وكالة أهل البيت (ع) للأنباء

المصدر : الاجتهاد
الأحد

٨ نوفمبر ٢٠٢٠

١١:٠٩:٢٠ ص
1084355

آية الله السيد صدر الدين الصدر الكاظمي نبذة عن حياته وسيرته

بعد وفاة آية الله العظمى الحائري واجهت الحوزة العلمية في قم خطر التشتت والانحلال. فبادر العلماء الملتزمون وعلي مدى ثمانية اعوام لادارة شؤونها وفي مقدمتهم أصحاب السماحة: السيد محمد الحجة الكوهكمري، السيدصدر الدين الصدر، والسيد محمد تقي الخونساري رضوان الله عليهم. والذين اشتهروا آنذاك بالمراجع الثلاث.

وفقا لما أفادته وكالة أهل البيت (ع) للأنباء ــ ابنا ــ السيد صدر الدين الصدر، فقيه وأصولي إمامي، ومن مراجع التقليد، ولد في مدينة الكاظمية بالعراق. لما توفي الشيخ عبد الكريم الحائري اليزدي مؤسس الحوزة العلمية في قم نهض السيد صدر الدين الصدر وزميلاه السيد محمد حجة الكوهكمري والسيد محمد تقي الخوانساري بأعباء الأُمور وإدارة شؤون الحوزة العلمية والطلاب، ورجع الناس إليهم في التقليد، كما أنه والد الإمام موسى الصدر والسيد رضا الصدر.

نسبه ودراسته
هو السيد محمد علي، الملقب بالسيد صدر الدين الصدر، ابن السيد إسماعيل ابن السيد صدر الدين الموسوي العاملي الكاظمي.

ولد في الكاظمية في شهر ذي القعدة سنة 1299 هـ، وانتقل مع أبيه إلى سامراء فتلقى تعليمه الأول فيها، فدرس الأدب والرياضيات والمنطق، ثمّ سافر مع أبيه إلى كربلاء المقدسة.

درس في كربلاء مرحلة السطوح عند أساتذتها المعروفين، منهم: الشیخ حسن الكربلائي ثمّ سافر إلى النجف الأشرف سنة 1328 هـ بتوجيه من والده لإكمال دراسته الحوزوية، فحضر بحث الشيخ محمد كاظم الخرساني وأبحاث غيره من مشاهير عصره سنين عديدة.[1]

أساتذته
محمد حسين النائيني
الشیخ حسن الكربلائي
ضياء الدين العراقي
السید إسماعیل الصدر
الملا كاظم الخراساني
السید محمد کاظم الطباطبائي الیزدي
شيخ الشريعة الأصفهاني

تلامذته
سید محمد باقر السلطاني
السید موسی الشبیري الزنجاني
السید مهدي غضنفري الخوانساري
علي المشکیني
محمد صدوقي
السيد موسى الصدر
السید رضا الصدر
السید حسن المدرسي الیزدي
السید حسین الموسوي الکرماني

رحلته إلى مشهد
في سنة 1339 هـ سافر إلى إيران، واستقر في مدينة مشهد المقدسة مدة من الزمن، ومارس في أثنائها التدريس والإرشاد والإصلاح.[2]

رحلته إلى قم
في سنة 1349 هـ سافر إلى قم المقدسة، وانشغل بالتدريس فيها، وفي بعض الأحيان كان يقيم مجالس للوعظ والإرشاد، ثمّ ذهب إلى مشهد المقدسة ثانية لزيارة الإمام الرضا عليه السلام، فطلبوا منه الإقامة فيها فقبل دعوتهم، وأخذ يلقي الدروس في مسجد كوهر شاد.[3]

طلب منه الشيخ عبد الكريم الحائري اليزدي ـ مؤسس الحوزة العلمية في قم ـ أواخر حياته الانتقال إلى قم المقدسة لتقوية كيان الحوزة العلمية فيها، والمحافظة عليها من نظام الشاه رضا خان؛ لأنّه كان يتربّص بها الدوائر، فقبل الدعوة وانتقل إلى قم المقدسة.[4]

مرجعيته
لما توفي الشيخ عبد الكريم الحائري اليزدي مؤسس حوزة قم نهض السيد صدر الدين الصدر وزميلاه السيد محمد حجة الكوهكمري والسيد محمد تقي الخوانساري بأعباء الأُمور، ورجع الناس إليهم في التقليد، واهتمّ بشؤون المجتمع، و بنائه على أسس رصينة، وله في المحافظة على الكيان الحوزوي مواقف و جهود جبارة. واشتهروا آنذاك بالمراجع الثلاث.

قال المرجع الشهيد السيد محمد الصدر قدس سره، وهو يتحدث عنه: كان يعيش في تلك الفترة على مستوى الأحداث الاجتماعية والمشاكل الطارئة، فيكوّن لكلّ منهما رأيا و يجد لها حلا، و ينشر ما يتوصل إليه من ‏نتائج و آراء في الصحف و المجلات، أو ينظمها في قصائد أو أبيات حماسية لاهبة لكي يتلوها على أصحابه أو لكي تأخذ طريقها إلى النشر، كما أنّه قد يزيد على ذلك، فيقوم بتأليف الكتب المبسطة السهلة، لتصل المطالب الحقة، والمفاهيم الإسلامية الصحيحة إلى الشباب المتعطش إلى الثقافة، التوّاق إلى كنوز الإسلام‏.[5]

صفاته وأخلاقه
اهتمامه بالطلّاب: كان جادّاً في تشجيع الطلّاب وشدّهم إلى الدراسة والبحث، وذلك عن طريق إجراء الامتحانات التحريرية الأُسبوعية، وكان بعد إجراء التصحيح يقوم بمكافأة الطلبة المتفوّقين بالهدايا النقدية وغيرها.

