وفقا لما أفادته وكالة أهل البيت للأنباء ــ ابنا ــ وحاضر الباحث فی معهد المصطفی(ص) الدولي للبحوث في إیران، "الشیخ شاهد أعظم" في ندوة علمية بعنوان "البحث القرآني لدی الدیوبندیة في شبه قارة الهند" التي نظمتها لجنة القرآن والحدیث في معهد أبحاث العلوم الإسلامیة التابع لمعهد المصطفی(ص) الدولي للبحوث في إیران.
وقال إن الهند معروفة بأنها بلد الـ 72 شعباً وأنها تضم أعراق وأدیان وطوائف منوعة مضیفاً أن أتباع المذاهب السنیة ینقسمون في الهند حول مدارس وطوائف عدیدة إحدی هذه الطوائف هي الدیوبندیة.
وأوضح أن الدیوبندیة هي مدرسة فکریة سنیة یستقر أتباعها في منطقة "دیوبند"(بلدة صغيرة في ولاية "أوترا براديش" الهندية) لذلك سمیت الدیوبندیة وأتباعها یتبعون المذهب "الحنفي" ویسلکون المسلك الصوفي ویتبعون فکریاً "شاه ولي الله الدهلوي".
وأردف موضحاً أن الدیوبندیة أنشأت في القرن الـ 19 للمیلاد علی ید "محمد قاسم نانوتوي" و"رشید أحمد کنکوهي" ومن هناك إنتشرت في أفغانستان وباکستان بنغلاديش وشرق إیران ودول أسیویة أخری بالإضافة إلی إنتشارها في الهند.
وأکد أن الدراسات القرآنیة لدی أتباع المدرسة الدیوبندیة تتبع منهجیة عامة وتستند إلی قول الصحابة والتابعین والمفسرین السابقین بالإضافة إلی قول "إبن تیمیة".
وقال الشیخ شاهد أعظم أن الدیوبندیة مع مرور الوقت أصبحت تتخذ منحی العقل العرفاني أو التفسیر العلمي ثم أصبحت في داخلها إنشقاقات فکریة أدت إلی إنشاء مدارس "الحیاتي" و"المماتي" ومنها من إتجه نحو الإنضمام إلی طالبان وجماعات تکفیریة أخری.
وتطرق إلی أهم الباحثین القرآنیین لدی الدیوبندیة قائلاً: إن "أشرف علي التهانوي"، و"محمد شفیع العثماني"، و"إدریس کاندهلوي"، و"عبدالماجد الدریابادي"، و"عبدالحق حقاني" و"عبید الله السندي"، و"حسین علي المدني"، و"غلام الله خان"، و"طاهر بنج بیري" هم أهم المفسرین والباحثین القرآنیین لدی المدرسة الدیوبندیة.
وشرح الباحث القرآني، والخبیر في الدراسات القرآنیة فی الهند فکر أهم شخصیات الدیوبندیة وهم الشیخ "أحمد سرهندي"، و"شاه ولی الله الدهلوي" وأبناءه منهم "الشاه عبدالعزیز" و"الشاه رفیع الدین" و"الشاه عبدالقادر".
هذا ويذكر أن "الديوبندية" طائفة من طوائف المسلمين تنسب إلى جامعة ديوبند ـ دار العلوم ـ في الهند. وهي مدرسة فكرية عميقة الجذور طبعت كل خريج منها بطابعها العلمي الخاص، حتى أصبح ينسب إليها.
التأسيس وأبرز الشخصيات:
وأسس جامعة ديوبند مجموعة من علماء الهند بعد أن قضى الإنجليز على الثورة الإسلامية في الهند عام 1857م ، فكان تأسيسها ردَّ فعلٍ قوي لوقف الزحف الغربي ومدنيته المادية على شبه القارة الهندية لإنقاذ المسلمين من مخاطر هذه الظروف، خاصة وأن دلهي العاصمة قد خرِّبت بعد الثورة وسيطر عليها الإنجليز سيطرة كاملة، وخاف العلماء أن يُبتلع دينهم، فأخذ الشيخ إمداد الله المهاجر المكي وتلميذه الشيخ محمد قاسم الناناتووي وأصحابهما برسم الخطط للمحافظة على الإسلام وتعاليمه، فرأوا أن الحل بإقامة المدارس الدينية، والمراكز الإسلامية ، وهكذا أُسست المدرسة الإسلامية العربية بديوبند كمركز للدين والشريعة في الهند في عصر حكومة الإنجليز.
أبرز شخصيات هذه المدرسة الفكرية: 1 ـ محمد قاسم 2 ـ رشيد أحمد الكنكوهي 3 ـ حسين أحمد المدني 4 ـ محمد أنور شاه الكشميري 5 ـ أبو الحسن الندوي 6 ـ المحدث حبيب الرحمن الأعظمي.
الأفكار والمعتقدات:
-هم في الأصول ( العقيدة ) على مذهب أبي منصور الماتريدي في الاعتقاد.
-وعلى مذهب الإمام أبي حنيفة في الفقه والفروع.
-وسلكوا الطرق الصوفية من النقشبندية والجشتية والقادرية والسهروردية في السلوك والاتباع.
ويمكن تلخيص أفكارهم ومبادئ الدراسة الديوبندية بما يلي:
-المحافظة على التعاليم الإسلامية، والإبقاء على شوكة الإسلام وشعائره.
-نشر الإسلام ومقاومة المذاهب الهدَّامة والتبشرية.
ـ نشر الثقافة الإسلامية ومحاربة الثقافة الإنجليزية الغازية.
-الاهتمام بنشر اللغة العربية لأنها وسيلة الاستفادة من منابع الشريعة الإسلامية.
-الجمع بين العقل والقلب، وبين العلم والروحانية.
......
انتهى/ 278
المصدر : ايكنا
السبت
١٦ يناير ٢٠٢١
٥:٢٣:٠٧ ص
1106289
إن أتباع المدرسة "الدیوبندیة" في شبه القارة الهندية لدیهم دراسات قرآنیة ثمینة ومهمة حيث سلّط معهد المصطفی(ص) الدولي للبحوث في مدينة "قم" الايرانية الضوء علیها لیکشف صفاتها.