وفقا لما أفادته وكالة أهل البيت (ع) للأنباء ــ ابنا ــ وبمناسبة رحيل العالم الکبیر آية الله الشيخ محمد علي التسخيري، رائد التقريب والوحدة بين المذاهب والأديان إجتمعت شخصياتُ دينية بارزة، جمعيات ومجموعات دينية متنوعة، مثقفون ووجوه اجتماعية من کافة الأديان والطوائف، في تأبينٍ جامع في الفضاء الإفتراضي اقامته المستشارية الثقافية للجمهورية الإسلامية الإيرانية في لبنان، فيَ وقفةَ إجلالٍ لخدمات ومقام هذا العارف الجليل.
في وصف مشهد التأبين الجامع إلتقت كوكبةٌ من الشخصيات العلمائية اللبنانية، الإسلامية والمسيحية، من مختلف المشارب الفكرية والسياسية والدينية، إلى لقاءٍ نخبويٍ جامعٍ في منتدى افتراضي عبر خدمة الزووم، لتأبين سماحة العلامة آية الله محمد علي التسخيري، تقديراً لجهوده الوحدوية، ومواقفه الوسطية، ومساعيه الرائدة للتقريب بين مذاهب الأمة الإسلامية، وأطيافها الدينية الإسلامية والمسيحية.
وعقد اللقاء التأبيني في مدينة بيروت المكلومة الجريحة، التي طالما ارتحل إليها الشيخ التسخيري حاملاً معه فكره، ومتوشحاً قلمه، ومتأبطاً كتبه ومؤلفاته، ومسكوناً بأحلامه وطموحاته، وقد أحب لبنان المقاوم وأهله، ووثق فيهم واطمأن إليهم، وأودعهم أمانته ورغبته، في أن يكون له دورٌ كبيرٌ وأساسٌ في وحدة الأمة وجمع كلمتها على قاعدة المقاومة، ,فحفظ له اللبنانيون عهده، وأصروا على الوفاء له بالحفاظ على نهجه، والاستمرار في السعي لتحقيق هدفه، وهو الذي كان يتطلع إليه ويتمناه قبل موته.
وأدار اللقاء التكريمي الذي حضره علماء، وأصحاب مقامات فكرية وعلمية "الناشط والكاتب السياسي الفلسطيني الدكتور مصطفى اللداوي"، وبشهادة من حضروا وشاركوا في اللقاء فإنه لم يكن حلقةً ولا ندوةً، ولم يكن منتدىً أو حفلاً تأبينياً، بل كان مؤتمراً من مؤتمرات الأمة المشهودة، ، إذ حشد أمام شاشات الكمبيوتر وعبر الفضائيات الإسلامية، ومن خلال مئات المواقع الاليكترونية عبر الفضاء الافتراضي، الآلاف من المتابعين من كل الاقطارالإسلامية، للمشاركة في مؤتمر التأبين، وليكون لمن شارك وحضر فضل المساهمة في رعاية غرس العلامة التسخيري المبارك، ومواصلة جهوده الرامية إلى توحيد الأمة وجمع كلمتها.
الناشط والكاتب السياسي الفلسطيني الدكتور مصطفى اللداوي
أُفتتح اللقاء بشريط عن سيرة الراحل التسخيري , ثم تقديم من مدير المؤتمر الكاتب والباحث الفلسطيني الدكتور مصطفى اللداوي والذي حيا الحضور فقال "كلٌّ باسمه وصفته ولقبه، وجميعكم قامات عالية وهامات شامخة", اضاف اللداوي اليوم نلتقي في بيروت، في لبنان، في هذا الهامش الافتراضي، لنؤبّن رجلا عالما عظيما ، شُرِّفت بحول الله تعالى بالتعرّف عليه عن قرب، وعملت معه وتحت اشرافه سنين طويلة .
وتابع اللداوي اليوم نلتقي جميعا لنؤبّن رجلا له علينا حق التأبين، وحق الاعتراف، وحق الشهادة، إنّه العالم الكبير آية الله الشيخ محمد علي التسخيري، اسم علم، اسمٌّ يعرفه الجميع في كل مكان، بل سكان العالم الاسلامي، والمسيحيون قبل المسلمون يعرفون هذا الرجل، إنّه رائد التقريب والوحدة الاسلامية بين مذاهب الامّة الاسلامية، إنّه رجلٌ متعدد الصّفات والمناصب والمراكز والمهام.
هذا الرجل عاش طيلة حياته وهمّه الاكبر التقارب بين المسلمين وجمع كلمتهم ، هذا الرجل آمن أن قوة الامة ورفعتها إنّما تتحقق من خلال الوحدة وتحقيق المصالحة، هذا الرجل مذكور في فلسطين، مذكور في المقاومة. لطالما قال لي كم أسأل الله سبحانه وتعالى بأن يُطيل في عمري كي أشهد تحرير فلسطين، وأشهد الصلاة في المسجد الاقصى، وأشهد صلاة المسلمين جميعا في قبلة المسلمين الاولى.
خامه يار :التأبينِ الذي يعبرُ الأطرَ المذهبية والطائفية هو خيرُ رثاءٍ للشيخ محمد علي "الإنسان"
والكلمة الافتتاحية كانت للمستشار الثقافي للجمهورية الإسلامية الإيرانية في لبنان ، الدكتور عباس خامه يار، والذي توجّه الى المشاركين بالتأبين بالقول" ربما لا يسعُني اليوم أن أٌقولَ الكثير في رحيل آية الله الشيخ التسخيري. فالمنبرُ اليوم لعباراتكم وخطاباتكم ورسائلِ قلوبكم التي ألّفها هذا العالِم الكبير. جمعُكم هذا يبعثُ على الاعتزاز والفخر، ممثلي المرجعيات الدينية الثلاث في لبنان، من بكركي إلى دار الفتوى والمجلسِ الشيعي الأعلى، المؤسسات والجمعيات والمنظمات من كل الأطياف والمذاهب والأديان. يكبرُ القلبُ فهذا التأبينِ الذي يتجاوزُ حدودَ لبنان وإيران والذي يعبرُ الأطرَ المذهبية والطائفية والعرقية، هو خيرُ رثاءٍ للشيخ محمد علي "الإنسان"، الذي كان مقرِّباً في حياتِه وموحّداً، وبعد رحيلِه كان جامعاً شملَ الأديانِ في حفلِ تأبينِه. شكراً لهذه الفُسَيفَساء الجميلة التي يقدّمُها اللبنانيون لذكرى هذا الرجل، رغم كلِّ ما يمرُّ به وطنُهم ورغم الأسر الذي وضعتنا فيه أزمة الوباء. غير أنّكم حضرتُم في رثاء هذه الشمس.
