وكالة أهل البيت (ع) للأنباء

المصدر : وكالة مهر
الثلاثاء

٢٢ سبتمبر ٢٠٢٠

٦:٣١:٠٦ م
1072739

باحث لبناني:

الإمام الخميني ببصيرته الثاقبة حذّر ما يحدث اليوم في الخليج الفارسي منذ أكثر من ثلاثة عقود

اصر الإمام الخميني العودة إلى إيران من منفاه في فرنسا بالرغم من مخاطر إسقاط طائرته أو تصفيته لدى وصوله إلى مطار طهران بتاريخ 1 شباط/فبراير 1979. وكان الإستقبال مليونياً. فأعلن على ان حكم الشاه غير شرعي.

وفقا لما أفادته وكالة أهل البيت (ع) للأنباء ــ ابنا ــ عدنان علامة کاتب وباحث لبناني: نعيش هذه الأيام الذكرى ال40 لبدء عدوان صدام على الجمهورية الإسلامية بإيعاز أمريكي وتمويل خليجي. وقد أسماها الإمام الخميني قدس سره بـ"الحرب المفروضة" .

وبما أن لكل شيء مقدمة، وكل سبب مُسَبِب. لا بد لنا من جولة أفق في السبب الرئيسي لشن العدوان على الجمهورية الإسلامية في إيران.

أصر الإمام الخميني قدس سره للعودة من منفاه في باريس إلى إيران  غير آبه بمخاطر إسقاط طائرته أو إغتياله. فقد كان مطمئناً فوق العادة ونام ملأ جفنيه في الطائرة.
 
حطت الطائرة  وسط إستقبال مليوني في مطار طهران في الأول من شهر شباط/ فبراير عام 1979. فأعلن عدم شرعية الحكم وشكل حكومته وبدأت الثورة. عشرة أيام كانت كافية لخلع حكم الشاه الذي اسمته أمريكا شرطي الخليج بعد حكم الملكية الذي دام حوالي خمسة قرون. فأعلن الإمام الخميني قدس سره  قيام الجمهورية الإسلامية بتاريخ 11شباط / فبراير  1979. ولا تزال  الجمهورية الإسلامية تحتفل بهذه المناسبة إحتفالاً خاصاً تحت عنوان " عشرة الفجر".

ولقطع الطريق على الأعداء المتربصين سوءاً بإيران الإسلام. بعد انتصار الثورة الإسلامية في إيران دعا زعيم الثورة السيد روح الله الخميني الشعب الإيراني لمشاركة في استفتاء عام على قيام الجمهورية الإسلامية وتاليف الحكومة الجديدة وفقاً لأحكام القرآن الكريم بديلاً عن النظام الملكي الذي اطاحت به الثورة الاسلامية.

وكانت النتائج كالتالي وفقاً لمصادر ويكيبيديا :

الإستفتاء العام على قيام الجمهورية الإسلامية
المكان:  إيران
التاريخ 30 و31 مارس 1979
نسبة نتائج الأصوات المئوية: نعم    20٬147٬855    99.31%.

لم تتقبل أمريكا هذه النتيجة الصادمة والتي تعتبر بمثابة الهزيمة النكراء  لسياساتها. فقد أطاحت الثورة برجلها الأول في المنطقة. فقررت القضاء علي هذه الثورة في مهدها خوفاً من إشتدادها وإنتشار أفكار الإمام الثورية في المنطقة.

لم تتوقع أمريكا سقوط الشاه بهذه السرعة  كما لم تتوقع الإرقام القياسية بتأييد الشعب الإيراني لقيام الجمهورية الإسلامية. فبدأت التخطيط لضرب الثورة. وهي في مهدها خوفا من عدوى التحرر وإنتشار أفكار الإمام الخميني الثورية.
وفي المقابل، كانت إيران ترصد بتوجس وصول صدام حسين للسلطة في العراق عام 1979 خلفا للرئيس أحمد حسن البكر.

وتزايدت المخاوف الإيرانية مع توقيعه ميثاق الدفاع العربي بإيعاز أمريكي في فبراير/شباط 1980، الذي اعتبرته إيران عملاً عدائياً يستهدفها ويُجيش دول المنطقة ضدَّها في صراعٍ حدودي تعتبر أنه يجب أن يحافظ على طابعه الثنائي.

قامت القوات العراقية باجتياح الأراضي الإيرانية في 22 أيلول 1980 بإيعاز وإشراف ودعَم أمریکي وتمويل خليجي مفتوح أنهك موازنات كل دول الخليج. وكان دافع الحرب الخوف من أن تقوم الثورة الإيرانية (1979) بإلهام الأغلبية الشيعية بالعراق للقيام بتمرد، إضافة إلى رغبة العراق في استبدال إيران كقوة مهيمنة في الخليج الفارسي. أمل العراق بالاستفادة من الفوضى التي خلّفتها الثورة في إيران فهاجم دون سابق إنذار رسمي، لكنه لم يحقق سوى تقدم محدود إلى داخل إيران وتم صده سريعاً، واستعادت إيران كل الأراضي التي فقدتها بحلول يونيو 1982.

