وكالة أهل البيت (ع) للأنباء

المصدر : خاص ابنا
الثلاثاء

٢٨ يوليو ٢٠٢٠

٢:٠٧:٣٥ م
1058640

خلال ندوة "اهل بيت الرسول الأعظم عليهم السلام محور الحج الابراهيمي"؛

الشيخ كوناته: المجتمع الإسلامي لا يكون إبراهيميا محمديا في ظل الإنقياد لأئمة الكفر وكبراء المشركين

قال رئيس المجلس الأعلى للشيعة في ساح العاج: الأمة الإبراهيمية مضادة للشرك والإلحاد ومتبرأة من المشركين وأصنامهم وأوثانهم (إن إبراهيم كان أمة قانتا لله حنيفا ولم يكن من المشركين).

وفقا لما أفادته وكالة أهل البيت (ع) للأنباء ــ ابنا ــ انعقدت ندوة إلكترونية عبر الإنترنت تحت عنوان اهل بيت الرسول الأعظم عليهم السلام محور الحج الابراهيمي، وذلك برعاية المجمع العالمي لأهل البيت (ع) يوم الثلاثاء الموافق 7 ذي الحجة 1441 الساعة الثانیة مساء بتوقیت طهران .

ومن جانبه شارك رئيس المجلس الأعلى للشيعة في ساعل العاج الشيخ زكريا كوناته في هذه الندوة، وألقى كلمة قيمة فيه، تطرق خلالها إلى ملامح الحج الإبراهيمي في أربع نقاط.

وهذه النص الكامل لمحاضرته:

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله القائل في محكم كتابه العزيز: إن إبراهيم كان أمة قانتا لله حنيفا ولم يكن من المشركين
والصلاة والسلام على سيدنا محمد آل بيته الطيبين الطاهرين

أيها الإخوة الأعزاء والقادة الموالون في كل أنحاء العالم نرجو أن تتفصلوا بقبول تحياتنا العاطرة وتبريكاتنا وتهنئتنا لكم بمناسبة حلول هذه الأيام المباركة التي جعلها الله للمسلمين عيدا ولمحمد صلى الله عليه وآله ذخرا وشرفا ومزيدا بواسطة هذه الندوة الإليكترونية الإيمانية التي رتبها لنا المسؤولون المجاهدون المشكورون في المجمع العالمي لأهل البيت عليهم السلام لنتكلم معكم خلالها حول (تحقيق الحج الإبراهيمي وحل أزمات العالم الإسلامي والبشرية.)

فأقول لكم في البداية: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يقول الله سبحانه وتعالى: (إن إبراهيم كان أمة قانتا لله حنيفا ولم يكن من المشركين) سورة النحل: الآية 120
يقول الله سبحانه وتعالى: (وأذان في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتون من كل فج عميق) سورة التوبة الآية 3
فنريد أن نستفيد من مجموع هذه الآيات القرآنية الشريفة لنشير إلى بعض ملامح الحج الإبراهيمي التي نخلصها في النقاط التالية:

1.إن الحج الإبراهيمي قضية أساسية ومصيرية تتعلق بوجود وحياة وبقاء الأمة التوحيدية المحمدية قاطبة، وليست قضية فردية كما تتصور الغالبية الساذجة من المسلمين ولذلك يقول القرآن المجيد: (إن إبراهيم كان أمة قانتا...) أي أن النبي إبراهيم عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة وأتم التسليم كان بمفرده في ذلك الزمان الذي وقف فيه أمام الشرك، الكفر، الإلحاد والنفاق المتجسد في نمرود وملأه وإبراهيم يمثل أمة التوحيد، الإيمان، التقوى والعبودية المطلقة لله خالق الكون. وجعله الله سبحانه قدوة وأسوة حسنة للمسلمين حيث قال: (قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه إذ قالوا لقومهم إنا برآء منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبدا حتى تؤمنوا بالله وحده) سورة الممتحنة الآية: 4  ومن هنا نفهم معنى قوله تعالى في تعريف خليله إبراهيم لهذه الأمة المحمدية ( ملة أبيكم إبراهيم هو سماكم المسلمين من قبل وفي هذا..).

