وفقا لما أفادته وكالة أهل البيت (ع) للأنباء ــ ابنا ــ وقال ذلك، مسؤول مجلس علماء الهند فرع مدينة "قم" الايرانية "أحمد رضا زرارة" ومن أقارب "الدكتور السيد کلب صادق نقوي" في حديث له، مؤكداً أن الهاجس الرئيسي للفقيد كان تحسين أوضاع المجتمع الشيعي في الهند، وتقوية وحدة المسلمين، وتعزيز التعايش بين أتباع الديانات في هذا البلد.
وأشار "أحمد رضا زرارة" الى أن جميع الطوائف الإسلامية تحترم "مولانا كلب صادق نقوي" كشخصية نشطة في مجال التعايش الاجتماعي، مبيناً أن الراحل كان يشجع المسلمين على الاتحاد ويوجّه الدعوة الى علماء الديانات الأخرى للمشاركة في مختلف الاحتفالات والمناسبات الشيعية.
وقال إن السید كلب صادق نقوي لقد عمل بجد من أجل وحدة الشيعة والسنة حيث طلب مجلس قانون الأحوال الشخصية للمسلمين في الهند منه عدة مرات أن يرأس هذا المجلس، لأنه كان شخصاً ذا مصداقية ومعتدل للغاية، كما طلب منه علماء السنة أن يرأس هذا المجلس، لكنه رفض هذا الطلب لأنه كان يتحمل مسؤوليات كثيرة، وكان يفضل أن يبقى نائب رئيس هذه المنظمة الإسلامية المهمة في الهند.
وأضاف أن السيد كلب نقوي كان يردد دائماً كلمات الإمام الخميني (ره) أنه "إذا اتحد الشيعة والسنة فسيصبحون قوة لا مثيل لها في العالم"، مشيراً الى أن الفقيد كان أيضاً إمام الجمعة في مدينة "لكناو" الهندية، والأمين العام لاتحاد الشيعة في الهند، وعضو جمعية السادات والمؤمنين في الهند.
وبيّن أن الراحل كلب صادق لقّب بسفير السلام والصداقة لأنه کان یدعم الأنشطة الفنية والثقافية والإنسانية وكان أتباع الديانات المختلفة يوجهون الدعوة له للمشاركة في احتفالاتهم، مشيراً الى أن الفقيد كان يسعى دائماً الى الحفاظ على السلام والتعايش بين أتباع الديانات في الهند.
وبخصوص الخلاف بين المسلمين والهندوس بشأن أرض مسجد بابري عام 2017، قال إن الراحل كلب نقوي دعا المسلمين إلى القبول السلمي لقرار المحكمة بتسليم المكان للهندوس حيث خاطب المسلمين بالقول إنه من خلال تسليم قطعة أرض للهندوس، يمكنهم كسب ملايين القلوب".
وفي الختام، قال مسؤول مجلس علماء الهند فرع مدينة "قم" الايرانية إنه بعد وفاة هذا العالم الشيعي البارز، غرّد رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي على حسابه عبر تويتر بالقول: "وفاة مولانا كلب صادق، نائب رئيس مجلس قانون الأحوال الشخصية للمسلمين في الهند، حزينة للغاية. بذل جهوداً متضافرة من أجل التماسك الاجتماعي والأخوة. تعازينا لعائلته وأصدقائه".
وتجدر الاشارة الى أن مولانا الدكتور کلب صادق نقوي ، توفي 4 نوفمبر 2020 للمیلاد عن عمر ناهز الـ 83 عاماً في مدينة لكناو الهندية، عرف عنه تسامحه الديني وخدماته التعليمية للمسلمين الهند.
وتولى منصب نائب رئيس مجلس قانون الأحوال الشخصية للمسلمين في الهند، وتمتع بهوية مميزة ليس فقط في لكناو بل في جميع أنحاء العالم كرجل دين شيعي قضى حياته كلها في السعي من أجل تعزيز التعليم والتعايش السلمي.
ولد مولانا صادق عام 1939 في لكناو في أسرة عالمة. والده مولانا كلب حسين وشقيقه مولانا كلب عابد، وكلاهما كان لهما مكانة قوية في المجتمع الشيعي الهندي، وبجانب دراسته الحوزوية في مدارس الهند، حصل على درجتي الماجستير والدكتوراه باللغة العربية من جامعة عليكرة الإسلامية.
وبصرف النظر عن كونه مدرسًا دينيًا مسلمًا، كان مولانا صادق أيضًا مصلحًا اجتماعيًا جادًا جدًا بشأن التعليم وأنشأ العديد من المؤسسات التعليمية والخيرية في لكناو، وقاد الكثير من المبادرات في مجال التعليم والوحدة بين الشيعة والسنة، وكان يقنع ويقود الطائفتين الشيعية والسنية للصلاة معًا، كما كان ينادي بالوحدة الهندوسية الإسلامية.
وبالإضافة إلى الدراسات الدينية، درس اللغة الإنجليزية وأتقنها مما جعله مسموعًا في جميع أنحاء العالم، وربما كان أول رجل دين من الهند يلقي الخطب في ذكرى عاشوراء الإمام الحسين(ع) عبر العالم خاصة باللغة الإنجليزية.
طبقا لوصية الراحل، صلى الجنازة عليه ممثل قائد الثورة الاسلامية الايرانية سماحة آية الله الخامنئي بالهند وسط حضور رسمي وجماهيري كبير، حيث وارى جسده الثرى في مقبرة مدينة لكناو.
.......
انتهى/ 278
المصدر : ايكنا
الجمعة
٢٦ فبراير ٢٠٢١
٢:١٥:٥٤ م
1118847
رجل دين هندي:
الفقيد "كلب صادق نقوي" كان رسول التعايش والسلام للشعب الهندي
قال مسؤول مجلس علماء الهند فرع مدينة "قم" الايرانية إن الفقید "الدكتور السيد کلب صادق نقوي" عضو الجمعية العامة للمجمع العالمي لأهل البيت (ع) وأحد كبار علماء شيعة الهند الذي توفي مؤخراً كان رسول التعايش والسلام للشعب الهندي.