وكالة أهل البيت (ع) للأنباء

المصدر : ابنا
الخميس

٣ سبتمبر ٢٠٢٠

٣:٥٧:٥٧ م
1067662

بيان سماحة آية الله الطباطبائي الأشكذريّ استنكاراً لجريمة حرق المصحف الشريف

أصدر السيد أبو الفضل الطباطبائي الأشكذري ممثّل الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في سوريا بيانا أدان فيه التطاول على القرآن الكريم في السويد .

وفقا لما أفادته وكالة أهل البيت (ع) للأنباء ـ ابنا ـ أصدر السيد أبو الفضل الطباطبائي الأشكذري ممثّل الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في سوريا بيانا أدان فيه التطاول على القرآن الكريم في السويد .

بسم الله الرحمن الرحيم

يشهد عالمنا اليوم –للأسف الشديد- خلطاً بين الأوهام والحقائق بطريقةٍ فجّةٍ نتيجةَ سيطرة المتشدّقين بالثقافة والرقيّ ومدّعي الحضارة والتمدّن الاجتماعيّ والثقافيّ على وسائل الإعلام العالميّة التي يوجّهونها أنّى شاءت أهواؤهم وكيف تقتضي غرائزهم، يخدعون بها أصحاب النفوس الضعيفة والأفكار المهزوزة.

غير أنّ ذوي العقل وأولي البصيرة لا تنطلي عليهم تلك الألاعيب ولا يؤخذون بذلك الضوضاء؛ فهم يعلمون علمَ اليقين أنّ تلك العصابة الشريرة أبعدُ ما تكون عن أوليّات الثقافة والحضارة، بل لا تفقه من ألفبائها شيئاً.

وفي كلّ مرّة يأتينا من نبأ أولئك اللّاثقافيّين واللّاحضاريّين ما يفضح خبث سرائرهم، بالتجرّؤ على المقدّسات والقيم الإنسانيّة وارتكاب القبائح التي يندى لها جبينُ الإنسانيّة خجلاً بحرق القرآن الكريم الذي يمثّل دستوراً حضاريّاً لمليارات البشر ويجسّد برنامجاً ثقافيّاً متكاملاً لإسعادِ الإنسانيّة! ما يطرح علامات الاستفهام الكثيرة عن الأهداف المشؤومة التي تكمن خلف تلك الممارساتِ الهمجيّة؛ إذ كيف لنا أن نتصوّر إنساناً يدّعي السعي لبناء حياة طيّبة وهو في الوقت نفسه يقوم بإحراق كتابٍ يشكّل حجر الأساس لها! بل لماذا يبلغ بعض مدّعي حقوق الإنسان ومكافحة التمييز العنصريّ من الوقاحة والخسّة بمكانٍ حتى يتجرّؤوا على كتاب سماويّ كان ولا يزال وسيبقى بتعاليمه نبراساً للقيم العليا التي تدعو للمساواة والعدالة بين البشر جميعاً، جاعلاً من الأخلاق والطهارة معياراً للأفضلية!

إنّ مثلَ تلك الحوادث تعلّمنا أنّ التقدّم الماديّ التقنيّ في عصرنا قد افترق تماماً عن المثُل الإنسانية، حتى صار التناسب بينهما عكسياً، وكأنّ العالم يعيش جاهليةً جديدةً بعيدةً كلَّ البعد عن تطلّعات البشر الأخلاقية الحضارية. وما الحركات اللّاثقافيةِ والتياراتِ اللّاحضارية سوى نماذج لها .

إنّ جريمة حرق القرآن الكريم تعكس مدى حقد المجرمين أو جهلهم، لكنّها تكشف الوجه القبيح للجهات التي تدّعي قيادة ما يسمّى النظام العالميّ الجديد بسكوتها الأقرب للتواطؤ تجاه تلك الجريمة، الأمر الذي يدعونا لتوجيه أصابع الاتّهام نحو الاستكبار العالميّ الصهيونيّ ومشروعه الشيطانيّ، لا سيما بعد تلقّيه الهزائم المتكرّرة أمام مشروع الإسلام الحضاريّ وقرآنه الكريم، وكأنّ مثل تلك الجريمة ستنقذه من اصطدامه بالطريق المسدود الذي اصطدم به، وتنجيه من الإفلاس الحضاريّ الذي أصيب به، وتغطّي العجز الأخلاقيّ الذي بدأ يفتك به.

ولكن هيهات! ولا يضرّ الإسلامَ وأهلَه ما تقترفه تلك الشرذمة الحقيرة بحقّ القرآن الكريم؛ إذ "يُرِيدُونَ أَن يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ"، وسيبقى المسلمون ملتزمين بتعاليم كتابهم المجيد الذي يدعو لاحترام الأديان السماويّة وكتبها المقدّسة وأتباعها، وهم على يقين بأنّ من يتجرّأ على كتابهم لا يمثّل أيّ دينٍ، بل مجرّد أداة رخيصة بيد أعداء الإسلام الذين لن ينالهم سوى العار وسوء العذاب الإلهيّ.

لقد تكفّل الله بحفظ كتابه قائلاً: "إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ"، وسيزداد إقبال الناس عليه اطّلاعاً واحتراماً كما شهدت به الأيام والتجارب السابقة، وستكون هذه الأحداث، رغمَ مرارتها، محطّات انطلاق جديدة لمزيد من رفعة الدين الحنيف وقرآنه العظيم .

إنّنا إذ ندين ونستهجن جريمة حرق المصحف الشريف، ندعو كافّة المؤمنين من الأديان السماويّة لاتّخاذ موقفٍ حازمٍ تجاهها، منعاً لتأجيج المشاعر بين أتباع الأديان.

على أمل ذلك اليوم الذي ترتقي فيه البشرية لبناء حضارة إنسانية كما بشّر به القرآن الكريم؛ لا مكان فيها لأعداء الخير والفلاح.

السيد أبو الفضل الطباطبائي الأشكذري ممثّل الإمام الخامنئيّ (دام ظلّه) في سوريا

..................

انتهى / 232