وفقا لما أفادته وكالة أهل البيت (ع) للأنباء ـ ابنا ـ بعد 57 عاما من خطاب الزعيم مارتن لوثر كينغ الشهير "لديّ حلم"، تجمع عشرات الآلاف أمس الجمعة عند نصب الرئيس إبراهام لينكولن وشاركوا في مسيرة لمسافة كيلومتر واحد انتهت عند نصب مارتن لوثر كينغ للمطالبة بإنهاء عنف الشرطة ضد الأقلية السوداء في الولايات المتحدة.
وتبنت مسيرة هذا العام شعار "ارفعوا ركبتكم عن أعناقنا" في إشارة إلى جورج فلويد، الأميركي الأسود الذي توفي بالاختناق تحت ركبة شرطي أبيض في مدينة مينيابوليس في مايو/أيار الماضي.
وعكست المسيرة واقعا أميركيا متوترا فيما يتعلق بالعلاقات العرقية خاصة ما يرتبط منها بسلوك رجال الشرطة البِيض تجاه الرجال السود، وذلك قبل أقل من 70 يوما على إجراء الانتخابات الرئاسية.
وتزامن توقيت المسيرة مع حالة غضب سببها إطلاق رجال شرطة بيض النار على جاكوب بليك، الرجل الأسود غير المسلح أمام منزله وعلى مرأى من أطفاله، وهو ما نجم عنه إصابته بالشلل يوم الاثنين الماضي.
كامالا هاريس تشارك
وشاركت كامالا هاريس نائبة المرشح الديمقراطي جو بايدن في المسيرة عن طريق الفيديو كونفرانس، حيث هاجمت سجل الرئيس دونالد ترامب الذي وصفته بالعنصري ومحاباة رجال الشرطة.
وبثت هاريس أمل التغيير في نفوس المشاركين بتأكيدها على أن أيام ترامب في الحكم باتت معدودة، في إشارة إلى إيمانها بالفوز في الانتخابات المقبلة.
وركزت كلمات المتحدثين في المسيرة على ضرورة تسجيل مزيد من الناخبين خاصة السود منهم والمشاركة في انتخابات نوفمبر المقبلة.
وكرر العديد من فوق منصة المسيرة عدة هتافات "لا عدالة! لا سلام!" و"حياة السود مهمة"، فضلا عن "ارفع يديك، لا تطلق النار".
نجل الزعيم يتحدث
وتحدث نجل الزعيم مارتن لوثر كينغ، المسمى على اسم والده، وقال من المكان نفسه الذي تحدث منه والده قبل 57 عاما "إن النضال من أجل الحقوق المدنية الذي ساعد والدي في قيادته بالخمسينيات والستينيات لم ينتهِ بعد، إننا نخطو خطوة إلى الامام في رحلة أميركا الصعبة، لكن ستستمر مسيرتنا نحو العدالة".
وأضاف نجل الزعيم، "بعد كل هذه السنوات، ما زلنا نكافح من أجل العدالة، ونزع سلاح الشرطة، وتفكيك السجن الجماعي، وإعلان… وأن حياة السود مهمة".
وحثّ المشاركين على إحداث التغيير الذي يرغبونه بأنفسهم وبأيديهم، وعدم التعويل على الآخرين.
عدالة مفقودة
وتحدث للمسيرة عدد من أفراد عائلات أشخاص من السود الأميركيين قتلوا على يد رجال شرطة بيض خلال الأشهر الأخيرة مثل برونا تايلور، وأحمود أربيري، وتريفون مارتن، وغيرهم.
وتحدثت نتاشا كالفن وهي امرأة سوداء من شمال ولاية فيرجينيا، للجزيرة نت، "لقد شارك والدي في مسيرة واشنطن في ستينيات القرن الماضي مطالبا بما نطالب به اليوم، لم تتغير أوضاعنا نحن السود في أميركا".
وألقت كالفن باللوم على الرئيس ترامب الذي وصفته بالعنصري الذي لا يسعى إلا وراء هدف إعادة انتخابه حتى لو تسبب في حرب أهلية جديدة قد تشهدها أميركا.
وأشارت كالفن إلى إحساس الرجال السود بالخوف عندما يرون رجل شرطة أبيض "لقد سببت الحوادث المتكررة الكثير من التوتر عند رجال عائلتي. هذا الخوف لا يمكن أن يستمر".
وتحدث إدموند سام، رجل أسود في الخمسين من العمر، للجزيرة نت، متمنيا أن تساهم هذه المسيرات والاحتجاجات في إخراج ترامب من البيت الأبيض، ومؤكدا ضرورة الدفع بكل قوة للتصويت ضد ترامب، ليدرك أن أغليبة الأميركيين لا يريدونه رئيسا.
وعبرت مشاركة أخرى عن اقتناعها بضرورة "تحقيق العدالة في النهاية"، وأضافت "كما هي الحال مع كل هذه المآسي، لم نحصل على أي عدالة، نريد أن نسأل بصوت عال: لماذا لا يحصل السود على العدالة؟!".
..................
انتهى / 232