وفقا لما أفادته وكالة أهل البيت (ع) للأنباء ــ ابنا ــ وقال آية الله سبحاني في كلمة له تحت عنوان "الزهراء في القرآن"، إن هناك بعض الآيات الشريفة التي ترتبط بها عليها السلام، ومنها:
( وَآتِ ذَا الْقُرْبَىٰ حَقَّهُ)؛ يقول المفسرون إن رسول الله صلوات الله عليه أعطى فدك لبنته بعد نزول هذه الآية (مجمع البيان في تفسير القرآن، المجلد 6، ص 634).
( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا)؛ مما لا شك فيه أن المراد من أهل البيت في هذه الآية هو رسول الله وبنته وأبناءها. وحتى لو افترضنا محالا، بأن الآية الكريمة تشمل غيرهم، فإن شمول السيدة الزهراء بها مؤكد وقطعي.
(قُل لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى)؛ "القربى" هي القرابة، وبالتأكيد فإن مدلول قربى النبي هو أبناءه ومنهم السيدة الزهراء.
(إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأبتر)؛ المقصود من الكوثر هو الأبناء، فنهاية السورة المباركة، قرينة للمراد من مطلعها ولا يمكن تفسيره بشيء آخر غير الأبناء. كما إن أسباب نزول الآية تؤكد ذلك. فيقال إنها نزلت في العاص بن وائل. إذ كان إذا يذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: دعوه، فإنه رجل أبتر، لا عقب له، فإذا هلك انقطع ذِكْرُهُ. فأنزل الله تعالى هذه السورة (الدر المنثور في تفسير المأثور، المجلد 6، ص 401).
(وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا)؛ يتفق جل العلماء على أن عدد من آيات سورة "هل أتى" تخص أهل بيت النبي عليهم السلام جميعا. هنا أذكر بشيء، إذ إننا العلماء يجب أن نخطب ونعلم لوجه الله فقط.
إشكال: يقول بعض المخالفين إن السورة مكية وعليه فلا يمكن إدخال بنت رسول الله فيها. ونقول إن هذه الآيات الشريفة مدنية، فهناك عدة قرائن جلية على مدنيتها: (مسكينا ويتيما وأسيرا)، ففي مكة لم يكن هناك وجود لأي أسير، بل العكس كان، إذ إن وضع النبي صلوات الله عليه وأصحابه الكرام في مكة كان يشبه الأسر. ومن هنا يتبين بأن هذه الآيات نزلت في المدينة، لأن فيها كان بعض الأسرى.
فسلام عليها يوم ولدت ويوم استشهدت ويوم تبعث حيا
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
.....
انتهى/ 278
المصدر : شفقنا
الأربعاء
٣٠ ديسمبر ٢٠٢٠
١٠:٣٨:٣٣ ص
1101056
تطرق سماحة المرجع الديني آية الله الشيخ جعفر سبحاني في نبذة مختصرة، إلى بعض الآيات القرآنية الشريفة التي ترتبط بالسيدة فاطمة الزهراء عليها السلام.