وفقا لما أفادته وكالة أهل البيت (ع) للأنباء ــ ابنا ــ إثر الإعلان عن يوم لحرق القرآن الكريم في شهر "مالمو" السويدية، أصدر المجمع العالمي لأهل البيت (ع) بيانا شديد اللهجة محذرا من هذا القرار.
أدان المجمع هذا العمل ضد الإنساني من قبل المعاديين للإسلام، ويطالب الدولة السويدية وقوات أمنها وشرطتها أن تلغي هذا التصريح للحد من التصعيد وجراحة مشاعر مسلمي العالم.
وفي قسم من البيان ورد: ما يدعو للإسف الذريع هو إصدار تصريح غير الشرعي وغير الصحيح من قبل السلطات السياسية وشرطة الحكومة السويدية لجماعة معادية للإسلام الذين ليس لهم حظ من العقلانية والمعنوية والإنسانية، وليس لديهم أي معرفة عن رسالة كتاب المسلمين السماوي، نعنى به القرآن الكريم.
النص الكامل لبيان تحذير المجمع العالمي لأهل البيت (ع) على ما يلي:
بسمه تعالى
إن القيام بعمل مخالف للأعراف وغير الأخلاقي من قبل شخص عنصري ومعادي للإسلام على أنه يكون "الإعلان عن وقفة من أجل حرق القرآن في السويد" أثار غضب المسلمين وتسبب بقلق العديد من الأحرار والمطالبين بالعدالة في مختلف أنحاء العالم.
إن هذا العمل الشنيع والسخيف مخالف لقواعد احترام المقدسات الدينية، والمعتقدات وعادات الشعوب في مختلف العالم، وإنه يزلزل ويهدد أسس التعايش السلمي والمبادرة إلى استتاب السلام والمحبة والإخاء بين الشعوب ومختلف أقوام العالم.
فبدوره المجمع العالمي لأهل البيت (ع) وباعتباره مؤسسة دولية غير حكومية ويحمل على عاتقه رسالته الخطيره وهي ارتفاع مستوى الوعي في المجمتعات الإسلامية، وكذلك واجبه الإنساني والإلهي تجاه تعزيز أصول المحبة والتعايش السلمي واحترام الثقافات، والعادات والتقاليد والمعتقدات الدينية والمقدسات وأتباع جميع الديانات، يدين بشدة مثل هذه الأعمال التي تسبب الفرقة والكراهية.
ما يدعو للإسف الذريع هو إصدار تصريح غير الشرعي وغير الصحيح من قبل السلطات السياسية وشرطة الحكومة السويدية لجماعة معادية للإسلام الذين ليس لهم حظ من العقلانية والمعنوية والإنسانية، وليس لديهم أي معرفة عن رسالة كتاب المسلمين السماوي، نعنى به القرآن الكريم.
فإن المجمع العالمي لأهل البيت (ع) فضلا عن إدانته الشديدة لهذا العمل الإجرامي وغير الحكيم يطالب الدولة السويدية وقوات أمنها وشرطتها أن تلغي هذا التصريح على أسرع ما يمكن للحد من التصعيد وجراحة مشاعر المسلمين في هذا البلد وسائر بلدان العالم.
كما يطالب المجمع العالمي لأهل البيت (ع) إدارات الدول الإسلامية، ومنظمة المؤتمر الإسلامي، والعلماء ومراجع الدين العظام، والمنظمات والجمعيات الدولية وجميع المفكرين والمثقفين، وقادة الديانات ومن لهم شخصية حقيقية أو قانونية ولديهم القدرة على القيام بمختلف الإجراءات كتنوير الرأي العام، والاحتجاج على الأعمال المسيئة لمقدسات الديانات والمطالبة من الشعب السويدي ومسؤولي دولتهم سواء من يعمل في القسم الثقافي والديني لأجل الحد من هذه الكارثة، وذلك بمختلف السبل، وبصراحة وقوة أن يعلنوا عن مخالفتهم لهذه الحركة غير الإنسانية وغير الصحيحة، بصوت عال وبصرخة مدوية ومؤثرة.
ويطالب المجمع أيضا من عامة الناس ــ خاصة المسلمين في السويد ــ أن يحافظ على هدوئهم وعدم القيام بأعمال مماثلة للحد من تصعيد هذه الأوضاع المتأزمة، وفي الوقت نفسه يدعوهم بأي شكل كان أن يقوموا بصدور بيانات تعرب عن إدانتهم والإعلان عن احتجاجهم في وسائل الإعلام والصفحات الاجتماعية، كي يمنعوا من تحقيق هذه الحركة الشنيعة.
إن الإسلام دين المحبة والاحترام، والسلم، والسلام، والعدالة، ومن واجب جميع المؤمنين والمسلمين الحفاظ على حرمة المقدسات الإلهية والكتب السماوية خاصة القرآن الكريم.
سائلين الله تعالى أن يمن على جميع الشعوب ـ منهم هؤلاء الجهلة الذين ليس لديهم معرفة من رسالة الإسلام حول بناء الإنسان الكامل والكتاب السماوي، وهم في أسر الوساوس الشيطانية الظاهرية والباطنية حتى جرحوا مشاعر المسلمين وتسببوا بأذاهم ــ الهداية والنجاة، وندعو الجميع إلى السلم والسلام والسعي لبسطهما في أرجاء العالم، على أمل أن يأتي ذلك اليوم الذي نشاهد فيه ازدهار الحق والعدالة والخلاص من ظلمة الجهل والاضطهاد في جميع المعمورة.
والسلام على من اتبع الهدى
المجمع العالمي لأهل البيت (ع)
25 أغسطس 2020 م.
والجدير بالذكر، إن "راسموس بالودان" مؤسس وقائد حزب يميني متطرف في الدنمارك وبطلب من المتطرف والعنصري السويدي "دان بارك" من المقرر أن يحرق نسخة من القرآن الكريم، وذلك في وقفة للعنصريين يوم الجمعة المقبلة الموافق 28 أغسطس 2020 م أمام مسجد في أحد أحياء مدينة مالمو السويدية الذي يقطنه المسلمين، وتزامنا مع صلاة الجمعة التي يقيمها المسلمين.
والغاية من تنظيم هذه الوقفة ــ والمستغرب من تصريح سلطات السويد لتنظيم هذه الوقفة ــ هي الاحتجاج على ما سمي من قبل منظمي هذه الوقفة "وتيرة أسلمة السويد".
أحرق بالودان ربيع سنة 2019 نسخة من القرآن الكريم في حي يسكنها المسلمين في العاصمة الدنماركية كوبنهاغن وفي مسافة تبعد عن المسلمين 100 متر، وذلك بعد أيام من مجزر المسلمين على يد العنصري في نيوزيلندا، ما تسبب بتوتير الأوضاع آنذاك.
.....
انتهى/ 278