2.إن الأمة الإبراهيمية تتصف بالصفات الجوهرية التالية :

•إنها أمة  قانتة لله تعالى ، أي إنها امة مطيعة لله وحده وليست منقادة للقوى الشيطانية.

•إنها أمة مخلصة لله سبحانه في جميع أعمالها العبادية والثقافية والاجتماعية وغيرها (إن إبراهيم كان أمة قانتا...) والأمة الإبراهيمية التي تحققت على أرض الواقع على يد النبي الأعظم محمد –ص- هي الامة المخلصة لله ( وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة الدين دين القيمة ) سورة البينة – 5 ، ويؤكد القرآن المجيد على هذا المعنى في سورة البقرة – 238 ، بقوله تعالى : (حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وقوموا لله قانتين)

•الأمة الإبراهيمية مضادة للشرك والإلحاد ومتبرأة من المشركين وأصنامهم وأوثانهم (إن إبراهيم كان أمة قانتا لله حنيفا ولم يكن من المشركين ) ولذلك قال إبراهيم الخليل والذين كانوا معه لقومهم ( إنا برآء منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبدا  حتى تؤمنوا بالله وحده ) فالمجتمع الإسلامي لا يكون إبراهيميا محمديا في ظل التبعية والإنقياد لأئمة الكفر وكبراء المشركين بل عليه أن يجاهد بالنفس والنفيس  ليتحرر من قيود وأغلال هذه الأصنام الأرضية الناسوتية الباطلة  الزاهقة ....ليتحقق العبودية المطلقة في حياة الامة الإسلامية.

3.إن الحج الإبراهيمي لا يتم ولا يتحقق ولا يكون مقبولا مبررا عند المولى إلا مع الاعتقاد الراسخ بولاية اهل البيت وقبول وجود المعصوم وحضوره عند الكعبة. فحينما يقول الله مخاطبا خليفته: (وأذان في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتون من كل فج عميق) يريد منا أن نفهم ونؤمن ونقبل أن مضيق الحجاج الإبراهيمي هو الإمام المعصوم الموجود بين الناس في كل العصور والأزمنة ما دامت الكعبة قائمة. وأن الحاج يأتي للقاء الإمام عند الكعبة المشرفة ولذلك قال: (يأتوك) ولم يقل يأتوا الكعبة وبناء على هذه الحقيقة العرفانية قال المعصوم: إن تمام الحج لقاء المعصوم، قال المعصوم: أن من تمام الحج لقاء الإمام. وقال أبو جعفر عليه السلام: إنما أمر الناس أن يأتوا هذه الأحجار فيطوفوا بها ثم يأتونا فيخبروننا ولايتهم ويعرضوا علينا نصرهم.

4.وليتحقق هذا الحج الإبراهيمي يقول الله تعالى: وأذان من الله ورسوله إلى الناس يوم الحج الأكبر أن الله بريء من المشركين ورسوله فأن تبتم فهو خير لكم وإن توليتم فأعلموا انكم معجزي الله وبشر الذين كفروا بعذاب أليم.

فعندما تتبرأ الأمة الإبراهيمية المحمدية و المجتمع الإسلامي من المشركين في يوم الحج الأكبر كما جاء في هذه الآية القرآنية الشريفة وتضع بدها في يد الولي والإمام المعصوم او تجدد لها عهدها وبيعتها على النصرة والولاية المخلصة فإن جميع الأزمات التي تعانيها الأمة الإسلامية خاصة والأسرة البشرية عامة بسبب طوافها الفكري والثقافي والسياسي والاقتصادي حول هذه الأوثان الإيمبرالية الغربية والإلحاد الشرقي سوف تنحل تلقائيا وتنعم البشرية بالجرية الواقعية والرفاهية الحقيقية في ظل العبودية لله والإستسلام له لأنه نور السموات والأوض........ لا شرقية ولا غربية.


......
انتهى/ 278