وفقا لما أفادته وكالة أهل البيت (ع) للأنباء ــ ابنا ــ أشار رئيس المجلس الأعلى للرابطة مدرسي الحوزة العلمية بقم المقدسة إلى ظلامية أبي طالب، والاضطهادات التاريخية التي وجهت إليه، وصرح: إن قضية إيمان أبي طالب (ع) تعد أكبر اضطهاد تاريخي لهذه الشخصية.
جاء ذلك، خلال استقبال سماحته للقائمين على "المؤتمر الدولي لأبي طالب (ع)؛ حامي الرسول الأعظم (ص)".
وصرح آية الله "السيد هاشم الحسيني البوشهري": إن دفاع أبي طالب (ع) عن النبي (ع) ودعمه إياه لم تكن بسبب قرابته فحسب، بل كان أبي طالب قد آمن بالنبي (ص) بكل وجوده، وهذا نراه واضحا وجليا في أشعار أبي طالب (ع)، فكلمات أبي طالب (ع) العالية والبليغة في محبة النبي (ع)، وكذلك محبة النبي (ص) لأبي طالب، تكشف عن إيمان أبي طالب بالنبي (ص)؛ إذ أن النبي (ص) كان بالمؤمنين رحيما وكان على الكفار شديدا، فبناء عليه، ومن خلال محبة النبي (ص) يتضح لنا أن أبا طالب (ع) كان من المؤمنين.
واعتبر سماحته أن دراسة شخصية أبي طالب وإزالة الغبار عن ظلامية هذه الشخصية من الألطاف الإلهية، وتابع: إن علماء الدين، والشيعة، والحوزات العليمة يتعاطفون مع قضية ظلامية أبي طالب، لكن لم تحصل قراءات ودراسات عميقة وشاملة مثل ما يقوم به مؤتمر أبي طالب (ع)، فقد جُمعت آراء ومقالات وأعمال للعديد من العلماء في هذا المؤتمر، وهذا من الألطاف الإلهية.
وأكد آية الله الحسيني البوشهري: مع انعقاد مؤتمر أبي طالب ارتفعت مكانة المجمع العالمي لأهل البيت (ع)، واعتقد أنه يجب مواصلة هذه الناشطات والأعمال.
وقدم إمام جمعة قم المقدسة عدة وصايا للقائمين على مؤتمر أبي طالب، وصرح: لم يكن كافيا لكم بأنكم اقترحتم البعد الإيجابي وقدمت محاور لكتابة الكتب والمقالات فقط في هذا الجانب، بل يجب أن تلاحظوا البعد السلبي والكتب والدراسات التي تطرقت في هذا البعد أيضا، ومن ثم جمع الشبهات والرد عليها.
وأضاف أمين المجلس الأعلى للحوزات العلمية في إيران: قدّموا الكتب التي تطرقت إلى شخصية أبي طالب (ع) بشكل سلبي إلى أهل القلم وأصحاب الخبرة؛ حتى يجيبوا على المزاعم التي وردت فيها بصورة صحيحة ومتقنة، وعلينا أن لا نكتفي بجانب واحد من أبعاد شخصيته (ع)، بل علينا أن نرد على الشبهات الواردة بإجابات موثقة.
واعتبر آية الله الحسيني البوشهري أبا طالب بأنه مظهر للإيمان، وأشار إلى أبعاد أخرى من شخصية أبي طالب، وصرح: فضلا عن البعد الإيماني لأبي طالب هناك أبعاد أخرى كان يمتلكها وهي تتلائم مع ظروف مجتمعنا في الوقت الراهن كبُعد المقاومة، والبعد السياسي والاقتصادي، وتعد هذه الأبعاد أفضل نماذج للثورتنا في الوقت الحالي وجبهة المقاومة، فثلاث سنوات حصار في شعب أبي طالب فهي حركة تشبه ثورتنا أمام الأعداء، وفي هذا البُعد الذي كان أبو طالب ثلاث سنوات إلى جانب النبي (ص) في شعب أبي طالب، يكشف أيضا عن مقاومته ونموذج للثورتنا وشعبنا، حتى يقتدوا به ويقاوموا أمام الكفر.
وتابع أستاذ درس البحث الخارج في الحوزة العلمية بقم المقدسة: كان أبو طالب مظهر الإيمان في تلك الظروف الصعبة، وأحيانا كان يجبر على أن يصبح كأصحاب الكهف ويعمل بالتقية ويخفي إيمانه؛ حتى لا يعد دفاعه عن النبي (ص) من أجل قرابته منه.
وشدد آية الله الحسيني البوشهري على مواصلة نشاطات أمانة مؤتمر أبي طالب، وقال: على أمانة المؤتمر أن تستمر بعملها وأنشطتها، ولا تنته فعالياتها بهذا المؤتمر، فأنتم فتحتم نافذة، ويمكنكم أن تتعرفوا من خلالها على علماء آخرين، فهذه برامجكم -خاصة ما تتعلق بالجانب الدولي- ستقوم بنهضة، ثم تشاهدون كيف تحظى بإقبال كبير؛ فيجب أن تستمر هذه الحركة.
وفي الختام، جدد رئيس المجلس الأعلى لرابطة مدرسي الحوزة شكره للقائمين على مؤتمر أبي طالب، وأضاف: لدينا شخصية بارزة أخرى، يجب إزالة الغبار عن ظلاميتها في السنوات المقبلة، وهي "السيدة خديجة سلام الله عليها"، فدراسة شخصيات بارزة كالسيدة خديجة وأبي طالب تعتبر خدمة عظيمة، فلا يجازي أجرها إلا الله سبحانه وتعالى.
* إقامة حوالى 30 اجتماعا تحضيريا
في بداية هذا الاجتماع قدم مدير الشؤون الثقافية للمجمع العالمي لأهل البيت (ع) وأمين "المؤتمر الدولي لأبي طالب (ع)؛ حامي الرسول الأعظم (ص)" حجة الإسلام والمسلمين "أحمدي تبار" تقريرا عن النشاطات التي نفذت لانعقاد هذا المؤتمر، وقال: من أجل تجميع المقالات وأعمال علماء العالم الإسلامي قمنا بمواصلات مع علماء الدول العربية، وشبه القارة الهندية، وأفريقيا، وحتى علماء الصوفية والسلفية، وقد تم جمع مقالات جيدة جدا.
وأضاف سماحته: وقد انعقد ما يقارب من 30 اجتماعا علميا في الحوزات والجامعات في مختلف المحافظات طهران، وقم، وأصفهان، وأراك، ويزد، وخراسان و....
والجدير للذكر، سينعقد "المؤتمر الدولي لأبي طالب ناصر الرسول الأعظم (ص( برعاية "المجمع العالمي لأهل البيت (ع)" وبمشاركة "العتبة الحسينية المقدسة"، و"ومؤسسة أبي طالب (ع) للبحث والنشر"، و"المجمع التقريب بين المذاهب الإسلامية"، و"المعهد العالي للعلوم والثقافة الإسلامية"، و"جامعة المصطفى (ص) العالمية"، و"مركز الحوزة العلمية لتعليم اللغات"، و"جامعة أهل البيت (ع) الدولية"، و"مؤسسة التراث النبوي الثقافية"، و"مركز دراسات الذرية النبوية"، و"مؤسسة القاسم بن الحسن (ع) الثقافية والدينية"، و"مؤسسة أبناء الرسول (ص) الثقافية والفنية"، وعدد من المؤسسات الدينية، والثقافية، كما أن آخر مهلة لإرسال المقالات 18 فبراير 2020 للميلاد.
.....
انتهى/ 278