وفقا لما أفادته وكالة أهل البيت (ع) للأنباء ـ ابنا ـ اكد امين عام التجمع العربي والاسلامي لدعم خيار المقاومة الدكتور، یحیی غدار، انه باستشهاد الحاج قاسم سليماني، محور المقاومة خسر قيادياً تاريخياً من العيار الثقيل.
وكالة مهر للأنباء - زينب شريعتمدار: إن ثقافة التضحية تمهّد لتحقيق الوعد الالهي بالنصر والفوز، وان التضحية والشهادة تضفيان على المجتمعات الانسانية نعمات وفيرة وتمهدان الظروف لإنجاز ما وعد به الباري تعالى عباده الصالحين والمؤمنين.
سیبقی الشهید سلیماني فی تاریخ الشعب الایراني وأذهان المنادین للحریة فی العالم، وسیشاهد الأمیرکییون تداعیات هذه الجریمة طوال الأعوام القادمة، فقد کان أعداء الشعب الایراني غاضبین لاجراءات وبرامج اللواء سلیماني فی مسار احلال السلام والاستقرار فی المنطقة، فقد کان اللواء سلیماني قائداً عسکریاً کبیراً ومخطّطاً للعملیات الکبیرة بل سائساً وخبیراً استراتیجیاً لم يعرف العالم له مثيل.
وفي هذا الصدد وضّح امين عام التجمع العربي والاسلامي لدعم خيار المقاومة الدكتور "یحیی غدار"، في حواره الخاص مع وكالة مهر للأنباء حول ذكری اغتيال اللواء الشهيد قاسم سليماني، عدّة نقاط وتوجيهات وأولويّات كان اهمّها مايلي:
* اهم ما يميّز الشهيد قاسم سليماني
قال امين عام التجمع العربي والاسلامي لدعم خيار المقاومة، ان الشهيد قاسم سليماني كان رجلاً متواضعاً مؤمناً حسينياً حتى لحظات حياته الاخيرة، كان يعمل بجدٍ بكل امكانياته الفكرية والثقافية والاستراتيجية والميدانية ويقدم كل مجهوده للمحتاجين وللمستضعفين، ونؤكد ان الشهيد قاسم سليماني القائد السابق لفيلق القدس كان رجلاً بكل معنى الكلمة، كان متواضعاً بشكل كبير جداً، كان مؤمناً، وكان حسينياً حتى لحظات حياته الاخيرة .
وتابع، الشهيد كان يؤمن انه يجب ان يقف في وجه الاستكبار، ويقف الى جانب المظلومين في وجه الظالم. كان يعمل بجدٍ بكل امكانياته الفكرية والثقافية والاستراتيجية والميدانية ويقدم كل مجهوده للمحتاجين وللمستضعفين، وما زال يقدم تضحيات كثيرة فقد كان المفكر والعالم والاستراتيجي باختصاصه العسكري، وعلى وجه العموم بالنسبة الى كافة القادة في العالم يدرسون ويعدون الخطط الاستراتيجية لكن دائماً ينسون الميدان، بمعنى اخر لا يكون لهم علاقة بالميدان بشكل مباشر.
واضاف، ان قوة الفريق قاسم سليماني كانت نابعة من قيادته الحكيمة وبمعرفته الواسعة بميادين الحرب والتحاقه بالصفوف الاولى في المعارك مع المجاهدين والمقاتلين في الحروب والمعارك، كان يتقدم المقاتلين المقاومين، ونادراً ما كان يجلس في غرف القيادة، القيادة كانت دائما ميدانية بالنسبه له وكانت دائماً في الطليعة.
واكد امين عام التجمع العربي والاسلامي لدعم خيار المقاومة الدكتور "یحیی غدار"، ان الشهيد قاسم سليماني كان يعلم بدقة كل امكانيات محور المقاومة، عندما كان متواجداً في لبنان كان يعلم كل امكانيات المقاومة وماذا تستطيع ان تقدم، وعندما كان في سوريا ايضاً كان يعلم ما هي امكانيات الجيش العربي السوري وماذا يستطيع ان يقدم، وعندما كان في العراق كان يعلم ماذا تستطيع هذه المقاومة الشعبية ان تفعل وماذا تستطيع ان تقدّم، وماذا تستطيع ان تقوم به في مواجه التكفيرين والارهابيين الذين حاولوا ان يحتلوا العراق بشكل كامل، ولولا التدخل المباشر والسريع للفريق قاسم سليماني لما تم انقاذ بغداد، حيث كانت بغداد على حافية الانهيار والابادة على يد هذا الارهاب التكفيري "داعش وغيرها من الارهابيين"، فكان يعلم بكل امكانات المقاومة الموجودة، وكان له دور حقيقي لانشاء وتوحيد هذه المقاومات ضمن محور الحشد الشعبي.