وتابع الدكتور عباس خامه يار "ربما قلتُ كلَّ ما أحببتُ قولَه في هذا الرجل بعد معرفتي به على مدى أربعةِ عقود، والتي كانت معرفةَ مريدٍ بشيخِه وأنيسِه الذي يهربُ إليه كلما احتاجَ إلى نصيحةٍ، وقد كتبتُ عنه بالفارسية والعربية مقالةً بعنوان " التسخيري، من الصومعة إلى الدير ومن الكنيسة إلى المسجد" والتي نُشرت في إيران ولبنان منذ أيام، وكانت فيها كلُّ عاطفتي ومحبتي وامتناني لهذا العالِم القدير، غير أنّ اجتماع الأحبة اليوم بذاتِه يجعلَني أراه بعيونٍ أخرى. أراه في قلوب كافة الأطياف والأديان، ويا لِكَثرةِ ما يمكنُ قولُه بعد عن شيخِنا الجميل الجليل بعد هذا الاحتفاء الجماهيريّ العزيز".
ابو كسم: من يطّلع على مسيرة الراحل الكبير، يتبين له انه كان عالماً في الدينكما في الثقافة والعلم
ثم القيت كلمة باسم نيافة بطريرك أنطاكيا وسائر المشرق للموارنة الكاردينال بشارة بطرس الراعي تلاها ممثله الاب الدكتور عبدو ابو كسم رئيس المركز الكاثوليكي للاعلام , والذي قال: "شرّفني صاحب الغبطة والنيافة الكاردينال ماربشارة بطرس الراعي الكلي طوبى ، بان اشارك باسمه في حفل تأبين العلامة آية الله الشيخ محمد علي التسخيري،وان انقل اليكم تعازيه القلبية".
واضاف الاب الدكتور ابوكسم ان "من يطّلع على مسيرة الراحل الكبير ، يتبين له انه كان عالما في الدين كما في الثقافة والعلم ، وكان بحكمته يوازي بينهما في خدمة تعزيز الحوار بين الشعوب والتقريب فيما بينهما ، ليجعل من الانسان محورا اساسيا في تعزيز القيم الدينية والانسانية التي تساهم في تطوير المجتمعات، لترقى الى مستوى من الانفتاح والتلاقي ، وذلك انطلاقا من الدين ، بمعنى انه جعل من الاديام منصّة للانفتاح بعيدا عن التقوقع ، جعل منها منصّة بعيدا عن التعصّب ، منصة للحوار بعيدا عن التقاتل،وجعل منها واحة للسلام بعيدا عن كلّ اشكال الحروب.
وتابع الاب الدكتور ابوكسم "إن مسيرته الدينية والثقافية التي تجلّت في مقالاته ومؤلفاته العديدة والقيّمة تشهد على فكر هذا الراحل الكبير الذي اختار التقريب بين المذاهب والاديان ونشر ثقافة الاخاء بين الناس، بغض النظر عن انتماءاتهم الدينية ، مؤكدا ان اصحاب النوايا الطيبة يستطيعون نشر ثقافة الاخوة والتلاقي في سبيل تعزيز ثقافة السلام بين الشعوب".
الملا: أسس التسخيري لمشروع الوحدة الإسلامية
وممثل سماحة مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ الدكتور عبد اللطيف دريان فضيلة الشيخ بلال محمد الملا تقدم باسم مفتي الجمهورية اللبنانية من عائلة الشيخ محمد علي التسخيري، بأصدق عبارات التعازي برحيله، سائلا الله تعالى أن يتغمده بواسع رحمته.
وقال الشيخ الملا : "لقد كان الراحل الكبير صاحب مشروع إسلامي وحدوي، وكان صاحب رؤية في حركته التقريبية بين المذاهب الإسلامية، تماما كما كان رائداً من رواد الإصلاح والحوار بين الطوائف في العالم المعاصر".تابع الشيخ الملا عمل الراحل الكبير في المرحلة الأصعب من تاريخ الأمة العربية والإسلامية حيث كان الانقسام الحاد على أشده، فأسس لمشروع الوحدة الإسلامية، وسعى لها سعيها، وتحمل في سبيلها، كما حمل لواء الأخوة الإنسانية بكل جدارة وتقدير، ربما لم يحقق الشيخ التسخيري حلمه كما شاء وأراد، لكنه غرس بذرة الخير هذه، وستؤتي أكلها في القريب العاجل إن شاء الله تعالى".
وختم الشيخ الملا كلامه"يقيني أن دعاة الوحدة الإسلامية قد خسروا برحيل الشيخ التسخيري الركن الأساس المؤسس لمشروع الوحدة الإسلامية والنهضة الإسلامية والإنسانية والحوار بين أبناء الرسالات السماوية.
الخطيب: الشيخ التسخيري لعب دوراً مميزاً في الوحدة والتقريب
ونائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، سماحة الشيخ علي الخطيب قدم العزاء برحيل العالم الرباني سماحة آية الله الشيخ محمد علي التسخيري إلى آية الله الإمام القائد السيد علي الخامنئي والمراجع العظام والحوزات العلمية سائلا الله تعالى أن يتغمده بواسع رحمته.
وأشار الى أنه قد أدرك العلامة التسخيري مدى أهمية الدعوة التي أطلقها الإمام الخميني(قدس) في العمل على الوحدة بين المسلمين وقد بذل جهداً كبيراً ومميزاً على هذا الصعيد لما كان يمتلكه من مؤهلات علميه وثقافية وقدرة على الحركة والإبداع.
وقال الشيخ علي الخطيب "مع إيماننا ويقيننا بأن الموت حق نفتقد الآن برحيله الدور المميز الذي لعبه رضوان الله عليه في ساحة من أهم ساحات العمل الإسلامي والإنساني ألا وهي مسألة الوحدة والتقريب بين المسلمين على إختلاف مذاهبهم وهي مسألة طالما شكلت الهم الأساس للقادة والمفكرين المسلمين.
واضاف الشيخ علي الخطيب "إن الحركة بهذا الإتجاه لن تكون سهلة ودونها عقبات كثيرة وتُخاض في وجهها حروب أقسى وأخطر من الحروب العسكرية والإقتصادية ويُرصَد لها ميزانييات كبيرة ويُسَخَّرُ في سبيل ذلك جيش جرار من الإعلام والبرامج التلفزيونية ووسائل التواصل الإجتماعي وغرف سوداء لقلب الحقائق وتشويه الوقائع. لذا فإن هذه المعركة بحاجة إلى مزيد من تحريك الطاقات وابتداع الوسائل وتطويرها كي يصبح هناك تكافؤ في الإمكانات لخوض هذه الحركة بنجاح. كما أثبتت الحقائق والأحداث التي مر ويمر بها العالم العربي والإسلامي من تفجرات طائفية كادت تقضي على كل شيء".
