وفقا لما أفادته وكالة أهل البيت (ع) للأنباء ــ ابنا ــ قال الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله إن كل الاهتمام الاميركي بلبنان محوره الاساس هو المقاومة وذلك بالحد الادنى منذ العام 2005. وتابع “لو كان لبنان يعني اي شيء للاميركي والاوروبي وبعض الانظمة العربية ما كنا رأينا كل هذه العقوبات على لبنان”، واضاف “كل ما يهمهم هو اسرائيل وحماية امنها ومصالحها”.
واشار السيد نصر الله في كلمة على شاشة قناة المنار مساء الجمعة الى ان “صهر الرئيس الاميركي جيراك كوشنير اهتم بحضور اللقاء التطبيعي في المغرب والقمة الخليجية، والاميركي يهتم مباشرة بترسيم الحدود البحرية اللبنانية مع فلسطين”، وتابع “الحقيقة القائمة في لبنان منذ 2005 ان الاميركي لا يهتم بلبنان الا من باب وجود المقاومة لان ما يهمه امن العدو الاسرائيلي”.
وعن ملف انفجار مرفأ بيروت، أكد السيد نصر الله ان “هذه قضية وطنية تهم كل لبنان ولا يجوز تحويلها الى قضية مناطقية او مذهبية او طائفية او سياسية بأي شكل من الاشكال لان هذا غير انساني وغير اخلاقي”، وذكر ان “الشهداء من جميع المذاهب والمناطق وكذلك البيوت التي تضررت”، واوضح انه “بتضرر المرفأ كل الاقتصاد اللبناني”، وشدد على انه “لا يجوز تطييف ولا تسييس هذه القضية”.
وقال السيد نصر الله “أتعهد كحزب سياسي اننا نصر على وصول هذا الملف الى نهايته العادلة والصادقة، وذلك لسبيين، اولهما السبب الانساني حيث قضى شهداء وسقط جرحى وحصلت اضرار كبيرة”، وتابع “السبب الثاني ان هذه القضية استخدمت للاستهداف السياسي سواء باتجاه حزب الله او من باب الرئيس ميشال عون والتيار الوطني الحر من باب التحالف مع حزب الله”، واشار الى انه “في الساحة المسيحية هناك من دايما يواجه التيار الوطني والرئيس عون ان حليفكم قال او فعل”.
وسأل السيد نصر الله “هل ما حصل نتيجة اعمال ام عمل تخريبي ام عدوان؟ اهالي الشهداء لهم حق ان يعرفوا الحقيقة”، وتابع “بعد 5 اشهر ألم يتبين من اتى بالنيترات الى لبنان ولمصلحة من اتى بها؟”، واضاف “الادعاء على رئيس الحكومة والوزراء المستقيلين لا يستند على اساس او معيار ولا يجوز بهذا الملف العمل بطريقة 6 و6 مكرر”، وأكد ان “المطلوب تصحيح مسار التحقيق والمجال القضائي لهذا الملف”، ودعا الى “اعلان نتائج التحقيق حتى يعرف الشعب الحقائق ويواكب القضاء في كل الاجراءات”.
وعن تسليط الضوء على مؤسسة القرض الحسن، قال السيد نصر الله إن “هذه المؤسسة بدأت اصلا بمبادرة فردية من بعض الاخوة وليس من حزب الله بداية، بسبب عدم قدرة الناس على دفع الفوائد ولان هناك اشكالية شرعية حول الربا بالفوائد”، واضاف “انطلقت بجمع الاموال ومساهمات الناس وإعطاء قروض بسيطة وفق قواعد دقيقة وانطلقت المؤسسة ببطء في البداية من منطلق اخلاقي وديني لخدمة الناس وقضاء حوائجهم سواء لترميم بيت او للزواج او لفتح مشروع صغير”، ولفت الى ان “العمل الجاري في هذه المؤسسة ان يتم رهن ذهب او تقديم كفيل مشترك في المؤسسة قبل الحصول على اي مبلغ او قرض من المؤسسة”، وتابع “بدأ رسمال المؤسسة يكبر وكذلك الثقة بها سارت ببطء لكن بمصداقية وثقة بين الناس ما دفع الى هذه الهجمة عليها لا سيما من الاميركيين”.
ولفت السيد نصر الله الى ان “هناك جملة اسباب ادت الى نجاح مؤسسة القرض الحسن منها انها لا تقوم بأي عمل تجاري او استثماري اي انه لا يوجد أي مخاطرة، انها لا تعطي قروضا مرتفعة وكبير وطويلة المدى، التجربة أثبتت ان لا احد فقد امواله في هذه المؤسسة حتى خلال حرب تموز لم يضيع مال احد من المودعين، هذه المؤسسة يرعاها جهة مقتدرة ومسؤولة هي حزب الله، هناك ادارة موثوقة وكفوءة ومتشددة تدير هذه المؤسسة”.
