وفقا لما أفادته وكالة أهل البيت (ع) للأنباء ـ ابنا ـ انتشرت في الولايات المتحدة الأمريكية خلال السنوات القليلة الأخيرة ظاهرة تكوين مجموعات مسلحة تعمل بشكل منفصل عن قوات الأمن الرسمية، وطبقاً لمعتقدات سياسية معينة، في وقت ساهمت فيه سياسات الرئيس دونالد ترامب في خلق تناحر واسع بين العديد من الأمريكيين.
وفيما يلي أبرز الميليشيات الأمريكية المسلحة:
1- جيش الرب
مليشيا مسيحية متطرفة تشكلت عام 1982 في ردة فعل على تنامي الليبرالية، إذ تعارض سياسات “منافية للدين”، ولا سيما الإجهاض، وتصنف وزارة العدل أنشطتها بأنها “إرهابية” وتنسب لها عمليات قتل واختطاف واعتداء على ممتلكات.
2- شعبة أتوموافين
شبكة من النازيين الجدد تأسست عام 2015، وتنشط في الولايات المتحدة وكندا وعدد من الدول الأوروبية، وتنسب لها العديد من الجرائم والتخطيط لعدة هجمات، وتتهم بالسعي لتطهير عرقي بحق غير البيض. يقدر عدد أعضائها في الولايات المتحدة بنحو 80 شخصا.
3- الشعوب الآرية
تعد من أكثر المجموعات اليمينية المتطرفة خطورة بحسب الـ”أف بي آي”، وتأسست في السبعينيات بولاية أيداهو كذراع لمؤسسة “كنيسة يسوع المسيح المسيحية”، التي تؤمن بتفوق العرق الأبيض. قدر عدد أعضائها عام 2004 بنحو 200 شخص.
4- بوغالو
مليشيا يمينية متطرفة تدعو إلى حرب أهلية ثانية وتناهض الفدرالية، وقد ظهر نشاطها بشكل متزايد عام 2019، وظهرت بقوة إثر مقتل “فلويد” لمواجهة الاحتجاجات الحقوقية والمجموعات اليسارية ما دفع البيت الأبيض إلى التحرك ضدها، فيما أغلق موقع فيسبوك الحسابات المنسوبة لها.
5- CSPOA
اتحاد يجمع رجال أمن متطرفين، يعتقد أنه يخترق أجهزة الدولة، وينسب له تعزيز العنصرية ومعاداة السامية في المناطق الريفية خلال السبعينيات والثمانينيات.
6- هوتاري
مليشيا تزعم منصاتها الإلكترونية أن اسمها يعني “المحاربون المسيحيون”، تأسست عام 2006 وظهر نشاطها بقوة عام 2010، إذ تابعها مكتب التحقيقات الفدرالي بتهم التورط في هجمات ومحاولات قتل.
7- كو كلوكس كلان
أشهر المجموعات العنصرية المتطرفة في الولايات المتحدة وأقدمها، إذ تشكلت أول مرة فور انتهاء الحرب الأهلية لمواجهة إنهاء العبودية في الجنوب، ثم ظهرت مجددا في النصف الأول من القرن العشرين، وبلغت ذروة انتشارها بين عام 1924 و1925، إذ قدر عدد منتسبيها بين ثلاثة وستة ملايين شخص. يقدر معهد “ساوثرن بوفرتي لوو سنتر” عدد أعضاء الـ”كلان” اليوم بخمسة إلى ثمانية آلاف شخص، يحمل جلهم السلاح وينادون بتفوق العرق الأبيض المسيحي وبالكونفدرالية الجديدة
8- حراس العهد
منظمة يمينية متطرفة مناهضة للحكومة المركزية، تأسست عام 2009، تقول إنها تشكلت من عناصر في الشرطة والجيش والدفاع المدني، وجميع من أقسموا على الحفاظ على الدستور وحمايته من جميع الأعداء المحليين والخارجيين، وزعمت عام 2016 بأن عدد أعضائها يبلغ نحو 35 ألفا.
9- كهنوت فينياس
مجموعة شديدة التطرف تستمد اسمها وفكرها من كتاب للمؤلف والناشط “ريتشارد كيلي هوسكنس”، أصدره عام 1990. لا يقوم نشاط المجموعة على أساس منظم، بل على فكرة الالتزام بمواجهة اختلاط الأعراق والمثلية الجنسية، عبر تنفيذ هجمات، وقد نفذ عناصرها بالفعل اعتداءات خلال التسعينيات على مصحات للإجهاض وصحيفة في واشنطن، فضلا عن تخطيطهم لمهاجمة مقر الـ”أف بي آي”. ومن وقت لآخر يعثر المحققون على نسخ من الكتاب المشار إليه لدى منفذي عمليات إطلاق نار بالبلاد.
10- الثلاثة بالمئة
يرجع اختيار الاسم إلى اعتقاد بأن ثلاثة بالمئة فقط من الأمريكيين حملوا السلاح ضد بريطانيا إبان الثورة الأمريكية. تقاوم هذه المليشيا، التي تأسست عام 2008، مساعي الحد من حرية حمل السلاح وتركز السلطة في الحكومة الفدرالية، ويمتد نشاطها إلى كندا، حيث تعتبرها السلطات الأخطر في البلاد.
11- مجموعات يسارية
نشطت في الولايات المتحدة العديد من المجموعات اليسارية المتطرفة ولا سيما خلال السبعينيات، ما سبب قلقا واستنفارا من قبل الإدارات الأمريكية التي كانت تواجه المد الشيوعي حول العالم.
وتراجع حضور العديد من تلك المجموعات على وقع تحشيد واشنطن ضدها والرفض الشعبي لها، ومنها “جيش التحرير التكافلي”، و”جبهة الحرية المتحدة”، و”الطقس تحت الأرض”، فضلا عن مجموعات أخرى تحمل أفكارا مشابهة ولكن تركز على مواجهة تغول الرأسمالية على الطبيعة والبيئة والحيوانات.
وفي الآونة الأخيرة، برز مجددا احتشاد اليساريين فيما عرف بـ”حركة مناهضة الفاشية”، المعروفة اختصارا بـ”أنتيفا”، التي اتهمها ترامب بالمسؤولية عن أعمال العنف التي شهدتها احتجاجات مناهضة للعنصرية إثر مقتل فلويد، وتعهّد بتصنيفها “إرهابية”.
وتعود جذور “أنتيفا” إلى حركة مشابهة ظهرت في ألمانيا لوقت قصير في ثلاثينيات القرن الماضي، وعادت للظهور في السنوات الماضية بعدة دول، ولا سيما بالولايات المتحدة بعد تولي ترامب الرئاسة.
ورغم ما يلصق بعناصرها من اتهامات بتنفيذ أعمال اعتداء وحرق، إلا أن تقرير لـ”ساوثرن بوفرتي لوو سنتر” حذر من تصنيفها إرهابية، بالنظر إلى عدة اعتبارات، أهمها أن التنظيم فضفاض وينتمي له العديد من الناشطين السلميين، وكون اعتداءاته “غير مميتة” على غرار المجموعات اليمينية المتطرفة، فضلا عن خطورة منح السلطات حق تتبع ورصد المعارضين على الحريات العامة.
..................
انتهى / 232