السماك: الشيخ محمد علي التسخيري كان حريصاً على الوحدة الاسلامية
من جهته، قال امين عام القمة الروحية الإسلامية المسيحية، الدكتور محمد السماك: لم يكن مجرد زائد واحد الى عدد العلماء المسلمين الذين اهتموا بالوحدة الاسلامية، كان نسيج وحده من حيث ايمانه بأن الاختلاف يجب ان لايؤدي ويجب ان لايعني الصراع، وانّما الاجتهاد الفكري هو التعدد والتنوع في اطار الايمان الواحد
رأى ان العلّامة الفقيه الشيخ محمد التسخيري رحمه الله، لم يكن مجرد زائد واحد الى عدد العلماء المسلمين الذين اهتموا بالوحدة الاسلامية، كان نسيج وحده من حيث ايمانه بأن الاختلاف يجب ان لايؤدي ويجب ان لايعني الصراع، وانّما الاجتهاد الفكري هو التعدد والتنوع في اطار الايمان الواحد، لذلك كانت مبادراته تلقى كثيرا من التعاطف والتفاهم واحيانا كثيرة من الايجابيات،فالامر مبني على قول الله تعالى" واعتصموا بحبل الله جميعا ولاتفرّقوا" ، لم يقل القرآن الكريم ولاتختلفوا، قال ولاتفرّقوا، فالاختلاف امر طبيعي في الاجتهادات ، وهذه الاجتهادات ليست حصرا في الاسلام، هي موجودة في كل العقائد، في المسيحية واليهودية والبوذية والهندوسية وغيرها من العقائد، هناك مدارس متعددة كثيرة، المهم كيف نمدّ جسور الاحترام والتفاهم بين هذه المدارس، وخاصة داخل الاسرة الاسلامية الواحدة".
الشيخ حمود: الراحل الكبير قد حقق نموذجاً مميزاً ينبغي على علماء العالم الاسلامي أن يتخذوه منهجاً
وقال رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المقاومة سماحة الشيخ ماهر حمود إن الراحل الكبير قد حقق نموذجا مميزا، ينبغي على علماء العالم الاسلامي والدعاة الاسلاميين، وكل العاملين في الحقل الاسلامي ان يتخذوه منهجا، ذلك انه جعل انتماءه المذهبي والقومي انتماء علميا او انتماء عضويا ، ولكن لم يجعله اولوية في العلاقة مع الاخرين، ولاشعارا للصراع مع الاخرين، ولم يكن من اولوياته ان يتحدّث عن مذهب او يتحدذث عن قومية ما . والطف مافيه انه يتكلم العربية افضل من الفارسية، يكتب ويخطب فيها افضل من اللغات الاخرى.
وأضاف الشيخ حمود :لقد كان دوره مميزا جدا في الاتحاد العالمي لعلماء المقاومة، وكان الجميع يعوّل على رأيه، خاصة عندما اصبح نائبا للرئيس، وكان يجول البلاد وينشر فكرة الوحدة، ويهئ الامّة لخطوة جديدة، هذا كله قبل ان ينحرف الاتحاد وللاسف الشديد بداية من العام 2007 تقريبا ، وتصبح الاولوية عنده التحريض المذهبي، ومواجهة الانظمة بطريقة غير مدروسة وغير اسلامية، بل بطريقة تنتمي الى الاستكبار العالمي، كما حصل في ليبيا او في مصر او في سوريا،مع الاسف الشديد.فمعنى ذلك انه في هذا الوضع المميز ، استطاع ان يشّق الطريق وان ينتج شيئا، بالرغم من انه كان يسير ، ان صح التعبير ، عكس الاتجاه التذي تسير عليه الامة في حالة غفلتها وجهلها .
وشدد الشيخ حمود على انه هنا لابد ان نقول ان معركتنا كوحدويين وكتقريبيين، كمؤمنين بوحدة الامة في مواجهة الاستكبار الغربي والصهيونية ، ومواجهة كل التحديات، معركتنا ليست سهلة، بل صعبة ، تكاد تكون مستحيلة، لان اعداءنا تفريقيين اتباع الاستكبار والجهات البشعة المسيطرة على عقول الناس وعلى ثرواتهم ، يتمتعون بدعم لوجستي غير عادي ، لوجستي ومالي واعلامي بشكل واسع ، ويكفي ان نضرب مثلا واحدا، هو عندما قال جيفري فلتمان اننا دفعنا بعام واحد او عام ونصف تقريبا 500 مليون دلار لتشويه صورة المقاومة ، هذا مثل يكفي لبيان حجم التحدي الذي نعيشه.
جرجور : برحيل آية الله الشيخ محمد علي التسخيري نخسر عالماً كبيراً
واعتبر أمين عام الفريق العربي للحوار الاسلامي ــ المسيحي القس الدكتور رياض جرجور انه برحيل الامين العام السابق للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية، آية الله الشيخ محمد علي التسخيري في العاصمة الايرانية ـ طهران ، نخسر عالما كبيرا كان داعية للتوافق بين السنة والشيعة ومناهضا للتكفير داخل اطار العالم الاسلامي بمذاهبه المتعددة، وقد كان العالم التقي، المجاهد ، المناصر لله ورسوله ، والائمة الطاهرين.
و اضاف القس جرجور "تقلّد الحجة الشيخ تسخيري العديد من المسؤوليات بعد انتصار الثورة الاسلامية ، ابرزها مستشار قائد الثورة ، والعلاقات الاسلامية، الامانة العامة للمجلس الاعلى لمجمع التقريب بين المذاهب الاسلامية.
وأشار الى أنه الّف الشيخ التسخيري وترجم عشرات الكتب في مواضيع مختلفة ، كالتفسير والاقتصاد الاسلامي والفقه والفكر العام والتاريخ ، وقد تُرجمَت بعض مؤلفاته الى الانكليزية والاوردية والفارسية وغيرها من اللغات.
الحاج ابراهيم المصري: كان الشيخ التسخيري من ابرز العاملين في مؤتمرات الوحدة الاسلامية في ايران وخارجها
وقال الامين العام السابق للجماعة الاسلامية الحاج ابراهيم المصري قال عرفنا الشيخ التسخيري في مطلع ثمانينات القرن الماضي ، بعد انتصار الثورة الاسلامية في ايران ، حيث كانت تعقد الجمهورية الاسلاميه مؤتمرات الوحدة الاسلامية ، تدعو للمشاركة فيها حشدا كبيرا من العاملين في الساحة الاسلامية.
وأضاف المصري "كان الشيخ التسخيري من ابرز العاملين في مؤتمرات الوحدة الاسلامية في ايران او خارجها ، او عندما انتقلت الى لبنان، عندما تم تشكيل مجمّع التقريب بين المذاهب الاسلامية، وبعده الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، حيث كان الشيخ التسخيري نائبا لرئيس الاتحاد ، الشيخ يوسف القرضاوي، الى جانب الشيخ فيصل مولوي لرحمه الله تعالى. واذكر في احدى مؤتمرات الوحدة الاسلامية ، الذي انعقد في طهران في اواخر الثمانينات ، كانت صيغ الاذان للصلاة غير موّحدة ، لدى ابناء الطوائف المشاركة في المؤتمر، فتشكّلت لجنة من اعضاء المؤتمر ، وكان الشيخ التسخيري الى جانب الشيخ سعيد شعبان رحمه الله ، وهو عالم ازهري من ابناء الجماعة الاسلامية في لبنان ، قبل ان يعلن قيام حركة التوحيد الاسلامية في طرابلس، واعتمدت اللجنة صيغةً موّحدة للأذان ، التزمها المؤتمر في كلّ جلساته وصلواته".
