وفقا لما أفادته وكالة أهل البيت (ع) للأنباء ــ ابنا ــ كشفت صحيفة “واشنطن بوست” أن سبب تعثر المفاوضات بين أمريكا والسودان لتطبيع الأخيرة علاقتها مع كيان العدو الصهيوني، التي جرت برعاية إماراتية، يرجع إلى مخاوف عبدالفتاح البرهان من ردة فعل شعبية غاضبة، قد تتسبب في إسقاط مجلسه الانتقالي.
وكان مسؤولون أمريكيون عقدوا محادثاتٍ الأسبوع الماضي في الإمارات مع السودان على أمل إضافته لقائمة الدول المتزايدة التي تُطبِّع العلاقات مع كيان العدو، فيما وصفته إدارة ترامب بأنه جزءٌ من عملية السلام في الشرق الأوسط.
لكن المفاوضات مع السودان تعثرت، وبالتالي تعطَّل الزخم السابق للانتخابات الناجم عن توقيع البحرين والإمارات اتفاق التطبيع الذي يحرص ترامب استغلاله لصالحة في الانتخابات.
ووفق تقرير الصحيفة الأمريكية الذي ترجمه موقع “عربي بوست” فقد أرجع مسؤولان سودانيان اطّلعا على المحادثات سببَ تعثّرها إلى خوف فريق المفاوضات السوداني من أنَّ التسرع بالاعتراف بكيان العدو، من دون حزمة مساعدات اقتصادية كبيرة بما يكفي لتتويج الصفقة، يمكن أن يؤلِّب الرأي العام السوداني على الحكومة الانتقالية الهشة غير المُنتخَبة.
كما أوضح المسؤولان -اللذان طلبا عدم الكشف عن هويتهما للحديث بحرية عن المفاوضات- إنَّ الولايات المتحدة والإمارات -التي استضافت المفاوضات- وكيان العدو عرضت معاً ما يقلّ إجماليه عن مليار دولار، أغلبها في صورة نفط مُدعَم، ووعود بالاستثمارات وليس عملة صعبة، التي يحتاجها السودان بشدة بسبب مواصلة عملته السقوط الحر وارتفاع التضخم.
أوضحا أيضاً أنّ المفاوضين السودانيين أرادوا ما لا يقل عن ضعف هذا المبلغ في مقابل تطبيع العلاقات مع كيان العدو.
من جانبه قال كاميرون هدسون، زميل أقدم في المجلس الأطلسي وكبير موظفين سابق لمبعوث الوزارة الخارجية الأمريكية الخاص إلى السودان: “تطبيع العلاقات مع "إسرائيل" خطوة مثيرة للجدل إلى حد كبير، لم تُناقَش بما يكفي في التيار السياسي السائد في السودان، ولولا الولايات المتحدة لَمَا طُرِح هذا الموضوع للنقاش العام”.
وفي هذا السياق، قال مسؤول أمريكي مُطّلِع على المحادثات، تحدَّث شريطة عدم الكشف عن هويته: “لقد وقع السودانيون في فخ المبالغة في تقدير قيمتهم وعدم إدراك أنَّ حذفهم من قائمة الدول الراعية للإرهاب غير مهم إلا لهم، ومن المحتمل أن يفوتوا فرصة إبرام صفقة، ومن ثم سيجدون أنفسهم في مواجهة شروط أقسى”.
هذا ولا يزال المسؤولون في الخرطوم وواشنطن مُتشكَّكين من إمكانية التوصل إلى أي اتفاق قبل الانتخابات الأمريكية؛ ما يعني أنَّ السودان قد يظل على القائمة لعدة أشهر.
....................
انتهى/185