وفقا لما أفادته وكالة أهل البيت (ع) للأنباء ــ ابنا ــ صرح الأمين العام للمجمع العالمي لأهل البيت (ع) خلال الحفل الختامي لمؤتمر الإمام السجاد (ع) الدولي في دورته العاشرة والذي انعقد باستضافة اللجنة التنسيقة لمراكز مساجد البلاد الثقافية والفنية في العاصمة طهران، قائلا: إن المجتمع البشري اليوم بأمس الحاجة إلى مدرسة أهل البيت (ع) من أي وقت مضى.
وقدم سماحته شكره للقائمين على انعقاد هذا المؤتمر الدولي، وصرح: قبل 12 عاما انطلقت فعاليات مؤتمر الإمام السجاد (ع) الدولية في نسختها الأولى، وذلك بأمر من قائد الثورة الإسلامية المعظم وبرعاية المجمع العالمي لأهل البيت (ع) ومسؤولية محمدي العراقي، وكان للمجمع العالمي دورا فعالا في نسخها الماضية، لكن نظرا إلى نشاطات المجمع العديدة في الساحة الدولية، فقد سُلمت هذه المسؤولية إلى محافظة هرمزكان جنوبي البلاد.
وفيما يتعلق بحياة الإمام السجاد (ع) وتعاليمه أضاف آية الله رمضاني: إن المعنوية المطلوبة، هي المعنوية التي تتقبل المسؤولية، وتهتم بالدنيا وبالآخرة، كما كان عرفان الإمام السجاد (ع) ومعنويته هكذا، فتحظى معنويته بالبعد الفردي والبعد الاجتماعي أيضا، بعبارة واضحة لديه المعنوية الفردية والمعنوية الاجتماعية، وعن البعد الفردي لمعنوية الإمام يقول ابن الجوزي: لولا الصحيفة لما عرفنا كيف نتكلم مع الله وندعوه، حتى الباحثة الألمانية "أنّا ماري شيمل" بعد أن تعرفت على الصحيفة السجادية، قامت بترجمتها وعرّفتها إلى أصدقائها، وذلك بفضل المضامين العالية والرفيعة للصحيفة السجادية.
ونوه آية الله رمضاني إلى أن هناك حوالي 300 آية وردت حول الجهاد في القرآن، وأضاف: هناك جماعة تقول أن العالم اليوم هو عالم السلام ولا يجب مقارعة تيار الاستعمار، فهذه الفكرة فكرة خاطئة حتى أنها تغلغلت في عقول أشخاص يعتبرون أنفسهم من منوري الفكر ومثقفين.
وتابع الأمين العام للمجمع العالمي لأهل البيت (ع): إن لغة القرآن لغة العقل والفطرة، وبناء على حاجات الفطرة أكدت آيات من القرآن على نقاط تتعلق بالإنسان، وأن الإسلام شدد على الجهاد ومواجهة الظالمين، معتبرا أن ذلك يوافق تماما الفطرة والعقل.
وأشار سماحته إلى الدعاء الـ 27 من الصحيفة السجادية، وقال: إن الإمام السجاد (ع) في جميع مقاطع هذا الدعاء أشار إلى جبهة المقاومة، وسأل الله الكثرة للمجاهدين وازدياد عددهم، وعرّف الإمام جبهة المقاومة بأنها من جملة أكثر الناس تدينا، وأن المجاهدين من جملة الأفضل في الأمة الإسلامية؛ إذ أن حركتهم ونشاطهم تمهد للعقلانية والمعنوية في المجتمع البشري.
وأضاف آية الله رمضاني: كلما قوت شوكة المقاومة في المجتمع البشري، تضاءل الطبع المتغطرس والتكبر، وكلما ضعفت المقاومة، في قبالها يقوى الطبع المتغطرس وبالتالي يزداد الظلم والاضطهاد.
وفيما يتعلق بقضية أخذ الثأر في زيارة عاشوراء وأن هناك من يطرح الشبهات حولها قال ممثل أهالي محافظة جيلان شمالي إيران في مجلس خبراء القيادة: ليس أخذ الثأر في مثل هذه الموارد يعزز العنف فحسب، بل يشجع ويروج لجبهة المقاومة أمام من يسعى أن يجعل جميع الناس تحت نظام الهيمنة، فإن الثأر يعني تحقيق العدالة ووضع الشيء في محله.
ولفت آية الله رمضاني إلى أن السيرة العلمية للإمام السجاد (ع) باتت مهجورة، وقال: يجب الاعتناء بهذه السيرة بصورة جادة، كما يجب إعادة قراءتها في مختلف أبعادها خاصة المعنوية منها والمعرفية، وذلك حسب متطلبات اليوم، بغية أن نستنتج منها نماذج لحياتنا في الوقت الراهن.
وصرح الأمين العام للجمع العالمي لأهل البيت (ع): إن باستشهاد قائد القلوب الحاج قاسم سليماني وصلنا اليوم إلى صفحة جديدة في المقاومة.
وتابع سماحته: صُنعت داعش وطالبان لمقارعة الإسلام العقلاني، فإسلام داعش هو إسلام الحماقة والحقارة، وما يقدمه هذا الإسلام من رؤى هي مخالفة للطبع والعقل السليم. لكن الإسلام الحقيقي هو إسلام العزة والعقلانية، الإسلام الذي لا يخضع للمستكبر، وفي مقاومته ومقارعته للظالمين يطلب الخير للجميع حتى عدوه.
وقال آية الله رمضاني: علينا أن لا نقلل من قيمة تيار المقاومة، كما ينبغي أن نبذل جهودا مضاعفة في هذا المجال، وما شدد عليه قائد الثورة الإسلامية المعظم من القوة العسكرية واقتدارها فإنها وردت أيضا في الدعاء الـ 27 من الصحيفة السجادية، وتابع: يجب المزيد من الاهتمام والاعتناء بالمقاومة في مدرسة الإمام السجاد (ع) ومن منظوره في المحافل العلمية.
والجدير بالذكر، ينعقد المؤتمر الدولي للإمام السجاد (ع) منذ 9 سنوات برعاية اللجنة التنسيقة لمراكز مساجد البلاد الثقافية والفنية لمساجد محافظة هرمزكان جنوبي البلاد، وبالتعاون مع المجمع العالمي لأهل البيت (ع) من 12 إلى 25 محرم الموافق لاستشهاد سيد الساجدين الإمام السجاد (ع) وبمشاركة مفكرين مسلمين ومن سائر الديانات.
......
انتهى/ 278