وفقا لما أفادته وكالة أهل البيت (ع) للأنباء ــ ابنا ــ قال من قصيدة في رثاء الإمام الحسين (عليه السلام) تبلغ (40) بيتاً:
يا نجوماً لم ترضَ أفقَ السماءِ كيفَ أضحتْ لقىً على البوغاءِ
وشـمـوسـاً لـم تـنبعثْ لغروبٍ قد كساها الكسوفُ في (كربلاءِ)
وأسـوداً أسْـدُ الـهـيـاجِ لـها فرْ سٌ وأضـحـتْ فـريـسـةُ الأعـداءِ
ومنها:
لا ولا كالحسينِ حينَ رُمي في (كربلا) بـالـمـصـيبةِ الشنعاءِ
ذبحوهُ ذبحَ الأضاحي ومثل الـ ـذبحِ قتلُ الأصحابِ والأحباءِ
ثمَّ لمْ يـكـفـهـم إلـى أن أحاطوا بـخبا المصطفى لسلبِ النساءِ
وقال من أخرى:
وبـالـسيِّـدِ الـمـقتولِ بالطفِّ ظامئاً فـديـتُ الإمامَ المستضامَ بـ (كربلا)
أولئكَ أزكى الخلقِ طرَّاً وخيرهمْ هُمُ الخمسةُ الأشباحُ هُمْ خمسةُ العبا
الشاعر
السيد علي خان المشعشعي الموسوي الحويزي،(وفاة: 1088هـ / 1677 م) أمير الحويزة، عالم وشاعر وأديب ينتمي في نسبه إلى الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) فهو السيد:
علي بن خلف بن عبد المطلب بن حيدر بن محسن بن محمد بن فلاح بن محمد بن أحمد بن علي بن أحمد بن رضا بن إبراهيم بن هبة الله بن الطبيب بن أحمد بن محمد بن القاسم بن أبي الطحان بن غياث بن أحمد بن الإمام موسى بن جعفر (عليه السلام).
وِلي حكم الحويزة بعد السيد بركة الذي عزلته الدولة الصفوية وولت علي خان عليها فنازعه أخوه السيد جواد الله عليها ولكن الأمر حسم لصالح علي خان، كما جرت في عهده بعض الأحداث والوقائع منها وقعة المهناوي ووقعة الخوشنامية لكن السيد علي خان استطاع استتباب الأمن.
ورغم كل أعباء الحكم والأحداث السياسية إلا أن السيد علي خان لم ينقطع عن عالمه الروحي الذي تجسد في مؤلفاته الكثيرة فكان من أعلام العلماء في عصره.
قالوا عنه
قال عنه الحر العاملي: (كان فاضلاً شاعراً أديباً جليل القدر له مؤلفات في الأصول والإمامة وغيرها). (1)
وقال عنه الشيخ عبد الحسين الأميني: (أحد حكام حويزة وأرباضها، تحلى بقشائب أبراد العلم كما رف عليه العلم في ميادين السباق، وحلبات الملك، وازدان بعقود من الأدب الزاهي وقلائد من القريض الرائق، وقبل ذلك كله نسبه الوضاح المتألق بأواصر النبوة، وعنصره الفائح عن وشائج الإمامة، فهو بين ألق وعبق يضوع مع الصبا نده، ويضيء في الصباح حده، كل ذلك مشفوع بفضل متدفق، ونوايا صالحة، وعقايد حقة، بوأته في الغارب والسنام في مستوى المآثر ومعقد العظمة، فلا يوجد في عقيدته إلا دين الله الذي ارتضاه لعباده في كل من التوحيد والنبوة والامامة، وبقية العقايد الصادقة ....) (2)
وقال عنه الشيخ عبد الله الأصفهاني: (كان من تلامذة الشيخ عبد اللطيف بن علي ابن أبي جامع تلميذ الشيخ البهائي، توفي في عصرنا) (3)
وقال عنه السيد محسن الأمين: (كان حاكماً بالحويزة وله كأبيه مؤلفات كثيرة نافعة حتى إن صاحب رياض العلماء قال: أظن إن أكثر فوائد كتب السيد نعمة الله الجزائري المعاصر مأخوذة من كتبه حيث أنه كان بينهما ألفة وقرب جوار، ووصفه السيد نعمة الله في الأنوار النعمانية، بالعلم والأدب والعبادة والصلاح والشعر، وقال: إنه كان حاكم بلاد العرب مثل الحويزة وأطرافها وكنت بشوشتر وفي كل سنة يرسل إليَّ كتباً ورسائل يرغّبني في الوصول إلى حضرته والتشرّف بخدمته، إلى أن قال: ولهذا السيد تصانيف كثيرة في فنون العلم ويحفظ من الشعر على كبر سنه ما لا يحصى وله ديوان نفيس ولا أسمع في مجالسه سوى روى جدنا عن جبرائيل عن الباري، ويحكى عن السيد نعمة الله أنه قال: لما وصلت إلى خدمة السيد علي خان رأيت كريمته بيضاء، فسألته لماذا لا تخضب؟ فقال: إني أردت إن أؤلف تفسيراً للقرآن الكريم، فاستخرت بكلام الله فخرجت هذه الآية {وان له عندنا لزلفى وحسن مآب} فعلمت أنه قد قرب الأجل فشرعت بتفسير مختصر وتركت الخضاب لألقى الله تعالى بشيبة بيضاء فمات بعد سنة وهذا السيد وآباؤه ممن قال فيهم أمير المؤمنين والصادق (عليه السلام) وقد يجمعهما الله لأقوام ــ أي الدنيا والآخرة له ــ ....) (4)
وقال عنه الشيخ محمد السماوي: (كان عالماً فاضلاً، حاكماً فاصلاً، مصنفاً في العلوم، أديباً حسن المنثور والمنظوم، ضم إلى الإمارة التقوى، وتمسك من مديح أجداده عليهم السلام بالسبب الأقوى، له ديوان جمعه وسماه (خير جليس)، فيه من محاسن الشعر ومدائح الأئمة ما يليق بشأنه .... رحمه تعالى، ورضي عنه بمنه). (5)
وقال عنه محمد الريشهري: من أعلام العلم والأدب (6)
مؤلفاته
جمعت آثاره ومؤلفاته بين الفقه والعقائد والتاريخ والأدب والمطالع لعناوين كتبه يدرك موسوعية علي خان ومدى علميته وهذا رصيده العلمي والأدبي:
1 - النور المبين في إثبات النص على أمير المؤمنين عليه السلام / أربعة أجزاء
2 – منتخب التفاسير / تفسير القرآن الكريم بأربعة أجزاء
3 - خير المقال شرح قصيدته المقصورة لابن دريد / بأربعة أجزاء
4 ــ رسالة في شرح حديث الأسماء
5 ــ بحث حول الغدير
6 ــ خير جليس ونعم أنيس / ديوان شعره
7 ــ نكت البيان وأدب الأعيان.
وهذا الكتاب هو أهم كتبه قال عنه المحقق أغا بزرك الطهراني: (إن أكثر فوائد كتب المحدث الجزائري مأخوذة من تصانيف علي خان الحويزي هذا) (7).
ونكت البيان هذا مرتب على أبواب هي:
1 ــ تفسير آيات قرآنية غفل عنها المفسرون.
2 ــ شرح أحاديث مشكلة كحديث الأسماء.
3 ــ مباحثاته مع العلماء وسائر الأبواب في ذكر كلمات حكمية للأئمة والحكماء والصوفية والاعتراض على بعض الشعراء والانتصار للبعض، وذكر أنواع من الشعر، وحكايات مستطرفة.
وقد ألّفه علي خان في خمسة أشهر من عام 1084 وهو موجود عند الملا علي الخياباني التبريزي.
شعره
للمشعشعي ديوان اسمه (نزهة الجليس و خير أنيس) وهو بخط الشيخ محمد السماوي، نسخته بدار الآثار في بغداد برقم (14598). و نسخة أخرى بمكتبة الإمام الحكيم العامة في النجف برقم (801 م).
وله غير هذا الديوان أيضاً يقول السيد جواد شبر: (ورأيت من مصنفاته كتاب (خير المقال في فضل النبي والآل) مخطوط في مكتبة صاحب الذريعة يحتوي على ثلاث مجلدات. رأيت المجلد الثالث في المكتبة المشار إليها يبدأ بأحوال الإمام الحسن الزكي ثم يذكر أحوال الحسين ويشير إلى جملة من القصائد التي نظمها في رثائه عليه السلام ويذكر مطلع كل قصيدة وبعض أبياتها، وينتهي الكتاب بأحوال الحجة المهدي عليه السلام. ويقول في آخره: قد وقع الفراغ من تأليف كتابنا المسمّى بخير المقال في فضل النبي والآل في ليلة الجمعة الثاني والعشرين من شهر شوال ثلاث وثمانين وألف).