استمر العدوان العراقي على إيران 20 آب 1988، رغم دعوات مجلس الأمن لوقف إطلاق النار . انتهت الحرب بقرار مجلس الأمن رقم 598، الذي قَبِلَهُ الطرفان. في نهاية الحرب، استغرق الأمر عدة أسابيع  للعودة إلى ما قبل الحرب التي حددتها اتفاقية الجزائر عام 1975. آخر أسرى الحرب تم تبادلهم في عام 2003. وقد إعتبر الإمام الخميني بأن قرار مجلس الأمن بمثابة تجرع السم.
 وها هو التاريخ يعيد نفسه. فأمريكا تريد من دول الخليج بإيعاز وتخطيط منها وبالتنسيق ََمع الكيان الغاصب بعد توقيع معاهدتي تطبيع حتى الآن بين الإمارات والبحرين  والعدو الصهيوني الأسبوع الماضي.

آمل التركيز على ما قاله الإمام الخميني قبل حوالي ثلاثة عقود وكأنه يرى الأحداث الحالية شاخصة أمامه :

قال مفجر الثورة الاسلامية الإمام الخميني الراحل (قدس سره الشريف) في إحدى خطاباته انه لا فرق بين "محمد رضا بهلوي ( شاه إيران المقبور ) و صدام الامريكي و حكام السعودية الرجعيين في محاولاتهم للقضاء على الاسلام وفي معارضتهم للقرآن الكريم وان هؤلاء كلهم عبيد لامريكا ومكلفون بهدم المسجد والمحراب ، وإطفاء القبس المنير للشعوب المنادية بالعدل والحق .

وقال سماحته عن تناغم حكومات دول المنطقة مع أمريكا وإسرائيل!!

من المؤسف ، ان الاسلام و القرآن الكريم يدعوان المسلمين الى الوحدة و نبذ الخلاف والنزاع فيما نرى حكومات بعض الدول التي تدعي بالاسلام ، تتناغم مع «اسرائيل» و اميركا وتعمل على اثارة الفرقة و الصراع بين المسلمين.

وكان لسماحته كلام خاص عن آل سعود: "آل سعود .. خنجر في قلب المسلمين"

ان اصحاب مفاتيح الكعبة المقدسة ، لا يقومون إلا بتامين المصالح الامريكية و«الاسرائيلية» و تقديم مصالح بلدهم اليهما. ان حكومة آل سعود وأولئك الوهابيين المنحطين الجهلة الذين غرزوا دائما خنجر حقدهم في قلوب المسلمين .. حقا انهم ورثة "ابي سفيان" و"ابي لهب" ، و ان هؤلاء ، اتباع يزيد ، قد بيضوا وجوه اسلافهم ، متسائلا : ألم يفعلوا بالمجاهدين في سبيل الله مالم يفعله حتى اسيادهم الامريكان؟

وختم حديثه في إحدى خطبه بفقرة قاسية لحكومات المنطقة: "وكلامي الاخير مع حكومات المنطقة ان لا يكونوا كصدام البائس، الذي تحول الى أداة بيد أمريكا ولحق به العار في الدنيا وخسر الآخرة لتورطه في إرضاء امريكا و«اسرائيل» و المحافظة على مصالحهم لاسيما المصالح الامريكية ، أنصحكم بأن تقيموا علاقات صداقة مع الجمهورية الاسلامية القوة الكبرى المقتدرة في المنطقة وكونوا على يقين بان أمريكا سوف لن تقدم لكم مساعدة مؤثرة في الشدائد والمآزق. اقول للدول وللحكومات الإقليمية لا سيما للسعودية والكويت .. لا تكونوا شركاء للمغامرات والجرائم التي ترتكبها أمريكا. لا تذلوا انفسكم ودولكم وشعوبكم المسلمة الى هذا الحد أمام أمريكا ، ان لم يكن لكم دين ، فكونوا أحراراً على الأقل .

فيا سيدي لم يسَمع الأعراب وحكام الخليج نصائحكم. واليوم ينفذون المؤامرات التي تحدثتم عنها قبل ثلاثة قرون. وعليهم أخذ العبر ََمما حصل سابقاً مع الشاه وصدام وما حصل مؤخراً مع أمريكا في أكثر من موقع وتحديداً في القسم الأمريكي من قاعدة عين الأسد.

وإن غداً لناظره قريب

22/09/2020
......
انتهى/ 278