وقال السيد نصر الله إن “مؤسسة القرض الحسن لم تفتح لخدمة طائفة او منطقة محددة بل يمكن لاي احد القدوم والاستفادة منها (وهذا الامر موجود منذ سنوات طويلة) أيا كانت طائفته او منطقته وسواء كان لبنانيا او مقيما”، وتابع “هذه المؤسسة دائما تعلن انها جاهزة كي تفتح في اي منطقة لبنان وسبق ان حاولت ان تفتح في بعض المناطق لكن تم اغلاق الطريق امامها من قبل بعض الاجهزة الامنية اللبنانية لكننا لم نتحدث بالموضوع”.
ولفت السيد نصر الله إلى ان “القروض التي قدمتها مؤسسة القرض الحسن منذ التأسيس بلغت 3 مليار و775 مليون دولار وعدد المتعاملين معها يبلغ ما يقارب الـ300 الف شخص”، ولفت الى ان “هذه المؤسسة لا تمول حزب الله وهي لا تعمل بأي عمل تجاري او استثماري”، وأشار الى ان “هذه المؤسسة تشكل فرصة حقيقية لمساعدة الناس خاصة في هذه الظروف التي نمر بها”، وسأل “أيهما أفضل ان يضع الانسان امواله في البيت او ان يضعها في القرض الحسن لمساعدة الناس ويحرك الاقتصاد بحدود معينة”، ودعا “البعض بدل ان يهاجموا هذه المؤسسة انطلاقا بحقد ان يذهبوا ويقيموا مؤسسات لخدمة الناس”، وقال إن “هذه المؤسسة لا تحقق اي ارباح كي تدفع ضرائب وكي يقال انها تتهرب من دفع الضرائب بل هي تدفع الضرائب عن موظفيها بحسب القوانين”.
واوضح السيد نصر الله “الآن استيقظوا ان هناك مؤسسة اسمها القرض الحسن لان الناس تركت البنوك وذهبت اليها، فقام من تضرر من ذلك ومن خلفهم الاميركيين ووضعوا القرض الحسن على لائحة العقوبات وهناك اموال دفعت للهجوم على القرض الحسن ومن ثم ما قيل عن قرصنة حصلت”، وتابع “كل ما جرى يهدف لتهريب المساهمين والكفلاء المشتركين لسحب اموالهم”، وأكد ان “هذه المؤسسة لن تنهار مهما فعلتم”، لفت الى ان “الرد على الهجمة الاميركية وعلى اللئام من اللبنانيين ان نضع المزيد من الاموال في القرض الحسن وايضا بذلك نخدم مجتمعنا ونكسب الاجر والثواب”.
وعن ملف ضبط مخدرات في ايطاليا واتهام حزب الله، اكد السيد نصر الله ان “مسألة المخدرات في حزب الله هي مسألة شرعية ويحرم شرعا بشكل قاطع التعاطي والاتجار بها او صناعتها او المساعدة بذلك”، ولفت الى ان “المكتب التنظيمي في حزب الله يفصل اي شاب في الحزب اذا تبين له انه يتعاطى بالمخدرات بأي شكل من الاشكال”، وشدد على ان “حزب الله لا يستخدم المخدرات حتى في ساحات العدو وذلك انطلاقا من خلفية شرعية”، وتابع “يجب ان نجد حلا لوسائل الاعلام التي تتناول هذا الموضوع خاصة بالنسبة لوسائل الاعلام اللبنانية”، واضاف “هذه المساهمة اللبنانية بهذه القضية الكاذبة والملفقة ضد الحزب هو امر لا يحسن السكوت عنه بأي شكل من الاشكال، لانك تظهرنا اننا مجرمين وقاتلين ونحن لا نقبل بان يتهمنا احد بهذه الطريقة”.
وحول ملف مكافحة الفساد في لبنان، أكد السيد نصر الله ان “حزب الله لا يحمي الفساد ولا يغطي أي أحد في هذا الملف والحزب يعمل على مكافحة الفساد في كل الملفات والادارات”، وتابع “على القضاء معالجة ملف مكافحة الفساد لاننا نريد معالجة الامر عبر الاطر القضائية، بينما الشتم والسباب عبر وسائل الاعلام لا يؤدي الى مكافحة الفساد بل يؤدي الى تخريب مكافحة الفساد لانه يقطع الطريق على السير بأي ملف بالاطر القضائية”، ولفت الى ان “هناك ملف مطروح لاجراء اصلاح في القضاء”، واضاف “لا بد من معالجة مشكلة الاستنسابية والانتقائية في فتح الملفات لان ذلك يفتح الباب للقول ان هناك استخدام للقضاء ان هناك تصفية حسابات سياسية”، ودعا “لاعتماد معيار واحد لفتح الملفات بدل ان تبقى القوى السياسية ترفع شعارات مكافحة الفساد بدون الوصول الى نتيجة بل يجب رفع الغطاء على الفاسد وقطعنا الباب على الانتقائية وعلى الانتقام والثأر”، واوضح “هذا الامر يجب ان ندرسه ومع ذلك لا يجب ان نيأس من مكافحة الفساد بل يجب ان نواصل للوصول الى النتيجة المرجوة”.
