وكالة أهل البيت (ع) للأنباء

المصدر : العتبة الحسينية المقدسة
السبت

٢٣ يناير ٢٠٢١

٣:٤٥:٠٥ م
1108457

عبد الرحيم التستري النجفي نبذة عن حياته وشعره

درس عبد الرحيم التستري عند الشيخ مرتضى الأنصاري يقول السيد محسن الأمين في ترجمته: (من مشاهير تلامذة الشيخ مرتضى الأنصاري لزمه من ابتداء أمره إلى آخره لا يكاد يفارقه وكتب جميع أماليه ويروي عنه بالإجازة).

وفقا لما أفادته وكالة أهل البيت (ع) للأنباء ــ ابنا ــ قال من منظومته لكتاب (منية المريد في آداب المفيد والمستفيد) لزين الدين العاملي المعروف بـ (الشهيد الثاني) وقد سماها (محاسن الآداب):

وإن تكنْ في (كربلا) أو في الغري      فلا تدعْ مخصوصةً إن تقدرِ

واخـتـرْ مـن الـشـيـوخِ من قد كمُلا      مـن أعـدلٍ وأعـلـمٍ وأعـمــلا

والـشـيـخُ يُـنـجـيـكَ وحـقّــه أجَـــلْ      مـن حقِّ والديكَ والحقُّ جللْ

الشاعر:

عبد الرحيم التستري النجفي (1226 ــ 1313 هـ / 1811 - 1895 م)، عالم وأديب وشاعر من أجلاء علماء النجف الأشرف، ينتهي نسبه إلى العلامة شيخ الإسلام الشيخ محمد باقر المجلسي ــ صاحب البحار ــ فهو الشيخ:

عبد الرحيم بن محمد علي بن محمد حسين بن عبد الكريم بن محمد رضا بن محمد تقي بن محمد باقر المجلسي، وينتهي نسب المجلسي إلى العلامة أحمد بن عبد الله بن أحمد بن إسحاق بن موسى بن مهران المعروف بـ (الحافظ أبي نعيم الأصفهاني) المتوفى عام (430 هـ)، صاحب كتاب (حلية الأولياء في طبقات الأصفياء). فهو من بيت ركز اسمه في ذروة سنام العلم والأدب.

ولد التستري في النجف الأشرف كعبة العلم وقبلة الأدب، ودرس عند الشيخ الأعظم مرتضى الأنصاري وكان من أنبغ تلاميذه وأشدهم ملازمة له يقول السيد محسن الأمين في ترجمته: (من مشاهير تلامذة الشيخ مرتضى الأنصاري لزمه من ابتداء أمره إلى آخره لا يكاد يفارقه وكتب جميع أماليه ويروي عنه بالإجازة).

وإضافة إلى الأنصاري فقد درس التستري عند الشيخ: محمد حسن صاحب الجواهر، والسيد علي الجزائري، وغيرهم من أعلام النجف الأشرف.

سافر التستري إلى سبزوار بطلب من الميرزا إبراهيم السبزواري للتدريس فيها وبقي فيها لفترة ثم عاد إلى النجف وبقي فيها حتى وفاته ودفن في الصحن العلوي الشريف

قال عنه السيد محسن الأمين: (كان عالماً فاضلاً محققاً مدققاً ورِعاً زاهداً)

ترك التستري عدة مؤلفات ومنظومات في الفقه والأصول منها:

1 ــ كتاب في الفقه في ثمان مجلدات

2 ــ كتاب في الأصول: قال عنه الطهراني في الذريعة: (أن هذا الكتاب مبسوط في عدة مجلدات، منها مجلد في الصحيح والأعم إلى مباحث الأوامر، ومجلد في مقدمة الواجب، ومجلدان في بقية مباحث الألفاظ، ومجلد في الأدلة العقلية شرع فيه سنة 1265، ومجلد في التعادل والتراجيح).

3 ــ نتيجة الأنظار منظومة في الأصول كبيرة.

4 ــ شمس الهدى لمن شك أو سها

5 ــ منظومة أرخها بقوله في آخرها:

في المائتين إثر ألفٍ كائنة      مع الثمانين وضم الثامنة.

6 ــ نظم منية المريد في آداب المفيد والمستفيد للشهيد الثاني سماه محاسن الآداب قال فيها:

سـمَّيتُها محاسنَ الآدابِ      للطالبينَ من أولي الألبابِ

حوتْ لبابَ منيةِ المريدِ      وهـوَ كـتابُ شيخِنا الشهيدِ

7 ــ الإكمال والسلامة في بابي الأذان والإقامة.