وايضاً على مستوى اليمن كان يعلم امكانيات انصار الله واللجان الشعبية والجيش العربي اليمني، وامكانياته في مواجهة العدوان السعودي الارهابي الامريكي الصهيوني على اليمن.
ونوّه یحیی غدار، انه فيما يتعلق بالفصائل الفلسطينية والقضية الفلسطينية، فقد كان يعتقد ويؤمن بان هذه القضية هي الهدف الاسمى وانه ترعرع منذ شبابه على هدف تحرير فلسطين كل فلسطين واسترجاع الاراضي المقدسة التي فرّطت بها بعض الدول العربية والاسلامية. فقد كان همه الاول هذه القضية المركزية، وكل ما حدث من تطورات في المنطقة ان كان في الجمهورية الاسلامية الايرانية او ان كان في العراق او سوريا ولبنان واليمن وفلسطين وفي غير اقطار هذه الامة كان يسخّرها لخدمة القضية الفلسطينية، كل التطور الايجابي لهذه المقاومات الشعبية وانشاء محور المقاومة كان الهدف الاساسي له هو مواجهة هذه الامبريالية الامريكية الصهيونية وقاعدتها المتقدمة الكيان الغاصب، فكان الهدف تحرير كل فلسطين وهنا كان الحاج قاسم سليماني يعلم كل ما لدى المقاومات ويعلم ماذا ينقص وماذا تستطيع ان تستوعب هذه المقاومات، وماذا تحتاج من تطورٍ وامكانياتٍ ومن خبراتٍ عسكرية ومن تدريب، هذه القوة الموجودة عند هذا القائد نادر جداً ان نجدها لدى القيادات الاخرى.
وقال " الحاج قاسم سليماني كان يعطي النصيحة والقراءات الاستراتيجية والمعلومات اللازمة لكل ساحة ولكل ميدان على حدى، وكان يترك كل جبهة تأخذ قراراتها النهائية والحاسمة في ساحاتها بنفسها، وكان لا يملي على احد ماذا يجب ان يفعل، وكان يقدّم لكل هذه الساحات الامكانيات التي تحتاجها دون مقابل، فهذه الطاقات وهذه الامكانيات وهذه العطاءات نادراً ما يمكن ان نراها عند قياداتنا الا ما ندر ".
ونوّه الى ان الشهيد قاسم سليماني استطاع ان يدرّب وان يخلق قيادات حقيقية على علم بكل ما يملك، وكان محاط بمساعدين ومعاونين كفوئين جداً، واستطاع الفريق سليماني ومساعديه بان يقدموا الكثير من القيادات لمحور المقاومة ولجميع الحركات الشعبية وفصائل المقاومة، قادرة على ان تستمر على نفس الطريق وبنفس الروح الحماسية من بعد استشهاده.
* ما بعد استشهاد قاسم سليماني
قال امين عام التجمع العربي والاسلامي لدعم خيار المقاومة، " انه من دون ادنى شك ان محور المقاومة خسر قيادي تاريخي من العيار الثقيل، ومن الصعب جداً ايجاد بديل يمتلك كل هذه الامكانيات والمواصفات الاستراتيجية التي كان يمتلكها الحاج قاسم سليماني. منذ انطلاقة الثورة الاسلامية كان له مسار حقيقي ناصع بالحقائق وبالتضحيات وبالتطور، وخلال كل هذه السنوات استطاع ان يكون رجلاً عند كلمته لقائد الثورة الاسلامية الذي منحه الثقة الكاملة، وبنفس الوقت استطاع ان يبني ثقة كبيرة عمياء مع كل محور المقاومة وفصائل المقاومة دون استثناء ".
وتابع، لذلك فمن الصعب ان تبني بايام او باسابيع او باشهر قليلة شخصية تشبه شخصية الشهيد سليماني، فهي تحتاج الى وقت معين ولو ان البدائل موجودة ولديها كل هذه الامكانيات، لكن ايضاً المتابعة بحاجة لبعض الوقت لكي يستطيع ايضاً ان يكون على مستوى هذا العمل الجبار، هذا العمل العظيم الذي كان يقوده الحاج قاسم سليماني.
