وفقا لما أفادته وكالة أهل البيت (ع) للأنباء ــ ابنا ــ وشرح الحديث على ما يلي:
سماللهالرّحمنالرّحیم
الحمدلله ربّ العالمین
فِی الکافِي عَنِ الباقِرِ علیهالسلام: "أَکثِر ذِکرَ الموت"(1) أي أكثر من استحضار الموت في عقلك؛ فكّر بالموت كثيراً.
"فَإِنَّهُ لَم یُکثِر ذِکرَهُ إِنسانٌ إِلَّا زَهِدَ فِی الدُّنیا"(2) لا يوجد أيّ إنسانٍ يُكثر من ذكر الموت دون أن يفقد رغبته في الدنيا.
مشكلاتنا الأساسيّة سببها الرغبة في الدنيا؛ مظاهر الحياة الدنيا هذه من مال وثروات وتجمّل وجمالات وسلطة وتجبّر وشأنيّة وأمثال هذه الأمور، التي هي كلّها أمور دنيويّة، الرغبة في هذه الدنيا وهذه المظاهر الدنيويّة تجعلنا نتزعزع. وليس الحال بأنّ هذه المظاهر الدنيويّة سيّئة؛ لا، «أَلمَالُ وَالبَنُونَ زِینَةُ الْحَیَاةِ الدُّنیَا» (3) ولم يُوبّخ أحدٌ على امتلاك المال أو الأبناء وتشكيل العائلة وأمثال هذه الأمور؛ ما يضرّنا هو الرّغبة المفرطة بهذه المظاهر التي تجرّ الإنسان إلى مفترق طريقين وإلى وجهة خاطئة؛ فلا يضحّي الإنسان حيث ينبغي له ذلك؛ ولا ينفق حيث يتوجّب عليه الإنفاق. هذه مشكلتنا الأساسيّة نحن البشر الضعاف في هذه الحياة الدنيا، الرغبة الجامحة بهذه الدنيا، حبّ الدنيا، الانبهار بالدنيا، ما هو علاج هذا الانبهار؟ ذِکرُ الموت، أَکثِر ذِکرَ الموت، إِکثار ذکر الموت؛ أن يستذكر الإنسان الموت بشكل متكرّر.
الهوامش:
1) الشافي، الصفحة ۸۷٦
2) المصدر السابق
3) شطرٌ من الآية ٤٦ من سورة الكهف المباركة "أَلْمَالُ وَالْبَنُونَ زِینَةُ الْحَیَاةِ الدُّنْیَا وَالْبَاقِیَاتُ الصَّالِحَاتُ خَیْرٌ عِندَ رَبِّکَ ثَوَابًا وَخَیْرٌ أَمَلًا"
.........
انتهى/ 278