8 ــ تفسير سورة الفاتحة.

9 ــ بدر الدجى. أرجوزة في مباحث الاستصحاب.

10 ــ إيقاظ الراقدين.

11 ــ قبلة الناسك في المناسك.

12 ــ رسالة في ترجمة السيد علي الجزائري التستري.

ترجم للتستري النجفي:

1 ــ السيد محسن الأمين في أعيان الشيعة.

2 ــ العلامة الشيخ آغا بزرك الطهراني في الذريعة إلى تصانيف الشيعة.

3 ــ علي الخاقاني في (شعراء الغري)

4 ــ خير الدين الزركلي في الأعلام

5 ــ محمد هادي الأميني في معجم رجال الفكر والأدب في النجف خلال ألف عام

6 ــ معجم الشعراء العرب

شعره

قال من منظومته (محاسن الآداب) وهي منظومة دينية وأخلاقية وتربوية ضمنها مدح أهل البيت (عليهم السلام)، والحث على طلب العلم واحترام العلماء:

أعــــوذُ بـــــاللَهِ مــــن الـــشــيـطــانِ      ومـن شــقــاءِ الـنـفـسِ والطـغيانِ

يـقـولُ بـــســـمِ اللَهِ لــلــتــعــظــيـــــمِ      لـربِّـهِ الــرحـمـنِ والـــرحــيـــــمِ

مُـسـتـنـصـراً نـجـلُ مـــحــمــدٍ عليْ      عـبـدُ الـرحـيـمِ رقُّ طـــه وعـلــيْ

الــحـمـدُ للَهِ الــذي قــد ارتــضــــــى      من الورى مـحـمـداً والــمـرتضى

والـــعـتـرةُ الـطـاهـرةُ الــمــطـهَّـــرة      عـلـيـهـمُ الـسـلامُ خـيـرُ الــخِـيـرة

نـوابُــه الأئـمـةُ الإثـــنـــا عـــشــــــرْ      وهوَ وهـمْ مـن بـعـدِهِ خيرُ البـشرْ

شــرافــةُ الـعـلـمِ لَـــدَى الأجِـــلَّـــــــة      ظــاهــرةٌ تــفـي بــهــا الأدلَّــــــة

وقــدرُهُ أجــــلُّ مـــن أن يَــفـتــقـــــرْ      إلــى الــبــيــانِ إذْ بــذا الـكلُّ مُقِرْ

إذ هـو إرث الأنــبــيــاءِ الــطــاهــرة      كما قضَتْ به النصوصُ الظاهِرة

حـسـبُـكَ مَـدْحُ الله فـي الـتـنـزيـلِ لــهْ      في غير مـوضـعٍ كمدْحِ الحمد له

الـعـلـم نـورٌ – يـحـصـلُ الـتـمـييزُ بهْ      لـلـحـقِّ من سـواه حـيـث يـشْـتَـبهْ

الـعـلـمُ نـورٌ لـيـس بـالـتـحـصـيـــــــلِ      يُـقـذَف بـالـقـلـوبِ لـلـتـــكــمــيـلِ

فـالـعـالـمـونَ حُــجــجُ اللهِ عـــلـــــــى      ســـواهـــــمُ فـــقــالَ جــلَّ وعـلا

هـل يـسـتـوي الـذيـن يـــعـــلــمــــونا      فـي الـفـضـلِ والــذيــنَ يـجـهلونا

وعـنـهـمُ عُـبِّـــــرَ بـــالــكــتــــــــــابِ      مـنّـاً عـلـيـهــم بـأولي الألــبـــابِ

والـنـورِ والـطِّـــيــب والـبـصـيـــــــرِ      والـظـلِّ والــجـنـةِ والــــخــبـــيـرِ

وعـطـفـهـم فـي شـهِـدَ اللهِ عــــلـــــى      مـا قـبـلَـهـم بـيَّـنَ فـيـهــم الـــعــلا

وخـصَّـهـم فــي مُــحـكــمِ الـتـنـزيــلِ      بـعـلـمـي الـظـاهــرِ والـــتـــأويـلِ

وخـصَّ أهـل الـعـلـمِ بــالــقــــــــرآنِ      بـالـحـزنِ والــبــكـاءِ والإيـــمــانِ

