وكالة أهل البيت (ع) للأنباء

المصدر : الاجتهاد
الأربعاء

٨ يوليو ٢٠٢٠

٧:٢٣:٤٥ ص
1053372

حوار مع الدكتور أحمد مبلغي؛

خصائص الشهيد الصدر "ره" المتميزة

عقلية الشهيد الصدر الفلسفية عندما دخلت وحضرت في الفقه، أعطت الفقه الحالة الإطارية. حقيقة أن عقليته كانت فلسفية تعني أنه كان لديه عقلانية تراكمية مجمعة.

وفقا لما أفادته وكالة أهل البيت (ع) للأنباء ــ ابنا ــ ما نقدم لكم حصيلة الحوار القناة الرابع في الجمهورية الإسلامية الإيرانية مع عضو مجلس خبراء القيادة؛ آية الله الشيخ أحمد المبلغي حول خصائص الشهيد الصدر “ره” المتميزة.

بسم الله الرحمن الرحیم

الشهيد الصدر كانت له صفات ذاتية ادت الى أن تتكون له افكاره، والى صيرورة تفكيره ذا طابع خاص، وهي مهمة.

عبقريته:

إحدى صفاته هي عبقريته. ظهرت هذه العبقرية في أفكاره؛ حيث إن تفكيره فوق النظرات المتكررة وأشكال الرؤية المغلقة، كان يتجه نحو تحديث الأفكار الموجودة وخلق الأفكار غير الموجودة.
في الأساس، تعني العبقرية تجاوز “الحالة المعتادة” و “النموذج المغلق”.

انسجامه الذهني:

كانت صفته الثانية أنه كان يمتلك عقلية منسجمة وجهازية، أي أنك عندما ترى منه فكرة، فهي ليست فكرة واحدة،
بل تتوفر مجموعة من المستلزمات والملزومات والأفكار المتناغمة والمتناسقة مع هذه الفكرة المقدمة من جانبه؛ لأن ذهنيته كانت ذهنية جهازية، وكان يفكر بشكل منسجم.

 التنظير القائم على أفكار الشهيد الصدر متاح للباحثين:

بالطبع، إذا أخذ شخص ما جملة منه وأراد أن يفكر فيها، فيمكنه – حتى إن لم يكن بالكامل وبكل الموارد – الكشف عن أفكاره المسبقة الكامنة وراء هذه الفكرة، وآرائه حولها، ونوعية نظرته إليها وأجزاء من الأفكار المتعلقة بها.

لذلك، من السهل الوصول إلى التنظير على أساس أفكار الشهيد الصدر في كثير من القضايا التي لم يقلها، والى النظريات التي لم يصرح بها ولم يعبر عنها، وذلك من خلال جملة صدرت وأمطرت من قلمه ولسانه أثناء مناقشاته؛ لأن عقليته كانت منظمة وجهازية؛ أعني، يمكنك أن تأخذ هذه الجملة وتفكر فيها، وفجأة تحصل على فكرة كبيرة.
وأحيانًا ما تحصل عليه، تؤكده بعض الكلمات الأخرى التي قالها في مواضع أخرى.

اقتراح:

من هنا أقترح ألا نذهب دائمًا إلى النظريات التي ذكرها وأطلقها، ونكررها فقط، لكن نذهب إلى أفكاره غير المنطوقة التي انعكست جذورها وملحقاتها في الجمل التي ذكرها، ثم نقدم هذه الافكار.

الملاصدرا أيضا كانت لديه عقلية جهازية، وكانت للعلامة الطباطبائي مثل هذه العقلية، والإمام الخميني كانت له فكرة أصولية منظمة، وبما أن أذهان هؤلاء كانت منسجمة، سيكون من السهل استكشاف هذه الشخصيات من حيث التفكير.

 ذو فقه إطاري:

عقلية الشهيد الصدر الفلسفية عندما دخلت وحضرت في الفقه، أعطت الفقه الحالة الإطارية. حقيقة أن عقليته كانت فلسفية تعني أنه كان لديه عقلانية تراكمية مجمعة.

وحيث يتسرب من الجرة، ما فيها – كما يقول المثل – فعندما تكون العقلية متماسكة، لا يمكن أن تنبثق وتتسرب منها فكرة ذات حالة الوحدة ( أي: لا ترافقها أفكار أخرى)، كما لا يمكن أن كانت هذه الفكرة غير مدروسة من قبل، وفكرة لم تأخذ بعين الاعتبار لوازمها وملزوماتها من قبل صاحبها في مرحلة مسبقة، من دون الفرق بين أن كانت ملاحظته حاصلة عن وعي أو عن غير وعي؛ فلا فرق؛ فان العبقري – بشكل عام – أقل عرضة للإدلاء ببيانات غير متناسقة، بل كلماته متناسقة، خاصة إذا كان قد فكر في الموضوع، والشهيد الصدر مشهور بالتفكير.

 تفكيره الأخلاقي:

ميزة أخرى للشهيد الصدر -والتي كان لها تأثير أيضًا على أفكاره- هي إنصافه الاخلاقي، يعني أن الإنسان الأخلاقي يفكر بشكل أفضل، من الرجل غير الأخلاقي.

وبما أن روح الشهيد الصدر و شخصيته ونفسه، كانت نقية وطيبة، فقد ساعده هذا النقاء على ان يفكر بشكل أفضل، ويرى بشكل أفضل، ويستمع الى الآخرين بشكل أفضل. ولذا فهو كان يستفيد من الآخرين بشكل مثالي، ويضيف قيمة علمية لأفكارهم.

في الأساس، لا تتعلق الأخلاق فقط بالسلوك، الأخلاق تعطي أفقًا جديدًا للعقل البشري. على سبيل المثال ، كان المحقق الأردبيلي رجلاً أخلاقياً ، وقد أثرت هذه الأخلاق على اجتهاده وأعطته مساحة للتفكير والخروج من الصور التكرارية والذهنية المنغلقة. فالاخلاق يمكنها أن تؤثر بشكل كبير على التفكير.

أرى هذه الخصائص الثلاث كخصائص ذاتية للشهيد الصدر.
.......
انتهى/ 278