ضو :خسارته هي خسارة كبرى للعالم الاسلامي والمسيحي معاً
واعتبر رئيس اللجنة الأسقفية للحوار الإسلامي المسيحي، الأباتي انطوان ضو أن الشيخ التسخيري المُحب المحبوب، تميّز بحبه للتقريب بين المذاهب، والحوار المسيحي الاسلامي، وهو يعرف بأن الوحدة هي ثقافة انسانية ضرورية في عصرنا، لذلك على المسلمين ان يحبّوا بعضهم بعضا، وعلى المسيحيين أن يحبّوا بعضهم بعضا، وعلى المسلمين والمسيحيين أن يُحبّوا بعضهم بعضا.
اضاف الاب ضو "التسخيري كان لطيفا، كان محبّا، كان عاقلا، كان متّفهما ، كان حنونا ، وكان انسانا رائعا لامثيل له، لذلك أنا اعتبره رجل الحوار الاول في العالم الاسلامي، لاسيّما مع المسيحيين، والذي قام بلقاءات متعددة بين الشخصيات الاسلامية وبينه وبين المسيحيين، فقد زار الفاتيكان وحاور مع الفاتيكان، وزار بكركي وحاور بكركي، حاور جميع الناس، وكان دوما لطيفا ، مجبّا هادئا ، يقرّب الناس الى الاسلام، ويقرّب الناس الى المسيحية، ويقرّب الناس الى بعضهم البعض، لذلك التسخيري هو خسارة كبرى، كتبتُ عنه مقالا حول التسخيري فقه اللحظة، بأن فقه اللحظة هو الفقه المطلوب ، المطلوب في عصرنا ، لكي نحاكي انساننا، وعالمنا المعاصر بلغة الله التي يجب ان تتجسّد في حياتنا اليوم، ولذلك كان التسخيري عنصر توحيد ووحدة ، وعنصر محبة.
الشيخ الموعد: الشيخ التسخيري يحذّرنا من التطبيع
من جهته، قال الشيخ الدكتور محمد الموعد رئيس الهيئة الاستشارية في مجلس علماء فلسطين إن المرحوم آية الله الشيخ محمد علي التسخيري هو علم ورائد في الوحدة الاسلامية، كان دائما يعتبر ما يقوم به يصبّ في خدمة القضية الفلسطينية ,وكان دائما ينصحنا بأن نُبقى دائما، كل همّنا وكل طاقاتنا تتوجه نحو تحرير فلسطين
وأضاف: المرحوم آية الله الشيخ محمد علي التسخيري هو علم ورائد في الوحدة الاسلامية، له الباع الطويل في التقريب بين المذاهب، لعب دورا مهمّا وكان يسعى جاهداً لما عنده من طاقة ، من اجل التقريب بين المذاهب على كل المستويات، وكان هذا همّه ، وكان يسعى دائما من اجل تحقيق ذلك، كان دائما يعتبر ما يقوم به يصبّ في خدمة القضية الفلسطينية. نحن التقينا به عدة مرّات وفي كثير من المؤتمرات، وكان دائما ينصحنا بأن نبقى دائما، وكل همّنا وكل طاقاتنا ينبغي ان تتوجه نحو تحرير فلسطين.
وختم الشيخ الموعد كلمته :كان الشيخ التسخيري يحذّرنا من التطبيع، كان دائما عنده بعد نظر، ونظرته ثاقبة الى المستقبل ، كأنه كان يعلم بأن هناك من سيتكلّم وسيفعل، وسيقدم الاوراق المجانية للكيان الصهيوني.
جعيد: كان هذا الرجل في عمله التقريبي رجلاً استثنائياً
وقال منسق عام جبهة العمل الإسلامي في لبنان سماحة الشيخ زهير جعيد: نجتمع اليوم لنؤبن شخصية استثنائية في العالم الإسلامي انه آية الله الشيخ محمد علي التسخيري، هذا الرجل الذي عرفناه منذ بدايات عملنا الاسلامي في تجمع العلماء المسلمين في لبنان وبعدها في جبهة العمل الاسلامي ومنذ اللحظات الأولى بدأ التعاون معه من خلال العمل الوحدوي الذي نقوم به في تجمع العلماء ومن خلال عمله في مجمع التقريب بين المذاهب كعالم يسعى إلى وحدة الأمة وجمعها وإزالة كل ما يفرقها من خلال النهج الإسلامي الأصيل وليس من خلال بث الفتن والتفرقة الذي يقوم به البعض.
وتابع الشيخ جعيد لذا كان هذا الرجل في عمله التقريبي رجلا استثنائيا، من خلال عمله الدؤوب والدائم كان لا يكل ولا يتعب من سفر إلى سفر ليشارك في كافة المؤتمرات والندوات والمجاميع العلمية والثقافية والفكرية، وكان يقطع المسافات الطويلة ليذهب إلى من يختلفون معه ليحاورهم من خلال العقل المنفتح الذي يبحث عن نقاط الالتقاء ليبني عليها جسرا للتواصل والتعاون.
الشيخ المفتي حسن عبدالله: غياب اية الله التسخيري شكّل فراغا ليس بالسهل ان يعوض
وأوضح مسؤول المكتب الثقافي المركزي لحركة أمل، سماحة الشيخ المفتي حسن عبدالله أن غياب اية الله التسخيري شكّل فراغا ليس بالسهل ان يعوض، لأن ما قام به من عمل هو قليل النظير، من عمل دؤوب ومتابعة مستمرة لكل القضايا المركزية التي احب ان يكون نموذجا متعلقا بقيادة حكيمة تحمل قضايا مركزية هامة وتجمعنا معه ونجتمع واياه على هذه القضايا المهمة.
واضاف المفتي الشيخ حسن عبد الله "لا شك أن الراحل شكل نموذجا للعالم العامل الذي عمل على الوحدة الاسلامية والوحدة بين المسلمين، والقريب بين المذاهب، والتقرب مع غير الديانات الإسلامية، حيث كنت نشاهد مشاركاته في العالم اجمع، ولعلك لا ترى مناسبة من المناسبات الا والراحل موجود فيها، ورغم إصابته بداء عضال، كان من الممكن أن يعيقه عن العمل، الا انه كان يرى ان العمل أقوى من كل التحديات التي من الممكن أن تمنعه القيام بهذه المسؤوليات".
الشيخ حسان عبدالله: : التسخيري يعيش الإسلامَ في قلبه حركةً وعملاً دؤوباً من أجل الدفاع عنه ودرء الشُّبهات
وقال رئيس الهيئة الإدارية في تجمع العلماء المسلمين، سماحة الشيخ حسان عبدالله: التسخيري يعيش الإسلامَ في قلبه حركةً وعملاً دؤوباً من أجل الدفاع عنه ودرء الشُّبهات.. في كل ساحات العمل الإسلامي كنا نراه حاضراً.. في الميادين كافةً وعلى الرغم من المرض الذي ألمَّ به لم يُقْعْدهُ.. بل كان جامداً وصلباً يكابدُ في متابعة أدق التفاصيل.
