وفقا لما أفادته وكالة أهل البيت (ع) للأنباء ــ ابنا ــ وروى أحمد بن حنبل وغيره: أنّه «صلّى الله عليه وآله» آخى بين الناس، وترك علياً حتّى الأخير، حتّى لا يرى له أخاً؛ فقال: يا رسول الله، آخيتَ بين أصحابك وتركتني؟!
فقال: إنّما تركتُك لنفسي، أنت أخي وأنا أخوك، فإنْ ذكرك أحد، فقل: أنا عبد الله وأخو رسوله، لا يدّعيها بعدك إلّا كذّاب، والذي بعثني بالحقّ، ما أخّرتك إلّا لنفسي، وأنت منّي بمنزلة هارون من موسى، إلّا أنّه لا نبيّ بعدي، وأنت أخي ووارثي...
فكان أوّل عملٍ قام به النبيّ(صلّى الله عليه وآله) بعد بناء المسجد تشريع نظام المؤاخاة، وهي رابطةٌ تجمع بين المهاجريّ والأنصاريّ، تقوم على أساس العقيدة، وتوثّق مشاعر الحبّ والمودّة، والنصرة والحماية، والمواساة بالمال والمتاع، فكانت تلك الرابطة الوثيقة هي المؤاخاة، فآخى مرّةً بين المهاجرين قبل الهجرة على الحقّ والمواساة حينما كان في مكّة المكرّمة، وأُخرى آخى بين المهاجرين والأنصار على الحقّ والمواساة بعد هجرته إلى المدينة المنوّرة.
لقد كان مشروعُ المؤاخاة الذي دعا إليه الرسولُ(صلّى الله عليه وآله) من أقوى السياسات الإسلاميّة التي حثّ عليها القرآن الكريم، فقد ورد فيه بصيغة الحصر قولُه تعالى: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُوْنَ إِخْوَةٌ).
.....
انتهى/ 278
المصدر : العتبة العباسية المقدسة
الأحد
٢٥ أبريل ٢٠٢١
١١:٥٤:٣١ ص
1134731
تمرّ علينا هذا اليوم الثاني عشر من شهر رمضان ذكرى حدثٍ هام في تاريخ الأمّة الإسلاميّة، ففي مثل هذا اليوم من السنة الأولى للهجرة عقَدَ النبيّ(صلّی الله عليه وآله) الأخوّة بينه وبين أمير المؤمنين علي(عليه السلام)، بعد أن آخى بين المهاجرين والأنصار.