وكالة أهل البيت (ع) للأنباء

المصدر : صحيفة واشنطن بوست الأمريكية
الخميس

١٥ أكتوبر ٢٠٢٠

٤:٤٥:٠٦ م
1078597

صحيفة أمريكية: الإمارات تخشى فوز جو بايدن وتضرر مكانتها

يزعم الرئيس ترامب وحلفاؤه أنهم حققوا في غضون بضع سنوات من الخوض في قضايا الشرق الأوسط السياسية أكثر مما تمكن أسلافهم من إنجازه طوال عقود من الزمن.

وفقا لما أفادته وكالة أهل البيت (ع) للأنباء ـ ابنا ـ  قالت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية إن دولة الإمارات تخشى فوز المرشح الديمقراطي جو بايدن في الانتخابات الرئاسية الأمريكية لأن ذلك سيضر بمكانتها ويؤثر سلبا على طموحتها الإقليمية.

وأبرزت الصحيفة في مقال للمحلل السياسي إيشان ثارور أن الناس العاديين الذين يعيشون في بؤر الأزمات العديدة بالشرق الأوسط -من مناطق الحروب في سوريا واليمن وليبيا إلى الدول المختلة والضعيفة مثل لبنان والعراق- لا يكترثون كثيرا بمن سيفوز بالانتخابات الرئاسية الأميركية المقبلة سواء كان ذلك دونالد ترامب أو منافسه بايدن.

وأشار ثارور إلى أن إدارة ترامب الحالية وسابقتها -التي تولى فيها بايدن منصب نائب الرئيس- عاصرتا النزاعات المتشابكة والمعقدة في المنطقة، وكانتا تنشدان الهروب منها، إلا أن أيا منهما لم تفلح في ذلك.

وعوضا عن ذلك، واصلت الولايات المتحدة حملاتها بكثافة، واستمر انتشار الجنود الأميركيين في العديد من الدول بالمنطقة. وعلى الرغم من إبداء واشنطن رغبتها في الانعتاق من الشرق الأوسط، فإنها تجد صعوبة في سبيل ذلك.

وبحسب ثارور، فإن بايدن وترامب يمثلان مستقبلين متباينين بشكل كبير بالنسبة للنخب السياسية في المنطقة، لا سيما للقيادة في "إسرائيل" وبعض الدول العربية الغنية بالنفط التي هللت لترامب عندما انقلب على أحد الإنجازات المهمة لسلفه باراك أوباما فأبطل مشاركة بلاده في الاتفاق النووي مع إيران وأعاد فرض العقوبات.

وانتهج ترامب مقاربة جديدة لعملية السلام الإسرائيلية الفلسطينية تنحاز كليا لصالح اليمين الإسرائيلي المتطرف. ومع أن هذه السياسة أثارت حفيظة الفلسطينيين، فإنها قوبلت باحتجاج صامت في الغالب من قبل الزعماء العرب الآخرين.

ويعتقد كاتب المقال أن فوز الديمقراطيين في انتخابات نوفمبر/تشرين الثاني المقبل قد يكون مؤشرا على احتمال حدوث تغير دراماتيكي في كلا المعسكرين المتنافسين. فإذا فاز بايدن، فإن إدارته ستسعى لإصلاح الضرر الذي ألحقه ترامب بالاتفاق النووي مع إيران وتهدئة التوترات معها.

كما أنه سيتريث قليلا في موالاة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ويغير من السياسة الأميركية تجاه السعودية والإمارات وعلى رأس ذلك صفقات بيع الأسلحة.

يزعم الرئيس ترامب وحلفاؤه أنهم حققوا في غضون بضع سنوات من الخوض في قضايا الشرق الأوسط السياسية أكثر مما تمكن أسلافهم من إنجازه طوال عقود من الزمن.

وضرب المقال مثلا على إنجازات الإدارة الحالية في الشرق الأوسط باتفاقيتي التطبيع اللتين أبرمتهما الإمارات والبحرين مع إسرائيل في احتفال أُقيم في البيت الأبيض بواشنطن.

وليس من الواضح حتى الآن ما إذا كانت دول عربية أخرى ستقتفي أثر الإمارات والبحرين اللتين لم يسبق لهما خوض غمار حرب قط مع تل ابيب.

وأظهر استطلاع رأي حديث أن غالبية الإسرائيليين يفضلون ترامب رئيسا للولايات المتحدة على بايدن. ولا يرى ثارور أي مفاجأة في تلك النتيجة. فترامب -يقول الكاتب- قدم جملة من الهدايا السياسية لنتنياهو، من بينها الاعتراف بسيادة "إسرائيل" على القدس ومرتفعات الجولان دون أن ينتزع منها أي تنازلات لصالح الفلسطينيين الذين ما انفكوا يرزحون تحت وطأة احتلال عسكري.

يضيف المقال: وربما تمهد خطة السلام -التي رفضها الفلسطينيون على الفور- الطريق لضم "إسرائيل" للضفة الغربية. بيد أن نتنياهو يواجه معارك قانونية وسياسية حامية في الداخل، في حين يعتقد بعض الخبراء الإسرائيليين أن شراكة ترامب الوثيقة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي لم تخدم في حقيقة الأمر المصالح الإسرائيلية.

وينقل عن نمرود نوفيك مستشار الرئيس الإسرائيلي السابق شمعون بيريز قوله “عندما يتعلق الأمر بالمظاهر -التي تجلت في نقل السفارة الأميركية إلى القدس أو معاهدة السلام مع دول لم نخض قط معها حربا- فإن إسرائيل في أفضل حال”.

ويضيف الكاتب “ورغم أن بايدن رحب بمبادرات الإمارات تجاه "إسرائيل"، فإنه تعهد بإعادة تقييم العلاقات الأميركية مع السعودية، وأكد أنه سيصغي لنداءات الكونغرس بوقف الدعم الأميركي للحرب التي تقودها في اليمن.

وينقل المقال عن كريستين فونتنروز، المديرة السابقة لشؤون الخليج بمجلس الأمن القومي في إدارة ترامب، أن “أي دولة يرتبط قادتها بعلاقات وثيقة مع الرئيس الحالي سيتجاهلها بايدن لو فاز بالرئاسة. وأعتقد أن ذلك سيحدث لمصر، وربما لتركيا، وبكل تأكيد للسعودية والإمارات، كما أن إدارة بايدن ستعمل على الحد من مبيعات السلاح لتلك الدول، “ولعلنا سنشهد زيارات أقل للمسؤولين”.

ويزعم خبراء أن رئاسة بايدن ستثير موضوع الحقوق الفلسطينية أكثر من إدارة سابقة أخرى، في مسعى منها لإحياء خيار حل الدولتين الذي ظل في حالة احتضار ردحا من الزمن.

وإذا أفلحت إدارة بايدن في استعادة العلاقة مع الفلسطينيين، وإعادة الارتباط مع إيران “بالتشاور مع "إسرائيل" وحلفاء واشنطن الآخرين في المنطقة، فلربما نجد أنفسنا أمام شرق أوسط أكثر استقرارا بعض الشيء”، بحسب نمرود نوفيك الذي آثر ثارور ختم مقاله بتصريحه هذا.

...................

انتهى/185