واضاف الشيخ حسان عبدالله ما لمسناه في عمل سماحته هو الإيمانُ الذي يجعل من المسؤوليةِ تكليفاً وليس تشريفاً.. وكان مثالاً لمن يحمل المسؤولية ويتابعُ تفصيلات العمل كي يكون منجزاً على نحو يرضاه الله.. وما يُرضي اللهَ في منظوره هو ما يوصلُ إلى نجاح ما يقوم به...
شعبان: التسخيري كان يعتبر المذاهب مدارس فكرية تنبع من معينٍ واحد
وقال أمين عام حركة التوحيد الإسلامي سماحة الشيخ بلال شعبان إن التسخيري كان يعتبر المذاهب مدارس فكرية تنبع من معينٍ واحد ؛ هو معينُ الإسلام ومعين النبوة ومعينُ الرسالة الأساس. لذلك كان يقول: "التقريبُ بين المذاهب ؛ هو تقريبٌ فيما بين أتباع المذاهب لكي يفهم الجميعُ بعضهُم البعض.
وشدد الشيخ بلال شعبان على ان التسخيري كان يعتبر رحمه الله المذاهب مدارس فكرية تنبع من معينٍ واحد ؛ هو معينُ الإسلام ومعين النبوة ومعينُ الرسالة الأساس. لذلك كان يقول: "التقريبُ بين المذاهب ؛ هو تقريبٌ فيما بين أتباع المذاهب لكي يفهم الجميعُ بعضهُم البعض ؛ والطرق إلى الله بعدد أنفاس الخلائق".
شحادة: كان قلمه رضوان الله تعالى عليه يروي ازهار التقريب فتفوح عطرا ومحبة
وقال أمين عام ملتقى الأديان والثقافات للحوار والتنمية، سماحة الشيخ حسين شحادة: ما اصعب ان ينثلم الاسلام برحيل كبار الكبار من علماءه وفقهاءه وشهداءه، من بينهم جميعا كان آية الله التسخيري رضوان الله عليه، ومن موقعه كأمين عام للمجمع العالمي للتقريب ، قدوة للعلماء الرّبانيين العارفين بمعنى ان تكون الوحدة الاسلامية نبراساً لخلاص الامّة مت أزماتها ومشكلاتها وضعفها وهوانها.
واضاف الشيخ شحادة لقد عرفته على مدى نصف قرن من حياته العلمية والرسالية ، كان قلمه رضوان الله تعالى عليه يروي ازهار التقريب فتفوح عطرا ومحبة، كانت مقالاته ودراساته وابحاثه تروي حدائق الوحدة بسقاية اخلاقية تربوية، مؤمنا كأشد مايكون الايمان بأنّ لاحياة للمسلمين بدون رباط التوحيد والأخاء، ولامستقبل لهم من دون ان تكون الوحدة في دينهم فريضة لاتقلّ قداسة عن قداسة صلاتنا وصومنا وجهادنا في سبيل الله.
وتابع الشيخ شحادة كذلك ربط التسخيري رضوان الله تعالى عليه وشائج الوعي والايمان ، بين النظام الاسلامي العبادة والروح، والنظام الاسلامي الاجتماعي والاداري والسياسي، لافتا الى أن الطريق الى وحدتنا يجب أن يمرّ من ادراك المسلمين جميعا، لمنابع قوتهم اولا ، من تصويب النظر ثانيا الى خطرين ، أحدهما: خطر الارهاب المثير لتأجج الفتن ، التي تضرب أمننا الديني والاجتماعي ، وثانيهما : خطر الاحتلال يهدد وجود الامّة في ارضها وسيادتها وعزّها وحريتها.
بركات : نجد ان الشيخ التسخيري قد ذاب في الامام الخميني، وذاب في الامام الخامنئي
من جهته رئيس جمعية المعارف الإسلامية الثقافية، سماحة الشيخ الدكتور أكرم بركات تحدث عمّا إعتبره سببا عميقا لانسانية العلامة التسخيري، ولتوفيقاته مدى حياته، فذكّر بحادثة حصلت معه أثناء تدريسه في الجامعة فقال: عندما كنت اتحدث فيه عن العصر الذي برز فيه احد رجال العقيدة ,والذي لم يقتنع باجوبة بعض اساتذته، وكان يعيش في زمن الامام جعفر الصادق وزمن تلميذه الامام ابي حنيفة و الامام مالك بن انس، فهذا الشخص ذهب وأسس مدرسة معروفة من الناحية العقائدية.
من هذه الحادثة ختم الشيخ اكرم بركات كلمته ، نجد الشيخ..... قد ذاب في الامام الخميني، وذاب في الامام الخامنئي، بالرغم من كل الكماليات والحال فيه، والتي نعرفها وتحدث الكثيرون من الحاضرين الكرام عنها، لكنه ذاب في الولي، وأعتقد أن هذا الذوبان هو سر كماله وتوفيقه وانسانيته.
الدكتور سامي ابو المنى: کان الشیخ التسخیری مهتّماٌ بالحواروالتقارب بين المذاهب
وقال امين العام مؤسسة العرفان الدرزية سماحة الشيخ الدكتور سامي ابو المنى: كان سماحته الشخصية الاولى التي التقيناها ىفي الجمهورية الاسلامية الايرانية عام 1989 ، حين زرناها بدعوة من قيادة الجمهورية ، كأول وفد يمثل طائفة الموحدين الدروز، وقد استقبلنا سماحته في مطار طهران الدولي،فأعطانا من اللحظة الاولى بحديثه الجذّاب وبشاشته المعهودة وصدق عاطفته ومحبته، اعطانا كما اعطى سوانا المثل الصالح عن علماء الجمهورية الاسلامية الايرانية المنفتحين ، المتنورين، الملتزمين بقضية الاسلام والانسان فوق كل اعتبار، وعرفناه اكثر وأكثر عندما تكررت زياراتنا الى ايران ،وعندما التقيناه في لبنان، وكان يحب ويستأنس بأصدقاءه الكثر فيه، وعندما راح يحاضر في العديد من المراكزالاسلامية والمسيبحية بالكلمة الطيبة المعبّرة، وبالدعوة الخالصة بضرورة أنسَنة الفكر والدين والابتعاد عن التعصّب والتكفير والكراهية بين اتباع المذاهب والاديان ، وهي ايضا رسالتنا ورسالة ابناء لبنان.
وتابع الشيخ سامي ابو المنى وعرفناه ايضا مهتّما بالحواروالتقارب بين المذاهب والديانات والثقافات، وليس فقط بين المسلمين ، وعرفناهالعالم المتواضع الرصين الهادئ.
سركيسيان: الشيخ التسخيري هو رائد الوحدة والحوار البنّاء بين الاديان والحضارات
والمطران سيبوه سركيسيان القى كلمة بإسم كاثوليكوس بيت كيليكيا للأرمن الأرثوذكس البابا آرام الاول كشيشيان وقال: الشيخ محمد علي التسخيري رحمه الله هو رائد الوحدة والحوار البنّاء بين الاديان والحضارات، رائد التقريب والوحدة بين المذاهب والاديان، رئيس المجلس الاعلى لمجمع تقريب المذاهب الاسلامية في العالم و مستشار المرشد الروحي ، الامام السيد آية الله علي الخامنئي حفظه الله ، للقضايا الاسلامية العالمية.
