وكالة أهل البيت (ع) للأنباء

المصدر : وكالات
الثلاثاء

١١ أغسطس ٢٠٢٠

١٢:٥٢:٣٩ م
1061958

كاتب اميركي يتوقع تفجير ترامب للوضع في بلاده بخسارته في الانتخابات

شبّه الكاتب الأميركي توماس فريدمان الوضع في بلاده بالوضع في لبنان وتوقع أن يقوم ترامب بتفجير الوضع اذا خسر في الانتخابات.

وفقا لما أفادته وكالة أهل البيت (ع) للأنباء ـ ابنا ـ أشار فريدمان -في مقال له بصحيفة نيويورك تايمز (New York Times) الأميركية- إلى أنه عندما سمع أخبار الانفجار الرهيب الذي هزّ العاصمة اللبنانية بيروت في 4 أغسطس/آب الجاري، والتكهنات المتعلقة بمن يقف وراءه، عادت به الذاكرة إلى حوار دار في حفل عشاء قبل 40 سنة في منزل مالكولم كير، الذي كان حينها رئيسا للجامعة الأميركية في بيروت، حيث علق أحد الضيوف على عواصف رعدية غير عادية مصحوبة بالبرد كانت قد ضربت بيروت خلال الليلتين السابقتين.

وأدلى الحضور بآرائهم بشأن الطقس القاسي، قبل أن يسأل مالكولم ضيوفه -على سبيل السخرية- "هل تعتقدون أن السوريين مسؤولون عن ذلك؟".

وعلّق فريدمان بأن سؤال مالكوم كان يسخر من ميل اللبنانيين إلى تفسير كل شيء على أنه مؤامرة، كما أنه أيضا كان يشير إلى أمر أعمق يتعلق بالمجتمع اللبناني، وينطبق أيضا على أميركا اليوم للأسف، وهو حقيقة أنه في لبنان -في ذلك الوقت وحتى يومنا هذا- أصبح كل شيء مسيسا، حتى الطقس.

وقال فريدمان إن أميركا أصبحت أشبه بدولة شرق أوسطية، لدرجة أن اللبنانيين بينما كانوا يستنتجون أن انفجار بيروت كان بسبب حادث حقيقي، كان الرئيس الأميركي دونالد ترامب يتحدث كما لو كان قائد مليشيا في بيروت، معلنا أن الانفجار لا بد أنه نجم عن مؤامرة، مصرحا بأن جنرالات جيشه أخبروه أن ما حدث "كان هجوما، لقد كانت قنبلة من نوع ما".

وأشار الكاتب إلى أن الولايات المتحدة باتت تشبه لبنان وغيره من دول الشرق الأوسط من ناحيتين: أولاهما، أن الخلافات السياسية أصبحت عميقة لدرجة أن الحزبين اللذين يتصدران المشهد السياسي الأميركي، أصبحا شبيهين الآن بالطوائف الدينية في صراعهما العبثي على السلطة.

ففي حين تنقسم الطوائف اللبنانية إلى "شيعة وسنة وموارنة"، فإن الطوائف الأميركية تنقسم إلى "ديمقراطيين وجمهوريين"، بيد أن الطوائف الأميركية الآن تتصرف تماما مثل القبائل المتنافسة التي ترى أنها يجب أن تحكم أو تموت.

أما وجه الشبه الثاني -بحسب فريدمان- فهو أن كل شيء في الولايات المتحدة أصبح مسيسا، تماما كما هو الحال في الشرق الأوسط، من المناخ إلى الطاقة، وحتى أقنعة الوجه التي يرتديها الناس احترازا من وباء كورونا.

وحذّر فريدمان من أن المجتمع والديمقراطية كذلك يموتان في نهاية المطاف، عندما يصبح كل شيء مسيسا، إذ يؤدي ذلك إلى خنق نظام الحكم. أو بعبارة أخرى: عندما يكون كل شيء مسيسا، فإن ذلك يعني أن كل شيء يصبح متعلقا بالسلطة فقط، لا يوجد وسط، هناك فقط أطراف، وليست هناك حقائق، هناك فقط روايات مختلفة، أي لا يبقى سوى صراع الإرادات.

وأشار إلى أن هذه النزعة نحو تسييس كل شيء لا تؤذي أميركا فقط، بل تقتلها، وأن السبب في فشل ترامب الذريع في إدارة جائحة كورونا هو أنه التقى أخيرا بقوة لا يمكنه تشويه سمعتها وإبعادها من خلال تحويلها إلى شأن سياسي، ألا وهي الطبيعة.

وأعرب عن يقينه بأن ترامب إذا خسر في الانتخابات الرئاسية المقبلة في نوفمبر/تشرين الثاني من العام الجاري، فإنه لن يغلّب الصالح العام على مصالحه الخاصة ويغادر بهدوء.

وختم فريدمان مقاله باقتباس للفيلسوف اليهودي موشيه هالبرتال، الذي قال إن "السياسة السليمة تحتاج إلى نقاط مرجعية خارج ذاتها لكي تزدهر، تحتاج نقاطا مرجعية للحقيقة ومفهوما للصالح العام. وعندما يغيب مجال الصالح العام عن السياسة، فعند ذلك تنهار المجتمعات، هذا ما حدث في لبنان وسوريا واليمن وليبيا والعراق، وهو ما يحدث ببطء في إسرائيل وأميركا".

.................

انتهى/185