وفقا لما أفادته وكالة أهل البيت (ع) للأنباء ـ ابنا ـ باشروا خدمتهم الحسينية في العام 2001 مفترشين الارض في تصرف واضح لتحدي السلطة الغاشمة على الشارع العام في مدينة الديوانية في موكب عبد الله الرضيع عليه السلام يقدم فيه ابسط الاطعمة، فداهمته عناصر الامن واعتقلته وحكم بالسجن لمدة عام واحد ثم اطلق سراحه، ولم تثنيه هذه الافعال الاجرامية عن تقديم الخدمة للإمام الحسين عليه السلام، فقام في السنوات اللاحقة بطبخ الطعام وتوزيعه على السيارات التي تحمل الزائرين القاصدين الى كربلاء، موكبهما فقير والاموال قليله لكنه يقدم الخدمة لاطول مدة ممكن تخص العزاء الحسيني، واقتصرت الخدمة فيه على عائلته فقط.
من الارض الى الخيمة
الحاج شاكر جبار نجم الكعبي اقام موكبه مع زوجته على الارض متحديا السلطة الدكتاتورية والقي القبض عليه واودع السجن لمدة عام، وما ان سقط النظام المباد، حتى عاد مع زوجته ليفترشا الارض في نفس المكان مرة اخرى ويوزعا الشاي والكعك على الزوار، ثم بنى موكبا بمواد بسيطة من الخشب وصفائح الجينكو وبدأ بتقديم الشاي والصمون الحار والكعك، كونه فقيرا ولا يملك من المال الشيء الكثير وبعدها تمكن شراء خيمة بمبلغ 350 الف دينار بالتقسيط المريح عام 2005 بعد ان جمع اموالا من راتبه التقاعدي حيث وضع صندوق لجمع المال يفتحه قبل الزيارة الاربعينية، والسبب في ذلك لان كثير من الزائرين من محافظات الجنوب البصرة وذي قار صاروا زبائن دائميين عنده.
يسترسل الكعبي خلال حديثه لوكالة نون الخبرية، بالقول اول ما قدمنا للزائرين الشوربة والخبز مع الشاي والكعك لعدم وجود امكانية لتقديم اكثر من ذلك، بعد اعوام وببركات الإمام الحسين عليه السلام توسع الموكب واصبح يقدم ثلاث وجبات يوميا، بعد زيادة الاعداد التي تقصد الموكب، وكذلك نصب كشكا لتقديم الشاي والحليب من الصباح الى المساء، ويهز رأسه ويحمد الله على ما حصل معه عام 2017 حيث طبق قانون التقاعد فانخفض راتبه الشهري ولم يتمكن من جمع مال كاف للموكب فقام ببيع اثاث من بيته ليسد عجز ميزانية الموكب ويستمر تقديم الخدمات.
هي ونساء بيتها
تقف حياة حمزة "ام محمود" بشموخ العراقية الأصيلة وتقدم الطعام والشراب للنساء ، وتقول كل ما يقدم من طعام يطبخ بايدي النساء مثلما يسميه العراقيون "اكل بيت" فاتكفل انا وزوجات اولادي وبناتي بالطبخ يوميا وجبات الفطور والغذاء، ورغم صغر مساحة الموكب الا انه يقدم اكلات بسيطة مختلفة فوجدنا على طاولته العروك والبطاطا المحمصة والزلاطة والخبر ، كما وجدنا في الكشك الشاي والنومي حامض ويعمل في الموكب كل افراد العائلة من الاب والام واولادهم وبناتهم واحفادهم وحتى الطفل الرضيع جلبوه الى الموكب لانهم يغلقون بيوتهم من الصباح الى المساء ليقدموا افضل الخدمات الى الزائرين.
لم تكتف "ام محمود" بالخدمة المقدمة من الصباح الى العصر في الموكب بل تصطحب معها اعداد من الزائرين والزائرات الى المبيت عندهم في بيتها وبيوت اولادها التي خصصت اجزاء منها للنساء واخرى للرجال ويبيت عندهم في اليوم الواحد من 20 ــ 30 زائرا ، فقد هيأت غرفتي استقبال كبيرتين مع حمامات وتقدم لهم طعام العشاء والفاكهة والفطور وتسهر هي وبناتها وابنائها وزوجاتهن على راحتهم لحين مغادرتهم فجر اليوم الثاني لتلتحق مرة اخرى بالموكب وتقدم خدماتها الى زائرين وزائرات جدد، والملفت للنظر ان موكبهم البسيط هذا يقدم الخدمة من الاول من شهر محرم الحرام الى العشرين من صفر لمدة خمسين يوما دون كلل او ملل وبخدمات بسيطة ظهرت عليها كرامات الإمام الحسين عليه السلام انها تزيد كل عام بانفاق محدود من موكب عائلي بامتياز.
..................
انتهى / 232