واضاف الدكتور يحيى، اذاً بالنسبة الى محور المقاومة بالتاكيد كانت خسارة كبيرة بالنسبة له دون ادنى شك، وايضاً بخسارة قائد الحشد الشعبي مهندس الانتصارات ابو مهدي المهندس الذي تلاقت اقدارهم ومساراتهم ببعضهم البعض، ان كان على مستوى الاخلاق او التربية او الالتزام او على مستوى الامكانيات، ان كان على مستوى العلم والثقافة والتضحيات، فكان هناك ايضاً خسارة كبيرة للحشد الشعبي ولكل العراقيين في العراق.
وقال الدكتور "یحیی غدار"، لكن هذا لا يعني انه لا يوجد بدائل، البدائل موجودة بالعشرات ان لم نقل بالمئات، هذه البدائل بحاجة الى وقت معين، لذلك نقول ان هذه خسارة كبيرة، هذه الصدمة اعتقد بعد سنة واحدة " الذكرى السنوية الاولى لاستشهاد الحاج قاسم سليماني وابو مهدي المهندس " نستطيع ان نقول بان الفراغ الذي تركه القائدين الكبيرين، هذا الفراغ استطاعت القيادات ان تملأ هذا الفراغ، ومحور المقاومة مستمر ويتطور ايجاباً، وهو اليوم منذ سنة الى يومنا الحالي هو اقوى، وهذا ما اكّده سماحة السيد حسن نصرالله بآخر لقاء عندما اكد بان الامكانيات على مستوى الصواريخ الدقيقة وعلى مستوى التجهيز والقدرة التدميرية والاعداد للمواجهة، اصبحت مضاعفة منذ سنة حتى اليوم.
* محور المقاومة ومحور الاستكبار
قال امين عام التجمع العربي والاسلامي لدعم خيار المقاومة الدكتور "یحیی غدار"، اذاً الذي حدث في لبنان اعتقد يحدث في سوريا والعراق واليمن وبالخصوص في فلسطين، فنحن نرى بان المقاومة والفصائل الفلسطينية على اشد الجهوزية، وما تم منذ عدة ايام من مناورات بين 12 فصيل من محور المقاومة الفلسطينية موحدين ضمن مناورة واحدة هي رسالة كبرى لتأكّد لنا بان محور المقاومة في فلسطين ايضاً هو على اتم الاستعداد، ووضعه اليوم هو افضل مما كان عليه قبل سنة، اذا هذه القيادات الموجودة الان ان كانت في لبنان او سوريا او العراق او اليمن او فلسطين، وفي الجمهورية الاسلامية الايرانية، نستطيع ان نقول انه اصبحت هناك غرفة موحدة لهذا المحور.
واكد انه بعد سنة من استشهاد قادة النصر، الان نستطيع ان نقول بان محور المقاومة استفاد كثيراً من تضحيات القائدين وهو الان افضل مما كان بكثير.
واضاف یحیی غدار، أما فيما يتعلّق بالمحور الاخر، المحور الامبريالي الصهيوني الامريكي وهذه الرجعية العربية التي تكالبت وهرولت للتطبيع مع هذا الكيان الغاصب، نستطيع بان نقول بان مكانهم الحقيقي هو مزبلة التاريخ، وفي كل الساحات هناك خسائر كبرى، وان ما جرى في لبنان ما سمّي بوضع اليد على الحراك الذي حدث في 17 تشرين، وطبعاً كانت الويلات المتحدة الامريكية والحركة الصهيونية والرجعية العربية كانت مموّلة لهذا الحراك كما اعترف "هيل" بان امريكا وضعت خلال سنة في لبنان اكثر من 10 مليارات دولار "للانجي اوز" وهذا ما افادته تقاريرهم وما تم اثباته، وايضاً هناك مئات ملايين الدولارات التي تم دفعها من قبلهم ولم يتم الاعلان عنها. اذاً مع كل ما تتم احاكته من خطط، فوضع المقاومة في لبنان، كما نعلم وكما اكد عليه سماحة السيد افضل بكثير من ذي قبل.
