وفقا لما أفادته وكالة أهل البيت (ع) للأنباء ــ ابنا ــ للسيدة المعصومة مقام عال جداً في الجمهورية الإسلامية الإيرانية؛ حيث يُكِّنُ لها الإيرانيون حكومةً وشعباً كل تقدير واحترام، ومن الجدير ذكره أن يوم الفتاة أو عيد الفتاة في الجمهورية الإسلامية هو يوم ميلاد هذه السيدة الجليلة، كما أن مقامها سلام الله عليها الواقع في وسط مدينة قم هو أشبه ما يكون بالدُّرة التي زينت هذه المدينة، وجذبت إليها عشاق آل بيت النبي من مختلف أصقاع الدنيا.
في هذه المناسبة الحزينة ينشر موقع ARABIC.KHAMENEI.IR بعض كلمات قائد الثورة الإسلامية التي أشار خلالها إلى أهمية دور هذه السيدة الجليلة في التأريخ الإسلامي ونشر علوم أهل البيت عليهم السلام وتحول مدينة قم المقدسة إلى مركز إشعاع علمي وحضاري على مستوى العالم أجمع.
فخلال كلمته التي ألقاها أثناء لقائه جمعاً من أساتذة وطلاب الحوزة العلمية في قم في تاريخ 21/10/2010، أشار قائد الثورة الإسلامية الإمام الخامنئي إلى أهمية دور السيدة المعصومة في تحول مدينة قم إلى ما هي عليه الآن بقوله: "ولا شك أن دور السيّدة المعصومة عليها السلام، في جعل قم ما هي عليه وإضفاء العظمة على هذه المدينة الدينية التاريخية العريقة، هو دورٌ لا كلام فيه. فهذه السيّدة الجليلة، وهذه الفتاة التي ترعرعت في حضن أهل بيت النبيّ، بحركتها بين الأتباع والأصحاب والمحبّين للأئمة عليهم السلام ومسيرها بين المدُن المختلفة، ونثر بذور المعرفة والولاية بين الناس على امتداد هذا المسير وبعد وصولها إلى هذه المنطقة ونزولها في قم، تمكّنت من جعل هذه المدينة تسطع كمركزٍ أساس لمعارف أهل البيت عليهم السلام في ذلك العصر المظلم والحالك لحكومة المتجبّرين، وتتحوّل إلى قاعدة تشعّ منها أنوار العلم وأنوار معارف أهل البيت على أطراف العالم الإسلامي بشرقه وغربه." (1)
تأسيس مدينة قم والدور البارز الذي لعبه أهلها:
وفي معرض حديثه عن تاريخ تأسيس مدينة قم، وأهمية الدور الذي لعبه أهالي هذه المدينة في تاريخ الإسلام والتشيع يقول السيد الخامنئي: "ومن اللافت أن تأسيس مدينة قم كان نتيجة حركة جهادية مصحوبة بالبصيرة. أي إن عائلة الأشاعرة حينما جاؤوا إلى هذه المنطقة وسكنوها، جعلوها في الحقيقة مقراً لنشر معارف أهل البيت عليهم السلام، وأطلقوا هنا جهاداً ثقافياً. وكان هؤلاء قد خاضوا غمار الجهاد في ساحة القتال قبل أن يأتوا إلى قم، فقد مارسوا الجهاد العسكري وكان كبيرهم قد حارب مع زيد بن علي (عليهما السلام)، لذلك غضب الحَجّاج عليهم، واضطروا إلى المجيء إلى هنا، وجعلوا هذه المنطقة بمجهودهم وبصيرتهم وعلومهم منطقة علمية. وهذا ما جعل سيدتنا فاطمة المعصومة عليها السلام حينما وصلت إلى هذه المنطقة تبدي رغبتها في النزول في قم. بسبب وجود هؤلاء الكبار من عائلة الأشاعرة. وقد ساروا لاستقبالها وجاؤوا بها إلى هذه المدينة. وها هو هذا المرقد النيرّ يشع وينير في هذه المدينة منذ ذلك اليوم ومن بعد وفاتها عليها السلام. أهالي قم الذين أطلقوا هذه الحركة الثقافية العظيمة شكلوا منذ ذلك اليوم مقراً لمعارف أهل البيت في هذه المدينة، وبعثوا مئات العلماء والمحدثين والمفسرين وشرّاح الأحكام الإسلامية والقرآنية لشرق العالم الإسلامي وغربه. وسار العلم من قم إلى أقصى خراسان والعراق والشام."(2)
أزمة المرأة والنظرة الغربية للمرأة:
ولمّا كانت السيدة المعصومة مثالاً للفتاة المسلمة التقية العالمة والمجاهدة الورعة فإنه من المهم أن نتناول بعضاً من كلام السيد الخامنئي الذي تحدث خلاله عن ما تعانيه المرأة اليوم؛ حيث استخدم سماحته اصطلاح "أزمة المرأة" في وصف هذه المعاناة. فخلال لقائه جمعاً من السيدات النخبة تناول الإمام الخامنئي أزمة المرأة بقوله: "إنّ تعبير"أزمة المرأة" يثير العجب. وفي يومنا هذا تُطرح قضية أزمة الماء والهواء، وأزمة المياه، وأزمة الطاقة، وأزمة الاحتباس الحراري، كقضايا أساسية عند البشرية؛ ولكن لا يُعدّ أيّ منها كذلك.
