وكالة أهل البيت (ع) للأنباء

المصدر : العتبة الحسينية المقدسة
الجمعة

٢٠ نوفمبر ٢٠٢٠

٩:٥٥:٣٧ ص
1087793

محمد سعيد المنصوري نبذة عن حياته وشعره

لم يقتصر عطاء المنصوري على الخطابة بل ترك إرثا شعرياً ونثرياً تمثل في دواوينه بالفصحى والعامية.

وفقا لما أفادته وكالة أهل البيت (ع) للأنباء ــ ابنا ــ قال الشاعر من قصيدة في رثاء عقيلة الطالبيين السيدة زينب بنت أمير المؤمنين (عليها السلام)

جرى ما جرى فـي (كربلاءَ) وعَينُها      ترى ما جرى مما يذوبُ له الصخرُ

لقد أبصَرتْ جسـمَ الـحـسـينِ مُبـضّعاً      فجاءت بصبرٍ دون مفهـومـه الصبرُ

رأتــه ونــادت يـا ابـن أمّـي ووالـدي      لكَ القتـلُ مكـتـوبٌ ولي كُتبَ الأسـرُ

ومنها:

أخي إن سرى جسمي فقلبي بـ (كربلا)      مُـقـيـمٌ إلى أن ينتهي مِـنّـي الـعُـمـرُ

أخـي كــلّ رزءٍ غــيــر رزئـكَ هَــيّــنٌ      وما بسواهُ اشتدّ واعصَوصَبَ الأمرُ

أاُنعَـمُ فـي جــســمٍ ســلــيــمٍ مِـن الأذى      وجـسـمُـكَ منه تنهلُ البيضُ والسُمرُ

وقال من أخرى:

بـ (كربلاءَ) مذ نزلنا      علمتُ عندَ النزولِ

بـأنـنـا سـوف نـبـقـى      بـلا حـمـىً وكـفيلِ

وذاك أعـظـمُ خـطبٍ      مـن الـزمـانِ جليلِ

وقال:

وهيهات أنْ أسـلـو مـصائبَ (كربلا)      وتلك بَـكـاهـا قـبلُ طه المكرَّمُ

فما زلتُ في بحرٍ من الحزنِ والشَجا      أعومُ وطرفي بالكَرى لا يُهوَّم

مـدى الـعـمـرِ لا أنـسـى عقيلةَ حيدرٍ      عشيةَ أمستْ والـقـضـاءُ مـخيِّم

الشاعر

محمد سعيد بن موسى المنصوري: شاعر، وخطيب كبير، ولد في النجف الأشرف ونشأ في عائلة علمية، أمّه بنت العالم والأديب الكبير الشيخ محمد حسين مال الله، درس مقدمات العلوم الدينية والعربية في مدينته وظهرت ميوله الأدبية منذ الصغر فكتب الشعر وهو في العاشرة من عمره، كما شغف بالخطابة وكان أستاذه فيها الخطيب الكبير السيد محمد سعيد العدناني الغريفي، فارتقى المنصوري المنبر في النجف وكربلاء والبصرة والحلة وغيرها من المدن كما قرأ في دول البحرين وقطر والكويت إضافة إلى إيران وكان لمنبره صدى كبيراً وجمهوراً واسعا.

هاجر إلى إيران واستقر به المقام في مدينة عبادان وبقي مواصلاً دراسته الحوزوية حتى أكمل السطوح وكان المنصوري يتردد على النجف الأشرف بين فترة وأخرى حتى قيام سلطة البعث التي مارست سياسة القمع والاضطهاد بحق خطباء المنبر الحسيني ورجال الدين والعلم فلم يعد المنصوري إلى العراق وبقي في قريته (الشهلة) في إيران وهو يواصل نشاطه التبليغي والتوجيهي ثم انتقل إلى قم المقدسة وكانت شهرته تسبقه إليها كخطيب بارع وشاعر كبير فأصبح مدرساً للخطابة في عدة معاهد منها معهد جماعة العلماء، ومعهد الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) ومعهد الإمامين الحسنين (عليهما السلام) كما حول بيته إلى معهد سمّي بـ (معهد الزهراء) وكان مفتوحاً للخطباء وطلاب المنبر وبقي المنصوري يرفد الساحة الخطابية بعطائه حتى وفاته في قم ودفنه فيها.

