وفقا لما أفادته وكالة أهل البيت (ع) للأنباء ـ ابنا ـ يطول الحديث عن دور قائد قوة القدس اللواء الشهيد قاسم سليماني في دعم القضية الفلسطينية، فالشهيد نذر عمره في خدمة أبناء هذه القضية ودعمهم ومساندتهم.
وفي حديث خاص بموقع "العهد" الإخباري، يتناول نائب الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ابو احمد فؤاد الآلية التي كان يتعاطى بها الشهيد قاسم سليماني مع فصائل المقاومة الفلسطينية المختلفة، التي لم يميز بينها يوماً طالما أن بندقيتها كانت تتجه نحو الكيان الصهيوني.
الكفاح المسلح ووحدة الصف
أبو أحمد فؤاد الذي قال إنه التقى مع الشهيد سليماني أكثر من عشر مرات سواء ضمن وفود مشتركة من المقاومة أو ضمن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، لفت الى أن الشهيد عبّر عن فهم "نحتاجه ونقدره ونلمس نتائجه على الصعد المختلفة".
وفي حديث خاص بموقع "العهد" الإخباري استحضر أبو أحمد فؤاد ما دار في اللقاء الأول مع الشهيد سليماني الذي أكد أن الجمهورية الاسلامية الإيرانية لا تميز بين مقاوم وآخر، وكل من يقاتل الكيان الصهيوني أو الولايات المتحدة الأمريكية، تقف الجمهورية إلى جانبه وتتحالف معه"، وشدد فؤاد على أن "الشهيد سليماني أزال تمامًا عوامل التفرقة عندما قال نحن نضع أي خلافات أيديولوجية جانبًا ولنا هدف واحد هو المقاومة من أجل إزالة هذا الكيان السرطاني".
نائب الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أشار إلى يقين الشهيد سليماني بأن "الأسلوب الوحيد لتحرير فلسطين هو الكفاح المسلح فهو لم يكن يؤمن بأية أساليب أخرى وكان يحث على عدم الدخول في أية مساومات أو حلول جزئية، ويؤكد على الوحدة الوطنية للشعب الفلسطيني لأنه لا يمكن للمقاومة أن تنتصر إذا لم يكن هناك شعب يشكل حاضنة لها وداعما لها وفي كل اللقاءات يذكر أن النهج الذي يجب أن يتبع من كل المقاومات العربية هو باتجاه البوصلة الواضحة والمحددة فلسطين وتحريرها من نهرها إلى بحرها".
متواضع ويحترم الرأي الآخر
على الصعيد الشخصي، لفت أبو أحمد فؤاد إلى ما كان يتمتع به الشهيد قاسم سليماني من تواضع كبير: "في أي لقاء بين الفصائل لم يكن يجلس، بل يتنقل من ضيف إلى ضيف ليقدم له الخدمة، وكان يتميز بالرؤية الاستراتيجية وتحمّل وتفهّم الرأي الآخر، وكان إذا سمع من الجبهة الشعبية أو من التنظيم الفلاني رأيًا مخالفًا لرأيه يحترمه، وهذه صفة تحترم في أي قائد".
خذوا كل شيء وحرروا فلسطين
نائب الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أكد أن نظرة سليماني للمقاومة الفلسطينية كانت على مستوى الاستعداد لتقديم كل ما يلزم وعلى مختلف الصعد لكل من يقاوم العدو الصهيوني بشكل رئيسي وكان يرى أن تحرير فلسطين ليس مسؤولية فلسطينية فقط بل هو مسؤولية الأمتين العربية والإسلامية وهذا ما كان يؤكد عليه في كل لقاء بأن "الفلسطينيين هم رأس الحربة"، ولكن بعد ذلك فإن الأمة معنية بتحرير فلسطين لأن هذا العدو لا يشكل عدوا فقط للفلسطينيين بل للأمة بأسرها وهذه قناعات مترسخة في ذهنه فكان يشدد على أن هذا الكيان سيزول آجلا أم عاجلاً وأن لا مكان له في المنطقة مهما طال الزمن".