واضاف المطران سركسيان لقد كان آية الله التسخيري من احدى رموز الجمهورية الاسلامية الايرانية ،الذي أمن بالثورة الاسلامية وعمل بايمان والتزام منذ الايام الاولى للثورة ، دون اتخاذ اي موقف سلبي او رافض تجاه الديانات التوحيدية الاخرى.
وشدد المطران سركسيان على ان المناصب التي شغلها لسنوات طويلة ، اولا كرئيس الرابطة الثقافية والعلاقات الاسلامية الدولية، ثم مشرفا عاما على مركز حوار المدارس الدينية والمذاهب الاسلامية، هي شهادة صادقة وجميلة ومميزة لتلك الحقائق التي اتسمت بها شخصيته.
فضل الله: كان الشیخ التسخیری رحالةً لأجل الوحدة الإسلامية وللتقارب بين الأديان
وقال رئيس مؤسسة الفكر الإسلامي المعاصر للدراسات والبحوث سماحة السيد الدكتور جعفر فضل الله: إذا أردنا أن نُطلق عنوانًا على شيخنا الفقيد رضوان الله عليه ؛ لإستطعنا بكل بساطة وأعتقد بأن كثيرًا من الكلمات أشارت إلى ذلك ؛ يُمكن أن نُطلق عليه عنوان "الوحدوي الرحالة". نعم لقد كان شيخنا "التسخيري" رضوان الله عليه ؛ رحالةً لأجل الوحدة الإسلامية وللتقارب بين الأديان ؛ لم يُقعدهُ عن العمل للوحدة وللتقارب بساطةُ قاربه أو آمواجٌ عاتيةٌ أو رياح أو آمواجٌ هوجاء أو رياحٌ عاتية أو آغوارٌ عميقة. كما لم يُقعدهُ المرض الذي ألمّ بجسده ؛ فكان جهادهُ الأكبر لأجل الوحدة يمتزجُ بالجهاد الأكبر في مواجهة ثقل الجسد عن الحركة والإنتقال.
تابع السيد الدكتور جعفر فضل الله نعم لقد جمعت الشيخ الفقيد بالسيد "فضل الله" رضوان الله عليه ؛ علاقةٌ خاصة ومميزة ملؤها الحُب والصفاء والإحترام والتواضع والإخلاص ؛ تقديرًا لشخصه وروحه وأخلاقه وحركته الدؤوبة في سبيل الفكر الإسلامي الأصيل والحضاري المُنفتح والماد لجسور الوحدة في كل صعيد.
مارثيوفيلوس جورج صليبا: عندما نذكر غياب هذا الوجه الانساني المؤمن نذكر الفضيلة المتمثلة بالفضل والفاضل
وقال مطران جبل لبنان للسريان الارثوذكس مارثيوفيلوس جورج صليبا: نحن عندما نقيم ذكرى الصالحين، نتذكر مبادئ أساسية في حياة البشر، عند المسيحيين الموت يدعى الرقاد، النوم لأنه يعقبه صحو طويل، قد يطول يوما، سنة، دهراً، قرناً كاملاً، أو مئات السنين، هو فراق الحبيب وغيابه عن هذه الدنيا. ولأننا موعودون بيوم البعث والنشور والقيامة، فالانسان يرقد ولا يموت، الموت هو للحيوان وللجماد، الذي ليست له حياة، وحددت المسيحية مبادئ، للقيامة العامة ويوم البعث والنشور، نقول كل انسان له أربع عواقب في هذا العالم والعالم الآتي، العاقبة الأولى هي الموت أو الرقاد الطويل. والعاقبة الثانية هي القيامة اي البعث والنشور، العاقبة الثالثة هي الدينونة حيث يمثل كل البشر أمام عرش الله الرحمن الرحيم الذي نطلب رحمته أبدا، والعاقبة الرابعة هي المجازاة الأبدية والسيد المسيح يقول يذهب الصالحون إلى قيامة الحياة، ويذهب الأشرار إلى قيامة الدينونة. العظماء المنتجبون في العالم بل الأوصياء، هؤلاء لهم مكانة في العالم وميزة في العالم الآخر. وهذه العقيدة التي تؤمن بها الديانات الموحدة الثلاث اليهودي والمسيحية والإسلام، هذه الديانات الثلاث تؤمن بهذه العواقب وتؤمن بالعالم الآخر وبيوم البعث والنشور، وإلا ما كان اي سبب في خلقة الانسان، لماذا لأن كثيرين يولدون في هذا العالم وفي أفواههم ملعقة ذهب، وراحة ومال وأفضال كثيرة وخيرات وآخرون يولدون فقراء بحاجة إلى الخبز، إلى الطعام.
وفي هذا العالم مجرمون يسرحون ويمرحون على مسرح الحياة وأبرياء يكمنون في السجون وراء القضبان، أين تظهر عدالة الله؟ الذي خلق الإنسان على صورته ومثاله، وجعله خليفة له على الأرض لابد من مكافأة الأبرار في هذا العالم على برهم ويعاقب الأشرار على شرورهم من هذا المنطلق نرى الذين لم ينالوا حقهم هنا ولفقدان العدالة على الأرض، لابد من أن تظهر عدالة الله ونحن عندما نصلي نقول يا رب لا تعاملنا بحسب عدلك بل بحسب رحمتك، والرحمة تفتخر على الحكم، لذلك بشرياني يسمي الله القادر على كل شيء، الله الرحمن الرحيم، والمسلمون اعتمدوا هذا الاصطلاح في صلواتهم ويبدأون بها كل مناسباتهم، وحسناً يفعلون. عندما نتكلم على هؤلاء الأصفياء، نعرف بأنهم مشاعل جاؤوا إلى العالم يهدون الناس من الظلمة إلى النور يقودون البشر في معارج…. في قمة المواهب والعطاءات الصالحة، فهم منتخبون مختارون بل بالأحرى هم استحقوا أن يفوزوا بالقيامة الأبدية بعد الدينونة، لينالوا المجازات الأبدية وان شاء الله تكون خيراً لهم ولنا في مستقبل الأيام .
وختم المطران صليبا كلمته واليوم نودعه ترافقه صلواتنا ليكون في السماء مع هؤلاء الذين استحقوا الفوز بالعالم الآتي وكلنا ننظر إلى العالم الآتي الذي هو امنية ومنية المؤمن والمؤمنون بدون يوم البعث لا قيمة لهم في هذه الحياة فالقيمة الحقيقية هي الذي يحافظ على الايمان يحافظ على الأماني يقوم بواجباته تجاه الله ونفسه والآخرين، فيكرم ويستحق الكلمة الذهبية في القرآن الكريم، إنا لله وإنا إليه راجعون صدق الله.