ثم يقول شبر: (ورجعت إلى كتاب (الذريعة) ج ٧ فوجدت ما يلي: خير المقال في شرح القصيدة المقصورة في مدح النبي والآل كما ذكره في أمل الأمل وقال: هو في الأدب والنبوة والإمامة للسيد علي خان الوالي الحويزي ابن السيد خلف بن عبد المطلب الموسوي المشعشعي المتوفى ١٠٨٨ كما أرّخه حفيده وسميه في الرحلة المكية وترجمه صاحب الرياض وذكر أنه يقرب من ثلاثة وستين ألف بيت في أربع مجلدات صنفه في ستة أشهر ونصف، شرع فيه منتصف ربيع الأول ١٠٨٣ وفرغ منه آخر رمضان قال: وهو شرح لقصائد في مدحهم عليهم السلام). (8)
وإضافة إلى هذين الديوانين فللمشعشعي ديوان آخر بالفارسي كما ذكر ذلك الشيخ الطهراني في الذريعة نقلا عن السيد شبر بن محمد بن ثنوان الحويزي في رسالته المؤلفة في نسب السيد علي خان.
أما شعر السيد علي خان فهو كعلمه من الطراز الرفيع جمع إلى قوة الأسلوب الخزين العلمي والتاريخي.
يقول الشيخ الأميني عن إحدى قصائده الغديرية: (هذه القصيدة الغرّاء تناهز مائة وعشرين بيتاً قد جمع سيدنا الحويزي فيها جملة من مناقب مولانا أمير المؤمنين عليه السلام كنزول هل أتى، وآية إنما وليكم الله، وآية التطهير، وحديث الكساء، والمباهلة، والمؤاخاة، والطائر المشوي، وخصف النعل، وتزويج السيدة الطاهرة الصديقة، وبعث سورة البراءة، وغدير خم، إلى غير ذلك ....)
يقول المشعشعي من هذه القصيدة:
هُـمُ حــــجَّـةُ اللهِ فــــي خــلـقِـهِ هُمُ صفوةُ اللهِ مــن ذي الورى
هُـمُ دوحـةٌ فـرعُـهـا فـي الـسما ومـركـزُهـا بـيــتُ ربِّ السما
فسَلْ هلْ أتـى هـــلْ أتتْ مدحةٌ لـغـيـرِهـمُ؟ حـبَّـذا هـلْ أتــى؟
وفـي إنَّــما جـاءَ نــصُّ الـولاءْ لـهـمْ وسـيـعـرِفُــه مــن تــــلا
من الـرجـسِ طـهــرَّهـمْ ربُّـهمْ ودلّـتْ عـلـيـهـمْ بـذاكَ الـعـبــا
وكانَ الـكـسـاءُ لتخصيــصِــهم فطابَ الكسا والذي في الكـسا
لقد خَطّ فـي الـلـوحِ أسـمـاءَهمْ وفـي الـعـرشِ قبل بدوِّ الضيا
بـهـمْ بـاهـلَ الـطــهـرُ أعــداءَه فما بـاهـلـوهُ وخـافـوا الــتــوا
وشـاركـه بـالـذي اخـــتـــصَّـه أخـوهُ الـذي خـصَّـه بـالإخـــا
فـقـسـمةُ طوبى ونـارُ الـعـذاب إلـيـهِ بـلا شـبـهـةٍ أو مــــــرا
فإنْ كنتَ في مـريةٍ مـن عـلاهُ يـخـبِّـركَ عـنـه حديثُ الشوى
وفي خـصـفِهِ الـنـعـلَ قد بُيّنتْ فـضـيـلـتُـه وتـجـلّـى الـعـمــى
وفي: أنتَ منّي وضوحُ الهدى وتـزويـجِـه الـطهرَ خيرِ النسا
وبـعـثِ بـراءةَ نـــصٌّ عـلـيــهِ وإنَّ سـواهُ فــلا يــصـطـفـــى
وفـي يـومِ (خـمٍّ) أبــانَ الـنـبيُّ مـوالاتَــه بــرفــيــعِ الـــنـــدا