واستطرد قائلاً: "وبالنظر الى ما تقوم به سوريا في هذه الايام، فسوريا تتقدم وتنتصر كل يوم وتحاصر الجماعات الارهابية في ادلب، واعتقد ان القوات الامريكية ستنسحب عما قريب، وهذا الانسحاب سيسرّع في تحرير جميع الاراضي السورية ".
وتابع " اما بالنسبة الى العراق فالحشد الشعبي يهدّد كل يوم القوات الامريكية ويمارس على هذه القوات الضغوط ليعجّل من انسحابها من الاراضي العراقية، وهذا ما اكدّة البرلمان العراقي حين امر جميع القوات الامريكية بالخروج من العراق باسرع وقت ممكن، فما كان من الاحتلال الامريكي الا انه انصاع لهذه المطالب، واكد انه سينسحب من العراق بسبب الخسائر الكبرى التي لحقت به بعد اغتيال قادة النصر".
واشار انه خلال الاسابيع القليلة القادمة سنشاهد خروج جميع القوات الامريكية من العراق وسوريا، وهذا يعدّ احد اكبر الخسائر التي ستلحق بمحور الاستكبار ومحور التطبيع العربي، ونحن نرى ان محور المطبّعين الذين يتسابقون فيما بينهم للتطبيع مع المحتل الصهيوني لكي يحميهم، هو نفسه لا يستطيع ان يحميهم او يحمي نفسه.
ونوّه، انه لذلك محور المقاومة بهذه الامور افضل مما كان عليه من ذي قبل، وهذا المحور بكل امكانياته وقدراته التي اكتسبها، تشكّل تهديداً لهذا الكيان الغاصب، وسيكون هناك خلال الايام القليلة القادمة مفاجآت كبرى لهذا المحور على مستوى المنطقة ومستقبل هذه الامة العربية والاسلامية، وستكون افضل مما كانت بكثير، بعد ان نتخّلص من هذه الرجعية العربية المطبعة التي لا تمثل شعوبها، بل تمثل مصالح الاستعمار البريطاني والامريكي والكيان الغاصب.
** انفتاح ايران على الصين وروسيا وامريكا الاتينية
قال امين عام التجمع العربي والاسلامي لدعم خيار المقاومة الدكتور "یحیی غدار"، اما بالنسبة الى الانفتاح الذي قامت به الجمهورية الاسلامية الايرانية على روسيا والصين وامريكا اللاتينية، ودور الجمهورية الاسلامية الايرانية في مساعدة ومواجهة الامبريالية الامريكية الصهيونية في امريكا اللاتينية، وكسر ايران الحصار الذي فرضته امريكا على فانزويلا والتحدي الكبير للولايات المتحدة الامريكية عندما كسرت الحصار على فانزويلا بنقلها ناقلات من النفط وكل المعدات البتروكيماوية التي تحتاجها فانزويلا، وتاكيد ايران بانها مستمرة في هذا الدعم وستبقى الى جانب الشعب الفانزويلي.
وتابع: " انا اؤكد ان الحاج قاسم سليماني كان له دور ايضاً في هذا الانفتاح على امريكا اللاتينية، ونرى انه في مساعدة فانزويلا، انتصرت فانزويلا على المؤامرة والانقلاب الذي كان سيحدث في بلادها على يد ادوات وعملاء المحور الصهيوأمريكي ".
واضاف: " ساعد انتصار فانزويلا على هذا المحور في كسر الهيمنة الامريكية على المكسيك وعلى بوليفيا وعلى الارجنتين وانشالله كل ذلك له فضل في المساعدة التي قدمتها ايران لفنزويلا التي كان لها الدور الاساسي في هذا الانتصار على هذه الامبريالية الامريكية الصهيونية ".
واكد امين عام التجمع العربي والاسلامي لدعم خيار المقاومة الدكتور "یحیی غدار"، ان الانفتاح على الدول العربية والاسلامية وعلى دول العالم يعطي قوة كبير لمحور المقاومة الذي يستطيع ان يبث الروح الثورية وروح العدالة والاخوّة في مواجهة هذا الاستكبار الذي يسعى الى تدمير الشعوب والحضارات وبث الفتن بين صفوف الشعب. ان الحراك العنصري التي تمارسه القوات الامريكية على شعبها على الاراضي الامريكية سيكون له دور كبير في الانفجار الداخلي في الولايات المتحدة.
..................
انتهى / 232