لم يقتصر عطاء المنصوري على الخطابة بل ترك إرثا شعرياً ونثرياً تمثل في دواوينه ــ بالفصحى والعامية ــ منها ومؤلفاته في العقيدة ومنها:  

1 ــ ديوان مفاتيح الدموع لكل قلب مروع

2 ــ ديوان ميراث المنبر / بجزأين

3- ديوان مصابيح المنبر

4- ديوان السعيد في رثاء السبط الشهيد

5- ديوان تحفة الفن

6- مقتل الإمام الحسين (عليه السلام)

7 ــ الذكر الخالد: وهو مجموعة محاضرات في ثلاثة أجزاء

شعره

قال في رثاء النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله):

يا خاتمَ الرُّسُـلِ الـكـرا      مِ ومن سقى الظامي معينَه

الكـونُ بـعدكَ موحـشٌ      وبـمـثـلِـكَ الـدنـيـا ظـنـيـنَـه

فارقـتـنـا مـن بـعـد ما      أحـكـمـتَ لـلإســلامِ ديــنَــه

وتركتنا رهن الخطـو      ب وبـيـن أحــقــادٍ دفــيــنَـه

يا ويل من ظلمَ البـتـو      لَ وعـتـرة الـهـادي الأميـنه

مَن بالفضيلةِ والـتّـقى      والـمـجـدِ والـعـلـيـا قـمـيـنـه

أفّـهَلْ جـزاءُ مـحـمّـدٍ      مـن تـلـكـمُ الـزمرِ الـلـعـيـنه

غصبُ الشفيعةِ حقّها      مـنـه ونـحـلـتــهـا الـثـمـيـنـه

ولـبـيـتِـهـا مُـذ اقـبلوا      وبــلا وقــارٍ أو ســكــيــنــه

قـتـلـوا هـناكَ جنينَها      والـمـرءُ لا يـنـسـى جـنـيـنـه

وقال في رثاء سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء (صلوات الله عليها)

ما نفَكَ صـوتُ تـزفّري وبكائي      يعلو لجانبِ حسرتي وعنائي

وكـذاكَ آهـاتـي تَوَقّدَ فـي الحشا      جمراً لرزءِ البضعةِ الزهراءِ

اسفاً عـلـيها قـد قـضـتْ أيّـامَها      بـعـد الـنـبـيِّ بـنـقـمـةِ الدُّخلاءِ

كسروا لها ضلعاً به قد كسّروا      يـومَ الـطـفـوفِ أضالعَ الأبـناءِ

فـبـنـت عـلـى ما نـالـها بأنينها      تـحـيـي الليالِ قريـنـةَ الـورقاءِ

وقال في رثاء السيد زينب (سلام الله عليها)

الـيـوم يــومٌ حـــزنُه لا يــذهـــبُ      مـاتـتْ بـه أمُّ الـمـصـائـبِ زيـنـبُ

مـاتـت ونارُ الوجدِ بين ضلوعِها      ممّا جـرى في الـغـاضـريّةِ تلـهـبُ

قــد واصـلـتْ أيّـامَـهـا بـأنـيـنِـها      وحـنـيـنِـهـا، ودمـوعُـهـا لا تـنصب

ما انفكّ رزءُ الطفّ يـأكـلُ قلبَها      ذاك الصبورُ لدى الخطوبِ، الطيّبُ

قلـبٌ تَحَمّـلَ مِن صروفِ زمانِه      مـا مـنـه يَـذبـلُ خــيــفـةً يـتـهـيّـــبُ

وقال في رثاء سيد الشهداء (عليه السلام):

يُمسي الحسينُ قتيلا      ويـا لَـه مِـن قتـيلِ

فيا دمـوعـيَ سـيلي      عـلـيه كلَّ مَـسـيـلِ

ثـم انـثنت بنتُ طه      بـعـبـرةٍ وعــويــلِ

تخاطب الليـلَ لكنْ      خطابُها عن ذُهـولِ

تقولُ لا تبدُ صبحا      وذا من المستحيــلِ

وقال من قصيدة مشهورة في رثاء الإمام الحسين (عليه السلام):

سـلـيـلُ عـلـيٍّ مـهـجـةُ الطـهرِ فـاطـمٍ      وَريحانةُ الهـادي الـنـبـيّ وروحُهُ

غـداةَ أبـاحـتْ قــتـلَـه شـرُّ عــصــبـةٍ      وَيا ويلَ مـن قـتـلَ الحسين تبيحُهُ