فـأوَّلــهـمْ كـان ســلــمـــاً لــــه وفـاديـهِ بـالـنـفـسِ لـيـلَ الـفدا
ونـاصـرُه يـومَ فـرَّ الـصـحابُ عـنـه فـراراً كـسـربِ الـقـطـا
وقال من قصيدة في مدح النبي (صلى الله عليه وآله):
هـلْ تُـدانـي بـي الـمطايا طيبةً فـلـئـنْ دانــتْ بِـنـا طـابـتْ وطبنا
أو تـراني نـاشـقــاً من طـيـبـةٍ تـربَـهـا أو كـاحـلاً عــيـناً وجـفنا
أو أداوي غـلّـتــي مــن مـائِها فـهـو أروى لي وأشفـى لي وأهنا
وأرى الــنــورَ الإلـهــيَّ الذي عـمَّ مـن طـيـبةَ آطـامـاً وحـصـنـا
وأدانــي روضــــةً صـاحـبُـها قـد تـدانـى قـابَ قـوســـينِ وأدنى
الـذي لـولاهُ لـم يُـخــلـــقْ لـنـا لا ولا لـلـكـونِ إيـجـــادٌ ومـعــنى
تـغـبـطُ الأفــلاكُ أرضـاً حلّها إذ غـدتْ أعــلا بـه قـدراً وأسـنـى
وتـودُّ الــرســلُ أن تـصـحـبَه ويـكـونـوا تـلـوه حــــلاً وظــعــنـا
وكذا الأملاكُ ما نالت رضى غيرَ من صلّى على الهادي وأثـنى
كيفَ لا أقـضي حنيناً وجوىً لـلـذي قـبـلـي إلـيـهِ الـجـذعُ حــــنّا
وإذا مـا رحـتُ مــجـنــوناً به كـان فـخـري أن تقولَ الناسُ جـنّـا
كـــلُّ مـجـنـونٍ بفـنٍّ ذكــروا وجـنـونـي صـارَ بـالـمــخـتـارِ فنّـا
وبـنـفـسـي عتـرةً طابـوا بــه وسـموا بل رجـحـوا قــدراً ووزنـا
قد كستهمْ حلـة الفضـل كـسـا أنـبـئـت عـن آيـةِ الـتـطهيـرِ ضمنا
بجزاهمْ هل أتى قـد صدحتْ بـــجـــزاءٍ كجزاهـمْ مـا ســمــعـنـا
وقال من قصيدة في رثاء الإمام الحسين (عليه السلام):
ألا عادَ جــرحُ الـقـلـبِ بـعـد اندمـالِهِ لـرزءٍ شـجــى قـلـبَ الـنـبـيِّ وآلِــه
إذا رُمــتُ أن أرنــو هـلالَ مـحــرَّمٍ غـدا دمـعُ عــيـنـي حاجباً عن هلالِه
فلا كانَ قلبٌ حينَ هــلَّ ولــمْ يـــذبْ ولا كـانَ جـفـــنٌ لـم يـجُـدْ بـانـهمالِه
كأني أرى منه الـحـسـيـنَ وقد غــدا يـذودُ الـعـدى عــن أهـلِـه وعـيـالِــه
وقد نـازلَ الأعــداءَ حــتى تـبَـيَّــنوا نـزالَ أبـيـهِ الـمـرتـضـى بـنـزالِــــه
وأصـحـابُـه مـن حـولِـهِ فـكـــأنّــهـم نـجـومٌ تـحـفُّ الـبـدرَ عـنـدَ كـمـالِــه
وأبصرُ منه حـيـن خرَّ على الـثـرى ثرى الطفِّ تكسوهُ الصبا من رمالِه
ويُـذكـرنـي هـتـكَ الـخيــامِ وســلبَهم بـنـاتِ الـهـدى مـن بـعـدِ قتلِ رجالِه
وتسييرهـا بـيـــن الخلائـقِ حُــسَّـراً عـلـى كـلِّ صـعبٍ حاسرٍ من رحالِه
فلـمّا أتـوا شــــرّ الـبـرايـا بــشـامِـهِ أبــانَ ســروراً شــامــتــاً بــمــقــالِـه
وقرّبَ رأسَ الـسـبـطِ يـنـكـتُ ثـغرَه وأبـدى قـبـيـحـاً كـامـنـاً مـن فــعـالِه