بشور: كان قائداً وقدوة في الوقت نفسه
وقال الرئيس المؤسس للمنتدى القومي العرب ، الاستاذ معن بشور: لم تخسر الجمهورية الاسلامية الايرانية برحيل لأية الله الشيخ محمد علي التسخيري بكل المواقع التي يمثّلها فقط، بل خسره ايضا كل دعاة التقريب والوحدة في هذه الامة العربية والاسلامية ، فقد كان رحمه الله جسرا ليس بين المذاهب فقط ، بل بين ابناء الامة كلها على اختلاف تياراتهم وافكارهم وعقائدهم ، فهو ككل اهل التقريب والدعوة يدرك تماما ان نقطة القوة الرئيسية التي تمتلكها امتنا لمواجهة كل التحديات ،هي في وحدة ابناءها على تباين اديانهم ومذاهبهم وافكارهم وعقائدهم واحزابهم وتنظيماتهم ، وبالتالي آن كل عمل وكل جهد يصبّ في اقامة الجسور بين ابناء الامة ، هو يصبّ مباشرة في اتجاه الدفاع عن استقلال الامة ووحدتها وكرامتها ، وعن عزّتها في مواجهة الاعداء ، لذلك لم يحزن لرحيل أية الله التسخيري فقط الذين عملوا معه في طهران او في مؤتمر التقريب بين المذاهب، بل خسره كلّ من عرف فيه دماثة الخلق ورحابة الصدر والانفتاح الواسع على كل الاراء الاخرى ، فقد كان قائدا وقدوة في الوقت نفسه ، قائدا لتيار التقريب والوحدة بين المذاهب، ولكنه كان قدوة في سلوكه وعلاقاته باتجاه خدمة هذا المشروع، رحم الله الشيخ الفاضل الذي يبقى علامة مضيئة في حياة في حياة امتنا العربية والاسلامية ، ويبقى دعوة مستمرة لكي نعلي مايجمعنا وهو الكثيرعلى مايفرقنا وهو القليل، نحن شاركنا الشيخ التسخيري في نهجهه هذا، هو اشتغل على اساس المذاهب، ونحن كنا نعمل على اساس التقريب بين الافكار وبين التيارات وبين الاحزاب، ان مستقبل امتنا مرهون بوحدة ابناءه ، ووحدة ابناءه مرهون بنجاحنا بالتقريب بين المذاهب والمكونات المتعددة التي تتشكل منها امتنا .
السيد قاسم : ذهب التسخيري في مشروعه الوحدوي إلى تكريس منظومة التقريب بين المذاهب
وأوضح سماحة السيد علي السيد قاسم رئيس مركز حوار الأديان والثقافات في لبنان وعضو الأكاديمية الحبرية المريمية في الفاتيكان: نحن أمام مناسبة كبيرة في عقولنا ومؤلمة في نفوسنا وذلك بالنسبة إلينا وللعالم الإسلامي حيث خسارتنا وألمنا بفقد هذا العالم المجاهد العزيز والكبير ، هو ألم كبير وخسارة كبيرة وإن كان من عاداتنا أننا لا نتحدث عن علمائنا وهم أحياء، الأحياء يتعبون، يسهرون، يجاهدون، يبذلون جهود مضنية جدا، يقومون بإنجازات عظيمة جداً، ولكن لا ننسب الإنجازات إلى الأشخاص وهم أحياء لأنهم بذلوها من أجل الرسالة لا من أجل غايات زائفة لأنفسهم.
واضاف السيد علي السيد قاسم أن نتحدث عن سماحة الشيخ الفقيد من زاوية معينة ومحددة بعد رحيله يمكن لنا أن نقدّمه كأسوة ونموذج وقدوة نحتاجه اليوم وفي كل حين في لغة الحوار والانفتاح على الآخر.
وتابع السيد علي السيد قاسم من ميزات آية الله تسخيري أنه كان يدرس ويعلّم ويحقّق ويكتب وينشر هذا العلم بقالب وحدوي وتقريبي بين المذاهب ، فقد أخرج العلم من حيز الكتب والنظرية إلى الحياة والواقع العملي ولهذا كان ممن طلب العلم لله، وعلّم لله عز وجل وعمل لله عز وجل.
وتحدث السيد علي السيد قاسم عن لقاء جمعه ,في الأشهر الأخيرة في الجمهورية الإسلامية الايرانية في مؤتمر الوحدة الاسلامية وبالرغم من اشتداد مرضه وحتى اللحظات الأخيرة التي كان جسده يعينه، وكنت أستغرب من هذه الهمة العالية وما لفتني في وصاياه الخالدة من خلال كلمته التي أدلى بها في أعمال المؤتمر والتي شعرت بنفسي أنها الوداعية وهو يؤكد على تكريس الوحدة الاسلامية وقبول الآخر على قاعدة تثبيت المتفق عليه ومحاورة المختلفات بشكل موضوعي ونقدٍ بنّاء والالتفات الى القضايا والهموم الكبرى التي يعيشها العالم في ظل سياسات الحرب الناعمة التي تتجرأ على مقدساتنا وتعمل على تكريس العدو الاسرائيلي من خلال التطبيع معه والإرهاب التكفيري ليكون صورة مشوهة للإسلام المحمدي الأصيل ودعا إلى العمل الدؤوب على نبذ الخلافات الطائفية والمذهبية وإلى ضرورة تكريس الخطاب الاسلامي الذي ينطلق من لغة الحب والانفتاح على الآخر وممن يمتلكون مفاتيح المعرفة ورد الشبهات بلغة العقل والمنطق والفكر القويم لنكون الأمة التي تستعد للقاء الامام المنتظر الذي سيحاور العالم بأسره وليحاكي أهل التوراة بتوراتهم وأهل الانجيل بإنجيلهم وأهل القرآن بقرآنهم.
ختم السيد علي السيد قاسم إن نموذج آية الله التسخيري هو ما نحتاج إليه نحن من نعمل في لغة الحوار والتواصل مع الطوائف والمذاهب والملل والنحل حيث نتعب وتحيط بنا أحياناً الهموم والمشكلات والتحديات.. نحن الذين نتحاور في قضايا الدين والفكر والحياة لنرتقي إلى مستوى المسؤولية في الكلمة والموقف.
ابو زكريا: الشيخ التسخيري كان قامة فكرية عملاقة
وقال الاعلامي الدكتور يحيى أبوزكريا من قناة الميادين اعتبر ان الفقيد المفكر الإسلامي العملاق الشيخ محمد علي التسخيري كان قامة فكرية عملاقة بحجم خط طنجا جاكرتا، عرفته الجزائر عندما كان يحضر مؤتمر الفكر الإسلامي الذي كان ينعقد كل سنة في الجزائر، كان يحاور هذا ويناقش ذلك وكانت قاعدته الأساس الفكر اساس التعامل سميته آنذاك وهو يجول في حلبات الفكر والثقافة بفقيه الحوار والتلاقي.
