وفقا لما أفادته وكالة أهل البيت (ع) للأنباء ــ ابنا ــ وأشار المرجع سبحاني إلى حديث رسول الله (ص) “أعرفكم بنفسه أعرفكم بربّه”، وقال: هناك تعاريف خاطئة للإنسان أشرنا إليها سابقا، فعند تعريف الإنسان يجب أخذ أربعة أمور بنظر الاعتبار، وهي: الجنس، والفصل، والعلة الفاعلية، والعلة الغائية.
وتابع بالقول: على هذا الأساس يمكن تلخيص تعريف الإنسان في أربع كلمات: حيوان، وناطق، وخليقة الله، فضلا عن العلة الغائية لخلقته فنقول: لماذا خُلق الإنسان؟ فإذا حاولنا فصل الإنسان عن العلة الفاعلية، سيكون تعريفنا ناقصا، والأمر كذلك إذا ما حاولنا فصله عن العلة الغائية.
وأشار المرجع سبحاني إلى الآية الكريمة: “نَسُوا اللَّهَ فَأَنْساهُمْ أَنْفُسَهُم”، واعتبرها آية تستحق العناية والنظر وقال: لو اكتفى القرآن بهذه الآية لكان ذلك كافيا؛ وهنا يتبين إن نسيان الله هو في الحقيقة نسيات الذات، فالمرء يتخيل بأنه نسي الله لكنه قد نسي نفسه، فنفسانية النفس متعلقة بالعلة الفاعلية والعلة الغائية، وهذا ما تفيده الآية الكريمة.
وأضاف سماحته: ومن هنا يتبين خطأ ما يزعمه أصحاب المدرسة المادية بأن الإيمان يؤدي إلى اغتراب عن الذات وكذلك خطأ دعوتهم إلى أن يقطع الإنسان صلاته كلها، فنقول لهم إن زعمكم هذا يصح لو كان الإنسان واجب الوجود، وهذا غير وارد، فوجود الإنسان ممكن، والممكن يعتمد على الواجب، وعليه سوف فالإيمان لا يمكن أن يؤدي إلى اغتراب عن الذات، بل إن نسيان الله هو ما يؤدي إلى نسيان الذات، فمن ينسى أصله ينسى نفسه: “نسُوا اللَّهَ فَأَنْساهُمْ أَنْفُسَهُم”.
واستطرد المرجع سبحاني إن التعلق بالمال والدنيا يؤدي إلى اغتراب عن الذات وهو ما أشار إليه الإمام علي عليه السلام حين يقول: «وَمَنْ أَبْصَرَ بِهَا بَصَّرَتْهُ وَمَنْ أَبْصَرَ إِلَیْهَا أَعْمَتْهُ»؛ فمن نظر إلى الدنيا كوسيلة ولم يجعلها غاية “بَصَّرَتْهُ”، لكن إذا جعلها غايته النهائية “أَعْمَتْهُ”.
وختم بالقول: إن معرفة النفس قد تكون أحيانا معرفة أنفسية أو معرفة آفاقية، وهذا ما سنتطرق إليه في الحلقة المقبلة.
.........
انتهى/ 278
المصدر : شفقنا
الجمعة
٨ يناير ٢٠٢١
١:٣٧:٥١ م
1104147
تناول المرجع الديني آية الله الشيخ جعفر سبحاني في درس الأخلاق، إلى تعريف الإنسان ومعرفة النفس، وتحدث عن تأثير “نسيان الله” في “نسيان الذات”.