وفقا لما أفادته وكالة أهل البيت (ع) للأنباء ـ ابنا ـ كشفت هيئة البث الإسرائيليّة شبه الرسميّة (كان) النقاب عن أنّ رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو توصّل لاتفاقياتٍ مع 15 دولةٍ على الأقّل في جميع أرجاء العالم بموجبها تقوم "إسرائيل" بتزويدها باللقاحات ضدّ وباء (كورونا) المُستجّد، وبالمُقابِل تقوم هذه الدول بافتتاح ممثليات وسفارات لها في تل أبيب ودعم الكيان في المحافل الدوليّة.
وكتبت صحيفة رأي اليوم أنّ ديوان رئيس وزراء الاحتلال لم ينفِ التقرير وقال في معرض ردّه على النبأ إنّ تزويد هذه الدول باللقاحات لن يؤثّر على سلبًا على التطعيم ضدّ الوباء في الاراضي المحتلة.
وبحسب المراسلة السياسيّة للقناة العبريّة، غيلي كوهين، فإنّ من بين الدول التي تمّ الاتفاق معها على اللقاحات مقابل الممثليات توجد غواتيمالا، التشيك، هندوراس وهنغاريا، حيث تعهدت هذه الدول دعم "إسرائيل" في المحافل الدوليّة والعمل على نقل سفاراتها إلى القدس المحتلّة، لافتةً إلى أنّه بالإضافة إلى هذه الدول الأربع، ستقوم "إسرائيل" بتزويد أكثر من 12 دولة أخرى في العالم باللقاحات مجانًا ودون مُقابلٍ ماليٍّ، وسيصِل إجماليّ الـ”هدايا” إلى حوالي مائة ألف وجبة تطعيم ضدّ الفيروس التاجيّ.
علاوة على ذلك، لفت التلفزيون العبريّ إلى أنّ قائمة الدول التي ستتلقى اللقاحات لم تُحدّد نهائيًا، ولكن أكّد أنّ السلطة الفلسطينيّة ستحصل أيضًا هي الأخرى على هذه اللقاحات، كما أنّ العديد من الدول الإفريقيّة التي قامت بتجديد علاقاتها مع الاحتلال ستحصل على الأخرى على الـ”جائزة” الإسرائيليّة.
والأخطر ممّا ذكر أعلاه، قال التلفزيون العبريّ، إنّ نتنياهو قام بالتنسيق لهذه العملية دون أنْ يُعلِم الوزراء بذلك، وفي مقدّمتهم غريمه بيني غانتس، الذي يتولّي حقيبة الأمن في الحكومة، والذي علِم بالأمر بعد النشر في التلفزيون الإسرائيليّ، الأمر الذي أثار غضبه.
وعقّب غانتس على القضية بالقول في ردٍّ رسميٍّ للتلفزيون: إنّ قيام نتنياهو بالتجّار باللقاحات التي تمّ شراؤها بأموال دافع الضرائب الإسرائيليّ، يؤكِّد أنّ الرجل يُدير مملكةً وليس دولةً، مُضيفًا أنّ قرارًا من هذا القبيل يجب أنْ يحظى قبل إخراجه إلى حيّز التنفيذ على موافقةٍ مسبقةٍ من الحكومة ومن الجهات ذات الصلة.
وتابع وزير الأمن الصهيوني غانتس قائلاً إنّه كان سيتفهّم الخطوة لو أنّ الحديث يدور عن مساعدةٍ إنسانيّةٍ أوْ أمنيّةٍ أوْ سياسيّةٍ طارئة، وكان عليه، أيْ على نتنياهو، أنْ يعرِض الأمر على الجهات ذات الصلة، وأيضًا على الجمهور الإسرائيليّ، على حدّ قول غانتس.
وفي تعقيبٍ رسميٍّ من ديوان نتنياهو للتلفزيون العبريّ جاء أنّ نتنياهو قرر مساعدة عدّة دولٍ التي توجهّت لإسرائيل بطلب المساعدة، وذلك بسبب وجود كميّاتٍ كبيرةٍ من اللقاحات في تل أبيب، والتي لم يتّم استخدامها حتى اللحظة للمستوطنين.
وتابع ديوان نتنياهو قائلاً في ردّه إنّ كمية اللقاحات الموجودة كافية لجميع السُكّان، وأنّ الحديث يجري عن خطوةٍ رمزيّةٍ، ليس إلّا، بحسب تعبير ديوان نتنياهو.
علاوة على ما ذُكِر أعلاه، فقد نقل التلفزيون العبريّ عن مصادر رفيعةٍ جدًا في محيط نتنياهو قولها إنّ خطوة نتنياهو هي جزء من الخطّة الإسرائيليّة لتحفيز الدول التي ستتلقّى اللقاحات من أجل نقل سفاراتها إلى القدس، خصوصًا وأنّ عددًا منها كانت قد أعلنت في السابِق عن استعدادها لفتح سفاراتٍ لها في القدس الغربيّة، كما أكّدت المصادر في حديثها.
.....................
انتهى/185