وفقا لما أفادته وكالة أهل البيت (ع) للأنباء ـ ابنا ـ قال مستشار الأمن القومي الأميركي السابق جون بولتون إن قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب الاعتراف بالسيادة المغربية على الصحراء الغربية "يقوض على نحو خطير عقوداً من السياسة الأميركية المصاغة بعناية".
وأشار بولتون في مقال له بصحيفة "فورين بوليسي" إلى أنّ "العلاقات الدافئة ولكن غير الرسمية بين "إسرائيل" والمغرب ليست بالأمر الجديد، فلطالما فكر المغرب في الاعتراف بـ"إسرائيل" وسعى في هذا الاتجاه الملك الحسن الثاني خلال التسعينيات كما فعلت دول عربية أخرى" على حد تعبيره.
وذكر أنّ الاتصالات الإسرائيلية المغربية السرية أصبحت شائعة منذ ذلك الحين. وأضاف أنّ الإمارات العربية المتحدة والبحرين اتخذت مؤخراً زمام المبادرة ويمكن أن يتبعها المزيد.
ورأى بولتون أنّ: "ما وافق عليه المغرب في الواقع يظل غير واضح. فالرباط تنفي أنها ستفتح أي شيء أكثر من "مكتب اتصال" في "إسرائيل" (وهو ما فعلته في التسعينيات) أو أن صفقتها تتضمن في الواقع علاقات دبلوماسية كاملة".
مستشار الأمن القومي الأميركي السابق قال إنّ "ترامب في قراره المتهور لم يتشاور مع جبهة البوليساريو - التي مثلت الصحراويين منذ فترة طويلة - ولا الجزائر وموريتانيا الدولتين المجاورتين الأكثر قلقاً ولا أي شخص آخر".
وتابع: "بالنسبة لترامب كل شيء هو صفقة محتملة يُنظر إليها من منظور ضيق للغاية".
في هذا السياق، شرح بولتون أنّ الموازنة الكاملة لجميع المزايا والمخاطر التي تنطوي عليها السيناريوهات الدولية المعقدة ليست أسلوب ترامب.
ورأى أنّ نهج ترامب "غير الرسمي في إحراز نصر دولي ظاهري آخر يثير مشاكل كبيرة تتعلق بالاستقرار عبر المنطقة المغاربية".
وروى بولتون كيف أنه كان في المكتب البيضاوي في 1 أيار/ مايو 2019 عندما أوضح عضو مجلس الشيوخ جيمس إنهوف لترامب دعمه لإجراء استفتاء حول الصحراء الغربية، فقال ترامب إنه لم يسمع بها من قبل. حينها، أجاب إنهوف الرئيس بالقول: "لقد سبق أن تحدثنا من قبل، لكنك لم تستمع".
وتابع بولتون أنه من منظور السياسة الأميركية فإن أفضل نتيجة يمكن أن تصب في مصلحة الرئيس المنتخب جو بايدن بمجرد تنصيبه هو قلب مسار ترامب بالاعتراف بالسيادة المغربية.
ولفت إلى أنّ هذا الأمر لن يكون سهلاً بالنظر إلى التوقعات التي بُنيت في المغرب و"إسرائيل" بالرغم من أنها مضللة.
كما ذكر أنه إذا أراد بايدن القيام باستدارة 180 درجة، فعليه أن يفعل ذلك فور توليه منصبه ما قد يقلل الأضرار.
يأتي كلام بولتون بعدما أعلن الرئيس دونالد ترامب عن أنّ المغرب و"إسرائيل" توصلتا إلى اتفاق لتطبيع العلاقات.
إعلان ترامب حول التطبيع أشار إلى أن "إقامة دولة مستقلة في الصحراء الغربية ليس خياراً واقعياً لحل الصراع". وذكر ترامب: "لقد اعترف المغرب بالولايات المتحدة عام 1777. فمن المناسب أن نعترف بسيادتهم على الصحراء الغربية".
..................
انتهى / 232
المصدر : الميادين
الأربعاء
١٦ ديسمبر ٢٠٢٠
٥:٣٠:٣١ م
1096547
مستشار الأمن القومي الأميركي السابق جون بولتون يرى أنه من منظور السياسة الأميركية فإن أفضل نتيجة يمكن أن تصب في مصلحة الرئيس المنتخب جو بايدن بمجرد تنصيبه هو قلب مسار ترامب بالاعتراف بالسيادة المغربية.