فكادتْ تميدُ الأرضُ من قـبـحِ فـعلِهِ ومـا نـالَ مـن أهـلِ الـهـدى بضلالِه
فـيـا ويـلـه لـم يـرعَ فـــيــهمْ محمداً ولـم يـخـشَ مـن ربِّ الـسـمـا ونكالِه
ويـا ويـــحَـــه مـاذا أعــدَّ إذا دعـــا إلـهَ الـورى كـلَّ الـورى لــسـؤالِـــه
بني الوحي لم تسكبْ دموعَ محبِّكمْ عـلـى ذاهـبٍ يـشـجـيـهِ أو فوتِ مالِه
ولا بــاتَ سـهـراناً لــبـيـنٍ مُــزايـلٍ إذا زالَ زالــتْ نـفـسُــه بـــزوالِــــه
ولكنْ أذالَ الدمعَ صـائـلُ رزئــكــمْ فـهـذا فـؤادي ذا شــجـىً مـن مُــذالِه
فـيـا صـفوةَ الرحمنِ أنتمْ غياثُ من أضـرَّتْ صـروفُ الـحـادثـاتِ بحالِه
وأنـتـمْ لـه أجـمُ الـمــلاذِ إذا أتـى الـ ـحـسـابَ بـظـهـرٍ مُـثــقــلٍ بـمــآلِـــه
لـقـد فـزتَ يـا مـولاهــمُ بـولائِــهــمْ ونـلـتَ نـعـيـمـاً لـم تـخـفْ من زيالِه
عـلـيـهـمْ صـلاةُ اللهِ مــا ذرّ شــارقٌ ومـا لـسـلـعَ الـحـادي بـإثــرِ جـمالِه
وشعره في مدح الأئمة الأطهار (عليهم السلام) ورثائهم كثير، وهذه بعض النماذج منه:
لو كانَ في ذا الدهرِ خيرٌ ما علا الـ ـتـيـمـيُّ بـعـدَ الـمـصـطـفى أعوادا
ويُـذادُ عـــنـــهـا حـيـدرٌ مـع أنَّ خيـ ـرَ الخلقِ صرَّحَ في الغديرِ ونادى
مَـنْ كـنـتُ مـولاهُ فـذا مـــولاهُ مِــن بـعـدي وأسْـمَـعَ بـالـنـدا الأشــهادا
وإذا نـظـرتُ إلـى البتولِ وقد غدتْ مـغـصـوبـةً بـعـد الـنـبـــيِّ تـــلادا
ومـصـيـبـةُ الـحـسنِ الزكـيِّ وعزلِه تُـبـكـي الـعـيـونَ وتُـقـرحُ الأكـبادا
والـمحـنـةُ الـعـظـمـى التي ما مثلها قـتـلَ الـحـسـيـنِ خـديـــعـةً وعِـنادا
مـن بـعد ما أن صرِّعوا بالطفِّ أنـ ـصـاراً لـه بـلْ قَـتّــلــــــوا الأولادا
ونـسـاءُ آلِ مــحــمــدٍ مــســبــيَّــــةٌ تـسـري بـهـا حـمـرُ الـنـياقِ وخادا
ويـؤمُّـهـمْ بـقـيـودِهِ الــســجـــادُ والـ ـرأسُ الـكـريـمُ يـشـيِّــعُ الـسـجـادا
والـتـسعةُ الأطهارُ ما قاسوا مـن الـ أضـدادِ لـمّـا عـاشـروا الأضـدادا؟
ما بـيـنَ مـطـرودٍ ومـسـمـومٍ ومـحـ ـبـوسٍ يـعـالـجُ دهــرَه الأقــيــــادا
وقال:
وكيفَ أخافُ الدهـرَ أو أرهبُ العدا ولي من إلــهِ الـدهـرِ كـافٍ وكـافـلُ
ومَن كانَ خيرُ الخلقِ والآلِ حصنَه غدا في حمىً إن نــازلـتـه الـنـوازلُ
نـبـيٌّ عـلـتْ عـلـيـا قـريـشٍ بـفضلِهِ ودانـتْ لـهـا يومَ الــفـخــارِ الـقـبائلُ
وزادتْ بـه طـيباً على المسكِ طيبةٌ وفاخرتِ الشهبَ الـحـصـا والجنادلُ
به بشّرَ الإنـجـيـلُ مـن قـبـلِ بـعـثِـهِ وسـرَّتْ بـه قـبـلَ الـقــرونِ الأوائـلُ
وعـلّـمـه مـن عـلمِهِ خـالـقُ الـورى فـــهــا هـوَ عـمَّـا قـالــه اللهُ قـــائــلُ
