيمان ؛ صحيح مسلم: 7|17، كتاب فضائل علي «عليه السلام».

2 ـ الشافعي: الاَُمّ: 6|157، اقرأ كلامه فيه حول هذا ال