يعرفه كل المقاومون
أبو أحمد فؤاد أكد أن ميادين النضال والمقاومة تعرف الشهيد سليماني جيدًا، والمقاومون يعرفونه كذلك "بمن فيهم عدد كبير من مقاتلي الفصائل المختلفة ومنهم مقاتلو الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين كتائب الشهيد أبو علي مصطفى، فقد لعب دورًا رئيسيًا في تطوير إمكانيات المقاومة الفلسطينية أولًا، وغيرها من قوى المقاومة على مختلف الصعد في التسليح والتدريب والتصنيع والتمويل، وأنا أركز على هذه المسألة لفهم من أراد أن يساعد الفلسطينيين عبر هذه المسيرة التاريخية".
وتابع "كنت أزور باسم الجبهة الشعبية حلفاءنا في الاتحاد السوفياتي والبلدان الاشتراكية ليقدموا لنا سلاحًا نوعيًا، لكن لم يقدم لنا أي أحد منهم سلاحاً متطوراً إلا أسلحة الكلاشينكوف والـ"آر بي جي" وما شابه، لكن بالنسبة للسلاح المتطور كان هنالك "فيتو"، وكانوا يرفضون تدريب عناصر الجبهة على التصنيع العسكري، لذلك بقيت إمكانيات الثورة الفلسطينية كما هي معروفة، بينما جاء القائد سليماني ليقول إنه يريد أن يعتمد المقاوم على إمكانياته الذاتية وأن يقوم بتصنيع السلاح وكان يعطينا النموذج ويدرب المقاتلين، وبعد ذلك كان يتوجب على الفصائل أن تقوم بتصنيع السلاح بنفسها وخصوصًا حين يكون العدو مطبقًا للحصار على المقاومين، من قرية إلى قرية ومن مدينة إلى أخرى، ونتيجة لذلك نحن الآن نستطيع أن نصنع السلاح وأن نقول إن المقاومة الفلسطينية في حالة صعود مستمر على قاعدة التعليم والتدريب، وهذا الأمر بالنسبة لأي ثورة هو أساس الاستمرار في الحرب الشعبية وحرب التحرير مهما طال بها الزمن".
واضاف "لأول مرة منذ أن تسلم هذا القائد هذا الملف حصل تغير نوعي لدى قوى المقاومة في فلسطين ولبنان واليمن والعراق، وهذا كان يتم بالتعاون مع سوريا حاضنة المقاومة وكل السلاح سواء جاء من الجمهورية الاسلامية الايرانية أو من غيرها مر من هذه الأرض وبموافقة وتأييد من الجمهورية العربية السورية والرئيس بشار الأسد والرئيس الراحل حافظ الأسد".
تحالف وليس تطبيعًا
نائب الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أكد أن ما يجري بين النظام العربي الرسمي والكيان الصهيوني تجاوز التطبيع إلى التحالف المباشر معتبرًا أنه من غير المستغرب "أن تقوم طائرة إماراتية أو بحرينية بقصف مواقع للمقاومة في غزة أو لبنان"، موجهاً السؤال لملك المغرب "هل تريد أن تأخذ الصحراء وتبيع فلسطين؟!".
أبو أحمد فؤاد أكد أن الشهيد سليماني سار على نهج الثورة الاسلامية الايرانية، مشيرًا إلى أن "الشعب الإيراني الشقيق كان ولا زال داعمًا للقضية الفلسطينية " مستعرضًا أسماء لمتطوعين إيرانيين في تلك المرحلة ضمن فصائل المقاومة الفلسطينية "ومنها الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ممن استشهدوا دفاعًا عن فلسطين وبقية الأمة".
دمشق ـ محمد عيد
..................
انتهى / 232