وحول ملف تشكيل الحكومة، قال السيد نصر الله “في الفترة الماضية قيل ان حزب الله هو من يعطل تشكيل الحكومة بانتظار ذهب ترامب، وانا اؤكد ان هذا الامر غير صحيح ونحن نريد حكومة بالامس قبل اليوم”، وتابع “قيل ان الرئيس سعد الحريري لا يريد تشكيل الحكومة قبل رحيل ترامب بسبب العقوبات، ونحن سألنا الرئيس الحريري وهو نفى هذا الامر”، واضاف “بكل الاحوال ما سبق ذكره انتهى وبعد كم يوم ننتهي من ذلك”، ولفت الى انه “اذا كان البعض يعتقد ان تأخير الحكومة بانتظار مفاوضات اميركية ايرانية او بسبب حزب الله، فأنا اؤكد ان هذا الامر ليس واردا لان لا يوجد اي مفاوضات ايرانية اميركية بأي شأن من الشؤون، لذلك لا يجب على احد الانتظار والرهان على ذلك”.
وتابع السيد نصر الله “اذا كان البعض يريد انتظار ادارة بايدن فهذا يعني ان الحكومة ستطول عدة اشهر لان لبنان وحكومته ليس اولوية بالنسبة لبايدن وادارته”، وقال “على الاميركيين ان يحلوا مشاكلهم اولا”، ودعا “لتجاوز الاعتبارات الخارجية والتركيز على الجانب الداخلي في موضوع تشكيل الحكومة وبعد ذلك فالخارج سيتعاطى معها بشكل او بآخر”، وحث على “الاستماع الى مطالب بعض الجهات لان هناك ازمة ثقة وتوجد مخاوف لدى البعض وليس الامر فقط حسابية تتعلق بوزير بالزائد او بالناقص”، واضاف “نحن سنحاول هل بالامكان القيام بشيء ما خلال الايام المقبلة للاستفادة من الوقت لمعالجة الامر وتقريب وجهات النظر وتخفيف ازمة الثقة”، ولفت الى ان “الحكومة ضرورية لوضع البلد على الطريق الصحيح لكن النقاش بما ستقوم به هذه الحكومة”.
وعن ملف وباء كورونا وارتفاع عدد الاصابات في لبنان، قال السيد نصر الله “بحسب الاعداد بوباء كورونا يجب ان يقلق الشعب اللبناني لان هناك ارتفاع كبير بالاصابات”، وتابع “هناك جدل كبير في لبنان والعالم حول اجراءات مواجهة كورونا خاصة فيما يتعلق بالاقفال العام لانه يحدث انقسام حيث توجد شرائح تضطر ان تعمل لتأكل وتعيش”، واضاف “لا يجب في بلدنا ان نتوقع من الدولة اكثر مما تقدم وبالتالي المسؤولية الاكبر هي على الناس وعلينا الالتزام بالاجراءات الوقائية”، وشدد على “ضرورة تحمل المسؤولية حتى نعبر بالبلد الى بر الامان”.
وعما جرى مؤخرا في الولايات المتحدة الاميركية، قال السيد نصر الله إن “الحادثة التي حصلت في اميركا تستحق التوقف عندها وتبين حقيقة ما هو قائم في الولايات المتحدة وحقيقة ادعاءات الديمقراطية”، ورأى ان “ما حصل في أميركا أمر كبير جدا وتداعياته كبيرة ولا يمكن تسخيف هذا الحدث”، واعتبر ان “الاميركيين لمسوا عن قرب نتائج سياسة ترامب واستعداده لقتل حتى الاميركيين من اجل السلطة”، وتابع “ما شاهده الاميركيون والعالم عينة بسيطة مما ارتكبه ترامب في العالم على مدى 4 سنوات في سوريا والعراق واليمن وجريمة اغتيال القائدين قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس”، واضاف “ما حصل يمثل عينة فجة عن الغطرسة الاميركية التي طالما فرضت هيمنتها على الشعوب”، وأوضح ان “ما شهده الأميركيون يظهر زيف الديمقراطية الاميركية وخطورة أن يصل شخص مثل ترامب إلى الرئاسة الاميركية”، ودعا “الله سبحانه أن تمر الأيام القادمة من ولاية ترامب بخير على العالم”، واشار الى ان “الله سبحانه حمى العالم على مدى 4 سنوات لأن الزر النووي في يد شخص متكبر ومجنون”.
.....................
انتهى/185