إنّ أكثر الأشياء التي تُعد مشاكل أساسية للبشرية ترجع إلى تلك القضايا التي ترتبط بالمعنويات والأخلاق والسلوك الاجتماعي للبشر بينهم، ومنها قضية الرجل والمرأة وموقعية المرأة وشأنيتها في المجتمع حيث يُعدّ هذا في الحقيقة أزمة؛ غاية الأمر أنّهم لا يتوجّهون إليها ولا يطرحونها وتلك السياسات المتسلّطة على العالم لا تعتبرها من شأنها ولعلّهم يعتبرون أنّ طرح هذه القضية مخالفٌ لتطلّعاتهم الأساس." (3)
ويوضح الإمام الخامنئي هذه السياسات الغربية المتسلطة حيث يقول: "إنّهم (الغرب) أوجدوا بالتدريج عدم توازن ولا تعادل؛ فهناك طرفٌ مُنتَفِع وطرفٌ يُستغلّ؛ والبشرية قُسّمت على هذا الأساس، فالمُنتَفِع هو الرجل والمُستغَلّ هو المرأة. وقد حدث هذا بصورة هادئة وتدريجية وبأساليب مختلفة مع دعايات عديدة على مرّ العقود لعلّها تصل إلى 100 سنة أو 150 سنة، لا أستطيع أن أجزم هنا وهي قضية قابلة للتحقيق في المجتمعات الغربية بالدرجة الأولى، ولاحقاً حصلت في باقي المجتمعات. لقد عرّفوا شأن المرأة الاجتماعي هكذا: إنّ المرأة هي كائنٌ يجب أن يكون مورداً لانتفاع الرجل. لهذا لو أرادت المرأة بحسب الثقافة الغربية أن تبرز في المجتمع وتثبت شخصيتها، عليها حتماً أن تظهر شيئاً من جاذبيتها الجنسية. وحتى في المجالس الرسمية يجب أن يكون نوع لباس المرأة مورد استمتاع الرجل الذي هو الجانب المُنتفِع."(4)
الجمهورية الإسلامية وفسحة الأمل:
في ظل هذه النظرة المادية التي أولاها الغرب للمرأة وحاول بشتى السبل نشر هذه النظرة على مستوى العالم، لتتحول المرأة لمجرد سلعة جنسية، جاءت الجمهورية الإسلامية لتتكلم بكلام مخالف وتقول أن للإسلام رأي آخر ونظرة أخرى. حيث يقول قائد الثورة الإسلامية: "يجب على الجمهورية الإسلامية بما يختصّ بقضية المرأة أن تعلن رأيها بشكل صريح ودون أيّة مجاملة، الذي هو في الأساس اعتراض على الرؤية الغربية وهذا اللاتوازن الظالم في الغرب. عندها وبهذه الرؤية تأخذ قضية الحجاب ونوعية العلاقة بين المرأة والرجل معناها."(5)
"أما في ميدان القضايا السياسية والعلمية فإن بلدنا بحمد الله قد تطور بشكل استثنائي. كل هذه النساء العالمات الأستاذات في التخصّصات العلمية المختلفة في العلوم الحوزوية والجامعية حيث إن النماذج منهن لحسن الحظ أنتن الحاضرات المحترمات في هذا المجلس كل ذلك مؤشّر على نجاح الجمهورية الإسلامية، هذه هي نظرتي. وهذه النظرة، تدخل الأمل بالمستقبل إلى القلوب. لو تقدّمنا بنفس هذه الحركة والسرعة إن شاء الله فإننا قطعاً سنتمكن من الانتصار على الثقافة الغربية الخاطئة والرائجة في العالم. يجب العمل والسعي والمثابرة. فالنظرة متفائلة. غاية الأمر أنّ هذه الرؤية المتفائلة لا ينبغي أن تصبح مانعاً من ملاحظة نقاط الضعف. لقد تقدّمنا بدرجات، ولكن حبذا لو أمكن أن نتقدّم عشرة أضعاف ذلك." (6)
1- كلمة الإمام الخامنئي أثناء لقائه جمعاً من أساتذة وطلاب الحوزة العلمية في قم 21/10/2010
2- كلمة الإمام الخامنئي أثناء لقائه جمعاً كبيراً من أهالي مدينة قم 19/10/2010
(3-4-5-6) كلمة الإمام الخامنئي أثناء لقائه جمعاً من السيدات النخبة 22/5/2011
...........
انتهى/ 278
المصدر : khamenei
الخميس
٢٦ نوفمبر ٢٠٢٠
٧:٢٦:١٨ ص
1089580
السيدة فاطمة المعصومة عليها السلام سيدة قم الجليلة
بوافق العاشر من شهر ربيع الثاني ذكرى وفاة السيدة فاطمة المعصومة بنت الإمام موسى الكاظم عليهما أفضل التحية والسلام. اشتهرت السيدة فاطمة المعصومة والتي تشرفت مدينة قم المقدسة باحتضان جسدها الطاهر بعلمها وورعها وتقاها، حيث يقول الإمام الكاظم (ع) في حقها "فداها أبوها".