تـوسَّـلـتِ الرسلُ الـكـرامُ بـفـضـلِـهِ فـوافـتـهمُ البشرى وعـمَّتْ فـواضـلُ
مـديـنـةُ عـلـمٍ بـابُـهـا كـانَ صـهـرُه ومـا مـؤمـنٌ إلّا مِـنَ الــبـابِ داخــلُ
دها الشركَ منه ذو غرارينِ منطقٌ وعـضـبٌ وكـلٌّ قـاطـعُ الـحدِّ فاصلُ
إذا قـالَ فـي الأحـكـامِ فــاللهُ قـائـلٌ وإن صـالَ في الأقرانِ فالحقُّ صائلُ
ورُدَّتْ عـلـيـهِ الـشـمسُ بعد أفولِها وكـيـفَ تـردُّ الـنـيـراتِ الأوافـــــــلُ
وأبـنـاؤهُ الأطــهــارُ والسادةُ الألى أقـرَّ لـهـمْ بـالـفـضـلِ حــافٍ ونـاعلُ
مـيـامـيـنَ يـسـتهدي الأنامُ بنورِهمْ كـأنَّـهـمُ لــلــحــائــريـــنَ مــشـاعــلُ
بـهـالـيـلُ بـسَّـامــونَ والـيـومُ كالحٌ بـحــورُ ندىً والـجـدبُ للناسِ شاملُ
بـهـمْ بـاهـلَ الـمـخـتارُ أعداءَ دينِهِ فـقــالَ أخـوهـمْ خـشـيـةً لا تــبـاهـلوا
فـيـا صـفوةَ الرحمنِ والسادةُ التي يَـنـالُ بــهـمْ كـلَّ الــمـســراتِ آمـــلُ
ولـولا هـواكـمْ مـا نظمتُ قصيدةً وقـد كان لـي شغلٌ عن الشعرِ شاغلُ
جـعـلـتـكــمُ عـنـدَ الإلـهِ وسـيـلتي إذا أعـوزتـنـي مـن ذنـوبــي الوسائلُ
وقال في مدح النبي (صلى الله عليه وآله):
هـلْ تُـدانـي بـي الـمطايا طيبةً فـلـئـنْ دانــتْ بِـنـا طـابتْ وطبنا
أو تـراني نـاشـقــاً من طـيـبـةٍ تـربَـهـا أو كـاحـلاً عــيـناً وجـفنا
أو أداوي غـلّـتــي مــن مـائِها فـهـو أروى لي وأشفـى لي وأهنا
وأرى الــنــورَ الإلـهــيَّ الذي عـمَّ مـن طـيـبةَ آطـامـاً وحـصـنـا
وأدانــي روضــــةً صـاحـبُـها قـد تـدانـى قـابَ قـوســـينِ وأدنى
الـذي لـولاهُ لـم يُـخــلـــقْ لـنـا لا ولا لـلـكـونِ إيـجـــادٌ ومـعــنى
تـغـبـطُ الأفــلاكُ أرضـاً حلّها إذ غـدتْ أعــلا بـه قـدراً وأسـنـى
وتـودُّ الــرســلُ أن تـصـحـبَه ويـكـونـوا تـلـوه حــــلاً وظــعــنـا
وكذا الأملاكُ ما نالت رضى غيرَ من صلّى على الهادي وأثـنى
كيفَ لا أقـضي حنيناً وجوىً لـلـذي قـبـلـي إلـيـهِ الـجـذعُ حــــنّا
وإذا مـا رحـتُ مــجـنــوناً به كـان فـخـري أن تقولَ الناسُ جـنّـا
كـــلُّ مـجـنـونٍ بفـنٍّ ذكــروا وجـنـونـي صـارَ بـالـمــخـتـارِ فنّـا
وبـنـفـسـي عتـرةً طابـوا بــه وسـموا بل رجـحـوا قــدراً ووزنـا
قد كستهمْ حلـة الفضـل كـسـا أنـبـئـت عـن آيـةِ الـتـطهيـرِ ضمنا
بجزاهمْ هل أتى قـد صدحتْ بـــجـــزاءٍ كجزاهـمْ مـا ســمــعـنـا
وقال في الإمام المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف):
ديـارُ رسـولِ اللهِ والـطـهـرِ صـنـوِه عـلـيٍّ أخـي المختارِ من غيرِ إنكارِ