واضاف ابو زكريا كان صدقا فقيه الحوار رغم انه كان مجتهداً وله المكنة ان يستنبط الأحكام الشرعية لكن اضاف إلى الفقه الإسلامي وإلى حركة الاجتهاد ما يسمى بالحوار والتلاقي، كان مؤمناً إلى النخاع بضرورة إحقاق الحوار الاسلامي كمقدمة إلى الحوار الإسلامي المسيحي ومن ثم الحوار الإسلامي الإنساني كان الشيخ محمد علي التسخيري هذا العملاق المفكر حقيقة يجسد مقاصد الشريعة الإسلامية في دعوتها إلى تلاقي ووحدة المسلمين.
تابع ابو زكريا كان يجسد أيضاً السنّة النبوية الشريفة عندما كان يدعو إلى التلاقي لأن الحضارة الإسلامية في نظره لا تنتصر إلا بوحدة المسلمين، فائض القوة لدى المسلمين لا يمكن حسابه بالمقاسات المعروفة لدا خبراد الاستراتيجية، الوحدة وحدة تشكل الثقل الثقيل الذي يمكن المسلمين من إحقاق نهضتهم، وكان يدعو إلى استخدام فائض القوة هذا لكي يصبح المسلمون رواداً في المشهد الدولي وفي المسرح الدولي، نعم خسرناه حقيقةً خسرناه لأن العالم الاسلامي من خط طنجا جكرتا اليوم في أمس الحاجة إلى القادة الوحدويين إلى المنظرين الوحدويين إلى المفكرين الوحدويين.
السيد يوسف نور الدين: الشيخ التسخيري كان قائداً للدفاع عن المستضعفين
وبعد ذلك تحدث السيد يوسف نور الدين بإسم المجموعة اللبنانية للإعلام، فقال: عندما تقف امام بحر زاخر تحار من أين تاتيه، وكيف تعاين آفاقه، وتسبراغواره، وكيف لك ان تمخر امواجه المتحركة، فما لك الا ان تقف على الشاطئ تتأمل السفن العائمة، والزوارق الماخرة ، والاشرعة العابرة، والمبحرين العائدين باللآلئ النادرة، وكريم الجواهر.
وتابع السيد نور الدين قائلا: نعم أيها الراحل الكبير، ليس غريبا ان يكون بحرك مترامي الأطراف، بعيد الآفاق، زاهي السواحل، ورائع المرافئ، لما حملت من علم، وتمتعت به من أخلاق، لذلك رايناك تعلو المدارج والمناطق، ليس حبا بها وجاها، بل عملا وتقريبا إلى الباري تعالى، ورأينا تعلو بك المؤتمرات والمجالس، لما انت عليه من حكمة ومعرفة وبعد نظر، ورأينا نجما في المنتديات والاجتماعات على مختلف الطوائف والمذاهب، وعلى انواع الملل والنحل، وفي كل جهات الأرض، تحاور بالكلمة الطيبة، وتناقش بالفكر النير، لا يوقفك بذلك تنوع أحزاب، ولا تعدد أديان، قائدك في كل ذلك وحدة الصف، وجمع الكلمة، لمواجهة الظالمين، والدفاع عن المستضعفين، ورأينا في مؤلفاتك القيمة وحواراتك البينة، ولقاءاتك الشيقة، تمخر عبير الحكمة، وانوار المعرفة، ورائع الأفكار، وصائب الآراء، ورأيناك ثقة ولي الأمر، يمنحك حبه وبركته، وثقة العلماء الذين يحطونك بالاحترام والتقدير، ورأيناك للإسلام عروة وثقى، وللوحدة الإسلامية نبراسا، ولنصرة المقاومين درعا ومتراسا، وللمسلمين والمؤمنين في كل مكان عونا وسلاماً.
حاطوم : التسخيري يعد من الشخصيات الإسلامية الداعية لمناهضة التكفير داخل إطار العالم الإسلامي
وقال الدكتور طلال حاطوم مدير عام اذاعة الرسالة إن التسخيري يعد من الشخصيات الإسلامية الداعية لمناهضة التكفير داخل إطار العالم الإسلامي بمذاهبه المتعددة. فالراحل الكبير كان همه وبوصلة تفكيره ان يسعى للتقريب بين المسلمين وبث روح وفكر الوحدة بين المذاهب الاسلامية
واضاف حاطوم "الراحل الكبير اية الله التسخيري كان ثقة الامام القائد اية الله السيد علي الخامنئي الذي قدر فكره فعينه في مجلس خبراء القيادة لاكثر من دورة، كما تنكب مسؤولية كبيرة وعظيمة وهامة هي مسؤولية الأمين العام السابق لـ المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية. وهو يعد من الشخصيات الإسلامية الداعية للتوفيق بين السنة والشيعة ومناهضة التكفير داخل إطار العالم الإسلامي بمذاهبه المتعددة. فالراحل الكبير كان همه وبوصلة تفكيره ان يسعى للتقريب بين المسلمين وبث روح وفكر الوحدة بين المذاهب الاسلامية وتوسيع دائرة المشتركات الكثيرة وعدم الوقوف عند بعض تفاصيل اختلاف لا تفسد في الود قضية ولا تستدعي اي تفرقة او تباعد بين المسلمين، والانطلاق منها باتجاه المسيحية والمسيحيين لتمتين أواصر العلاقات خدمة الإنسان في كل مكان من بوابة الحوار والانفتاح بعيدا عن التعصب والتقوقع والأحكام المسبقة النمطية".
الزين : الشيخ محمد علي التسخيري رائد من رواد التقريب بين المذاهب الإسلامية من السنة والشيعة
وقاال رئيس مجلس الأمناء في "تجمع العلماء المسلمين" في لبنان الشيخ احمد الزين إن الشيخ محمد علي التسخيري الذي هو المستشار الاعلى للامام الخامنئي رحمه الله، من علماء العالم الإسلامي ورئيس المجلس الأعلى للتقريب بين المذاهب، حيث كنت التقي به في المؤتمرات وكثير من الزيارات، خلال سنين عديدة، وهو رائد من رواد التقريب بين المذاهب الإسلامية من السنة والشيعة، وهو من دعاة الوحدة الاسلامية الذي رايناه وسمعناه في الكثير من المؤتمرات.
وختم كلمته "نعود ونكرر تعازينا المخلصة إلى الأمة الإسلامية، بصورة عامة، وللشعب الايراني العظيم بوفاة الشيخ محمد علي التسخيري، سائلين الله تبارك وتعالى له الجنة وأن يكون مع ال البيت عليهم السلام والصحب الكرام، في رضوان من الله تبارك وتعالى".
......
انتهى/ 278
المصدر : وكالة ايكنا
الأحد
٦ سبتمبر ٢٠٢٠
١٢:٥٤:٢٥ م
1068333
العلماء المشاركون في مؤتمر بيروت:
رحيل الشيخ التسخيري خسارة للعالمين الاسلامي والمسيحي/ الراحل التسخيري کان رائد الحوار بين الأديان
أكد العلماء والمفكرون المسلمون والمسيحيون المشاركون في المؤتمر الافتراضي الذي نظمته المستشارية الثقافة الايرانية لدى لبنان بمناسبة رحيل آية الله التسخيري أن رحيل الشيخ(ره) خسارة للعالمين الاسلامي والمسيحي، موضحين أن الراحل التسخیری کان رائد الحوار بين الأديان.