وفقا لما أفادته وكالة أهل البيت (ع) للأنباء ــ ابنا ــ انعقد مؤتمر دولي تحت عنوان "القادة السماويين" وذلك برعاية المجمع العالمي لأهل البيت (ع)، وتزامنا مع الذكرى الأولى لاستشهاد الفريق "قاسم سليماني" و"أبومهدي المهندس" في مبنى المجمع بقم المقدسة.
وفي بداية المؤتمر شكر الأمين العام للمجمع العالمي لأهل البيت (ع) القسم الثقافي للمجمع على إقامتهم هذه المراسيم، وقدم أحر التعازي بمناسبة الذكرى الأولى لاستشهاد قادة النصر الحاج قاسم وأبومهدي ورفاقهم.
وتابع آية الله "رضا رمضاني": إن الشهيد سليماني هو سيد شهداء المقاومة في الساحة الدولية، وبما أنه كان لديه نجاحات ميدانية بأسلوبه وإبداعه أصبح يملك مدرسة بهذا الشأن، وعندما نمعن النظر في حياة الشهيد سليماني وندرسها دراسة دقيقة نجده ظاهرة منقطعة النظير، فقد كان قائدا عسكريا، ومجاهدا، وتابعا للحق؛ وبالتالي أحبته القلوب وأصبح قائد القلوب، وما تركه الحاج القاسم إلينا هو مشروع مقاومة البلدان الإسلامية في مقارعة الغطرسة والمستعمرين.
وأكد سماحته: كان الحاج قاسم يتمتع بالعلم والنور الإلهي، وكان مجاهدا، وعابدا، وعارفا، وشجاعا في ميادين النضال، كما كان مجاهدا في الله وفي سبيله بأدق ما للكلمة من معنى، وكان المصداق البارز لـ "أشداء علی الکفار ورحماء بينهم" و"فَمَن يکفُر بِالطّاغوتِ ويؤمِن بِاللهِ فَقَدِ استَمسَك بِالعُروَةِ الوُثقیٰ"، وقد تجلى الكفر بالطاغوت والإيمان بالحق في جميع وجوده.
وفيما يتعلق بالخصائص الأخلاقية للشهيد قاسم سليماني قال الأمين العام للمجمع العالمي لأهل البيت (ع): إن الحاج قاسم كان من أهل التوكل على الله، وقد أكد القرآن على التوكل على الله باللسان والقلب والجوارح، وأن الله يحب المتوكلين، كما كان (ره) من أهل التواضع، وقد ورد "من تواضع لله رفعه الله" فكان متواضعا بمعنى الكلمة مع جنوده وأقاربه صغيرا كان أو كبيرا، ولم يكن تواضعه تواضعا ظاهريا ومزيفا، بل حقيقيا.
وتابع: إن الحاج قاسم كان من أهل المعرفة بالله، وكان يوصي بكلمة للإمام الخميني (ره) وهي "العالم محضر الله"، وأن ثقته بالله مما يضرب المثل بها، وكان عطوفا وحنونا وفي الوقت نفسه مهيبا وفاتحا كبيرا، فكان يعانق جنوده، لكن عند اتخاذ القرار قاطعا مهيبا، فهذه خصال تعود لتربية مدرسة أهل البيت (ع)، كما أن الإمام علي (ع) كان زاهدا في الليل، وأسدا في المعارك، ومن اتبعه اكتسب منه هذه الخصال أيضا، وكانت السمة البارزة للفريق سليماني اتّباعه للولاية ومحبته لأهل البيت (ع).
ونوه آية الله رمضاني بأن الحاج قاسم أصلح بينه وبين الله، فأصلح الله بينه وبين الخلق، وكان يملك الإخلاص الذي يصنع المعجزات في حياة الإنسان، إن الإخلاص أعلى درجات الفلاح، ولا يرزقه أي أحد، ويمنحه الله لمن يحبه، ونحن نعتقد لا بد للإنسان يحضر جلسات درس العرفان لسنوات مديدة حتى يصبح عارفا، لكن الحاج القاسم كان عارفا وكان قلبه مع الله وجسد مع الناس، وإن لم يحضر درسا في العرفان.
وتابع سماحته: إن الله يتعامل مع محبه بشكل خاص، فالمعرفة والمحبة الإلهية تشعل جميع وجود الإنسان بنار حبه، كما أن بداية المحبة منه تعالى، وأن حب أهل البيت (ع) أيضا تنصب في مصب حب الله ولا يعارضه، فكان القائد سليماني محبا لله ومواليا لأهل البيت (ع)، خاصة للسيدة الزهراء (ع).
وفيما يرتبط بآثار وبركات حب أهل البيت (ع) في الدنيا والآخرة صرح الأمين العام للمجمع العالمي لأهل لا بيت (ع): إن من يحب شيئا ما، لا بد أن يظهر في عمله، فتأتي المعرفة في الرتبة الأولى قبل المحبة، وكلما ازدادت المعرفة تزداد المحبة.
وعزى آية الله رمضاني أيضا باستشهاد السيدة الزهراء (ع)، وصرح: بالنسبة إلى حب فاطمة الزهراء (ع) هناك من يقول الدين هو الحب، وإذا وصل الإنسان إلى المحبة فلا يوجد نزاع ولا خلاف، وقد ورد أن النبي (ص) قال لسلمان الفارسي: «یا سلمانُ حُبُّ فاطمةَ یَنْفَعُ فی مائةِ مَوطنٍ ايسَرُ تلكَ المواطنِ: الموتُ والقبرُ والميزانُ والمحشرُ والصراطُ والمحاسبةُ».
وشدد الأمين العام للمجمع العالمي لأهل البيت (ع) في ختام كلمته على أن الأئمة (ع) متبرؤون ممن يسعى لبث التفرقة؛ إذ أن هؤلاء لا يملكون الحلم، والأخلاق، والوفا، كما أنهم يسترزقون باسم الأئمة (ع)، لكنهم لا يعتقدون بنشر ثقافة أهل البيت (ع) في أرجاء العالم، وأن الشهيد سليماني الذي أحدثت شهادته تطورا عظيما، نشاهد حتى اليوم تنعقد المؤتمرات والندوات في العالم من أجله وتتحدث عن مدرسته، ويعد محورا للمقاومة والوحدة، ولم يكن طائفيا، ولا فرق عنده بين شيعي والسني حتى بيّن وحشية داعش إلى غير المسلمين وحظي بدعمهم وإسنادهم، فكان (ره) رجلا حارب أعداء الإنسانية وأهل البيت (ع) والأثرياء المترفين، والمتغطرسين، وبالتالي نال الشهادة على يد محور الشر، فالحاج قاسم قدوة وأسوة لأمثالنا، وعلينا الاقتداء به في الدفاع عن الإسلام ومحبة أهل البيت (ع).
.........
انتهى/ 278