تواضعه: كان كثير التواضع مع الآخرين، يعيش حياة البساطة، وقد تحدّث عنه الشيخ آقا بزرك الطهراني في أحد كتبه قائلاً: «وكان كثير التواضع، يُجالس سواد الناس».[6]

ولائه لأهل البيت عليهم السلام: كان شديد التعلّق بأهل البيت إلى حدّ العشق، ونجد هذا العشق واضحاً في قصيدته الغديرية التي كتبها في مدح الإمام أمير المؤمنين عليه السلام.

مساعدته للفقراء والمعوّزين: قام بتأسيس جمعيّات وصناديق قرض الحسنة؛ لغرض قضاء حوائج المحتاجين، حتّى أنّه فتح باب بيته لاستقبالهم والاستماع إلى شكاويهم وحلّها قدر المستطاع.

إخلاصه لله تعالى: كان يقيم صلاة الجماعة في قم المقدسة، وبعد مجيء السيد حسين الطباطبائي البروجردي إلى المدينة فوّض إليه إقامة صلاة الجماعة فيها.[7]

أبناؤه

تزوج قدس سره مرتين، الزوجة الأولى كانت بنت خالته، ماتت وهي شابة في العراق، وبعد سفره إلىإيران، سنة 1339 هـ تزوج في مشهد من السيدة صفية القمي بنت المرجع السيد حسين القمي، وأنجبت له عشرة أولاد، ثلاث ذكور وسبع إناث، وهم:

السید رضا صدر، من أساتذة الحوزة العلمية في قم.
السيد موسى الصدر.
السید علي الصدر.[8] صدیقه الصدر، زوجة السید محمد باقر السلطاني الطباطبائي، ولديه أربع أولاد هم: صادق الطباطبائي، فاطمة الطباطبائي، زوجة السيد أحمد الخميني، ومرتضى الطباطبائي وعبد الحسين الطباطبائي.
طاهره الصدر، زوجة الشهید السید مهدي الصدر العاملي.
بتول الصدر، زوجة هادي عبادي.
زهراء الصدر، زوجة الحاج مصطفی فیروزان.
منصوره الصدر، زوجة علي أکبر صادقي وأم زهره صادقي ”زوجة السید محمد خاتمي“.
فاطمه الصدر ،زوجة السيد محمد باقر الصدر.
رباب الصدر.[9]

آثاره

ترك السيد صدر الدين الصدر مجموعة من المؤلفات منها:

المهدي: يشتمل على الروايات التي جاءت في كتب أهل السنة حول الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه.
خلاصة الفصول وقد لخّص فيه المؤلّف كتاب الفصول الغروية للشيخ محمد حسين الإصفهاني الحائري.
الحقوق «شرح رسالة الحقوق» الإمام علي بن الحسين عليه السلام.
مختصر تاريخ الإسلام.
حاشية العروة الوثقى.
حاشية وسيلة النجاة للإصفهاني.
رسالة في الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر.
رسالة في التقية.
رسالة في حكم غسالة الماء.
رسالة في الحج.
رسالة في النكاح.
رسالة في حقوق المرأة.[10] منظومة في الحج.
منظومة في الصوم.
حاشية كفاية الأصول.
رسالة في أصول الدين.
رسالة في إثبات عدم تحريف القرآن.
رسالة في ردّ شبهات الوهابية.
لواء محمد صلی الله عليه وآله وسلم في أخبار العامّة و الخاصّة.
مدينة العلم في أخبار أهل البيت عليهم السلام.
ديوان شعر.[11]

وفاته
تُوفي “قدس سره” يوم السبت في 19 ربيع الأول سنة 1373 هـ بمدينة قم المقدسة، وصلّى على جثمانه المرجع الديني السيد حسين الطباطبائي البروجردي، ودُفن بجوار مرقد الشيخ عبد الكريم الحائري اليزدي في حرم السيدة فاطمة المعصومة عليها السلام.[12]

الهوامش

1- آقا بزرك الطهراني، طبقات أعلام الشيعة، ج 15، ص 943.
2- السبحاني، طبقات الفقهاء، ج 14، ص 755.
3- الأمين، مستدرك أعيان الشيعة، ح 1، ص 50.
4- الصدر، المهدي، ص 17.
5- السبحاني، طبقات الفقهاء، ج 14، ص 755 ــ 756.
6- الشيعة.
7- الشيعة.
8- الصدر، المهدي، ص 19.
9- شریف رازی، گنجینه دانشمندان، ج 1، ص 332.
10- آقا بزرك الطهراني، طبقات أعلام الشيعة، ج 15، ص 948.
11- آقا بزرك الطهراني، طبقات أعلام الشيعة، ج 15، ص 949.
12- آقا بزرك الطهراني، طبقات أعلام الشيعة، ج 15، ص 946.
......
انتهى/ 278