قضى بعد ما أمسى من الجورِ ضيّقاً      على عينه رحبُ الفضا وفـسـيحُهُ

فـدمـعـي لـه وقــفــاً مـتـى مـرَّ ذكـرُه      سـيـبقى وجفني دامياتٍ قـروحُـهُ

لَإنْ قــصــدَ الـحــجَّـاجُ بـيـتـاً بـمـكـةٍ      وطـافـوا عـلـيه والـذبـيحُ جريحُهُ

فإني بوادي الطـفِّ أصـبحتُ محرماً      أطوف ببيتٍ والـحـسـينُ ذبـيـحُـهُ

وتـسـألـني عن زمـزمٍ هـاكَ أدمـعـي      أو الحجرِ المـلثومِ هذا ضـريـحُـهُ

وقال من حسينية أخرى:

ذلـكـم حـيـن صـاحَ لـيـلاً حــســيـنٌ      يـا بـنـي هـاشـمٍ بـصـوتٍ رفـيـعِ

هــذهِ لــيــلــةُ الـــوداعِ فــقــومـــوا      بعد لَبسِ الـقـلـوبِ فوقَ الـدروعِ

ودعـوا الـطـاهـراتِ وابـكوا عـليها      وهـي تـبكيكمُ بـحُـمـرِ الـدمــوعِ

حـرَّ قـلـبـي لـزيـنـبِ الـطـهـرِ لـمّـا      أقـبـلَ الـطـاهـرونَ لـلــتـــوديــعِ

رأتِ الأمَّ تــلــثـــمُ الابـــنَ شــوقــاً      وكـذا الابـنُ يـنـحـني بخـضـوعِ

يـلـثـمُ الـوالـدَ الـحــنــونَ فــيـحـنـو      فـوقـه مـن أسـىً بـقـلـبٍ وجــيـعِ

لستُ أسطيعُ وصفَ حالة سبطِ الـ      ـمصطفى صاحبِ المقامِ الـرفـيعِ

فـهـو طـوراً يـرنـو العيالَ وطوراً      يرسلُ الطرفَ نحوَ مهدِ الرضيعِ

حيث يدري بطـفـلِه سـوف يُـرمى      وعـن الـمـاءِ يـرتـوي بـالـنـجـيعِ

وقال:

أنا زيـنـبُ الـكـبـرى سليـلةُ أحمدٍ      وهـذا حـسـيـنٌ والـزمـانُ مـحـرَّمُ

وهذي جيوشُ الظـالمين تراكمت      عـلـيـنـا فـهـل فـيـما يريدونَ تعلمُ

يريدونَ قتلَ ابـنِ الـنـبيِّ وصحبَه      وإنـك تـدري مـن حسينٍ ومَن همُ

شكت همَّها لـلّيلِ والـلـيلُ أخرسٌ      وزيـنـبُ حـيـرى والـفـؤادُ مـكـلَّـمُ

ومرّ عـلـيـها وقـتُـه وتـصـرَّمـتْ      دقـائـقُـه والـصـبـحُ بـالـشـرِّ مـفعَمُ

ولاقت مصاباً لو اُصيبَ ببعضِه      أشَـمُّ الـرواسـي الـشـامـخـاتُ يُهدَّمُ

لقد شاهدتْ قتلَ الحسينِ بـعـيـنِها      وهل منه أدهى في الزمانِ وأعظمُ

وقال في رثاء شبيه النبي علي الأكبر (عليه السلام):

بشبهِ الـمـصـطـفى جـاءوا قـتيلا      إلى خيمِ النسا فـعـلا الـعـويلُ

وصاحت زينبُ الكبرى بصوتٍ      ودمـعٌ مِـن مـحاجِـرِها يـسيلُ

لـلـيـلـى أســرعــي هــذا عــلـيٌّ      شبيهُ المصطفى الهادي قتـيلُ

فمذ سـمعتْ بـمـصرعِه تـحـنّـتْ      أضـالـعُـهـا وقَـد ذابَ الغـليلُ

غدت تمشي وتـعـثَرَ وهي ثكلى      عـراها من مصيـبتها الذهول

محمد طاهر الصفار

............................

وردت ترجمته وأشعاره في كتاب ليلة عاشوراء في الحديث والأدب للشيخ عبد الله الحسن ص ٣٥٦
...........
انتهى/ 278