والـخـوفِ والـخـشـوعِ والـتـوحـيــــدِ      فـانـظـرْ إلـى مـراتـبِ الــتــمـجيدِ

والـحـالُ فـي الـتـوراةِ والإنــجـيــــلِ      وهـكـذا الـزبــورِ كــالـتــــنــزيــلِ

بـفـضـلِ أهـلِ الـعـلـمِ كـلُّـهــا نَـطَتـقْ      وهْـيَ لـسـانُ الـحـقِّ والحقُّ صَدَقْ

والـعُـلَـمــا أحِـبَّـــــةٌ لـلـخـالـــــــــــقِ      والـمـصـطـفى ومُرْتضى الخلائقِ

حـســبُــكَ قُـبْـحُ الـجـهـلِ يا ذا الـعقلِ      فـي حُسْـنِـه فـخُـذْ بِـضِـدِّ الـجـهــلِ

ورفـعـةُ الـعـلـمِ لـــدى الـعـقـلِ كـمــا      تـواتـرُ الـنـقـلِ بـهـا قــد حـــكـــما

إذ شــرّفَ الـمـوجــودَ مِّـمَـا عُــدِمــا      والـنـامـي مـن خــلافِــهِ قـــد علما

وهــكــذا شَــرافــة الـــحـــسَّــــــاسِ      عـلـى سـواهُ عـــنـــدَ كــلِّ الــنـاسِ

ومـــثـــلـــه مــزيِّـــةُ الـعـقـلِ عـلـى      وصْـفِ الـجـنـونِ عـنـد كـلِّ الـعُقَلا

والـعـلـمُ والـجـهـلُ على هـذا النـسقْ      كمـا بـه لســانُ ذي الـنـطـقِ نـطقْ

والـعـلـمُ والـشـهـرةُ راضــــيــــــانِ      بـالـعـلـمِ بــلْ بـالـحُـسنِ قـاضـيــانِ

والـدرجـاتُ فـي الـكـــتـابِ أربـــــعُ      وهـيَ لـهـمْ مَّـمـنْ عـداهـــمْ أرفــعُ

ومَـنْ عـــداهــمُ الــــمـجــاهــدونـــا      ومـؤمـنـو بــدرِ وصـــالـحــــــــونا

طـائـفـةٌ تـخــصُّ مَـــــن تـعــلّـمـــــا      وجــــمـلـةً آدابَ شــــيــخٍ عَــلِــمـا

ونـبـذةً بـيـنـهـمـا مــــشــتــركـــــــةٌ      فـلـيـسلـكِ الــعـاقـلُ فــيــهـا مسـلكه

وأذكـرُ الأهـمَ مـنـــهـا فـالأهــــــــمْ      ولـيـسَ لي فـيها سـوى الأهــــمِ همْ

إذا الـمـحـلُّ لـيـس قـبـل الـتـصـفـيـة      بـقـابـلٍ للـفـيـضِ مـثـلَ الأغـــــذية

فـكـلُّ قـادرٍ عـلـى الــتــحـصـيـــــلِ      مُــكـلّـفٌ بــــهِ بـــلا تـــفـــصــيــلِ

واقـرأ مـن الـقـرآنِ مـا تــيــسَّـــــرا      كــذا الـدعـا ودّع مـتـى تــــعـسَّـرا

وحـفـظـه كـانَ طــريـقـةَ الـسـلـــفْ      تـيَّـمُـنـاً فـلـيَـتْـــبَــعَــنَّ الـخـلــــــفْ

والـحـفـظ أو مـعــرفـة الخـمــسـمِئة      بـدونِــهِ فــرضٌ لـــدى كــلِّ فـئـــة

ودُم عـلـى أدعــيــةِ الأئــــمـــــــــة      لا ســـيـمــا الـصـحـيـفـة الـمـهـمـة

واكـتـفِ فــي زيــارةِ الــقــبــــــورِ      بـالـحـــمـدِ والـتـوحــيـدِ في الـعبورِ

وإن تكنْ في (كربلا) أو في الغري      فـلا تـــدع مـخـصــوصـةً إن تـقدرِ

واخـتـرْ مـن الـشـيـوخِ مَن قد كملا      مـِن أعـــدلٍ وأعــــلـــمٍ وأعــمــــلا

والـشـيـخُ يُـنـجـيـكَ وحـقُّـه أجَــــلْ      مِـن حـــقِّ والــديــكَ والـحـقُّ جَــللْ
......
انتهى/ 278