وسـبـطـي نـبـيِّ الخلقِ نفسي فدتهما لرزئِهما تجري جـفـونـي بـمــدرارِ
إمـامٌ أتـى الـبـيـتَ الـحـرامَ مُـسـلّـماً فــردَّ عـلـيـهِ منه صـامـتُ أحــجـارِ
وقد ظهرتْ في ذا الزمـانِ فـضـائلٌ لـه كـعـصـا مـوسى على كلِّ سحَّارِ
فـتـبـريـدُ هـذي الـنارِ مـمـن دعا به بذلـكَ إنَّ الـقـومَ حـرزٌ مـن الــــنـارِ
فـحـتـامَ يـا مـهـديَّ آلِ مــحــمــــــدٍ نـكـابـدُ من ضرِّ العدى أيَّ إضـرارِ
وأعـظـمُ شـيءٍ فــيـكَ تـكـذيـبـهمْ لنا أترضى لنا بالعارِ يـا كـاشـفَ العارِ
فـثـبْ واثـقـاً بـاللهِ وثـبـةَ مــاجــــــدٍ ومط عن جبينِ الحقِّ مسدولَ أستارِ
بجيشٍ تميدُ الأرضُ من جري خيلِه إذا مـا دعـا داعـي الـكـريـهةِ جرَّارِ
بـهـمْ مـن بـنـي الـمـهديِّ كلُّ مشمِّرٍ بـأبـيـضَ بـتَّـارٍ وأسـمــرَ خــطـــارِ
وقال:
ولولا حسامُ المرتضى أصبحَ الورى ومـا فـيـهـمُ مـن يـعـبدُ اللهَ مسلما
وأبـنـاؤه الـغـرُّ الـكـرامُ الأولـى بـهمْ أنارَ مِنَ الإسـلامِ مـا كـانَ مُـظلما
وأقـسـمُ لـو قـالَ الأنــامُ بـحـبِّــهــــمْ لـمـا خـلـقَ الـربُّ الـكـريـمُ جهنّما
ومـا مـنـهـمُ إلّا إمـامٌ مُــــســــــــوَّدٌ حسامٌ سطا بحرٌ طما عارضٌ هما
وقال:
فافزعْ إلى مدحِ الأمينِ فإنّما لأمـانِـه الـبـلـدُ الأمـيــنُ أمــيــنُ
وأخيهِ وارثُ علمِهِ ووزيرُه ونصيرُه في الحربِ وهيَ زبونُ
وبـنـيهِ أقمارُ الهدى لولاهمُ لـم يـعـرفِ المفروضُ والمسنونُ
وقال:
وصيَّرتُ خيرَ المرسلينَ وسيلتي وألزمتُ نفسي صمتَها ووقارَها
وعـتـرتَـه خـيـرَ الأنـامِ وفخرَهم أبـتْ أن يـشقَّ العالمونَ غبارَها
وقال:
وصيِّرْ وسيلتَكَ المصطفى الـ أمينَ أبـا الـقـاسـمِ الـمؤتمنْ
وصـنوَ الرسولِ ومَن قد علا عـلـى كتفِهِ يومَ كسرِ الوَثنْ
وبـضـعـتَـه وإمـامـي الـشهيد من بعد ذكرِ إمامي الحسنْ
وبـالـعترةِ الغُرِّ أرجو النجاة فـحـبُّـهـمُ لـيَ أوفـى الـجُـنَنْ
محمد طاهر الصفار
1 ــ أمل الآمل
2 ــ الغدير ج 11 ص 82
3 ــ رياض العلماء وحياض الفضلاء ص 313
4 ــ أعيان الشيعة ج 8 ص 235
5 ــ الطليعة ص 434
6 ــ موسوعة الإمام علي بن أبي طالب (ع) في الكتاب والسنة والتاريخ ج ٩ ص ٨٢
7 ــ الذّريعة إلى تصانيف الشّيعة ج 24 ص 303
8 ــ أدب الطف ج 5 ص 135
.....
انتهى/ 278
المصدر : العتبة الحسينية المقدسة
الأربعاء
٢٤ مارس ٢٠٢١
٥:٤٨:٠٥ م
1126008
السيد علي خان المشعشعي الموسوي الحويزي،(وفاة: 1088هـ / 1677 م) أمير الحويزة، عالم وشاعر وأديب ينتمي في نسبه إلى الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام).