وفقا لما أفادته وكالة أهل البيت (ع) للأنباء ــ ابنا ــ تمرّ اليوم 160 سنة على وفاة الشيخ الأنصاري “رضوان الله عليه” وإذا ما افترضنا أنّ الشيخ كان قد صار مدرسا بارزا قبل ثلاثين سنة من وفاته؛ فهذا يعني أنّه مرّ على ذلك التاريخ 190 عاما، في جميع هذه السنوات الطوال كانت جميع الأفكار المطروحة والمدروسة في المجامع العلمية والحوزات الشيعية إما نفس كلام الشيخ الانصاري أو مستلهمة من كلماته، هذه حقيقة لا تقبل الإنكار، وكلّ شخص يرد الحوزة العلمية يدرك ذلك.
في هذه المدة الطويلة من عمر الحوزة العلمية تضافرت أفكار العلماء والفقهاء، وحصل التبادل الفكري، ونضجت الآراء، وعُولجت المسائل العلمية بالتنقيح والتعديل، ومع كلّ ما ذُكر، وبعد مضي 190 عاما ما زالت آراء الشيخ الأنصاري ونظرياته الفقهية والأصولية تتصدر المشهد العلمي وتحوز المرتبة الأولى، وهذا الجانب معلوم عندنا.
خلال تدريسي لمسألة التعادل والتراجيح ظهرَ أنّ مستوى أفكار وآراء المتأخرين هي أدنى مما قدمه الشيخ الأنصاري؛ مع أنّ المتأخرين كانوا قد اطلعوا على كلمات الشيخ.
وإلى اليوم مازالت أبحاث الشيخ في كلّ مسألة تعدّ من أبحاث الدرجة الأولى، ولا يصحّ القول أنّ النظريات الأصولية والفقهية للشيخ الأنصاري باتت قديمة وعفا عليها الزمن، بل العكس هو الصحيح، والظاهر أنّ آراء الشيخ وصلت إلى الذرى وإلى النهايات المطلوبة، وبدأ المنحى النزولي من بعده.
* من كتاب جرعهای از دریا، ج1، ص130
...........
انتهى/ 278
المصدر : الاجتهاد
الاثنين
٣٠ نوفمبر ٢٠٢٠
٥:٢٨:٤٠ ص
1090673
إلى اليوم مازالت أبحاث الشيخ الأنصاري في كلّ مسألة تعدّ من أبحاث الدرجة الأولى، ولا يصحّ القول أنّ النظريات الأصولية والفقهية للشيخ الأنصاري باتت قديمة وعفا عليها الزمن، بل العكس هو الصحيح، والظاهر أنّ آراء الشيخ وصلت إلى الذرى وإلى النهايات المطلوبة، وبدأ المنحى النزولي من بعده.